الموضوع
:
مِنْ وَصآيا الرَسُولُ آلكَريمْ ~!{ 55 وَصيّة}
عرض مشاركة واحدة
12-03-2009, 10:54 PM
المشاركة
17
تاريخ الإنضمام :
Mar 2008
رقم العضوية :
17365
المشاركات:
53,311
رد: مِنْ وَصآيا الرَسُولُ آلكَريمْ ~!{ 55 وَصيّة} (( متجدد )
الوصية الــرابعــة .. لا تنسي أن لك حقوقاً
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
(
إن لجسدك عليك حقاً و لقلبك عليك حقاً و لأهلك عليك حقاً ،
فأعط لكل ذي حقاً حقه
) ..
ما هلكت أمة إلا بعد أن نسى أبناؤها حقوقهم أو سكتوهم عنها ..
هل يقف في وجه الظالم إلا من يعرف حقه المهضوم ؟
الظلم والعدوان صفة بشرية سائدة في الناس ،
لهذا السبب توضع القوانين والشرائع لكي تحول بين الناس
و بين الأعداء على الآخرين ،
فتعاقب المعتدي و تعيد الحق للمعتدي عليه ولكن..
كيف يمكن للقانون أن يتدخل إذا لم يشك المعتدي عليه؟
وكيف سيعرف الناس أن هناك ظلماً إذا كان صاحب
الحق لا يطالب بحقه و لا يهتم به؟
لقد وضع الإسلام قوانينه و أحكامه و شرائعه لتطبق ويحول دون
اعتداء الناس على بعضهم البعض ، وعلم المسلم أن لا يسكت
عن حقه إذا حاول أحد أن يعتدي عليه ، و عندما نظم العلاقة
بين الرجل والمرأة جعل للرجل على المرأة حقوقاً يجب على المرأة
يجب عليها أن تؤديها ، لكنه في ذات الوقت جعل للمرأة على الرجل
حقوقاً يجب على الرجل بدوره أن يؤديها ، واعتبر التقصير من الطرفين
في أداء الحقوق هذه اعتداء إثماً من أحدهما على الآخر ،
وعندما سادت التربية الحديثة اللاإسلامية في المجتمعات الإسلامية
تركز وعي الناس على المطالبة بحقوق الرجل على المرأة و توسيع
هذه الحقوق لدرجة الاعتداء على حقوقها و شخصيتها ،
مما أدي إلى هضم حقوقها ،
فسكتت على مضض و استجارت بالله تدعوه ليل نهار ليخفف
عنها ما هي فيه ..
و كان لسان حالها يقول:
"
إنني لا أريد حقوقي و لكن خففوا عني هذا العبء الثقيل
"
ولم تكن نساء الرعيل الأول يرضين هذا السكوت المهين ،
بل كانت إحداهن تقف في وجه زوجها أو أبيها أو
أخيها إذا هضم حقاً من حقوقها ..
و قد حدثتنا سيرة هؤلاء النسوة عن امرأة رفضت رأي أبيها في تزويجها
من رجل لا تعرفه ، و شكت إلى النبي عليه السلام ذلك فأنصفها ،
وأظنك تذكرين قصة المرأة التي اعترضت على
عمر بن الخطاب
حين
أراد أن يحدد لهن المهور ، وواجهته بقوة ،
مدافعه عن حقوق النساء
فقال عمر :
أصابت المرأة وأخطأ عمر ولكن..
كيف يمكنك أن تطالبي بحقوقك و تدافعي عنها
في وجه الأعداء و الاستلاب إذا كنت لا تعرفينها ؟
و كيف ستثبتين تمسك بها و أنت لا تعرفينها ؟!!
اعلمي يا أختي المسلمة...
إن الحقوق التي أعطيت للرجل لا تختلف كثيراً عن تلك التي أعطيت للمرأة ،
وإن الدرجة التي
ذكرها القرآن الكريم بقوله:
(
وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ
) "البقـرة228" ..
لا تعدو اختلافاً في موضوعه الإنفاق عندما لا يكون لديك مال خاص بك ،
فإذا كان لك مال خاص و انتفى الإنفاق فإن هذه الدرجة لا تبقى
و تصبحين مالكة لكل حقوق الرجل ، ما عدا الإمامة الكبرى في رأي
بعض الفقهاء ، و هي مسألة خلافيه لا داعي لذكر تفاصيلها هنا ..
فإذا كنت تمتلكين إيماناً راسخاً والتزاماً قوياً و شخصية متماسكة ،
وتتسلحين بعلم طيب بأمور الدين و الدنيا ،
و تعرفين حقوقك التي فرضها الله لك فلن يستطيع أحد أن يظلمك
و لو حاول أن يفعل ذلك
فعليك أن تقفي بحزم و تقولي :
"
لا
" بملء فمك .. لأن الساكت عن حقه يفقده ..
أختي المسلمة .. أخي المسلم :
من أين سنأتي بالعدالة للناس و نحن نظلم أنفسنا وأقرب الناس إلينا ؟
وكيف نطالب بتحقيق العدالة و نحن نمارس الظلم ضد أخواتنا و أمهاتنا
وزوجاتنا و نحولهن إلى جواري بلا حقوق ، ونعلمهن الذل والخضوع والمهانة ؟!.
و كيف يا أختي المسلمة ستعلمين أبناءك العزة و الكرامة
وأنت لا تستطيعين الدفاع عن حقوقك التي فرضها الله لك؟
.. و أين شخصية المسلم القوية
التي وصفها القرآن بقوله :
(
أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ
) "سورة المائدة" ..
عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ،
وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك
الأصدقاءْ ..
وعظـَـمة ثرائك
تخلقُ
لك الْمنافقونْ
..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..
اللّهم أغفر "
لأم عبدالعزيز
" واسكنها جنات الفردوس الأعلى
واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
رد مع الإقتباس