عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-2010, 01:39 AM
المشاركة 3
المبتسم
عضوتربع القمه
  • غير متواجد
رد: مُبْتَسِمٌ ومُتَفَائِلٌ
سلام عليكم


القلم




بالقلم نكتب .. ونحاور .. ونبوح .. ونعبر .. ونتواصل .. إلخ

أعشق القلم .. ولا أتخيل نفسي بدونه

أحمله معي طبعا في الجيب الأمامي وفي السيارة ..

وإذا لم يكن معي في جيبي لسبب أو لآخر .. طوال الوقت أحس أنّ شيئا ما ينقصني !!

ولا أرتاح إلا بقربه ..

أحرص على القلم الأزرق الناشف - ذو الجودة طبعا - وربما لم يتغير شكل قلمي الخاص منذ سنوات !!


قبل أيام قليلة .. دخلت أحد المحلات

فإذا البائع أحد الأخوة العرب ( لبناني )

تجاذبنا أطرف الحديث .. وطال النقاش حول موضوع ما .. المهم طلب مني قلمي ،

مددت يدي لجيبي وأخرجت القلم وسلمته له .. أمسك به بطريقته الخاصة .. وأحضر ورقة بيضاء.. وبدأ يكتب ..

فإذا بالموهبة تتجلى .. الخط الجميل .. الفكر المتقد .. والكتابة بأكثر من لغة !!

تعجبت من قلمي !!

قلتُ في نفسي مخاطبا قلمي :

أكل هذا تحمله يا قلمي ومنذ سنوات ولم تخبرني به ؟!

أين حق الصداقة يا قلمي ؟!

وأين الوفاء ؟!

لمَ هذا الجحود والنكران ؟!

ألا تعلم أني لا أستغني عنك، ودائما ما أضعك في المقدمة ؟!

أزهو بك، ودائما على البال ، أعود من أجلك، أتوقف بحثا عنك ؟!

لمَ لم تبادلني هذا الشعور والاهتمام ؟!

لما لم تعلمني جزءا مما تحمل ؟!

تخيلته يرد علي باختصار :

حسبك يا صديقي .. فأنا مجرد آلة ! وعلى حسب اليد التي تحملني والفكر الذي يملى علي أكون!

عندها قلتُ : صدقتَ يا صديقي !!

فكم من قلم غالِ الأثمان لا يأتي بخير - إن لم ياتِ بشر - !!

وكم من قلم بأبخس الأثمان يصنع الأمجاد !!

وحينها تذكرتُ تلكم المقطوعة عن ( القلم ) :

( جس الطبيب خافقي
وقال لي :
هل ها هنا الألم ؟!
قلت له : نعم.
فشق بالمشرط جيب معطفي.
وأخرج القلم !!
هز الطبيب رأسه .. ومال وابتسمْ!
وقال لي :
ليس سوى قلمْ!
فقلت : لا يا سيدي
هذا يدٌ .. وفمْ
رصاصةٌ .. ودمْ !!
وتهمةٌ سافرةٌ .. تمشي بلا قدمْ
) !

للأستاذ / محمد الحضيف .