عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2009, 08:25 PM
المشاركة 2
فنووونه
عضو صافح الغيم
  • غير متواجد
الجزء الأول ..



كانت تسير في ممر الجامعة الطويل ...فاستوقفتها فاطمة بحديثها

_ ولاء ..حقيبتك جميلة .

_ اوووووه فوفو ..هذا من لطفك

_ هل من الممكن ان اعرف من اين اشتريتها ؟

ضحكت ولاء وهي تبتعد ..وتهز راسها يمنة ويسرة :

_ لااا ..ليس من الممكن.

كانت ولاء خفيفة الظل .. انيقة المظهر ..عذبة اللسان ..ذكية وجريئة..تهتم بتفاصيل الامور ..بينما تغفل مالا يستحق اهتمامها ..

لم تكن تبالغ في زينتها عند ذهابها الى الجامعة ..لكنها تبدو دائما بشكل ملفت ..







كذلك ..كانت تهتم بانوثتها الفطريه .فلم تكن تبالغ في ميوعتها ..ولم تكن تفرط حتى حد الخشونه .

جمالها الروحي فطري غير متصنع ..

بينما كانت تسير في ذلك الممر الطويل ..الطويل جدا ..قاصدة بوابة الخروج..رأت غطاء احدى الفتيات يتدلى من حقيبتها ..ثم راته يسقط بهدوء دون ان تشعر به ..

التقطته ولاء ولحقت بها ..ثم هتفت ..

_ اممممم ..يا قميل .

التفت الاخرى نحو الصوت ..

_ هذا لكِ...

قالته ولاء وهي تبتسم ..

ابتسمت الاخرى ..

_ شكرا لك .

تباعدت خطوات ولاء بخطى متلاحقة حتى توقفت عند البوابة .

ارتدت عباءتها وخرجت نحو سيارتها.

وحين استرخت ولاء على مقعد السيارة قليلا ..

اخرجت سماعات جوالها واضعة اياها في اذنيها.

هكذا كانت ولاء تقضي الاربعين دقيقة التي تقطعها كل يوم ذهابا من المنزل ورجعة من الجامعة..

تستمع احيانا الى محاضرة دينيه او علميه او حلقة لبرنامج تلفزيوني تكون قد حملتها من الانترنت.

وفي احيان اخرى كانت تستمتع بالاستماع الى اناشيدها المحببة.

كانت تعيش عالما اخر وهي واضعة سماعات الاذن على اذنيها..

وصلت ولاء الى المنزل..

وكانت ساعتها تشير الى الثانية عشر والنصف ظهرا ..

اتجهت الى غرفة والدتها..

فوجدتها في مصلاها تصلي الظهر ..

انتظرت حتى انهت صلاتها ..ثم فاجاتها بوضع يديها على عيني امها..

_ من ؟؟

قالته امها وهي تتحسس هاتين اليدين الناعمتين اللتان حطت على عينيها..وحين تحسست الخاتم الذي في اصبعها ..صرخت..

_ ولاء..مالذي اخرجك في هذه الساعة من الجامعة؟

ابتسمت ولاء ..

_ اشتقت اليك يا امي الحنون..

_ لولو ..

_ امممم ..حسنا

في الواقع أُلغيت المحاضرتين التاليتين لان المحاضِرة متغيبة.

_ هذا جيد ..سنتغدى جميعا نهار اليوم اذا..

_ بالتاكيد ماما.

غادرت ولاء الى غرفتها..

وضعت حقيبتها على اقرب رف..ثم خلعت عباءتها وعلقتها ..

ودخلت لدورة المياه تأخذ حماما..







We once had a Teacher
The Teacher of teachers,
He changed the world for the

better
And made us better creatures



كان هذا صوتها منبعث من دورة المياة وهي تنشد انشودة المعلم..

ولاء ..كانت تمتلك صوتا جميلا فاتنا ..

بعد ان انهت حمامها الدافئ..ارتدت ثوبها القطني الابيض ..ونامت قليلا..

كانت قيلولتها لا تتعدى النصف ساعه في كل يوم..

..

في المساء ..كانت ولاء ووالدتها مدعوتان لحفل احدى قريبات العائلة ..

ارتدت ولاء فستانا خربزي اللون













وكانت تضع مكياجا هادئا ..زادها انوثة وجمالا ..
استمتعت كثيرا في تلك السهرة ..

وعادت متعبة ... مسحت مكياجها على استعجال ثم اخذت حماما دافئا . وغطت في نوم عميق ..

...







في احدى الليالي ..وعندما كانت ولاء تقلب قنوات التلفاز ..

_ لولو ..حبيبتي ..تعالي ..أريدك في امر هام ..

كان هذا صوت امها ..

ارتبكت ولاء.. انها تخاف من أي امر هام ..وتصاب بالغثيان ..

لحقت بامها وهي تجر قدميها جرا ..

دخلت الام وادخلت ابنتها ..ثم اقفلت الباب بعدهما ..

ازداد الرعب الذي يسيطر على ولاء..

شعرت الام الحنون بذلك ..فاحتضنت ولاء بين اضلعها ..ولم تستطع ان تخفي دموعها ..

_ لولو ..حبيبتي ..ابنتي الصغيرة ..

لقد كبرت يا عزيزتي..

_ ماما ..مالامر ..اكاد ان اموت .

_ اسم الله عليك غاليتي ..اجلسي.

اجلست الام طفلتها ..ثم احتضنت كفيها بحنان بالغ ..







_ ولاء ..احمد ابن عمتك ..تقدم لخطبتك .

احمد شاب في الثلاثين ..متدين.. وخلوق ..طبيب ..يحمل شهادة الماجستير ..متخصص في طب العيون.

احمد شاب وسيم وذكي ..تذكره ولاء جيدا عندما كانت صغيره ..

عندما علمت ولاء من امها هذا الخبر ..ارتمت على صدرها واجهشت بالبكاء..

....









مرت الايام سراعا ..انهت ولاء اختباراتها الجامعية ..وانهت كذلك تجهيزها للزواج ..

ولم يتبق سوى ليلة واحد وترحل لعالم اخر ..عالم لاتعلم عنه قدر ماتجهل..

_ امي ..اشعر بقلق شديد .

_ لاعليك يا ابنتي ..ستمر الامور بسلام باذن الله..

_ اتمنى ذلك.

امي ..سانان في حضنك الليلة ..

ابتسمت الام..

_ لا لن يحصل ذلك ..قبل ان تصلي الليل بنيتي وتدعي الله بالتوفيق .

_ بالتاكيد امي ..لم اكن لاغفو دون او افعل ذلك.

...







كانت نبضات ولاء تقرع بشدة ..تكاد ان تغطي على صوت الدفوف التي تضرب بالقاعة ..

لكنها مع ذلك ..كانت تضحك ..وتبتسم ..وتسال عن الغائب ..

بدت ولاء في تلك الليلة كالقمر ليلة اكتماله ..

نامت كفايتها الليلة الماضية ..وبدت بشرتها متوردة جميلة



كان مكياجها هادئا وفاتنا في ان واحد ..

..

ابتسامتها التي ارتسمت على محياها فزادتها جمالا وفتنة ..

وطلت من بينها اسنانها التي كعقد اللؤلؤ ..

وللؤلؤ بولاء علاقة ازلية ..فلم تكن ولاء تدعى الا بلولو ..







مضت تلك الليلة كاجمل مايكون ..وذهبت ولاء مع ابن عمتها الى الفندق ..

وهناك ..وبعد ان تناولا عشاءهما ..كان السكون سائدا ..

قطع ذلك الصمت الرهيب كلمات احمد ..

_ ستنامين هنا في الغرفة ..اما انا فسانام بالصالة قريب منك ..

اذا احتجت أي شيء فلا تترددي في ايقاظي ..







صفعت كلماته ولاء بكل قوة ..

وضلت تحدق فيه بعينيها المغرورقة بالدموع وهو يغادر نحو الصالة ..

ولاتدري أي شيء يمكنها ان تفعله ..

بل لاتدري كيف ستمضي ساعت ليلة عمرها وهي بغرفة لوحدها ..وبقلب نازف ..





....


^
شكرا عشق الليل

يابيييييي فنووووونه خلصت امتحاناتها .