عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-2008, 10:40 AM
المشاركة 2
  • غير متواجد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الغيرة هي:

غريزة بشرية جعلها الله في الإنسان ، وهي نتاج تحولات القلب وجموح الغضب ، وهي محمودة إذا لم تخرج عن اطارها الطبيعي ، ومدمرة إذا انحرفت عن مسارها الطبيعي .


والغيرة صفة من صفات الله سبحانه وتعالى كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا أحد أغير من الله، ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن

ولما قال سعد بن عبادة رضي الله عنه: [لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غَير

مُصْفِحٍ] فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أتعجبون من غيرة سعد! والله

لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن
)

متفق عليه. وفي الصحيحين أنه عليه الصلاة والسلام قال: (إن الله يغار، وإن المؤمن

يغار، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه
). وفي الصحيحين


أما في موضوع غيرة الرجل :

هناك غيرة في الإطار الشرعي وهي محمودة وطيبة ،،،،،، وهي الغيرة على محارم الله وفق أوامر الله، ولا تتعدى الحدود التي سمح الله بها لهذا النوع من الغيرة ،،،،،،والدليل على ذلك ما قالته أمنا عائشة رضي الله عنها وعن أبيها :

قالت عائشة رضي الله عنها: [ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها] غيرة لله، وغيرة على دينه.

والثقة هي الخط الفاصل بين الغيرةالمحمودة والشك ،،،،،،،،،،فأي رجل يثق بنفسه أولاً وبأهله ثانياً ، لن يصل إلى مرحلة الغيرة المدمرة للأسرة بالكامل .


أما إذا سيطر الوسواس على قلب الرجل وبدأيشك في زوجته لأتفه الأسباب ، وأخذ

يضيق على زوجته العفيفة الطاهرة في كل صغيرة وكبيرة ، ويلصق بها التهم دون دليل

ملموس وواضح ،،،،،، فهذا التصرف يعتبر خنجر مسموم في قلب زوجته ، وتدمير لمنزل

الزوجية ، وتشريد للأبناء ، وبداية لسلسة طويلة من المشاكل بين الأسر ،،،وتصرف

الرجل هنا يدخل في دائرة الغيرة المرضية القاتلة التي تجتاح وتدمر كل ما هو جميل ونقي في الأسرة ، وهذه الغيرة أول من يكتوي بنارها الرجل نفسه ، وستكون نتائجها وخيمة عليه ، سيعاني منها زمناً طويلاً.

يجب على الرجل أن يسيطر على نفسه أن يحكم عقله قبل أي تصرف يندم عليه ،،

يجب أن يتأكد من صحة كل قرار أو رأي قبل البوح به ، يجب قبل هذا كله أن يحكم أوامر الله التي وضعها في محكم كتابه الكريم ، يجب أن يستشير من يثق بصلاحهم كي يساعدوه في حل هذه المعضلة أو المصيبة أو المشكلة التي تسيطر عليه .


وقال علي رضي الله عنه: لا تكثر الغيرة على أهلك فترمي بالسوء من أجلك.

وللزوجة دور في مساعدة الزوج في الشفاء من هذه المشكلة :

# فعلى الزوجة معرفة الداء كي تصف الدواء ، عليها معرفة سبب غيرة الزوج أولاً ، وبعد ذلك تبدأ بالإبتعاد عن كل ما يسبب الغيرة .
# عليها الصبر قدر الإمكان ، ومحاولة احتواء زوجها المريض بداء الغيرة ، وإذا لزم الأمر استشارت وبسرية من تثق بصلاحهم وحكمتهم .
# الوقوف بحزم أمام الزوج إذا زادت غيرته عن الحد لدرجة اتهام الزوجة بشرفها .


وفي النهاية أختم بهذا الحديث :

قال صلى الله عليه وسلم، كما رواه أبو داود والنسائى وابن حبان "إن من الغيرة غيرة يبغضها اللّه عز وجل وهى غيرة الرجل على أهله من غير ريبة "


دمتم بحفظ الله