عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2012, 03:15 AM
المشاركة 3

  • غير متواجد
رد: سلْسلة الدّار الآخرة -فضلْ الرّوح وماذا في القبورْ؟ ( 2 )









تغسيل رسول الله بعد موته


ولما جاءت ساعة الغسل قالوا: كيف نغسل الرسول؟ هل نخلع ثيابه أو نغسله من فوق ثيابه؟ فأقسمت عائشة أن الجالسين في الحجرة -وهي تنظر من الداخل- أصابهم النعاس فكانت لحاهم على صدورهم، وسمعوا صوتاً ولم يروا المتكلم: غسلوا الرسول من فوق ثيابه ولا تخلعوا ثيابه. فغسلوه، وكانت رائحته مسك صلى الله عليه وسلم من غير أن يضعوا له طيباً، فمن السنة أن نطيب الميت.


دفن رسول الله


ثم قالوا: يا ترى هل نضعه في لحد أو نضعه في شق؟ فكان في المدينة جماعة يحفرون القبور، وكان فيهم واحد مختص باللحد وواحد مختص بالشق، وهذا تعود لطبيعة التربة، فسيدنا أبو بكر قال: الذي سيصل الأول هو الذي سندفن الرسول بالطريقة التي هو مختص فيها، فجاء أولاً الرجل الذي يلحد، فلحدوا له ووضعوه في اللحد ثم حثوا عليه التراب. فمن السنة أنك عند الدفن تحثو على جسد الميت فوق الكفن ثلاث حثيات، والإنسان لو يفكر في حاله وفي مآله وفي مصيره فإنه لا يتكبر ولا يظلم ولا يفتري ولا يفسق ولا يذنب، نسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من أهل عليين، وأن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة. فتحثو على الميت ثلاث حثيات ..
وتقول في أول حثية:
مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ [
طه:55]
وفي الثانية تقول:
وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ [طه:55]
وفي الثالثة:
وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى [طه:55].
فلما رجعوا دخل سيدنا أنس يطمئن على السيدة فاطمة فالسيدة فاطمة لاقت أنس بشيء من الألم والأسى، فقالت: أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على وجه رسول الله؟! فقال: هكذا أمرنا يا أم الحسنين أي: هو الذي أمر بهذا وعلمنا السنة صلى الله عليه وسلم، وجزاه الله عنا خير الجزاء وخير ما جازى نبي عن أمته. اللهم اسقنا بيده الشريفة شربة من حوض الكوثر لا نظمأ بعدها أبداً، اللهم فرح بنا قلب نبينا، اللهم فرح بنا قلب نبينا، اللهم فرح بنا قلب نبينا، اللهم شفعه فينا، اللهم شفعه فينا، اللهم شفعه فينا، اللهم أسكنا معه في الفردوس الأعلى يا رب العالمين، إنك يا مولانا على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.


الرقية الشرعية

فالإنسان منا عندما يمرض يجب ألا يحزن وألا يضيق ذرعاً؛ لأن المسلم طالما أنه يحسن الظن بالله عز وجل فإنه يلقى الله عز وجل وهو عنه راض. اللهم اجعلنا ممن يحسن الظن بك يا رب العالمين. فالإنسان الذي يظن ظناً حسناً بالله عز وجل فإنه يبقى سعيداً في الدنيا، وإذا كانت صحتك جيدة فقدم الخوف على الرجاء، ففي الدنيا تكون خائفاً أكثر، فلما تشعر أن السن قد كبرت، أو المرض قد اشتد، والمؤمن كلما ازداد إيمانه حط في ذهنه أنه على وشك أن يرحل، فهنا يزداد الرجاء على الخوف؛ من أجل أن تلقى الله وأنت حسن الظن به سبحانه. قلنا: إن الرقية الشرعية لا تكون لا بحجاب، ولا بخرزة، ولا بحاجة تتعلق، ولا بمصحف تحت المخدة ولا هذا الكلام كله، وإنما تكون الرقية الشرعية بالأذكار والأدعية الشرعية، فتضع سبابتك على فمك ثم تضعها على الأرض، ثم ضعها على الجزء المريض في جسد المريض وتقول: (بسم الله تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا، بإذن ربنا)، أو تقول: (اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً)، أو (اللهم كما رحمتك في السماء أنزل رحمتك على الأرض، وأنزل على هذا المريض رحمة من رحمتك وشفاءً من شفائك) أو تضع يدك أنت على الجزء الذي يؤلمك وتقول: (أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر)، والذي لا يحفظ هذا كله يضع يده على الجزء المريض ويقرأ فاتحة الكتاب بنية الشفاء، يشفى بإذن الله رب العالمين.
وجاءوا لي بطبيب الورى وروحي تنادي طبيب السماء طبيبان: ذاك ليعطي الدواء وذاك ليجعل فيه الشفاء فطبيب الدنيا يكتب لك الدواء فقط، وربنا الله عز وجل هو الشافي، وهذا سيدنا أبو بكر وهو يموت قيل له: أفلا نطلب لك الطبيب يا أبا بكر ؟ فقال: قد طلبته وجاءني، قالوا: وماذا قال؟ قال: قال لي: إني فعال لما أريد. فانظر إلى ثقة أبي بكر بالله تعالى وصلته به.


الوصية وبعض أحكامها


والآن نتحدث عن الوصية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا يبيتن أحدكم إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه ) يعني: ليس هناك أحد مسلم يؤمن بالله ولم يكتب وصيته إلى الآن، وأنا واثق بفضل الله أن كل المريدين عندي قد جهزوا وصاياهم منذ سنوات طويلة، لكن هناك أناس كتبوا وصاياهم وقاموا بتخبئتها، وهذا خطأ، أنا أريدك تكتب الوصية وتعرف المقربين مكانها، فقوله:
(إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه ) يعني: تبقى معروفة ومحطوطة ومكتوبة وجاهزة. واكتب ما يأتي في هذه الوصية: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به فلان ابن فلان، وتكتب اسمك، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الساعة حق، وأن الله يبعث من في القبور، وأوصي من قرأ هذه الوصية بأن يتقي الله عز وجل ولا تغره الحياة الدنيا، ولا يغره بالله الغرور. أوصي أني إذا مت فليفعل ورثتي ما يأتي: تغمض عينيّ أول ما تخرج الروح، ويشد لحية الميت -أي: دقنه- بمنديل أو بفوطة أو بحبل، نشدها ونربط من فوق؛ لاحتمال أن يبقى فكاه مفتوحان فيبقى فمه مفتوحاً، فنضم الأسنان أو الفكين على بعض ونربط من تحت الدقن. ثم نغطيه بشيء غير الغطاء الذي كان متغطي به، ولكن قبل ذلك نخلع الملابس التي مات فيها، ونحن الآن للأسف لا نعرف ما هو الموت، ولا دارسين الموت، ولا نحضر دروس العلم ولا عارفين ما هي القواعد، فتجد بعضهم يتركون الميت قافلين عليه الباب وخارجين، فبعضهم يذهب إلى الصوان والذي يمسح التربة، وبعضهم يذهب يكتب النعي في الجريدة، وهذه كلها الميت ليس له دعوة بها، فنريد أن نهتم بالميت؛ لأنه أمانة إلى أن نعيده إلى صاحبه. إذاً فالمسلم أول ما يموت فالذين حوله يغمضون عينيه، ويربطون لحييه، ثم نخلع ملابسه ونغطيه. فتكتب: لا يدخل علي بعد موتي حائض، ولا يقبلني بعد موتي من لا يحل له تقبيلي في حياتي، يعني مثل: بنت عمتي وبنت خالتي، فلا يجوز لهما تقبيلي وأنا حي، فمن باب أولى عدم جواز ذلك وأنا ميت، حتى إن بعض أهل العلم قال -وهذا رأي الإمام أبي حنيفة وأنا أميل إليه- حتى إن امرأته لا تدخل عليه؛ لأن عقد الزوجية قد انتهى بالموت، وهذه مسألة تخاطب الفطرة. وهناك أثر للسيدة عائشة تقول فيه: لو استقبلنا من أمرنا ما استدبرنا ما غسل الرسول إلا أزواجه. لكن رأي أبي حنيفة أقوى؛ لأنه استدل بدليل أقوى من دليل السيدة عائشة ، فإن عقد الزوجية قد انتهى، فالزوج قد مات إذاً فهي ليس لها زوج، فلا يصح أن تدخل عنده، فبالتالي لا تقبله ولا تغسله ولا تحضر غسله. إذاً فلا يدخل علي حائض ولا جنب، ولا أسمع رنة في البيت، والرنة هي الصويت أو العويل، وأنا بريء من ذلك. فعلى المسلم منا أن يكون مستعداً للقاء الله، إذاً فلا تدخل علي حائض ولا جنب، ولا يقبلني بعد موتي من كان يحرم عليه تقبيلي في حياتي، وأنا بريء من الآتي: بريء من التي تصوت، وبريء من ذبح شيء أمام النعش، فلا عقر في الإسلام، فالذين يذبحون أمام الجنازة وهي طالعة هذا حرام، وهذا الأمر كان في الجاهلية. ثم بعد ذلك من جلس عندي يجب أن يذكر الله، وأن يدعو بخير؛ فإن الملائكة تؤمن على الدعاء أو على البكاء، يعني: أن القاعدين عند الميت يقولون: اللهم ارحمه، والملائكة تؤمن آمين، اللهم اغفر له، آمين، اللهم ثبته عند السؤال آمين، اللهم اجعل كتابه في يمينه، آمين، واخلفه في عقبه في الغابرين، آمين، ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، واغفر اللهم لنا وله، والملائكة تقول: تؤمن.
فإن كان الميت صالحاً فإن ملك ينزع الروح فتخرج من الرجلين الركبتين، ثم إلى الصدر، ثم الحلق، إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ [القيامة:26-27]، فالذي يرقى بهذه الروح هم ملائكة الرحمة إن كان من أهل النعيم، وملائكة العذاب إن كان من أهل الجحيم. اللهم اجعلنا من الذين تقبض أرواحهم ملائكة الرحمة يا رب العالمين. ومعهم حنوط وأكفان من الجنة، فيبتدئون بالروح وتطلع سهلة ميسورة مثل قطرة الماء عندما تنزل من في السقا، ففي الحديث: (كالقطرة من الماء تنزل من فم القربة). وأما غير الصالح والعياذ بالله فإن روحه تكون متشعبة في جميع أجزاء جسمه، فعندما تنزع فإنها تنزع مع العروق وأجزاء الجسم، ونحن حول الميت لا ندري شيئاً، وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ [الواقعة:85].
إذاً فالمسلم الموجود عند الميت لا يقول إلا خيراً. ثم على أهلي إذا ذهبوا لمواراة جثتي التراب أن يوجهوني إلى القبلة، وأن يغسلني فلان وفلان ويحدد، أي: لو كانوا موجودين أو على قيد الحياة أو قريبين في البلد، ولا يكثر الحاضرون على الغسل إلا من كانت له ضرورة، فلا يدخل كل أحد؛ لأن للميت عورات. ومن غسلني إذا جاء عند عورتي فليلبس خرقة لكي لا يلمس عورتي. ثم إذا دفنتموني فلينزل معي في القبر فلان أو فلان وتحدد، فليس كل واحد ينزل، ولتوجهوني إلى القبلة، ولتضعوني على جنبي الأيمن، ولتحثوا على جسدي التراب ثلاثاً، ولتقولوا في أولاها: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى [طه:55]، ثم بعد ذلك يقول: بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو الله لي الحاضرون بالاستغفار وبالتثبيت عند السؤال. ثم لتمكثوا عند قبري ساعة، أي: قدر ذبح الجزور وتوزيع لحمها، أي: تقعدوا تستغفروا لي، حتى أستأنس بكم، وحتى أستطيع أن أراجع ملائكة ربي. ثم مالي يقسم كما أمر الله عز وجل التقسيم الشرعي، وأوصيت من مالي -في حدود الثلث- كذا للجهة الفلانية أو لفلان، ولا يكون هذا لوارث؛ فلا وصية لوارث، فالذي يرث لا يأخذ من الوصية. وأوصيت بكتبي -إذا عنده مكتبة علمية- للجهة الفلانية؛ من أجل تبقى صدقة جارية، وأوصي من خلفي بتقوى الله عز وجل، وألا تغرهم الحياة الدنيا، وأن يكثروا الترحم علي، وأدعو الله لهم بالتثبيت وبالتوفيق وبالهداية، فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ [البقرة:181]، ثم تمضي عليها، وتشهد إخوانك الصالحين أو من أهل العلم والتقوى. وهكذا تكون قد أرحت الذين وراءك، وعرّفت الذين وراءك القوانين، وإذا عملوا شيئاً غلطاً فإنه في ذمة الذي عمل ذلك، وأنت بريء يوم القيامة من كل سوء إن شاء الله، اللهم برئنا من الذنوب والخطايا والعيوب يا أكرم الأكرمين.


أحوال القبر


أنت كمسلم يجب عليه أن تعلم ما قاله عثمان رضي الله عنه قال: القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن كان يسيراً فما بعده أيسر، وإن كان شديداً فما بعده أشد يعني: أن القبر أول خطوة من خطوات الآخرة، لأنك دخلت في عالم الغيب. وكان عمرو بن العاص -وهو فاتح مصر- يقول: لو عاد لنا ميت ليقص لنا ما حدث. أي: لو يرجع ميت ويحكي لنا ماذا في القبر. فلما نزل الموت بسيدنا عمرو اجتمع عليه الصحابة فقالوا له: لقد كنت تتمنى أن يرجع أحد ويحكي لنا الذي يحصل، فأنت الآن ماذا يحصل لك؟ فقال سيدنا عمرو : والله كأنما انطبقت السماء على الأرض، وكأن روحي محشورة بينهما، وكأنني أتنفس من ثقب إبرة، وكأنني عصفور فوق مقلاة زيت يغلى على نيران ساخنة، فلا هو يطير فينجو، ولا يموت فيستريح. هذا كلام عمرو بن العاص فاتح مصر، والرسول انتقل إلى الرفيق الأعلى وهو راض عنه.
فأول ما تطلع روحك وتفارق البدن فأنت حي تماماً ولكنك لا تتكلم، بدليل أن سيدنا عمراً قال: إذا مت فلا تدخلوا علي أحداً من أقاربي المحارم وهو لابس ثوباً أحمر، قالوا: لماذا يا عمرو ؟ قال: حتى لا تفكر الروح في نار جهنم فتفزع. وسيدنا عبد الله بن عمر كان يمشي في جنازة فسمع رجلاً يقول: استغفروا لأخيكم، فقال له: اسكت لا غفر الله لك. لأن الجنازة لا تشيع في صوت، وإنما تشيع في صمت، فأنت لو كتبت هذا الكلام كله في الوصية فإنك تخرج نفسك من الأزمة. فالميت أول ما ينزل القبر وندفنه فإنه يرى ويسمع ويشعر ولكنه لا يتكلم فقط، فهو يحيا حياةً من نوع آخر، فقد انتقل من نوع من الحياة إلى نوع آخر من الحياة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
(وإنه ليسمع قرع نعالهم وهم يغادرونه )، وهذه أصعب لحظة عليك من ساعة ما ولدت، فأهلك يتركونك وحيداً.
وهذه اللحظة صعبة جداً تريد إيماناً قوياً، وربنا يقول: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم:27].
فأنت الآن تذكر الله بسهولة؛ لأنك قاعد وسط إخوانك وفي النور، وفي حالة من الأنس، وأما هناك فهي حالة من الرعب والذعر، وسيأتيك ملكان يسألانك، وقد سأل سيدنا عمر رسول الله فقال له: صفهم لنا يا رسول الله، قال:
(يخرج من فيهما نار، ومن منخريهما نار، ومن عينيهما نار، ومن أذنيهما نار).
فخاف سيدنا عمر وقال: (وأعرف ساعتها أني عمر ؟) يعني: ساعتها يكون عندي عقل وأعرف أنني عمر ، فقال له: (تعرف يا عمر ، قال له: إذن والله لا أبالي)، فكيف سيكون حالنا، نسأل الله السلامة. فإذا كان الميت له رصيد من الحسنات فإنه سيجيب على السؤال، فإذا قيل له:
(من ربك؟ قال: ربي الله لا إله إلا هو، من نبيك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم، وما دينك؟ قال: الإسلام، وما كتابك؟ قال: القرآن، فيقال له: نم هنيئاً عبد الله، ويوسع له في قبره مد البصر، ويفتح له باباً ليرى مقعده من الجنة، فيقول: يا رب عجل بالساعة عجل بالساعة).
وأما الثاني -والعياذ بالله- فيحصل له ذعر ورعب، فيقال له: من ربك؟ يقول له: أنت، فيضربه بالمرزبة ضربة يغوص منها إلى سابع أرض، ثم يرجع فيقال له: من ربك؟ وهو يعرف أن الإجابة الأولى غلط، فيقول: لا أدري، وما دينك؟ لا أدري، وما كتابك؟ لا أدري، ومن هذا الرجل الذي أرسل فيكم؟ لا أدري، فيقال له: على الشك عشت، وعلى الشك مت، وعلى الشك لقيت الله، فليس لك اليوم ههنا حميم، فينطبق القبر عليه وينظم حتى تختلف أضلاعه، ويفرش له حيات وعقارب، ويفتح له باب يرى مقعده من النار فيقول: يا رب لا تعجل بالساعة لا تعجل بالساعة. اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم أن نلقاك، اللهم اجعل الموت راحة لنا من كل شر، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، اللهم أكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وتوفنا على الإسلام، اللهم توفنا على الإسلام، اللهم توفنا على الإسلام، وارزقنا قبل الموت توبة وهداية، ولحظة الموت روحاً وراحة، وبعد الموت إكراماً ومغفرة ونعيماً. اللهم إنا نسألك إيماناً صادقاً، وعلماً نافعاً، ونعوذ بك من علم لا ينفع، ومن عين لا تدمع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تقنع، ومن بطن لا تشبع، نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار. اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، أحينا على قول لا إله إلا الله، وأمتنا على قول لا إله إلا الله، وابعثنا من قبورنا آمنين مطمئنين تحت راية لا إله إلا الله، واغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين. وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، وجزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.








عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..