عرض مشاركة واحدة
قديم 17-08-2008, 01:31 PM
المشاركة 2

 

  • غير متواجد





المقال الثاني

العنوان ::

الشكوى لغير الله مذلة


°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°2°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°



الشكوى لغير الله مذلة


يقول الله سبحانه وتعالى : { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } البلد 4

أي في مشقة وعناء ومكابدة لأمور الدنيا وشدائدها وآلامها .

بمعنى أن الأحزان المصائب بتفاوتها شي طبيعي في حياة كل إنسان، فلا أحد يخلو منها .

لكن الشيء الغير طبيعي – إن صح التعبير – هو كثرة شكوى بعض الأشخاص لغيرهم من البشر وتبرهم حتى من أتفه الأمور ّ!

فالواحد يستغرب عندما يجد أشخاصا إذا وقع بهم أي أمر صغير كان أو كبير، تجده مباشرة يذهب وأول شخص يقابله أو يهاتفه، أو حتى يحادثه عبر الماسنجر، يبدأ ويشتكي له ويتباكى ويسرد له كل ما حل به، ويطيل الحديث حول ذلك ويكبر الموضوع ويهوله !

بل أحيانا يدخل أقرب منتدى إليه ثم يكتب أمام عامة القراء ويتحدث عن أحزانه وأموره الخاصة ويشرح بالتفصيل الممل !!

سبحان الله !

وكأنه هو فقط من لديه مصائب وأحزان، والناس جميعهم سعداء !

ثق يا من تكثر الشكوى أن جميع الناس لديهم ما يكفيهم من هموم ومشاكل وأحزان، وليسوا بحاجة لسماع المزيد .

بل اعلم أن فعلك هذا ينفرهم منك، ويجعلهم يتحاشون لقاءك .

أخي – بارك الله فيك – جميل أن نعود أنفسنا على مصاعب الحياة، وأن نتأقلم معها، وأن لا نكون ضعفاء وعند أتفه الأمور نبحث عمن نشتكي له !

ثم لنحاول دائما أن نحل مشاكلنا وأن نتجاوزها بمفردنا، وأن لا نهتم كثيرا بإفشاء أسرارنا وأحزاننا، ولا نجعل الشكوى – أبدا - من أولوياتنا .

جميل أن لا تكون جميع أوراقنا ومحطات حياتنا مكشوفة عند الكثيرين .

ولنعلم جيدا أن الناجح هو من يقلل الشكوى ويرضى بقضاء الله وقدره، ويحمد الله على كل حال .

والناجح هو من يستطيع أن يتعامل مع مشاكله ويتجاوزها .

والناجح هو من يبتسم في أحلك الظروف وأقساها .

والناجح من ينظر للحياة بنظرة مشرقة ملؤها التفاؤل والسعادة .

وحتى لا يفهم كلامي خطأ ، أو اتهم بالحيف والظلم، فأنا لا أقول اكتموا أحزانكم ولا تفضفضوا لأي أحد ، لأ ..

بل أحيانا – أقول أحيانا - يحتاج الشخص لمن يستشيره ويشتكي إليه .

أنا أقول احمدوا الله على حالكم، وإن أردتم الشكوى فالجؤوا دائما إلى الله سبحانه وتعالى .

وإن أحببتم اللجوء للبشر، فلتنتقوا الأشخاص الذين تشتكون لهم ولتقللوهم، ولتبحثوا وتحرصوا، لتحسنوا في اختيار من يستحق أن تستودعوهم أسراركم، ومن تحسون أن لديه القدرة في مساعدتكم، فليس كل واحد مؤهل لذلك .

وأقول لنعود أنفسنا على اللجوء إلى الله أولا وآخرا، ولنقوي في أنفسنا الإيمان بقضاء الله وقدره، ومن ثم نرضى به .
ثم لنتفاءل ونبتسم ونبتسم ونبتسم لنسعد .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ


إن من قصور وخطأ فمن نفسي والشيطان،
وإن من صواب فمن الله سبحانه .

والله أعلم .




نجم المقال "الثاني"