عرض مشاركة واحدة
قديم 21-07-2014, 03:31 PM
المشاركة 6
  • غير متواجد
رد: سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد)
بسم الله الرحمن الرحيم



سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) 6



مراتب الوحي وأحواله :



وكمل اللّه له من مراتب الوحي مراتبَ عديدة:



إحداها:
الرُّؤيا الصادقة، وكانت مبدأَ وحيه صلى الله عليه وسلم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.



الثانية:
ما كان يُلقيه الملَكُ فيرُوْعه وقلبه من غير أن يراه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي أَنّه لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتكْمِلَ رِزْقَهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا في الطَّلَبِ، وَلاَ يَحْمِلَنّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَن تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ لاَ يُنَالُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ)).



الثالثة:
أَنّه صلى الله عليه وسلم كان يتمثَّلُ له المَلَكُ رجلاً، فيُخاطبه حتى يَعِيَ عنه ما يقول له، وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحياناً.



الرَّابعة:
أَنّه كان يأتيه في مثل صَلْصَلَةِ الجرس، وكان أَشدَّه عليه فَيَتَلَبَّسُ به الملكُ حتى إن جبينه ليتفصد عرقاً في اليوم الشديد البرد وحتى إن راسلته لتَبْرُكُ به إلى الأرض إذا كان راكبها ولقد جاءه الوحيُ مرةً كذلك، وفخذه على فخذ زيد بن ثابت، فثقلت عليه حتى كادت ترضُّها



الخامسة:
أنه يَرَى المَلَكَ في صورته التي خلق عليها، فيوحي إليه ما شاء اللّه أن يُوحِيَه، وهذا وقع له مرتين، كما ذكر اللّه ذلك في سورة [النَّجم: 7-13]



السادسة:
ما أوحاه اللّه وهو فوق السماواتِ ليلَة المعراج مِن فرض الصلاة وغيرها.



السابعة:
كلام اللّه له منه إليه بلا واسطة مَلَكٍ، كما كلّم اللَّهُ موسى بن عِمران، وهذه المرتبة هي ثابتة لموسى قطعاً بنص القرآن، وثبوتها لنبينا صلى الله عليه وسلم هو في حديث الإِسراء.



وقد زاد بعضهم مرتبة ثامنة وهي:
تكليم اللّه له كفاحاً من غير حجاب، وهذا على مذهب من يقول:
إنه صلى الله عليه وسلم رأىربَّه تبارك وتعالى، وهي مسألة خلاف بين السلفِ والخلف، وإن كان جمهور الصحابة بلكُلُّ هم مع عائشة كما حكاه عثمان بن سعيد الدارمي إجماعاً للصحابة.





زاد المعاد في هدي خير العباد



للإمام العلامة شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية