عرض مشاركة واحدة
قديم 27-05-2011, 10:38 PM
المشاركة 6

 

  • غير متواجد
رد: ~~ مفتآح الســــــعآدة ~~
الفاضلة جووود
ها هو كحيلان11 يعود لمتصفحكِ كما وعدكِ وحضوري لهذا المتصفح لأرى جميل الطرح وآهنئكِ
عليه ولعلمي بأنه لإنسانة تحمل في قلمها بريق ولمعان يلحظه البعيد قبل القريب كيف لا وهي
تحمل عنوان جميل وهو مفتاح السعادة التي يتمناه جميعنا فسلمتِ على هذا الطرح ووفقكِ ربي
وآسعدكِ السعادة مطلب لي ولكِ وللجميع ولكن من منا يفهم معنى السعادة جيدآ
ما أكثر ما يشتكي البعض من تعسر السعادة في بيته وما أكثر ما يشعر الناس بهروب السعادة من حياتهم بعد
أن كانوا يتملكونها بل هناك من لا يعرف للسعادة معنى فيظن أن السعادة في المال أو في الجاه أو في السفر
الكثير أو في البيوت الفارهة ولم يخطر بباله أن السعادة الحقيقية بين يديه لكنه لا يراها، فأين هي السعادة
الحقيقية التي يتمناها الناس وكيف يحصلون عليها ؟ وما أسباب التعاسة التي ترفرف فوق حياة الشكائين وما العلاقة
بين مشكلات الحياة وهمومها وبين التعاسة ؟
وهنا استاذنكِ أن اطلق العنان لقلمي ليلوح بمعنى السعادة من منظوري الخاص فأذني لي بذلك
إذن السعادة هي الشعور النفسي بالرضا وهذا المعنى مهم جدا بعد أن اختلفت التفاسير ونظرة الناس إلى السعادة
فإذا رضي الإنسان بواقعه حتى لو كان صعبا أو مرا فهو سعيد وإذا رضي الإنسان بواقع جميل فلا شك أنه سيكون أسعد
لكن إذا سخط الإنسان واقعا طيبا فلن يكون سعيدا وإذا سخط واقعا سيئا فسيكون أكثر شقاء أيضا فالسعادة شعور ينبعث
من دواخلنا ولا يأتينا من الخارج فالمال مثلا ليس هو الذي يصنع السعادة ولكنه بدون شك أحد العوامل التي نستفيد منها
حين نكون سعداء الأهل الزوج والزوجة الولد هذه الأشياء لا تصنع لنا بذاتها سعادة ما لم يكن هناك رضا نفسي من الداخل
ونفس الشيء الموهبة النجاح الإنجاز السفر الأكل الشرب والنوم ما لم يستشعر الإنسان السعادة من داخله فلا قيمة لهذه
الأشياء فالسعادة مصدرها القلب وليس البنك والرصيد النقدي ولا المعدة ولهذا كانت السعادة معنى وشعورا خاصا بالإنسان
وحده لا يشاركه في ذلك بقية المخلوقات فهو معنى مرتبط بالنفس والقلب والشعور التي ميز الله بها الإنسان عما سواه وليس
مرتبطا بوجود الأشياء أو الحرمان منه فالطاووس مثلا قد يكون في شكله أحسن وأجمل من الإنسان والورود والزهور والتي تمتلئ الحدائق بروائحها الزكية وألوانها الزاهية هي أجمل أيضا من الإنسان لكن لا يمكن أن توصف هذه الأشياء والمخلوقات غير الإنسان
بأنها سعيدة وهنا اتسأئل لماذا تهرب السعادة من الكثير منا ؟
إن الإنسان دائما ما يبحث عن المزيد في هذه الدنيا المزيد من المال المزيد من المناصب المزيد من السعادة والنجاحات المزيد من الجمال والحسن كما هو عند المرأة بالتحديد وهذا ما يجعله يقوم بمقارنات بينه وبين الآخرين فالمرأة على سبيل المثال تجد نفسها تلقائيا تقارن نفسها بالأخريات فتقول الآخرين أسعد مني أو جيراننا أغنى منا أو زميلتي أجمل مني أو أختي حظيت بأمور أكثر مني وهكذا نحن نركز على الأشياء المظهرية الشكلية التي نراها بعيوننا ونظن أنها هي مصدر السعادة فقط ولهذا تهرب منا السعادة بهذه المقارنات إلى أين تهرب ؟ تهرب إلى هذه الأشياء وتختص في هذه الأشياء التي نتحدث عنها حين لا نملكها وربما إذا ملكنا هذه الأشياء وأصبحت بين أيدينا لم نجد فيها أثرا لتلك السعادة التي كنا نظنها بل حين نحكم على قلوب الآخرين لأنهم سعداء نجد أننا نحكم على قلوبهم من خلال أمور شكلية فنقول فلان أو فلانة طول عمرها ( ما شاء الله ) تضحك وتبتسم ولم نرها مهمومة أو غاضبة هذا حكم على المظهر فربما يكون ضحك هذا وهذه أو الابتسامة الظاهرة على الوجه ليس من الضروري أن يكون تعبيرا عن السعادة في داخل الإنسان فربما يهرب الإنسان بضحكة وابتسامة الدائم من واقع أليم أو معاناة أو مشكلات حياتية
فالسعادة ليس من الضروري أن تكون في المظهر أو تظهر على شكل الإنسان وإنما السعادة الحقيقية هي شعور قلبي وجداني تجعلنا نفرح بالأشياء التي من حولنا ونستفيد منها أكثر
وهنا استرجع بك قليلآ لحياة خير بني آدم وهو نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه كان في حياته هموم وكذلك اصحابه وهم
خير الناس من بعده فلم تصفو لهم الحياة ولم تكن دائمة السعادة لهم لأن الحياة جبلت على النكد والهموم والأحزان فمن
تصفو له الحياة طيلة حياته ؟ لكن هناك فروق كثيرة بيننا وبين تلك النجوم الساطعة في سماء هذه الدنيا اتعلمين ما هي
أن هموم ذلك القرن وهموم النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الأجلاء هي هموم للدين وللدعوة وليس للدنيا كما يحصل
لنا الآن فأكثر ما يهمنا ويغمنا ويكدر حياتنا في العصر هي همومنا الدنيوية وقليل منا من يجعل همه الدين والدعوة وما يحصل
للآخرين من أخواننا
المهم في الأمر ألا نجعل همومنا ومصابنا في هذه الحياة يسيطر علينا ويكدر حياتنا ويحيلها إلى تعاسة على الدوام
نخلص من هذا أن الأشياء هي عوامل مساعدة لكن لا يمكن أن تجلب السعادة للإنسان فالسعادة ليست نزوة عابرة وإنما هي شعور دائم وإحساس نبيل وطويل
ولننظر الى تلك المقولة الجميلة والتي تفوه بها نبينا صلوات ربي وسلامه عليه حين كان في قمة معاناته وهمه
( إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ) فلتكن تلك المقولة هي شعارنا في هذه الحياة وحينها سوف تجدين السعادة بين آيدينا
يمتلكها كل إنسان ينبض قلبه بين جنبيه
وختامآ الرضا والقناعة نفسها سعادة وبدلا من أن تحصى النعم التي حرمت منها احصي النعم التي أعطيتها وتأكد أن عطاء الله
كله خير سواء كان خيرا أو شرا وفي الحديث النبوي يقول عليه الصلاة والسلام (عجبا لأمر المؤمن إن كل أمره كله خير إذا
أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك إلا للمؤمن
)
فاسعد الناس أنفعهم للناس فلا تعش لنفسك وعش للآخرين وقدم الخير والنفع لهم
واعتذر عن الإطالة ولكن لأهمية الموضوع احببت أن اعطيه كامل حقه ولحاجة الناس لتلك السعادة
تحاياي القلبية المعطرة تتسابق كي تصطف بين يديكِ تقديرآ وإحترامآ لكِ
لكِ وووووووووووودي وباقاااات وووووووووووووردي وخاااالص شكري

وجودنا يغني عن التوقيع