قلمُ .. تعود أن ينام على
حلم .. ويستفيق على
ألم !!
يئن تحت وطأة أنامل تعبث به .. يمنة ويسرة .. دون هوادة
يعتصر ألماً .. ليترجم
نزف فؤاد مُتعب .. و
فكر مُرّهـَق
يقاوم .. يناضل .. يأبى الانصياع لهما في أحايين كثيرة .. يرفض .. يتوقف حد الجفاف
لكنه .. لا يستمر في عزوفه .. فتأخذه العاطفة وينساق خلفهما ثانية .. يُـنشِد ترانيم من الأعماق .. تختلف حسب الحالة
فبين عزف مفعم بالفرح .. حين النشوة .. وحين تحضر السعادة حتى وإن كانت عابرة .. مزيفة .. فكم يجيد هذا النوع من الاحتفال حتى ولو كان للحظات ...
وبين تقاسيم حزينة .. حد البكاء .. حين يصيب الفؤاد ما يصيبه من ألم .. وهنا .. حين يتوجّع .. يكون أكثر إبداعاً .. وهذا غريب !!
لكنه .. يتفرّد بلغته التي لا يجيدها إلا هو ..
ثرثرة تخصه فقط .. حتى وإن استقاها غيره ..
فتتراقص حروفه حزناً .. حتى يتصبب عرقها .. وترسم على الأوراق صوراً لا تفارق الذاكرة
وفي مناسبات أخرى .. يجنح للتعاطف مع حالة غيره .. وحين تجذبه الحالة .. ويشدّه الموقف .. يظهر بثوب أكثر أناقة
كون عاطفته صادقة مع الآخر .. نقية .. لا يسعى من وراءها للمحاباة أو التملّق !!
اختلفوا عليه .. بين مُعجبٍ به .. وكارهٍ له .. وبين محب يقرأ حرفه وينكر حبه .. ولص يستشف منه مفردته .. يستنسخ من ثرثرته .. حتى وإن كانت لا تستحق عناء التقليد ...
ولكنه في نهاية المطاف ..
لم يختلف مع أحد .. و
لم يختلف مع نفسه .. وهذا لعمري شرفٌ له .. شرفٌ لي !!
هذا القلم .. المُجهد حد الإعياء .. آن له أن
يستريح .. أو حتى يريح .. لا فرق .. طالما أنه سيفوز بالاسترخاء ..
اختيارياً
قلمي .. لقد أرهقتك بنزفي .. وأرهقتني بـ إباءك وأنفتك .. بأن يكون حرفك يستحق وإلا لن تخطه من أجلي .. فشكراً على أمانتك
والآن ..
عذراً قلمي .. فهنا ..
أعلن وأنا بكامل قواي العقلية ..
دفنك حياً ...
فعُد إلى غمدك .. واهنأ بنومٍ ليس به من الأحلام ما يؤرقك .. ولا من الكوابيس ما يزعجك .. ربما .. لن تستيقظ على ألم .. رغم أني أشك في ذلك !!
لن أرهقك ثانية بأطروحات كالتي نثرتها .. هنا .. سابقاً .. لن أتعبك .. بثرثرتي .. كما فعلت مؤخراً
لكن اسمح لي ..
سأسرقك أحياناً .. ربما في قضايا تهم الجميع .. ربما بـ
خواطري .. كون
نزف قلبي لن يتوقف ...
و
سأسرقك أكثر .. وأذهب بك هناك .. إلى
الهزل ..
مزاحي الذي لا يفارقني رغم الألم .. هناك .. حيث تتلامس القلوب بابتسامة .. وتتصافى بضحكة
أما
هنا ..
ستبقى نائماً .. إلى أن يشاء الله لك عودة أخرى .. إلى أن يأتي من ينجح في استثارة دوافعك .. في شحذ همتك !!
وإلى ذلك الحين .. سأخبر محبيك .. إن بقي لك محبين .. أن ينتظروك بشوقهم إليك !!
فـ
( وداعاً .. قلمي )
هنا .. كانت
آخر ثرثرة لسعد الرجه
في ذكرى الألم .. الجمعة 26/9/1427هـ
منتديات الأماكن