عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2009, 08:47 PM
المشاركة 3
فنووونه
عضو صافح الغيم
  • غير متواجد
الجزء الثاني ..
استلقت ولاء على السرير ... ورمت جسدها المتهالك ..

وظلت عيناها تذرف الدمع طويلا ..

ثم نهضت بثقل وخلعت فستانها الابيض .. الذي لم يعد ابيضا في عينيها..

ثم دخلت دورة المياة ..

اخذت حماما ..يرد انفاسها ...
ثم لبست معطفها وخرجت ..

بدلت ملابسها ..وارتدت بيجامتها .. وصلت الفجر ..ثم استرخت على السرير ..



ظلت تفكر فيما يمكنها ان تفعله ..

وعزمت ان لا تخبر احدا حتى تتبين لها الامور اكثر ..

وفيما هي غارقة في تفكيرها سرقها النوم في احضانه ليريحها من هذا التفكير المؤلم ..

في الساعة الثامنة صباحا استيقظت ولاء من نومها فزعة .

لم تكن اخذت كفايتها من النوم ..لكنها كانت معتادة ان تنام مبكرا وتصحو مبكرا .

تاملت ولاء ما حولها ..فتذكرت ان هذا النهار هو "صباحية عرسها" كما يقال بالعامية.

حين تذكرت ولاء ذلك اسندت راسها على السرير واجهشت بالبكاء.

كان بكاؤها مريرا جدا ..

في هذه الاثناء دخل عليها احمد ..ربما سمع بكاءها ..فلم يكن الفاصل بين غرفة النوم والصالة سوى ستار بنفسجي خفيف..

جلس احمد على طرف السرير ..ثم همس ..

_ انا اسف .







رفعت ولاء راسها من بين الدموع ..وقد اختلطت مشاعر الخوف والخجل بداخلها ..

ثم اكتفت بالنظر الى عينيه.. دون ان تنبس بكلمة.

_ ساطلب فطورا ..

قاله احمد ..ثم خرج..

قامت ولاء وبدلت ملابسها ..







ووضعت ماكياجا ناعما يناسب طلة الصباح ..

ثم سرحت شعرها ببعض البنس ..

وخرجت اليه ..

كان متسندا على الاريكة ينظر الى شاشة التلفاز..

فاسترخت على طرفها بحياء..

احس بها فالتفت ..ثم اعاد بصره مرة اخرى الى التلفاز ..وظل صامتا ..

وعندما جاء الفطور ..أفطرا سويا ..وظلت جالسة معه مقابل التلفاز حتى اصابها الملل..

فغادرت الى غرفة النوم ..

ثم اخذت ترتب اغراضها ..

وبعدها اخرجت كاميراتها وظلت تلتقط الصور من شرفة الغرفة المطلة على الحدائق والبحيرات ..

وتلتقط الصور لفستان زفافها المعلق .. والملطخ بالدموع التي تراها دون ان يراها غيرها ..

لان سرها بداخلها وحدها فقط ..

كانت تحب التصوير كثيرا .. وتحب ان تبقى الصور شاهدا على ذكرياتها وان كانت اليمة ..

..

عند الساعة الثالثة قبيل العصر خرج العريسان من الفندق ..

وعندما وصلت الى بيت اهلها ..نزل احمد معها ليسلم على اهلها ..

خط الابتسامة على وجهه ..وكانت للمرة الاولى تراه فيها مبتسما ..

وبعد ان تناول فنجان قهوته غادر المكان ..







وهي لا تدري مالذي سيحدث بعد ذلك ..

سالتها امها عندما كانتا منفردتين ..

_ ولاء هل انت سعيدة؟


تحشرج صوتها ..فلم تعتد ان تكذب على امها ..ثم ارتمت على صدرها واجهشت بالبكاء..

وحين استقرت انفاسها ..

_ نعم سعيده يا امي ..سعيدة جدا ..لكنني افتقدك كثيرا..

ولا اعرف كيف ساعيش بعيدا عنك.

قالته ولاء وهي تمسح دموعها بيديها..

فاحتضنتها امها ..وربتت على ظهرها ..وهي تقول ..

_ لست بعيدة يابنيتي ..بل انت اقرب الي من روحي ..

زواجك هو سعادتي يا ابنتي ..وغدا تاتين لنا بالاطفال الذين يغمرون سعادتنا سعادة..

ابتسمت ولاء والالام بداخلها تصهر احشاءها .

_ احبك يا امي ..







عند الخامسة والنصف مساء ..كانت ولاء ووالدتها يستعدان للخروج الى المشغل لحضور الوليمة التي اعدتها عمتها ام احمد في منزلها بمناسبة زفافهما ..

وفي هذه الاثناء ..جاء عمر اخو ولاء الصغير هاتفا ..

_ ولاء ..احمد عند باب المنزل يقول انه يريد اصطحابك الى المشغل ..

ضحكت الام ..وقالت مازحة ..

_ الحمدلله اراحني احمد من هذا المشوار ..

ابتسمت ولاء وقد نضحت السعادة من عينيها ..

_لم لا ترافقيني يا امي ..لا احب ان اذهب وحدي ..

ابتسمت الام وقالت ..

_ لا يا مدام ولاء لم تعودي صغيرة يا ابنتي .

ابتسمت ولاء وارتدت عباءتها ثم قبلت والدتها وغادرت المكان ..

ركبت السيارة بهدوء بالغ ..ثم اغلقت الباب ..ومن ثم اعتدلت في جلستها وهتفت ..

_ السلام عليكم.

_ وعليكم السلام.

سكتت ولاء برهة ثم قالت ..

_ كيف هم اهلك ؟

جاء رده مقتضبا ..

_ بخير .


تضايقت ولاء قليلا ..والتزمت الصمت ..وغاصت في دوامة تفكير عميقة واليمة .







ثم قطع تفكيرها صوت احمد ..

_ وصلنا .

_ حسنا شكرا .

_ حولت لك مبلغا على حسابك ..

ردت ولاء على استحياء..

_ شكرا ..لطف منك.

نزلت ولاء وكانها علامة استفهام كبيرة ..من الحيرة التي لازمتها ..

فلم تكن تعرف كيف تفسر تصرفاته.

وبعد ان خرجت من المشغل ..اتجها الى شقتهما ..

دخلت ولاء غرفة نومها وارتدت فستانها النيلي المناسب لعروس مثلها في وليمة عائلية صغيرة نوعا ما ..







كان المدعوون لدى عمتها.. اهلها وعمها خالد وافراد اسرته وعمها ماجد وزوجته وجدتيها وخالتيها فقط..

عندما انهت استعدادها ..نظرت الى نفسها ..فابتسمت ..لقد بدت جميلة جدا ..

خرجت من غرفة نومها ..فوجدت احمد بانتظارها في الصالة ...

عندما وقع نظره عليها ..

استقرت نظراته برهة ليست بيسيرة ..ثم صرف نظراته بقسوة دون ان يبدي اعجابه الذي كان واضحا..

اصابها الغيظ من تصرفاته ..

لكنها الجمت غيظها .. ورشت العطر ثم استنشقته لتغير تعكر مزاجها ..

ثم رددت بداخلها ..

سعادتي بداخلي .. ولا احتاج ان يبذلها لي احد ..

سعادتي بداخلي ولن ينتزعها مني احد..







كانت تردد ذلك في اثناء ارتدائها عباءتها ..

ثم خرجت الى السيارة ..

وعندما وصلت الى بيت عمتها .. كانت سعيدة جدا ..وكانوا اكثر سعادة برؤيتها..

ضلت تضحك كثيرا وتعلق وتبتسم ..

وكانها تعوض الحرمان الذي طالها ليلة عمرها .

ثم عادت بعد انتهاء الوليمة الى بيتها باصطحاب زوجها .

مر اسبوع كامل عليهما ككل يوم ..

وفي احد الايام ..وبينما كانا يتناولان طعام الغداء..

قال احمد ..

_ ولاء.

انتفضت ..كانت المرة الاولى التي تسمعه ينطق اسمها من بين شفتيه ..






ابتسمت ..ثم رفعت مقلتيها الى مستوى مقلتيه ..

_ اريد ان اناقشك في موضوع هام .. عندما تنهين طعامك ستجدينني في انتظارك ..

ثم قام متجها الى المغسلة ليغسل يديه ..

احست بتوعك شديد ..

ليته يعلم كم تكره المواضيع الهامة ..

يكاد ان يقتلها الرعب عندما يهمس لها احدهم بذلك ..

لم تستطع ان تكمل طعامها ..

وظلت تتنفس بعمق مرارا حتى تخفف حدة التوتر لديها ..

ثم قامت لتغسل يديها بينما كان ينتظرها على الكنبة مقابل التلفاز ..

جلست بهدوء ..

يفصل بينها وبينه مقعد واحد ..

راته يتوجه اليها بكل جسده وهو يتوه بنظراته حولها ..

ثم قال لها بعد جهد جهيد ..

_ ولاء ..انا اسف ..لا استطيع ان اظلمك اكثر ..والخيار لك ..

ان شئت الاستمرار او الانفصال ..







كانت كلماته صفعة قوية على وجهها ..كادت ان تسقط من وهل الصدمة ..

لقد حطم كبرياؤها ..

واغتال احلامها ..







حدقت فيه طويلا دون ان تنطق ..ودون ان تسال لها دمعة.. ثم قامت الى غرفتها واغلقت الباب ..

وهناك ..

ظلت تبكي كثيرا ..

وتغوص بداخل الامها الموجعة ..

وظل الوجع يهدهدها على فراشها حتى احتضنها النوم ..وانساها جراحها النازفة .


^
شكرا عشق الليل

يابيييييي فنووووونه خلصت امتحاناتها .