عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2009, 11:49 PM
المشاركة 33
زائره
Guest
رد: (بوصلة الشخصيه) مع الدكتوره ناعمه الهاشمي (متجدد)
سرد قصة حياة الجنوبي،

هذا الكائن


الرقيق المفعم بالعواطف،




لكي تفهم الجنوبي عليك أن تعلم أين يعيش،....؟؟؟




فمكان عيش كل نمط تحدد ملامح شخصيته، فكما رأينا بأن الشمالي يعيش في غابة، جعلته يصبح متوترا
حذرا قليل التواصل مع الآخرين، ... سنرى الآن أن الجنوبي أيضا يعيش في مكان مختلف،
يشكل جوانب شخصيته،


يعيش الجنوبي في قطب متجمد، فهل شاهدت ذات يوم قطب متجمد حيث الثلوج تغطي كل شيء
والليل يستمر طوال اليوم، والبرد القارس يسيطر على الأجواء،


إن الجنوبي بجهازه العصبي والهرموني، يعيش في صقيع كهذا الصقيع، تماما كما الشمالي بجهازه
الهرموني والعصبي يعيش في أجواء الغابة التي تستدعي الحذر طوال الوقت،


الجسد وعاء الأنسان، وبيته، وبيئته أيضا،

والجنوبي بكل ما لديه يعيش في صقيع وعالم من الثلج،

لا يد للجنوبي في ما هو عليه، لقد وجد نفسه بشكل مفاجئ في هذه الأرض، وكان عليه أن يخوض صراعا مريرا من أجل البقاء،





نظر الجنوبي الذي يتجمد من شدة البرد حوله بحثا عمن بهبه الدفيء تلفت عبر الظلمة هنا وهناك، فلم يرى شيئ ثم نظر من جديد، لكنه لم يرى أحدا،


وبقي طوال تلك الأيام يبحث، حتى بات يشعر باليأس، فقرر أن يبدأ في المشي إلى الأمام قليلا، لكن السير على هذه الثلوج خطر آخر، فقد يسقط في هوة عميقة مخفية تحت الثلج، ولهذا يلزم مكانه ولا يغامر، ولا يحرك ساكنا،


وبينما هو على هذا الحال، سمع صوت ضحكات أطفال في الجوار، فمد بصره قليلا، ليكتشف أن ثمة قبيلة قد أتت لتقيم إلى جواره، فجن جنونه من شدة الفرح،




وأخيرا وجد أشخاصا يأنس إليهم، فسارع إليهم بابتسامة طيبة مرحبة، فارعا يديه على مصراعيهما، وراغبا في ضمهم إلى صدره، إنه سعيد جدا بهم، سعيد حتى الإستغراق، كم هو سعيد، فقد شعر أخيرا بالأمان والإستئناس



عليه أن يتمسك بهذه القبيلة، وأن ينضم إليهم مهما كان الثمن، إنه بحاجتهم، فهو قد يموت إن بقي وحيدا، بعيدا عنهم، وبشكل خاص في هذه البقعة المتجمدة من الدنيا،


وما أن بات بينهم حتى بدأت الدماء تتحرك في عروقه، وشعر بالحياة تسري في جسده، وبات يضحك ويقهقه، ويتحدث معهم بمودة ومحبة،


وهم أيضا حينما لمسوا طيبة قلبه، وصفاء سريرته، أحبوه، وقبلوا ضمه إليهم،


كان على الجنوبي أن يقوم ببعض الأعمال لهذه الجماعة،




لكي يقبلوا به على الدوام، فهو يعلم قانون العالم المتجمد، كل شخص عليه أن يؤدي خدمة ما للجماعة،
ولهذا تطوع كغيره من الجنوبيين في خدمة كل فرد من أفراد الجماعة، إنهم يتبادلون الخدمات بشكل مستمر،


لكنه لا يفعل أي شيء لنفسه وحده، كل ما لديه ملك للكل، وكل ما لدى الآخرين ملكه،


هذا أمر يشعره بالراحة، والإسترخاء،


يستطيع الإسترخاء حقيقة فعمل الواحد منهم كعملهم جميعا،


مع هذه الجماعة بات أكثر قدرة على النوم


ثمة من يحرسه، وثمة من يغسل ملابسه وثمة من يهتم بطعامه


إن عمله لا يتجاوز الساعتين


فأفراد القبيلة كثر، ويتناوبون، ياااااااه ما أجمل التعاون


كم هو مريح كم هو جميل، كم هو مبدع هذا التعاون


لكن،


لا توجد خصوصية هناك، لا شيء لك وحدك، لا يمكنك غلق باب بيتك ففي أية لحظة قد يحتاج أحدهم للمبيت عندك، فكوارث تلك البقعة من الأرض كثيرة، ومفاجأة،



إن الجماعة تهبه الدفيء والأمن والإستقرار بطريقة جيدة، فمعهم أصبح أكثر أمنا، إنهم كجماعة بمقدورهم مساندة بعضهم والدفاع عن بعضهم.