عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-2006, 04:34 AM
المشاركة 20
ShoOoOoMi
عضو تألق بحضوره
  • غير متواجد
(6)

ركضت إلى غرفته بدون أن أشعر

وفتحت الباب لأجد أبي في سريره ممدداً وتحيط

به الأسلاك من كل الجهات والأجهزة تملئ الغرفة

لقد تغيرت غرفته ...

فدخلت وسلمت عليه لم أجد من حوله إلا الطبيب ...

فسألني الطبيب من أنت ؟؟؟

فهوا لم يرني إلا اليوم ولم يتوقع أنني أحد أبنائه مع أن الشبه كبير بيني وبين أبي ...

فصمت لم أعرف بماذا أجب ...

لكن سرعان ما أجاب أبي بقوله : إنه أبني فدعه وأنصرف ؟؟..

فخرج الطبيب من الغرفة بدون أن يتحدث ..

لم أتحمل المشهد أبعد أن كان أبي ذا قوة وجبروت أراه طريح الفراش ...

لا حول ولا قوة إلا بالله سبحان الله يمهل ولا يهمل ...

طلب مني الجلوس بجانبه فخضعت لأمره بدون أي كلمة وكأنني آله تخضع لصاحبها

... فمسك يدي وأخذ يقبلها ...

أبعدت يدي سريعاً عنه والمفاجأة تعلو وجهي : ما لذي تفعله؟؟

رد علي : يابني إنني ظلمتك كثيراً فدعني أقبل يدك لعلك تسامحني ....

فسكت تغيرت نظرات وجهي إلى العبوس

وكأنني أتحسس مرارة ما فعله بي
وأتذكر ظلمه بي وقسوته علي....

وطردته لي من هذا البيت....

وضربته التي لن أنساها ما حييت....

الآن تتذكر وتعتذر عن ما فعلته....

الآن تحس بأنك ظلمتني الآن وبعد فوات الأوان....

....وماذا يفيد الإعتذار....

أبعد ما كرهتك وكرهت أبوتك المزيفه...

أبعد ما أبعدت عن فكري فكرة أن تكون أنت أبي الحقيقي...

أبعد ما تخليت عني...

أبعد ما عزلتني عن الناس جميعاً ...

أبعد ما حرمتني من حبيبتي....

أبعد ما عودت جفني على الدموع ....

أبعد ما أصبح الحزن شيء من حياتي ....

أبعد ما تعودت على بعدك ....

أبعد ما أذقتني من كأس الموت...

تطلب مني وبكل سهولة....

(((أن أسامحك)))

لكنني لم أخبره عن ما كان يدور في بالي بل إكتفيت بالصمت ...

لاحظ أبي صمتي وعبوسي .. فقال: بني سعدت بمجيئك ..

فكأنه يسألني عن سبب مجيئي ......

لم أحب أن أفتح له الموضوع ... وهوا على هذا الحال فكتفيت بالرد ...

((((((أسعد الله أيامك))))))

فسألني أين إخوتك ... لما لم يأتوا ليسلموا علي اليوم ...

نظرة إليه نظرة إشفاق ....

الكل أبتعد عنه حتى أبنائه المدللين...

لم يستحملوا جبروته

وهم لم يلاقوا ما لاقيته ... فكيف لو لاقوا..؟؟

أحزنني منظره ... ونسيت مرضي وتعبي والليالي التي عشتها وحيداً أواسي مرضي

ووحدتي نسيت أنني بقيت وحيداً لم يسأل أحد عني ولم يحزنهم منظري ولم يشفقوا

علي ...

استأذنت منه بالخروج وخرجت فرأيت الطبيب أمامي فسألته عن علة أبي

فأجابني بقوله : أدعوا له فإن سقوطه كان قوياً وإن ما هوا فيه الآن حال لا يعلم به إلا

الله فلقد اضطربت جمجمته و أختل التوازن بها فلا تأخذ منه كلمة فإنه لا يعي بما

يقوله الآن ....

فصرخت في وجهه ولما لا تأخذونه إلى المستشفى ...

فأجابني لقد جاءنا وهوا في حال يرثى لها وعملنا له اللازم وهوا لا يريد البقاء في

المستشفى ....وكما ترى أملئت غرفته بالأجهزة أي انه لا يحتاج أن يذهب إلى

المستشفى بل المستشفى أتت إليه ....

أدعوا له في الأربع وعشرين الساعة القادمة سيحدد مصيره إما شلل نصفي وإما أن

يحيا من جديد كما كان وإن حصل فهذه معجزه ...

فشكرته وتركته ومضيت إلى الغرفة المجاورة

وأنا اقول في نفسي ... أبعد أن توقعت أن أبي تغير ... يخبرني الطبيب بأنه لا يعي ما

يقوله ...

الشكوى على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

يتبع

بليززز تعليق أو نقد أو أي شيء

ابغى تعليقاتكم على القصه إيش إلي عاجبكم وإيش إلي لأ

وشكرا

مع تحياتي