عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2011, 09:54 AM
المشاركة 75

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: غوآية التمرغ على نوآصي الحرف .. لن أكتب سوى بقلمي






بِالأَمْسِ ..
لَمْ اكُنْ سِوَى رُوحًا حَافِيَةً تدُوسُهَا أَقْدَامُ الوَجَعْ
رُوحًا جَافةً قَاحِلةً هَائِمَةً وَسَطَ المَمَرَاتِ الخَاوِيَةِ
نَسَجَتْ لَهَا الأَقْدارُ مِنَ الألَمْ جَسَدًا ضَعِيفًا ..
لاَ يَقْدِرُ حَتَى علَى سَتْرِ عَوْرَاتِ الآنَآتِ المُنْكَسِرَةِ
يَتُوقُ أَنْ يبَلِلَهُ شَئ من الامَلِ
رُوحًا تتعَثًرُ فِي رُكامِ الذِكْريَاتِ المُهتَرِئَةِ ..
و تَتَوَكَأُ عَلَى نَبَضَاتِ قَلْب يُحْتَضَر
تَسْتَجْدِي الأَقْدَار انْ تُحَاكِي الغُرْبَةَ التِي تَقْتَحِمُ ارْكَانهَا وَ تَقْتَاتُ مِنْ رَذَاذِ احْلاَمِها
تَنْتَظِرُ بِتَلَهُفٍ اشْرَاَقة امَلٍ يَتَغَلْغَلُ شُعَاعُهُ فِي خَلاَيَا جَسَدٍ مَيِتٍ ..
لَعَلَهُ يَسْرِي الَى القَلْبِ فَيُعِيدُ الَيْهِ الحَيَاةَ مِنْ جَدِيدٍ.



أنَا رُوحٌ غَاصَتْ بِدُونِكَ فِي عُمْق الوَجَعِ و فَقَدَتْ القُدرَةَ عَلَى التَجْدِيف
حَتى غَرِقَتْ بِصَمْتٍ
و أَصْبَحَتْ تَبْحَثُ عنْ الَتَنفُس بَعْدَ الاخْتِنَاقْ
لَطَالَمَا انتَظَرْتُكَ وْ انَا أَجْهَلُ هُوِيَتَكَ ..!!
لَطَالَمَا كُنْتُ اتَرَقَبُكَ لِتَرْمُقَنِي بِعَيْنٍ دَافِئَةٍ
وَ تَجْمَع اجْزَائِي الْمُشَتَتَةِ ..
وَ تَهَبَنِي أُكْسِجِينَ الحَيَاةْ
الَى أَنْ رَسَتْ خُطُوَاتِي فِي مَرْفَئِكَ
لِأَعْلَمَ أَخِيرًا ..
انَكَ لَمْ تَكُنْ مُجَرَدَ حُلمٍ سَكَنَ مُخَيِلَتِي وَ غَزَى أَعْمَاقَ فِكْرِي


بِالاَمْسِ ..
كُنْتُ ارَاكَ حُلُمًا وَرْدِيًا .. مَجْهُولَ المَلاَمِحِ
حُلُمًا بَعِيدَ المَنَالِ مِنَ الصَعْبِ تَحْقِيقُهُ
كُلَمَا رَفَعْتُ عَيْنِي الَى السَمَاءِ ..لَمَحْتُ تَفَاصِيلَكَ تُظَلِلُنِي
وَ لَمَحْتُ وُفُودَ الشَوْقِ المُتَدَفِقَةِ مِنْ أَعْمَاقِي تَتَهَافَتُ الَيْك لِتَلْمِسَ أَطْرَافَكَ
لَعَلَهَا تُحَوِلُكَ الَى حَقِيقَةٍ تُطْفِئُ اشْتِيَاقِي ..
الَى تِرْيَاقٍ يُدَاوِينِي مِنْ وَعْكَة الضيَاعْ
رَأَيْتُكَ بِفِكْرِي ..
بِقَلْبِي ..
بِرُوحِي
رَأَيْتُكَ فِي كُلِ مَكَانٍ..
فِي كُلِ زَمَانٍ..
رأَيْتُكَ هُنَا ,, دَاخِلَ الرُوحِ
تَتَظلَلُ بِ شَجَرَةِ الأَحْلَامِ اليَانِعَةِ الَمُزْهِرَةِ,, تَغْرِسُ أَرْضَ الخَيَالِ سِحْرًا
تُقَبِلُ بَتَلَاتِ الرُوحِ بِصَمْتٍ
وَ تَسْقِيهَا مِنْ مَاءِ أنْفَاسِكَ نديمًا يُسْكِرُهَا فَيُحْييهَا..


لَمْ أَكُنْ أَعْتَقِدُ يَوْمًا أَنَ الحُلُمَ الهَزِيلَ الذِي يَتَخَبَطُ فِي أَحْشَاءِ الخَيَالِ
سَوْفَ يَرَى النُورَ يَوْمًا لَيصِيرَ حقِيقَةً
لَمْ أَعْتَقِدْ يَوْمًا.. انَنِي سَوْفَ اجِدُكَ
وَ انَ صَوْتِي المَبْحُوحِ سَوْفَ يَتَهَادَى الَى مَسْمَعِكْ
وَ انَ أُمْنِيَاتِي الوَجِلَةِ الخَائِفَةِ سَوْفَ تَرْحَلُ الَى عَالَمِكْ
لَمْ أكُنْ اعْلَمُ اَنَنِي سَوْفَ أَسْقُطُ فِي فَرَاغِكَ فَتُعِينَنِي عَلَى النُهُوضِ مِنْ جَدِيدْ
يَا انْتَ .. يَا مَنْ صِرْتُ بَعْدَكَ لاَ اطِيقُ ابْجدِيَةَ الفَقْدِ وَ الغِيَابِ
يَا مَن صِرْتُ فِي حَضْرَتِكَ مِثْلَ عُودِ الكِبْرِيتْ
لاَ اشْتَعِلُ سِوَى بِكَ وَ لاَ انْطَفِئُ سِوَى بِبُعْدِكَ عَنِي
يَا مَنْ أَيْقَظْتَ بِدَاخِلِي قَصِيدَةَ عِشْقٍ تَمَدَدَتْ عَلَى رَصِيفْ الأَوْهَامِ حَتَى غَفَتْ
يَا مَنْ اسِكَنْتَ رَجْفَةَ قَلْبِي بِدِفْءِ أحْضَانِكْ
وَ اسْكَنْتَنِي عَالَمًا مِثْلَ الثَلْجِ نَقَاءً
يَا مَنْ رَوَيْتَ ابْجَدِيَة الامَلِ مِنْ نَبْعِ احْسَاسِكَ
يَا مَنَ تَهِيمُ فِيكَ النَظَرَاتِ وَ تُزْهِرُ بِكَ الامْنِيَاتْ
جَعَلْتَنِي أَهْجُرُ عَالَمَ الاحْلاَمِ وَ قَرَبْتَنِي مِنَ الحَيَاةِ اكْثَرَ فَأَكْثَرَ


أَحْبَبْتُكْ ,
أَحْبَبْتُكْ ,
فَاَوْقَعَنِي حُبِي لَكْ فِي مَزِيدٍ مِنَ اللَهْفَةِ وَ الشَوْقِ
حَتى صِرْتُ اجْهَلُ مَعْنَى الارْتِوَاءْ
قَدَ ادْخَلْتَنِي فُصُولَ الغَيْرَةِ وَ مَا كُنْتُ يَوْمًا وَارِدَتَهَا
أغَارُ مِنَ الهَوَاءِ الذِي يُخَالِطُ شهِيقُك
أغَارُ مِنْ كُلِ الاشْيَاءِ التِي تَسْقطُ عَلَيْهَا نَظْرَاتُكْ
كَيْفَ لاَ أغَار ,, وَ انْت َمَنْ أَوْقَدَ شُمُوعَ أَمَلٍ مَا ظَنَنْتُ يَوْمًا انَهَا سَوْفَ تُضِئ
وَ انْتَشَلْتَنِي مِنْ أَرْضِ الوَجَعِ ظَنَنْتُ انْ لاَ مَوْطِنَ لِي غَيْرَهَا
وَ و أَسْقَطْتَ جِبَالَ الفقْدِ التِي تَفَاقَمَتْ بِدَاخِلي
حَتِى حَسِبْتُ انَهَا سَوْفَ تُفْقِدُنِي رُوحِي

آه.. لو تَعْلَمُ كَمْ احْتَاجُكَ !!
احْتَاجُكَ يَا سَيِدَ الاحلاَمِ وَ حقِيقَةَ الايَامِ وَ الأشْهُرِ وَ الاعْوَامِ
احْتَاجُكَ أَن تُنْسِينِي مَاضٍ لاَ يَحْمِلُ اسْمَكْ
وَ تَمْحُو تَارِيخًا خَالٍ مِنْكْ
أَحْتَاجُ انُ تُعَلِمَنِي أَبْجَدِيَةَ حُبٍ لاَ يُتْقِنُهَا سِوَاكْ
أحْتَاجُ انْ تُلْهِبَ الشَوْقَ بَيْنَ أَضْلُعِي..
أَحْتَاجُ انْ أَكُونَ عُودًا مِنَ الكِبْرِيت
أحْتَاجُ أَنْ تُحْرِقَنِي فِيكَ
أحْتاجُ أَنْ لاَ تُطْفِئَنِي..

أَحْتاجُ أَنْ لاَ تُطْفِئَنِي..

أَحْتاجُ أَنْ لاَ تُطْفِئَنِي..



جووود
لا أحلل النقل