عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2009, 10:54 PM
المشاركة 17

  • غير متواجد
رد: مِنْ وَصآيا الرَسُولُ آلكَريمْ ~!{ 55 وَصيّة} (( متجدد )





الوصية الــرابعــة .. لا تنسي أن لك حقوقاً

قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
(إن لجسدك عليك حقاً و لقلبك عليك حقاً و لأهلك عليك حقاً ،
فأعط لكل ذي حقاً حقه
) ..
ما هلكت أمة إلا بعد أن نسى أبناؤها حقوقهم أو سكتوهم عنها ..
هل يقف في وجه الظالم إلا من يعرف حقه المهضوم ؟

الظلم والعدوان صفة بشرية سائدة في الناس ،
لهذا السبب توضع القوانين والشرائع لكي تحول بين الناس
و بين الأعداء على الآخرين ،
فتعاقب المعتدي و تعيد الحق للمعتدي عليه ولكن..
كيف يمكن للقانون أن يتدخل إذا لم يشك المعتدي عليه؟
وكيف سيعرف الناس أن هناك ظلماً إذا كان صاحب
الحق لا يطالب بحقه و لا يهتم به؟




لقد وضع الإسلام قوانينه و أحكامه و شرائعه لتطبق ويحول دون
اعتداء الناس على بعضهم البعض ، وعلم المسلم أن لا يسكت
عن حقه إذا حاول أحد أن يعتدي عليه ، و عندما نظم العلاقة
بين الرجل والمرأة جعل للرجل على المرأة حقوقاً يجب على المرأة
يجب عليها أن تؤديها ، لكنه في ذات الوقت جعل للمرأة على الرجل
حقوقاً يجب على الرجل بدوره أن يؤديها ، واعتبر التقصير من الطرفين
في أداء الحقوق هذه اعتداء إثماً من أحدهما على الآخر ،
وعندما سادت التربية الحديثة اللاإسلامية في المجتمعات الإسلامية
تركز وعي الناس على المطالبة بحقوق الرجل على المرأة و توسيع
هذه الحقوق لدرجة الاعتداء على حقوقها و شخصيتها ،
مما أدي إلى هضم حقوقها ،
فسكتت على مضض و استجارت بالله تدعوه ليل نهار ليخفف
عنها ما هي فيه ..
و كان لسان حالها يقول:
"إنني لا أريد حقوقي و لكن خففوا عني هذا العبء الثقيل"
ولم تكن نساء الرعيل الأول يرضين هذا السكوت المهين ،
بل كانت إحداهن تقف في وجه زوجها أو أبيها أو
أخيها إذا هضم حقاً من حقوقها ..



و قد حدثتنا سيرة هؤلاء النسوة عن امرأة رفضت رأي أبيها في تزويجها
من رجل لا تعرفه ، و شكت إلى النبي عليه السلام ذلك فأنصفها ،
وأظنك تذكرين قصة المرأة التي اعترضت على عمر بن الخطاب حين
أراد أن يحدد لهن المهور ، وواجهته بقوة ،
مدافعه عن حقوق النساء فقال عمر :
أصابت المرأة وأخطأ عمر ولكن..
كيف يمكنك أن تطالبي بحقوقك و تدافعي عنها
في وجه الأعداء و الاستلاب إذا كنت لا تعرفينها ؟
و كيف ستثبتين تمسك بها و أنت لا تعرفينها ؟!!




اعلمي يا أختي المسلمة...
إن الحقوق التي أعطيت للرجل لا تختلف كثيراً عن تلك التي أعطيت للمرأة ،
وإن الدرجة التي ذكرها القرآن الكريم بقوله:
(وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) "البقـرة228" ..

لا تعدو اختلافاً في موضوعه الإنفاق عندما لا يكون لديك مال خاص بك ،
فإذا كان لك مال خاص و انتفى الإنفاق فإن هذه الدرجة لا تبقى
و تصبحين مالكة لكل حقوق الرجل ، ما عدا الإمامة الكبرى في رأي
بعض الفقهاء ، و هي مسألة خلافيه لا داعي لذكر تفاصيلها هنا ..
فإذا كنت تمتلكين إيماناً راسخاً والتزاماً قوياً و شخصية متماسكة ،
وتتسلحين بعلم طيب بأمور الدين و الدنيا ،
و تعرفين حقوقك التي فرضها الله لك فلن يستطيع أحد أن يظلمك
و لو حاول أن يفعل ذلك فعليك أن تقفي بحزم و تقولي :
" لا " بملء فمك .. لأن الساكت عن حقه يفقده ..

أختي المسلمة .. أخي المسلم :

من أين سنأتي بالعدالة للناس و نحن نظلم أنفسنا وأقرب الناس إلينا ؟
وكيف نطالب بتحقيق العدالة و نحن نمارس الظلم ضد أخواتنا و أمهاتنا
وزوجاتنا و نحولهن إلى جواري بلا حقوق ، ونعلمهن الذل والخضوع والمهانة ؟!.
و كيف يا أختي المسلمة ستعلمين أبناءك العزة و الكرامة
وأنت لا تستطيعين الدفاع عن حقوقك التي فرضها الله لك؟

.. و أين شخصية المسلم القوية التي وصفها القرآن بقوله :
(أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) "سورة المائدة" ..






عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..