عرض مشاركة واحدة
قديم 20-05-2009, 04:35 PM
المشاركة 2
ترآنيم الغرآم
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: :: ~ { هل الـ ج ـــمآل أهم من الدين ..!. } ~ ::






:: ~ { هل الـ ج ـــمآل أهم من الدين ..!. } ~ ::





ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم :
(تنكح المرأة لأربع : لمالها , ولحسبها ,ولجمالها , و لدينها , فاظفر بذات الدين تربت يداك )
البخاري (243 3) و مسلم (10862)



وقوله صلى الله عليه وسلم:
( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض )
الترمذي (1084)




هل المعنى أن لااعتبار لأي شيء آخر سوى الدين ؟!

أعتقد أن الذي يفهم من الحديثين السابقين هذا الفهم فقدألغى اعتبارات كثيرة ومن أهمها أسباب الألفة و المودة في الحياة الزوجية
وأيضاً قد حمّل كلام النبي صلى الله عليه وسلم أكثر مما يحتمل .

لايختلف اثنان من المسلمين أن ذروة سنام النكاح و رأس أمره الدين , وأن خيرمتاع الدنيا الزوجه الصالحة فالدين هو الأصل , لكن من قال للناس
لا تعطوا الجمال والمال و الحسب الاعتبارأي إعاتبار, ألم يقل حبيبنا صلى الله عليه وسلم عن حبيبة قلبه أمُّنا خديجة رضي الله عنها
(ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر الناس , وصدقتني إذ كذبني الناس , وواستني بمالها إذ حرمني الناس , ورزقني الله أولادها وحرمني الناس )
مسلم (2432) وأحمد (7116)
ألم يميِّزها عن بقية نسائه بالمال و الولد بعد الدين- بلا شك- ؟ .

لذلك ذكر الإمام الغزالي رحمه الله فصلاً بعنوان ( ما يراعى من أحوال المرأة ) قال فيه :
الثالثة : حسن الوجه , فذلك أيضاً مطلوب , إذ به يحصل التحصن , والطبع لا يكتفي بالدميمة غالباً , وما نقلناه من الحث على الدين ,
وأن المرأة لاتنكح لجمالها , ليس زاجراً من رعاية الجمال , بل هو زجر عن النكاح لأجل الجمال المحض مع فساد الدين . فإن الجمال وحده
في غالب الأمر يرغب في النكاح و يهون أمر الدين , و يدل على الالتفات إلى معنى الجمالىأن الألفة والمودة تحصل به غالباً .




وقد ندب الشرع إلى مراعاة أسباب الألفة , ولذلك أستحب النظر. قال صلى الله عليه وسلم:
( إن في أعين الانصار شيئاً فإذا أراد أحدكم
أن يتزوج منهن فلينظر إليهن ) مسلم (1424)
قال الأعمش : (كل تزويج يقع على غير نظر فآخره همٌّ وغمٌّ ) ومعلوم أن النظر لا يعرِّف الخلق و الدين والمال , وإنما يعرف الجمال من القبح
وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي النساء خير؟ قال :
(التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولاتخالفه في نفسها ومالها بما يكره ) النسائي (3231) .
إذاً: المقصود من حديث (تنكح المرأة لأربع .........)
أن هذه الصفات الأربعة إذا وجدت متفرقة أو اجتمعت الصفات الثلاث الأول -المال ,الجمال , الحسب- دون الدين ,
فالرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الحالة يحض على الدين



لذلك ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( لاتزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ولا تزوجزهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن ولكن تزوجوهن على الدين
ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل )
ابن ماجة (1859) خرماء: مقطوعة بعض الأنف و مثقوبة الأذن .
أما إذا جمع الخاطب مع الدين أياً من صفات المال والجمال و الحسب فلا حرج عليه في ذلك وخاصة إذا كان يعلم من نفسه أنه لا يستعف إلا أن تكون زوجته جميلة .


زيادة في الإيضاح نقول : إن الله عز و جل قال لنبيه عليه الصلاة و السلام :
(لايحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولوأعجبك حسنهن إلاما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيباً ) الأحزاب (52)