أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
1-أن الإنسان لا يستطيع أن يكون فارسا متمكنا دون أن يركب جوادا ولو قرأ مئات المجلدات عن الفروسية فأبعد حركات القلق والمزاج السيئ عن حياتك ولا تظهر العيوب ولا تخاف المرض أو الغد واطرد الشك من نفسك فإنك تحرز التقدم ، إننا حين نعجب بحديقة لا يمنعنا هذا الإعجاب من أن نعلم إن الأعشاب الضارة نابتة في كل مكان منها ولكننا نقتلعها بدلا أن نتركها تنمو .
2-إن الحياة مكونة من تجارب متتابعة يجب أن يخرج منها المرء منتصرا ، وإن ثباتك وإيمانك وحبك تكون كلها عرضة للاختبار في كل لحظة فإذا استسلمت لليأس فإنك لم تتعلم شيئا لتكن كل تجربة يومية مجالا للاعتبار والخبرة واعتبرها كدرس تستفيد منه وبهذا تصبح قويا متسلحا بسلاح النور في سبيل اكتساب السعادة .
3- فكر بالسرور والحب والصحة والغنى والسلام فإنه يولد فيك موجات واهتزازات حسنة ويجذب إليك كل ما يوافق هذا المنهج الساطع ، فإذا سيطرت عليك أفكار المرض وخمود الهمة فإنك لا تبني جدارا بين السعادة والنجاح وبينك ، بل تجذب إليك المصائب فكن إيجابيا في تفكيرك.
4-تخيل عالمك الداخلي كحقل تنبت فيه كل فكرة من أفكارك مهما كانت، راقب العواطف والأفكار التي تعتلج في نفسك وتساءل ماهي الثمرة التي تعطيها هذه الفكرة ؟ فإذا كانت الأثمار من النوع الذي لا تريد اقتطافه فما عليك إلا أن تنتزع البذرة الصغيرة دون خوف وتضع مكانها بذرة صالحة ، إن إصرارا منك سيحول ذلك القفر المليئ بالعوسج إلى حديقة بديعة زاهرة .
5- فكر ايجابيا وقل لن أخاف شيئا فالروح في داخلي متيقضة ولي ملء الأمل واحذف من نفسك كل فكرة للخوف .
6-لا تعتقد أن مرضك مزمن وأن آلامك لا تنقطع أبدا، ولتعلم أن كل شيئ في هذا العالم يتجدد, إنك تستطيع بعد توفيق الله ثم بقدرة تفكيرك المبدع أن تتجد وأن تحيا حياة جديدة ملؤها السعادة والغبطة ، ردددائما وبإصرار وتأكيدأانا حر لا أخاف من شئ ولا يعيقني شئ .
7-كن من الآن صديق نفسك رقم واحد وحين تتهيئ للمديح والإطراء أو حين تجتاحك عاطفة غضب فتضع الشتيمة على شفتيك عليك أن تفكر وتفكر وتفكر هل أريد أن تعود نتيجة هذه الفكرة الي وتظهر في حياتي ؟ ناقش أفكارك باستمرار وكن إيجابيا واستبدل السئ بأحسن منه .
8-سامح من أساء إليك ولا تعتقد أ نك تبدو بذلك ضعيفا فالصفح يحتاج إلى قوة أكبر من الانتقام .
9- لا تملا قلبك بأحقاد تفسد معدتك وتقفل الباب بوجه حظك السعيد بسبب حالة التفكير السلبية التي تعتريك .
10-التفكير الإيجابي يطلب منك أن تؤكدأنك ناجح وسعيد، وأن حياتك خالية من المزعجات والبؤس والاضطراب ، وأن السلام يسود وجودك .
11- إن كل فكرة من أفكارك هي لبنة تضيفها إلى قصر أحلامك أو إلى قبر مشاريعك .
12- إننا لا نستطيع أن نفكر بشيئ واحد في وقت واحد ، ومن المستحيل أن نفكربالسعادة والشقاء معا وبالنجاح والإخفاق ، وبالحب والبغض ، وهذا يضطرنا إلى أن نفكر بشئ سام كريم سار .
13-قال أحد حكما الهند لتلاميذه : " اننا لا نستطيع منع العصافير من التحليق فوق رؤوسنا ولكننا نستطيع منعها من بناء أعشاشها في شعرنا . وهكذا ينبغي أن نحارب الأفكار السيئة ولا ندع لها فرصة التعشيش في رؤسنا البتة .
14-أعط لتأخذ وهذا هو أحد قوانين التفكير الإيجابي المبدع في الحياة و أن المستنقع يأخذ ولا يعطي ولهذا تنمو الحشرات الضارة في مائه الآسن وتنتشر الحميات على شواطئه ، وأما إذا ألقيت أقذارا في ماء جار فإنه يجرفها ويذيبها ويظل نقيا بحكم تجدده وتدفق الحياة فيه .
15- علمتني الحياة أنه لا يفترض في المرءأن يكون غنيا ليعطي فأفضل كرم وأنقاه يكون من أولئك الذين لا يملكون شيئا ولكنهم يعرفون قيمة الكلمة والابتسامة وكم من أناس يعطون وكأنهم يصفعون .
16-علمتني الحياة أن لا أقبل بوجود مناطق مظلمة في حياتي فالنور موجود وليس على الإنسان إلا أن يدير الزر ليتألق النور ويشع .
17- علمتني الحياة ان الزارع الذي يترك الاعشاب الضارة والحصى تجتاح حقله ثم يلقي البذور الجيدة بين العوسج والحجارة لا يمكن ان يحصد الكثير من القمح.
18- أصلح مزاجك الردئ وتذكرأنك لا تستطيع أن تفكر في شيئين متناقضين في وقت واحد بمعنى أنك لا تستطيع أن تكون غاضبا ومسرورا معا، فإذا شعرت بالمرارة تمتزج تفكيرك فما عليك الا أن تقذف بها خارجا وضع المرح مكانها .
19- ضع تقديرا جديدا للأشياء التي حباك الله بها بالفعل وانظر لحياتك من منظور جديد كما لو كنت تنظر إليها للمرة الأولى ومع وضعك لهذا الإدرا ك الجديد لنفسك ، ستجدأنه عندما تمتلك شيئاأو تحقق إنجازا جديدا في حياتك فإن مستوى تقديرك لذاتك سيزداد .
20-إن الحياة عبارة عن سلسلة من الأشياء التي يقع أحداها تلو الآخر لحظة حاضرة تتبعها لحظة حاضرة أخرى فعندما يحدث شيئ يسعدنا فلتعلم أنه حين يكون من الجميل الاستمتاع بالسعادة التي يضفيها علينا فإنه سيستبدل في نهاية المطاف بشئ غيره من نوع مختلف إن كان ذلك مقبولا لك فستشعر بالسكينة حتى عندما تتغير اللحظة ، وإن كنت تتعرض لنوع ما من الألم أو الحزن فلتعلم أن ذلك أ يضا سوف يزول –بإذن الله تعالى – إن وضع هذا الوعي نصب عينيك باستمرار يعد وسيلة رائعة للحفاظ على منظورك السليم للحياة وللأمور حتى في وجهة العداوة .
21- اجبر نفسك على التركيز على الإيجابيات عندما تتسلل إليك الأفكار السلبية عليك أن تتوقف وتعيد النظر وتعود على البحث عن الأسباب التي تفسر لماذا يمكنك ان تقوم بشيئ ؟ بدلا من لماذا لا يمكنك القيام به ؟ .
22- ابدء يومك بالإيجابية فكر بالأشياء التي تحبها والأشياء التي أسعدتك ولا تفكر في المشكلات أو كل الأشياء التي تتمنى أن تصل إليها والتي ربما لا تصل إليهاأبدا .
23- انظرإلى النكسات بشكل بناء وإيجابي فإن المقاومة تجعلك قويا ، ان الفشل تجربة يجب أن نتعلم منها .
24- يمكنك أن تحقق السعادة بأن تركزأفكارك عليهاإذ أننا نعمل وفق أفكارنا ومن خلالها تتكون تجربتنا .
25- امتلك الشجاعة لتكون مختلفا ولكن لا تكن متناقضا أو متباهيا باستقلالك ، إن الصفة التي تجذب الأنظار إلينا وتجعل منا شخصيات مميزة هي شجاعتنا في أن نكون صادقين مع أنفسنا .
26- ان على الانسان فعلا ان يعطي من اجل العطاء فقط لا ان يحصل على شيئ مقابله ان جزاءك هي المشاعر الدافئة التي تحصل عليها عند العطاء.
27- انك كلما تخيلت الحالة التي تريد ان تصل اليها وتكلمت عنها اكثر اسرعت في الوصول الى ما تريده بإذن الله واضبط عقلك ليبقى مفكرا في الهدف مركزا عليه متذكرا له اطول فترة ممكنة .
28- ان الناجحين في الحياة لا يفكرون عندما ينهضون من اسرتهم في الصباح انهم سيكونون ايجابيين فلقد اصبح التفكير الايجابي عندهم عادة لقد تعودوا على التفاؤل وعلى توقع الافضل في كل موقف حياتي يمر بهم .
29- ان مستقبلنا يعتمد بعد الله على العادات العقليه الصحيحة التي كوناها عن عمد ووعي وصدق من قال كون لنفسك عادات صحيحة ثم اسلم لها قيادك .
30- اعلم ان راس مال الادمي عمره وسفره الى الاخرة وربحه الجنة والسعيد كل السعادة من اغتنم عمره ولم يضيعه في ترهات الدسائس ، والعاقل من حفظ لسانه وعرف زمانه ولزم شانه .
=================
الدكتور منصور الخريجي
دكتوراه في التربية استشارات تربوية وأسرية [email protected]
يرى كل من باس وبلومن (Ploimn & Buss ) أن للمزاج Temperment تاريخ طويل وماض قصير ، وهذا التاريخ الطويل للمزاج بالرغم من الجذور التاريخية له ما قبل الميلاد فإن الاعتقاد الذي كان سائداً في أوربا وفي العصور الوسطى ، وفي عصر النهضة أن سلوك الإنسان يعتمد على توازن أو عدم توازن الأمزجة والمتمثلة في المزاج البلغمي، والدموي، والصفراوي، والسوداوي، وأن لكل مادة من هذه المواد موجودة في جسم الإنسان ، ولكن إذا هيمنت مادة من هذه المواد فإن مزاجه سوف يتأثر حسب طبيعة تلك المادة.
فالمزاج هو ظاهرة ذات طابع خاص متميز في طبيعة الفرد الانفعالي، تشمل سرعة تأثره بالتحفز الانفعالي، وسرعة قوة استجابته التي ألفها ، ونوعية مزاجه الحالي ، وجميع خصوصيات التذبذب في المزاج وشدته ، إذ تعتمد هذه الظاهرة على التكوين الوراثي ، وعلى الرغم من أن هناك افتراضا ً مفاده أن المزاج لا يتغير بدءاً من الولادة وحتى الموت ، ويمكن للمزاج كما هو الحال لبنية الجسم ، والذكاء أن يتغير ضمن حدود معينة ، عن طريق التأثيرات العلاجية والجراحية ، والغذائية ، فضلا ًًً عن طريق التعلم والخبرات .
ولكن هناك حقيقة تؤشر أن عدة مستويات تكوينية ، وكيماوية ، و أيضية ، وعصبية تمنح للفرد منذ الولادة، وتصبح سمة لشخصيته ، وأن التبدلات والتغيرات التي تطرأ له ممكنة ، ولكنها محدودة .
ويعتقد قديما أن المزاج يعود أصله إلى الوراثة ، وأن الأخلاط الأربعة الموجودة في الجسم والغدد الصماء ، وبنية الجسم هي التي تقرره ، ألا أن هناك دليلاً معاصرا يقول أن مزاج الشخص يتأثر بالتعلم إلى حد كبير .
ويضع كل من (باس وبلومن ) ثلاثة افتراضات لتكوين المزاج ، الافتراض الأول يرى أن الأطفال يبدون حياتهم بعدد من استعدادات الشخصية الموروثة وتكون هذه الميول الفطرية واسعة ، وهي تؤكد بشدة أشكال مختلفة من سمات الشخصية ، أما الافتراض الثاني فيرى أن الاستعدادات الموروثة تحدد الكثير من الفروق الفردية في الشخصية ، أي أن بعض التصرفات ترجع بالدرجة الأولى للوراثة ، بينما الافتراض الثالث يرى أن الميول الموروثة الواسعة تقوم البيئة بتدعيمها ، وتحويرها .
لقد تأثر علماء الشخصية البولنديون في رسم العلاقة بين المزاج والشخصية بنظرية الفعل – النشاط التي تقدم بها توماسسسكي (Tomaszewaki) التي هي في الواقع امتداد لوجهات نظر فيجوتسكي ( Vegotsky ) ، فالشخصية تعد النظام المركزي الذي ينظم النشاط الذي يقوم به الفرد ، وتعمل على تكامله ، فضلاً عن إنها مجموعة من الآليات التنظيمية المناسبة التي تشكل في أثناء قيام الفرد ضمن سياقات وبيئات تاريخية اجتماعية معينة ، ومن هنا تتضح العلاقة أن نشاط الفرد يتبع حسب مزاجه وحسب الانفعالات التي يمر بها .
فشخصية الفرد تتأثر في نوع الانفعالات التي يتعرض لها ، وفي هيمنة استعدادت انفعالية لنمط معين متميز أو مزاج سائد ، فمثلاً التوجس الذي يبديه الفرد لموقف معين يدل على حالته المزاجية من عدم الارتياح بينما في موقف آخر فيه نوع من الرضا، والشعور بالسعادة فإن حالته المزاجية تميل إلى الابتهاج ، ولا شك أن البيئة بوسعها أن تعدل المزاج ولكن هناك عدد من القيود فأثر بيئة معينة يعدل جزئياً من المزاج ، وعلى المدى البعيد الضغط الشديد من البيئة لا يمكن أن يغير جذرياً من الاستعداد الطبيعي الوراثي للمزاج ، وهذا جعل من علماء النفس يركزون على الجوانب المعرفية ومنها الذكاء أكثر من الاهتمام بالجوانب الانفعالية ومنها المزاج وكان الذكاء هو السمة التي شغلت اهتماماتهم البحثية في تناول لظاهرة الفروق الفردية وقياسها ، إلا أن النظرة الحديثة للمزاج كأساس انفعالي للشخصية يجعل الفرد متميزاً بذاته وهو لا يمكن إن يكون كذلك ألا إذا اختلف عن الآخرين في أساليب استجاباته وحالته الانفعالية، ودوافعه وميوله التي تتضمن قياس سلوك الفرد من خلال تصرفاته المتكررة اليومية ، والتي تميزه عن غيره من الأفراد في المواقف العادية فهناك أفراد بطبيعتهم يميلون إلى الانطواء في حين البعض الأخر يميل إلى الانبساط وإظهار الذات في المواقف العادية التي تخلو الظروف والبواعث الاستثنائية بالنسبة لهذا الفرد لأن ما يبدو أنه نموذجاً من سلوكه اليومي ، أما الذكاء فانه يمثل أقصى الأداء يتحدد في ما يمكن أن يقوم به الفرد في المواقف التي تحتاج إلى حل المشكلات الذهنية المختلفة والتي تواجه الفرد، والتي يتعين فيها استخدام ذكائه ، وقدراته المختلفة .
إن التكوين النفسي للفرد يشمل التنظيم الانفعالي الذي يزود ه بغايات السلوك ودوافعه ، والذي يعتمد على الحالة الانفعالية بينما التنظيم المعرفي للفرد يتعلق بطرق تحقيق هذه الدوافع ، وتكون وظيفة النشاط العقلي هي خدمة دوافع الفرد ورسم طرق تحقيقها، وإشباعها التي غالباً ما تتأثر بتكوين الفرد ، فكلما كان هذا التكوين معقداً كانت السبل أمام تحقيق تلك الدوافع متغيرة ومتعددة ، وعلى العموم ينظر إلى المزاج على انه أساس انفعالي ثابت إلى حد ما يختلف باختلاف الحالة العقلية ويماثل حالة الجسم في مختلف أوضاعه والتغيرات الانفعالية التي ترتبط بما يواجه الفرد في حياته ، والتي تطلق عليها المنظومات المزاجية التي تتضمن أساليب النشاط الانفعالي النزوعي التي تفسر بالدوافع المختلفة ، ويظهر هذا التنظيم في ميول الفرد ورغباته وسماته المزاجية والنشاط الانفعالي وتأثيراته يتوقف على أمرين : أولهما الموقف والثاني الفرد وحالته الجسمية ، والعقلية ، فالاستعداد للتأثير الانفعالي يختلف من فرد إلى آخر ، ويختلف في الفرد الواحد من وقت إلى أخر وذلك حسب عوامل بعضها فطري دائم ، وبعضها مؤقت ، فالفرد في حالة التعب أو الراحة والمرض ، أو الصحة ، والمرح أو الاكتئاب ، نجده أكثر استعداداً بطريقة معينة عنه بطريقة أخرى ، ويتوقف الاستعداد للتأثير الانفعالي إلى حد كبير على الحالة الغدية ، والعصبية ، والشخصية ، وعلى ما يجري في الجسم من عمليات الهدم ، والبناء والعمليات الكيماوية المختلفة ، وهذا الجزء من الاستعداد يطلق عليه بالمزاج .
ولكن حينما نصف شخصية الفرد نقول أنه سريع الانفعال أو بطيء الانفعال ، أي أننا نصف مظاهر حياته الانفعالية وطريقة سيرها و هذا ما نسميه " الطبع " (Temper) كذلك يحدث أن يبدأ الواحد يومه منقبضاً ويستمر انقباضه مدة طويلة كذلك نراه مرحاً أو غاضباً أو مشمئزاً ثم نراه يستمر لمدة طويلة حتى بعد زوال أسبابها هذه الظاهرة تسمى " حالة مزاجية " ( (Mood . ويختلف المزاج عن الحالة المزاجية ، إذ إن الحالة المزاجية تكون نمطا انفعالياً وقتياً ، في حين يكون المزاج دائمياً مستمراً ويكون الطريقة المُميزة للفرد في توافقه مع الحياة .
فالفرد الذي لديه استعداد للابتهاج أو يكون مبتهج حسب مزاجه يستجيب بطريقة قابلة أن يُتنبأ بها .
إن المزاج يبنى على ما لدى الفرد من الطاقة الانفعالية التي يتزود بها من بداية طفولته والتي تعد أساساً وراثياً ويمكن أن تلاحظ الحالة المزاجية للفرد في طباعه ، ومشاعره ونوع انفعالاته أو بطئها .
ولما كان المزاج يحدد سلوك الفرد فإن هذا السلوك هو الأداء الذي يعطينا ما نريد ،ويتغير نتيجة محاولته في أحداث التوافق أو التكيف في البيئة ومواجهة الظروف الجديدة .
إن المزاج الذي ولدنا به يترك في كل فرد حاجة يجب إن تتم إشباعها يوميا كما يترك أثره ، وبصماته على كل فعل من أفعالنا ويجعل هذه الأفعال مميزة لهذا الفرد دون غيره ويمكن ملاحظة هذه الأفعال في حياتنا اليومية واختلاف الأفراد فيها
ويرى فيلب فرنون Vernon أن المزاج يتأثر بعوامل بيئية كثيرة كمعاملة الوالدين ، ألا أنه لا توجد فروق واضحة في المزاج بين الأطفال ويذكر مورينو Moreno أن الطبيعة لن تمكن الطفل أن يأتي لهذا العالم دون مزاج ودون شكل بينما يرى بروفنس Provenc أن المزاج يتم تعزيزه لاشعوريا أثناء فترة الطفولة .
وحينما ترتبط الصفة بالوراثة ارتباطاً كثيراً كلما كانت أقل قابلية للتعديل والعوامل الأساسية للشخصية وهي الناحية الجسمية والذكاء والمزاج تتقرر بالوراثة ولا تتأثر ألا قليلاً بالظروف التي تلي الميلاد، ولكن الإنسان بنشاطه ليس بيولوجيا فحسب و إنما هناك نشاط آخر لا يقل أهمية عنه وهو النشاط النفسي وحينما ينظر الباحثون إلى الإنسان نظرة كلية شاملة ويعدونه وحدة واحدة لا يتجزأ بوصفه وحدة بيولوجية ونفسية واجتماعية فإن هذا التصور يحتم على من يدرس النشاط النفسي للإنسان وما يعتريه من حالات التغير والاتزان أن يأخذ بنظر الاعتبار هذا التصور ، والحقيقة حينما يتناول باحث الجانب البيولوجي ، والجانب النفسي في سلوك الإنسان لا يمكن أن يفصل بينهما في الواقع إذ إن ما هو بيولوجي يؤثر بما هو نفسي والعكس صحيح وإذا كان النشاط البيولوجي أمر لا مفر منه للإنسان فإن النشاط النفسي يعد أيضا كذلك .
إن أنماط سلوك الفرد وشخصيته يتحدد بيئته المادية والاجتماعية التي تؤثر فيها ويتأثر بها وهذا التفاعل الديناميكي يعود إلى عدة عوامل بعضها يرجع إلى مقومات حالته السلوكية وتعد شخصية الفرد المحصلة النهائية لهذا التفاعل ولذا تكون المصدر الرئيسي لجميع المظاهر النفسية .
لقد اعتقد فرويد Freud بوجهة نظر جبرية بما يتعلق بالإنسان فكل شيء تعلمه ويفكر فيه وحتى الأحلام كان مقرراً مسبقاً بواسطة قوى متعذر بلوغها ، وغير مرئية داخلنا فنحن دائما بقبضة غريزة الحياة وغريزة الموت ، وأن شخصيتنا في الكبر محددة كلياً بواسطة التفاعل الذي حدث قبل أن نصل إلى سن الخامسة في وقت كان لنا سيطرة محددة على حياتنا ويضيف فرويد أن ما يدفعنا بداخلنا غريزة الحب والحياة وأن الدوافع السامية عبارة عن نسخ من هذه الغريزة . كذلك يعتقد زملاؤه وتابعوه الفكرة نفسها ويؤمنون بالدوافع الواحدة .
إن نظرة أدلر Adler للمزاج والشخصية يتضح بنظرته لأسلوب الحياة إذ يرى تشكله كرد فعل لمشاعر النقص التي يحس بها ويتشكل خلال السنوات الخمسة الأولى وان الفرد يبحث عن القوة والتفوق ، ويضيف أن أبرز محددات السلوك ااجتماعية وليست غريزية وتتركز رغبة الإنسان في الانتماء والتفوق وفشل الإنسان في ذلك تثير لديه إحساساً بالنقص .
ويرى سوليفانSulivan أن العلاقات الشخصية تؤدي إلى الشخص الاجتماعي والعنيد ، والشاذ جنسياً وكل ذلك مرتبط بأساليب السلوك الاجتماعي.
وتعطي هورني Horny اهتماماً بالغاً بالمؤثرات الثقافية التي تشكل سلوك الفرد وتصرفاته ولا تهمل في الوقت نفسه العوامل البيولوجية.
ومما تقدم أن المزاج ما أسس عليه البدن والطبائع والأحوال الصحية أو المرضية و ما أسس عليه البدن من الأخلاط االأربعة التي تلقي بضلالها على الشخصية الإنسانية لذا تبقى العلاقة بين الشخصية علاقة تناغم أكثر من تنافر لكي يبقى المزاج ظاهرة مميزة لطبيعة الفرد في الجانب الانفعالي من شخصيته التي تضمن قابلية الاستثارة الانفعالية وقوة وسرعة استجابته بما يحقق حالة من التكيف الاجتماعي مع المحيط الذي حوله ويعزز شخصيته نحو الأفضل .
منذ العصور الإسلامية المبكرة كانت من بديهيات الممارسة الطبية لدى الأطباء والعلماء المسلمين ، البحث النشط عن العوامل النفسية التي تساعد على الشفاء أو تعوق منه 0
وكمثال : يعتبر اهتمام ( ابن سينا ) ، ( والرازي ) ، وغيرهم ، بالعوامل المعجلة بالشفاء والصحة بما فيها العادات الشخصية والطبية والاعتدال في المأكل والمشرب ، والإيمان ، والسلام النفسي ، والنوم الجيد ؛ ما هو إلاّ دليل قوي على أنهم أدركوا التداخل والتفاعل الحيوي بين الصحة النفسية والمرض الجسمي ، أي بين ما هو نفسي أو سلوكي ، وما هو جسمي أو بدني 0 هذه الصلة بين ما هو نفسي وما هو جسمي لا تزال تمثل إحدى التحديات المعاصرة أمام العلوم الطبية والنفسية الحديثة ، وقد أصبح هذا الموضوع الآن من الموضوعات الأثيرة والمثيرة معا في الممارسة الطبية والبحث النفسي في مجالات الطب البشري ، والطب السلوكي 0 ومدخلها في ذلك دراسة ما يسمى ( بالضغط النفسي Psychological Stress ) كمدخل لفهم ما يسمى ب( الأمراض النفسجسمية ) Psychosomatic Disorders 0
• معنى الضغط النفسي وطبيعته :
يشير مصطلح الضغط Stress والضغوطات النفسية Stressor إلى وجود عوامل خارجية تحدث لدى الفرد إحساسا بالتوتر الشديد 0 وعندما تزداد شدة هذه الضغوط قد يفقد الفرد قدرته على الاتزان والتكيف ويغير نمط سلوكه وشخصيته 0
• تعريف الضغط النفسي Psychological Stress :
هو حالة من التوتر النفسي الشديد ، والإنعصاب ، يحدث بسبب عوامل خارجية تضغط على الفرد ، وتخلق عنده حالة من اختلال التوازن واضطراب في السلوك 0
* مصادر الضغوط : مصادر الضغوط كثيرة ومنها :
منها ما يرجع إلى تغيرات حياتية ، أو تغيرات في أسلوب المعيشة 0وضغوط العمل والإنجاز الأكاديمي 0
ومنها ما يرجع إلى مشكلات اجتماعية 0
ما يرجع إلى متغيرات بيئية خارجية ، كالطلاق والوفاة ، والخسائر المادية ، والهجرة ، وترك العمل 0
ما يرجع إلى متغيرات داخلية ، كالصراع النفسي ، والطموح الزائد ، والتنافس ، وطريقة التفكير 0
إن الأثر الناتج من التعرض للضغوط النفسية يعتمد على شدة الضغط والإنعصاب 0 فالضغوط البسيطة قد تساعد الفرد في الأداء والإنجاز ، وزيادة الكفاءة ( لأنها بمثابة حافز للنشاط ) 0 بينما يؤدي التعرض المديد للضغوط أو الضغوط الشديدة إلى اختلال قدرات الفرد ، مما يتم الدفاع ضد هذه الضغوط على مستويات العضوية كافة ( كيماويا وعصبيا ونفسيا ) 0
ويمكن النظر للضغط النفسي من وجهتين وهما :
الأولى
النظر إلى الضغط النفسي على أنه العامل الحاسم والمفجر أو المسرع للعديد من الاضطرابات النفسية والعضوية 0 وكثيرا ما ينظر إليه على أنه ( نقطة الماء التي جعلت الإناء يطفح ) وذلك عند شخصية مهيأة وذات استعداد للوقوع في الاضطراب 0 وهكذا تكون حادثة وفاة عزيز أو خسارة تجارية ، أو صدمة عاطفية ، بمثابة المثير الضاغط Stimulus Stressor والأخير التي ظهرت بعده الأعراض على شكل تناذر أو زملة مرضية 0
الثانية
أنه ينظر إلى الضغط ليس على أنه مثير أو عامل حاسم للمرض ، بل على أنه استجابة Response تمثل ردود فعل عضوية ونفسية محدثة اضطرابات متعددة في العضوية 0وقد بين ذلك العالم الفسيولوجي ( هانز سيليا ) Hans Selye عام 1950 م ، من خلال ما أسماه زملة التكيف العام 0
وعندما تكون ردود الفعل والتغيرات الكيماوية والعضوية الناتجة من خلال التعرض للضغوط الشديدة تسمى الاضطرابات النفسجسمية أو السيكوسوماتية Psychosomatic Disorders 0 وقد أشار الدليل التشخيصي والإحصائي الأمريكي إلى أن الاضطرابات السيكوسوماتية أو ( العضوية النفسية ) على أنها أعراض عضوية ناتجة عن عوامل انفعالية ، وأن هذه العوامل هي الضغط أو الشدة النفسية ، وتضم الاضطرابات السيكوسوماتية مدى واسعا يشمل : الصداع ، والربو ، وقرحة المعدة والأمعاء ، ومرض السكر ، وضغط الدم ، وغيرها 00 وسأتعرض في فصل قادم لها بالتفصيل 0
• نظرية الضغط النفسي :
لقد وضع العالم Hans Seley ( هانز سيليا ) وهو من أوائل الأطباء الذين بحثوا في هذا الموضوع ، وأعطاه أرضية علمية وافية ، نظريته من خلال تجاربه المتنوعة على الإنسان والحيوان وقد بين أن التعرض المستمر للضغط النفسي يحدث اضطرابا في الجهاز الهرموني من خلال الاستثارة الزائدة للجهاز العصبي المستقل ، وأن هذه الاضطرابات الهرمونية هي المسؤولة عن الأمراض أو الاضطرابات النفسجسمية Psychosomatic Disorders ، الناتجة عن التعرض للتوتر والضغط النفسي الشديدين 0 وقد أطلق ( سيلاي ) على الأعراض التي تظهر على العضوية أثناء ذلك اسم : زملة تناذر أعراض التكيف العام General Adaptation Syndrome ، هذه الزملة تحدث من خلال ثلاث مراحل وهي :
1 المرحلة الأولى وتُسمى استجابة الإنذار Alarm Response : وفي هذه المرحلة يستدعى الجسم كل قواه الدفاعية لمواجهة الخطر الذي يتعرض له ، فتحدث نتيجة للتعرض المفاجئ لمنبهات لم يكن مهيئاً لها ، مجموعة من التغيرات العضوية والكيماوية فترتفع نسبة السكر في الدم ، ويتسارع النبض ، ويرتفع الضغط الشرياني ، فيكون الجسم في حالة استنفار وتأهب كاملين من أجل الدفاع والتكيف مع العامل المهدد 0
2 المرحلة الثانية وتُسمى مرحلة المقاومة Resistance Stage : حيث إذا استمر الموقف الضاغط فإن مرحلة الإنذار تتبعها مرحلة أخرى وهي ، مرحلة المقاومة لهذا الموقف ، وتشمل هذه المرحلة الأعراض الجسمية التي يحدثها التعرض المستمر للمنبهات والمواقف الضاغطة التي يكون الكائن الحي قد اكتسب القدرة على التكيف معها 0
وتعتبر هذه المرحلة هامة في نشأة أعراض التكيف أو ما يسمى بالأعراض السيكوسوماتية أو النفسعضوية أو النفسجسمية ، ويحدث ذلك خاصة عندما تعجز قدرة الإنسان على مواجهة المواقف عن طريق رد فعل تكيفي كاف 0 ويؤدي التعرض المستمر للضغوط إلى اضطراب التوازن الداخلي مما يحدث مزيدا من الخلل في الإفرازات الهرمونية المسببة للاضطرابات العضوية 0
3 المرحلة الثالثة وتسمى مرحلة الإعياء أو الإنهاك ( استنفاد الطاقة ) Exhaustion Stage : حيث إذا طال تعرض الفرد للضغوط لمدة طويلة فإنه سيصل إلى نقطة يعجز فيها عن الاستمرار في المقاومة ، ويدخل في مرحلة الإنهاك أو الإعياء ويصبح عاجزا عن التكيف بشكل كامل 0 وفي هذه المرحلة تنهار الدفاعات الهرمونية وتضطرب الغدد وتنقص مقاومة الجسم ، وتصاب الكثير من الأجهزة بالعطب ، ويسير المريض نحو الموت بخطى سريعة 0
ونخلص إلى القول بأن الأمر يتوقف على عدد من الاستجابات التكيفية التي تساعد الفرد على حماية نفسه كلما تعرض إلى تغيرات ومواقف ضاغطة 0 فانخفاض درجة الحرارة أو زيادتها ، وحالات الجوع والعطش ، والنشاط العضلي الزائد ، والإصابة الميكروبية ، والتوتر الانفعالي كلها تؤدي إلى تغيرات في الكائن الحي نتيجة ما نسميه بحالة الضغط النفسي أو الشدة النفسيةstate of Stress 0
• علامات الضغط النفسي ومواجهته :
أشار الدكتور ( جون كاربي ، 1996 ) John Carpi ,1996 ، إلى أن الضغط النفسي لا يضع رأسك في الملزمة فقط ، بل إنه يحدث خللا في أجهزة الجسم كله بما فيها الدماغ 0 فالتطورات التكنولوجية قد زادت من مشاغل الحياة اليومية وأعبائها ، وتضاءل وقت الفراغ وانحسر 0 حتى أننا نجد رجال الأعمال وهم على الشواطئ ومرتدين ألبسة السباحة ومتشمسون ، وهم يحملون أجهزة الهواتف ويخططون لأعمال ولقاءات في اليوم التالي 0 ولم يعد هناك وقت للراحة 0
إن هناك علامات وأعراض متنوعة تظهر نتيجة للتعرض للضغوط النفسية ومنها :
1 العلامات العضوية ، وهي متنوعة وأهمها :
أ توتر العضلات في الرقبة والظهر، خاصة الارتجاف والصداع التوتري ، وبرودة الأطراف 0
ب جهاز الهضم : حموضة المعدة ، غثيان ، وغازات ، وألم بطني تشنجي 0
ج الطعام : إمساك ، فقدان الشهية ، إسهال 0
د النوم : أرق ، استيقاظ مبكر ، كوابيس ، وأحلام مزعجة 0
ه الألم : ألم في الظهر وفي الكتفين ، وألم في الأسنان 0
و اضطرابات قلبية دورانية : تسرع القلب ، ضربات غير منتظمة 0
ز التنفس : عسر التنفس ، الألم الصدري 0
ح اضطرابات جنسية متنوعة 0
2 العلامات النفسية ، وهي كثيرة ومنها :
الضيق ، والكآبة ، والحزن ، وفقدان الاهتمام ، وفرط التهيج ، وفرط النشاط ، وعدم الاستقرار وفقدان الصبر ، والغضب ، وصعوبات الكلام ، والملل ، الخمول والتعب والإنهاك ، وضعف التركيز ، والتشوش الذهني ، والسلبية ، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات ، الجمود ، ومراقبة الذات ، والتنبه المستمر لاستجابات الآخرين ، والأداء السيئ0
• المواقف التي تخلق الضغط النفسي :
هناك الكثير من المواقف التي تسبب في وجود الضغوط النفسية ومنها :
1 العلاقات المضطربة غير المستقرة :
حيث أن العلاقة الاجتماعية أو الأسرية المضطربة تخلق ضغوطا نفسية كبيرة على الشخص ، وقد تستحوذ على كامل الشخصية ، وتصبح القضية الأولى في حياة الفرد 0
2 عدم القدرة على الاسترخاء :
إن البقاء في العمل مع الإلحاح على الإنجاز ، أو الانتقال لأداء عمل آخر ، من غير أن تترك لنفسك فرصة للراحة ، وتهدئة الذهن ، واسترخاء للجسم ، فمعناه إطالة الضغط على الجسم والنفس ، وزيادة التوتر ، وإمداده بزخم قوي ينهك الشخص 0
3 الثورات الانفعالية والغضب الشديد :
إن كبت الانفعالات وخاصة الغضب وطول استمرارها وعدم التعبير عنها ، والتنفيس ، معناه تحويل أثارها إلى داخل العضوية ، وتبقى في الداخل بشكل ديناميكي أيضا 0 إن هذه التراكمات للانفعالات المكبوتة سوف تحدث اضطرابا في أي عضو ضعيف عند الشخص ، أو ذوي الاستعداد للإصابة بالمرض 0 ويفضل دائما تحرير هذه المشاعر والتنفيس عنها وتبديدها بأسلوب مناسب 0
4 سلوكية الإتقان والكمال في الحياة :
بعض الأشخاص دائما يشعرون بالإحباط و الفشل أو أنهم سيفشلون ، بسبب عدم عثورهم على الشخص الكامل المتقن 0 فمن المستحيل أن يكون هناك إنسانا كاملا بالصورة المثالية 0 فالفرد الذي يفشل في التعامل مع الفشل والإحباط يكون دائما حبيس مشاعر الضغط والتوتر ورفض الذات 0
5 الميل نحو التنافس المفرط :
تنافس الشخص تنافسا صحيا لا إفراط فيه هو ظاهرة سوية عند الإنسان 0 أما التنافس بشكل مستمر واتخاذه أسلوبا في الحياة وهدفا لكل أنشطة الفرد ، يعتبر باعثا على الضغط النفسي 0
6 التصلب في السلوك والتعامل :
إن عدم المرونة في التعامل مع الناس ومواجهة المواقف ، يعني البحث عما يزعج ويتعب 0 في حين أن المرونة في السلوك والتصرف يترك للشخصية حريتها ونموها السوي والسليم 0
7 فقدان الصبر أو التحمل :
إذا كان الإنسان عجولا وغير صبور ، ويتوقع من الآخرين إنجاز جميع الأعمال بسرعة فإنه بداية يضع رأسه في الملزمة ( كما يقول جون كاربي ) 0 فالالتزام بالجدية المطلقة أو النسبية في العلاقات مع الناس ينمي الضغط ، وسلوك الإثارة 0
ويذكر ( عبد الله ، 2001 ) : " أن هذه المواقف والصفات الباعثة على الضغط النفسي تتمثل في نمط الشخصية ( A ) أو نمط السلوك ( أ ) وهو الذي قد تحدثت عنه في بحث الشخصية 0 وهذا النمط له صفاته الخاصة وهي : التنافس ، والعدوانية ، والطموح الزائد ، والشعور بضيق الوقت ، وعدم الصبر ، وعدم ترك مجال للراحة ، والعمل الزائد بدون تنظيم ، مقابل ( الشخصية B 0
• الأعمال والمهن المسببة للضغط النفسي :
في المجتمعات الصناعية الكبيرة فإنه يبدو أن الأكثر تعرضا لمخاطر المهنة على مستوى الضغط والتوتر النفسي الشديدين ، هم أصحاب المهن التالية : الطبيب والطبيبة ، والسكرتير والسكرتيرة ، وعمال المناجم ، ومدير المبيعات في الشركات والمؤسسات 0 ومن بين المهن التي ذكرتها ، فإن مدير المبيعات يعتبر أكثر تعرضا للمرض الجسمي ، بفعل الضغوط النفسية التي يتعرض لها 0 حيث يتوجب عليه الانخراط في منافسة عالية ، وهؤلاء أكثر عرضة للقرحات الهضمية ، ومرض القلب التاجي 0 وقد بينت بعض الدراسات أن الفتيات العاملات في ميدان السكيرتارية ، والضاربات على الآلة الكاتبة ، ومستقبلات الزبائن في الشركات ، يعانين من اضطرابات عضوية عديدة ومصدرها الضغط النفسي 0 ومن أصحاب المهن الأخرى أيضا ، الفنيون في المختبرات ، وموظفو المكاتب ، والمضيفات الجويات في الطائرات ، والممرضات0
حيث يبدل الضغط والتوتر النفسي ، كيميائية الدم ، وبالتالي يحدث أعراضا بدنية غير واضحة السبب ، فصعوبة النوم ، والألم العضلي ، وحساسية المعدة ، كلها من علامات التوتر النفسي ، إضافة إلى أن رد فعل الشخص الذي يتعرض للضغط النفسي ، يكون غير مناسب مع طبيعة المثير 0
إن التفسير لارتفاع نسبة الإصابة لدى العاملات في السكيرتارية بأمراض الضغط النفسي البدنية هي بسبب الضغوط الواقعة عليهن لإنجاز العمل بسرعة ، وإنهائه في الوقت المحدد ، إضافة إلى تعاملهن مع الآلات التي تخلق جهدا بدنيا يقع على الكتفين والظهر 0
والعناصر التالية قد تكون نافعة في عملية التقويم لمعدلات توتر المهنة وضغوطاتها النفسية:
1 المطالب المتضاربة للمديرين ومعاونيهم 0
2 وجود شعور قليل من السيطرة على العمل 0
3 العمل تحت ضغوط الأوقات المحدودة للإنجاز 0
4 وجود عمل سريع متواقت بفواصل زمنية نظامية مع قليل من الراحة 0
5 التعامل مع الناس 0
6 التكرار الممل 0
7 العمل الموقوت بوقت أو آلة 0
• معايشة الضغوط النفسية ومعالجتها :
الضغوط النفسية خبرات يمر بها كل إنسان ، وهي ليست ذات مصادر بيئية خارجية فقط ، وإنما هي من صنع ذات الشخص أيضا ومن داخله 0 ويحاول كل شخص أن يواجه المواقف الضاغطة والباعثة على التوتر بإتباع أساليب عديدة تبعد الخطر عنه وتعيد له حالة التوازن 0 وبعض الناس قد يخفقون في ذلك بسبب طبيعتهم الشخصية وسماتهم النفسية ( نزاعون للبحث عن الإثارة ) ولذا فهم يفشلون في ذلك ويبقون تحت رحمة الضغط والتوتر ، فتظهر عندهم اضطرابات وتناذرات مرضية متنوعة 0 وعلاج الضغوط النفسية ليس في التخلص منها أو تجنبها ، واستبعادها من حياتنا 0 فوجود الضغوط في حياتنا أمر طبيعي 0 ولكل فرد منا نصيبه من الأحداث اليومية بدرجات متفاوتة 0 ولهذا فوجود ضغوط في حياتنا لا يعني أننا مرضى ، بل يعني أننا نعيش ونتفاعل بالحياة 0 إنه يعني أننا ننجز أشياء معينة ، ونحقق طموحاتنا 0 وخلال ذلك ، أو بسبب ذلك تحدث أمور متوقعة أو غير متوقعة 0 ومن ثم فإن علاج الضغوط لا يتم بالتخلص منها ، وإنما يتم بالتعايش الإيجابي معها ، ومعالجة نتائجها السلبية 0
إن معالجة الضغوط تعني ببساطة : أن نتعلم ونتقن بعض الطرق التي من شأنها أن تساعدنا على التعامل اليومي مع هذه الضغوط ، والتقليل من آثارها السلبية بقدر الإمكان 0
• بعض الأساليب للتعامل مع الضغوط والتعايش معها بإيجابية :
1 وضع أهداف معقولة :
يعتقد البعض عن طريق الخطأ ، أن الضغوط هي نتاج كامل لما تصنعه المواقف الخارجية ، أو الظروف البيئية الخارجية 0 ومن ثم فقد يبنون نتيجة أخرى على هذا النوع من التفكير ، وهي أن العلاج من الضغوط يجب أن يرتبط بتغيير الموقف تمام 0 ومن ثم تتجه طاقة هذا البعض بأكملها لهذا الهدف غير الواقعي 0 ونجد البعض أيضا يجاهد عبثا للحصول على ضمانات خارجية بتعديل هذا الوضع 0
ويعتبر التغيير والتعديل من الموقف ( كالعمل المشحون بالتوتر والصراع ) من أهم مصادر التحسن 0 فقد تبين أن حوالي 60% من حالات الاضطراب المرتبطة بالحروب ، وعصاب الحروب تشفى بعد إبعادها عن الحرب ، أو انتهاء الحرب 0 ولكن في الكثير من الأحيان يتعذر تغيير البيئة ، وفي تلك الحالة لا يكفي أسلوب تعديل البيئة أو تغييرها 0 وهنا يحتاج الشخص لأساليب تساعده على معايشة الضغوط ، والتغلب على آثارها السلبية
2 تنظيم الوقت وعمل جدولة له :
لعل أهم خطوة يمكن القيام بها هي أن نتبنى أهدافا معقولة ، فليس من الواقعي أن نتخلص من كل الضغوط والأعباء تماما من الحياة 0 وكلما انصب هدفنا على التخفيف من هذه الضغوط وبمجرد أن نقلل منها بشكل بسيط سيجعل قدرتنا تزيد على التكيف لها ومعالجتها
وللتخفف من الضغوط يجب أن نعالجها أولا بأول ، فإن تراكم هذه الضغوط يضاعف من الجهد في حلها ، وتتزايد المشكلات السلبية عندما نفاجأ بأن علينا أن نتعامل مع عدد منها في وقت ضيق 0 وهناك طريقة أخرى لبناء أهداف واقعية وهي : أن نتبنى أهدافا قابلة للتحقق في فترة زمنية معقولة ، أي أهداف قصيرة المدى 0 فالطالب مثلا ليس من الواقعي أن مادة دراسية كاملة في ثلاثة أيام ، أو أنه سيعتمد على الأسبوع الأخير من الدراسة ليحقق النجاح والتفوق0 فمن الطبيعي والمؤكد أن الطالب الذي يتبنى هدفا غير واقعي بهذا الشكل سيكون في وضع أسوأ بكثير من الطالب الذي قد خصص ساعة من وقته لإنهاء أجزاء معقولة من مادة معينة لينتقل بعد ذلك لأجزاء أخرى من مادة أخرى ، وهكذا يمكن البدء مبكرا منذ أول يوم في الفصل الدراسي 0
3 تدريب المهارات الاجتماعية :
ليس باستطاعة أي شخص أن يفي بكل احتياجات الآخرين ومطالبهم ، ولذا يجب أن يجعل الشخص له هدفا معقولا من العلاقات ، فمن غير المعقول أن تقوم بارضاء كل من تعرف أو لا تعرف ، وكل من هو في حاجة لك 0 ومن الجميل أن تساعد وأن تمنح بعضا من وقتك وجهدك لمساعدة الآخرين ، ولكن لا تنسى أن لك أيضا احتياجات خاصة للدراسة والراحة ، ووقت للفراغ والترفيه ومشاغل أخرى ، ولا تنسى أن تكون واقعيا في تلبيتك لمتطلبات الآخرين وإلحاحاتهم ، وأنك أيضا في حاجة لوقت خاص لك ، ولقدر من الخصوصية ، والعزلة 0
وتتطلب المهارات الاجتماعية قدرة على تأكيد الذات ، بكل ما يشتمل عليه هذا المفهوم من مهارات التعبير عن المشاعر والحزم الإيجابي 0 لا بد أن تتعلم أن تقول ( لا ) في بعض الأحيان للطلبات غير المعقولة ، ( وحتى الطلبات المعقولة أحيانا ) 0 ولكن ليس أن تقول ( لا ) من أجل المخالفة أو المعاندة ، وخلق جو عدواني 0 وإنما يعني ذلك أن تكون قادرا على أن تعرف احتياجاتك ، والوقت المتاح لك ، وأولويات العمل بالنسبة لك ، وأن تعترف وتعلن عدم قدرتك على تلبية ما يطلب منك من متطلبات 0
وعند حدوث صراعات أو خلافات في الرأي فلا تجعل هدفك أن تكسب كل شيء ، ولو كان على حساب الآخرين 0 افتح دائما مجالا للتفاوض والمناقشة وتبادل وجهات النظر وآراء الآخرين ، والوصول إلى الحلول التوفيقية والمناسبة والمرضية لجميع الأطراف 0 وتذكر دائما أن أفضل الحلول ، هي تلك التي تحقق كسبها متبادلا لجميع الأطراف الداخلة في الصراع أو الخلاف ما أمكن ذلك 0 وحتى لو تعذر عليك أن تكسب في موقف ، أو تحوله لصالحك ، بسبب ظروف قاهرة أو خارجة عن إرادتك ، فليس معنى ذلك أن تبقى ناقما ساخطا ومكظوما 0 تذكر دائما أن الخسارة وحدها ليست هي التي تمثل الخطر الأكبر على الصحة ، ولكن إدراكنا لهذه الخسارة ، وتفسيراتنا الحمقاء لها ، واستجاباتنا الانفعالية وما فيها من غضب مكتوم ، هي السبب الرئيسي للنتائج السلبية ، والمرضية 0 وأن تتذكر أن تفلسف الأمور بطريقة إيجابية ، عندما تتعرض للفشل ، وتحول الأمور لصالحك ، وأن تحصل على أكبر قدر ممكن من الاسترخاء والهدوء ، بدلا من الاستمرار في المواجهات والصراعات 0
ومن السلوكيات الاجتماعية الهامة والتي نوصي بها لتحسين أنماط التفاعل الاجتماعي هي :
أن نوزع الأعباء الملقاة على عاتقنا ، وبذلك نمنح أنفسنا وقتا أطول ، وفرصة أفضل للاهتمام بأولويات أخرى نشعر أنها أهم 0 كما أنك عندما تمنح فرصة للآخرين للتكفل ببعض المسؤوليات ، والقيام ببعض الخدمات ، حتى ولو كان ذلك بمقابل مادي ، متفق عليه سيخفف من الأعباء الملقاة عليك ، ويمكن أيضا الاستفادة من بعض الخدمات المتاحة أحيانا ، كل ذلك سوف يخفف من الأعباء الملقاة عليك 0 وهذا من شأنه أن يخفف الضغوط عليك 0
3 ضبط المؤشرات أو التوترات العضوية المرافقة للضغوط :
يجب التنبه للتوترات العضوية النوعية المصاحبة لأداء العمل ، مثل : أنواع التوتر النفسي والعضوي التي تصاحب الشخص في حالة الشعور بتزايد الضغوط بما فيها : ( التوتر العضلي ، وتسارع دقات القلب بسبب تزايد النشاط الهرموني أي تزايد نسبة ضخ الأدرينالين في الدم ، التغير في معدل التنفس ، أو التلاحق السريع في عملية التنفس ) 0
ففي مثل هذه الحالات :
قلل من تدافع الأدرينالين المسؤول عن تسارع دقات القلب 0
خذ نفسا عميقا وركز على التنفس جيدا لتقلل من تسارعه 0
استبدل التخيلات المثيرة للقلق بتخيلات أخرى مهدئة للمشاعر ، تمهل وهدئ من سرعتك وإيقاعك في العمل والحركة ، تجنب أن تزحم وقتك وتملأ جدولك اليومي بنشاطات يومية تافهة0
امنح نفسك يوميا وقتا للراحة والترفيه والتأمل 0
نظم جدولك اليومي بطريقة متوازنة بحيث تجعل فيه وقتا لهواياتك ، وحياتك الاجتماعية ، والروحية ، وللأسرة ، والعمل 0
- أعط للحدث أو للكلام تعبيراً من الوجه يناسبه أو كلاماً يلائمه .
- فكّر في الموقف الراهن لا بشيء مضى أو شيء مستقبلي إلا عند جلسة سكون وتأمل إن كان لديك فكرة أو نصيحة فاعرضها بأسلوب حسن واضح و لا تأمر بها غيرك لينفذها إلا يكون تحت إمرتك و سلطتك .
- لا تخاطب فرداً حتى ينتهي من كلامه و قابله بظاهر كلامه لا بظنون و تخرصات مسبقة لديك .
- عوّد نفسك على عدم إساءة الظن بالآخرين إلا بما يقتضيه ظاهر الكلام أو الحال .
- إذا كنت في موقف ما أو على هيئة معينة فتصرف وفق الشرع المطّهر بما يناسب ذلك الموقف أو تلك الحال .
- ما تكنه للغير من خير و حب أظهره ولا تجعله كامناً في نفسك والعكس بالنسبة للشر والبغض .
- إذا عملت عمل طاعة أو فعل خير أو سنة فلا تعقّب ذلك أو تسبقه بدليل من القرآن أو السنة يؤيد ذلك إلا أن تكون معلماً لمن أمامك ؛ خشية الرياء .
- أول كلام مع الضيف بعد السلام أن تطلب منه التفضل وترحب به .
- عند ما تسلم على أحد فليكن وجهك تلقاء وجهه مع ابتسامة مشرقة لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) .
- لا تدخل الناس في مشاكلك وهمومك فلديهم ما يكفيهم .
- لتكن معاملتك للناس وسطاً لا غلو فيها بحيث تعظمهم وتخافهم وترجوهم وتعلّق قلبك بهم ، و لاجفاء فيها فتحتقرهم و تزدريهم و تتكبر عليهم ولا تؤدي لهم حقوقهم .. بل كن وسطاً تعمل في ذلك بما يقتضيه الشرع المطّهر. وتعدّى آداء الحقوق إلى الإحسان إليهم بالقول والمال والفعل والعون .
- إذا قابلت أخاً لك فرحب به وأسأل عن حاله وما يخصه مما يرضى أن تسأل عنه ، لأن ذلك اهتمام به وتقدير .
فيما يلي ذكر بعض الأنشطة البسيطة التي سوف تغير مزاجك إذا التزمت ببعضها وأعطيتها الأهمية المناسبة .. وهذه الأنشطة يعرفها الجميع ولكن هناك سر كبير سأفشيه لك وهو أن المشكلة لدى أغلب الناس ليس في معرفة هذه الأنشطة ولكن في عدم تركيزهم على أهميتها لبساطتها .. لأن أغلب الناس يعتقدون أن الأشياء البسيطة لا تجلب أشياء كبيرة فيهملوها ولا يضعوها في برنامجهم وينساقون في تيار روتين حياتهم اليومي القاتل والممل .. ولهذا إليك عزيزي القارئ بعض الأنشطة البسيطة التي ستعدل من حالتك الوجدانية وتنقل إليك بعض السعادة ولكي تستفيد منها عليك أن تفعل ما يلي :
1- أن تعطيها الأهمية المناسبة وتأخذها مأخذ الجد .
2- أن تختار مجموعة منها تتناسب معك ومع ظروفك .
3- أن تضعها في برنامجك اليومي أو الأسبوعي بمرونة دون تشدد مع بعض الالتزام .
وهذه الأنشطة هي :
نشاطات معارضة للاكتئاب :
اجتمع مع أشخاص سعداء ، إضحك بعمق ، شاهد منظراً جميلاً وركز عليه ، قل شيئاً جميلاً أو ساراً للمقربين منك ، ارتد غياراً أو ملابس نظيفة ، استمع للقرآن ، تحدث عن شيء سار أو مرح ، شاهد شيئاً تحبه خارج المنزل ، قم بإعداد شيءً تحبه ، تناول طعاماً أو شراباً بالخارج ، اجتمع مع أشخاص متحمسين ، اقض بعض الوقت في مشاهدة الطبيعة ، تحدث بإعجاب عن بعض منجزاتك ، اشعر بوجود الله ورعايته في حياتك ، تناول طعاماً أو شراباً تحبه، ابتسم للآخرين ، اشتر شيئاً تحبه ، اقتطع وقتاً للفراغ ، شاهد الشمس أو اجلس في مكان مشمس ، نم بعمق ، كون صورة ذهنية لشخص أو مكان جميل أعجبك ، قل شيئاً مسلياً أو استمع إليه ، ارو أطروفة أو نكتة ، استرخ بعض الوقت ، استحم أو اسبح , تنفس هواء طبيعيا ونقياً ، استمع لأغنية تحبها ، اشتر شيئاً لشخص تحبه ، تخيل موقفاً مع شخص تحبه , تخيل شيئاً جديداً سيحدث في المستقبل ، اشعر بأهمية وجودك للآخرين ، مارس الاسترخاء، كافئ نفسك على إنجاز بعض النشاطات السابقة يومياً .
إنجازات ونشاطات شخصية :
إقرأ شيئاً جديداً ، خطط لرحلة أو إجازة ، تعلم شيئاً جديداً ، إبحث عن كتاب جديد ، أكتب خطابات مؤجلة ، عبر عن فكرة أو رأي بوضوح ، أكتب رأيك في مقال قرأته في الجريدة ، أكتب عن شيء يعجبك في شخصية تقدرها ، أكتب أو اتصل لتسأل عن شيء تريد اقتناءه ، قم بتنظيم شيء مؤجل في مكان عملك ، تعلم بعض الخطوات لاكتساب مهارة معينة ، تعرف على مصادر الإعجاب فيك وسجلها ، إقرأ سورة في القرآن ، إقض وقتاً في عمل شيء بكفاءة ، إبعث برأيك إلى صحيفة أو مجلة ، قم بتنظيم شيء مؤجل في منزلك ، أنجز ولو شيء من واجباتك .
تفاعلات اجتماعية :
إبحث عن أو إتصل بصديق قديم ، اجتمع مع مجموعة من الأصدقاء ، عبر عن شيء إيجابي فيك ، اجتمع مع من تحب ، عبر عن تأييدك العلني لرأي جيد ، قلل من إلحاحك على شخص آخر ، أطلب من صديق أو زميل أن يساعدك في معالجة أمر يهمك ، قم بمداعبة طفل أو حيوان ، تعرف على طريقة صناعة أو عمل شيء تؤديه الزوجة أو الزوج ، قم بتنظيم لقاء (أو حفل ) مع أصدقاء ، لاحظ الآخرين ، أدخل في مناقشة صريحة ، عبر عن حبك أو إعجابك بشخص آخر ، اجتمع مع أشخاص متحمسين ، قم بزيارة سريعة لأحد الوالدين أو المقربين ، قم بعمل تطوعي لخدمة آخرين ، سجل أشياء إيجابية فعلتها اليوم ( أو الأسبوع الماضي أو الشهر أو العام الماضي) ، أصغ بانتباه وتفهم لشخص لم تكن تحبه ، سجل أشياء إيجابية تود عملها اليوم (أو هذا الأسبوع أو الشهر أو العام ) ، تعرف على ما حصله أبناؤك في المدرسة اليوم ، امتدح شيئاً إيجابياً في شخص آخر ، أنصت للقرآن الكريم بتركيز ، عبر عن عرفانك بالجميل ، أخلق مناقشة حية ، تعرف على شخصية جديدة ، إمنح بعض الوقت لمساعدة محتاج ، ادع صديقاً إلى كوب من الشاي أو القهوة ، تعرف على ما سيفعله أبناؤك اليوم ، تطوع لمساعدة شخص يحتاج إلى المساعدة أو النصح ، إفعل شيئاً يثير الحب .
في أي مجتمع أو مؤسسة أو مشروع أو علاقة زوجية، تحدث مشكلات متعددة ومتنوعة، ومعها تتنوع الحلول بتنوع التفكير والتأمل في الحل!.
فما نراه اليوم من تنوع في الاختراعات والاكتشافات هي نتيجة قائمة على أساس البحث المستمر عن الحلول «الحاجة أم الاختراع»، أو قائمة من أجل التطوير والتجديد والإبداع..
فهناك أناس يتصرفون أمام المشكلات على أنها نهاية الطريق، وهناك أناس يبحثون عن الحلول ويستمرون بالبحث مئات المرات وقد يطول البحث لسنين طويلة، ولكنهم مقتنعون بأنهم سيجدون في النهاية الحلّ الأمثل، وأن جهودهم لن تذهب هدراً...فاختراع أديسون هو نتيجة بحث مستمر لحلّ مشكلة الظلام الدامس في الليل، وكان على قناعة تامة بأنه سيصل في النهاية إلى حلّ المشكلة...
ومن الأمثلة الجميلة «كما يذكرها الكاتب م محمد المنصور» أن شركة أرادت أن توفر سمكاً طازجاً لسوق اليابان بحكم حبهم لأكل السمك ولكنه غير متوفر على الشاطئ بشكل كاف، ولهذا جاءت فكرة سفن الصيد الكبيرة لتبحر في أعماق البحار وتصيد أكبر كمية من الأسماك، ولكن واجهت هذه الشركة مشكلة طول الأيام التي تجعل السمك غير طازج حين يصل إلى السوق، ومن ثم لا تروق للمستهلك الذي اعتاد على السمك الطازج..
اهتدت هذه الشركة إلى حل فريد، حيث زودت سفن الصيد بثلاجة مجمدات للحفاظ على السمك طازجاً حتى عودة السفينة، ورغم ذلك فإن المستهلك الذي اعتاد على السمك الطازج بقرب الشاطئ لم يعجبه مذاق السمك المجمد، وهنا احتارت الشركة وأصرّت على البحث عن حلول، فنبغت فكرة تزويد السفن بأحواض مملوءة بالمياه لإبقاء السمك طازجاً وحيّاً، ومن ثم بيعه طازجة، ولكن السمك في أحواض المياه بدأ بالتوقف عن الحركة، الأمر الذي أثّر على مذاق وطراوة السمك، وميّزها المستهلك الياباني، ومن ثم لم يستسغ طعمها...ولم يرغب في شرائها..
فماذا فعلت الشركة؟ استمرت في البحث عن حلول أخرى وأخرى، إلى أن توصلوا إلى حلّ يرضي المستهلك الياباني، حيث وضعوا في الأحواض سمكة قرش تقوم بالدوران والحركة وتأكل بعض السمك، وهذا جعل السمك طول الفترة متحركاً خوفاً من سمكة القرش! فما أروع هذا التفكير الذي لم يستسلم للمشكلات، بل حاول وحاول حتى ابتكر الحلّ..
وإليك المثال الأخر «ذات يوم غرقت سفينة في أحد الموانئ وتعذر إخراجها بسبب الحاجة إلى 20 سفينة رافعة، وكان لا يتسع لها الميناء الصغير، فكلف رجلاً يدعى كروير بإخراجها، فكر بالطريقة لإخراجها فواتته الفكرة وهو يقرأ مجلة للأطفال تتحدث عن قصة خيالية، والفكرة تتلخص بملء السفينة بالهواء فتطفو بذلك ولكن تعذرت الفكرة بسبب الشقوق الكثيرة.
فتداول مع علمائه وخرج بفكرة جديدة وهي ملء عنابر السفينة بآلاف الكرات البلاستيكية الخفيفة التي إذا حلّت مكان الماء أدى ذلك إلى خفة وزن السفينة وبالتالي إخراجها، وبالفعل نفذت الفكرة ونجحت ولم تحتج إلاّ إلى سفينة واحدة فقط وذلك لحفظ توازن السفينة الغارقة أثناء خروجها.
إن هذا الرجل يملك معملاً للأبحاث، ويعمل لديه أربعون عالماً ومهندساً ورساماً هندسياً وهو لم يتعلم إلاّ التعليم الثانوي...يعطي علماءه الفكرة ويناقشهم وهز ينفذونها له».
وفي الحرب العالمية الثانية حينما أغار هتلر على بريطانيا وصار يدكها بطيرانه المتفوق، فكّرت بريطانيا في حل لهذه المشكلة، فالطيران الألماني يسبح فوق سماء لندن...
ففكرت بريطانيا في وضع حلّ بشكل سريع قبل فناءها وهزيمتها، فجمعت الأذكياء من جامعاتها وطرحت لهم المشكلة وحاجتها إلى حلّ...
وبعد محاولات عديدة أكتشف الرادار واكتشف سر فكّ الشفرة السرية وتتبع رموزها... وظل سرّاً لديهم...
والرادار هو جهاز يرسل موجات راديو مكثفة حين ترتطم بجسم صلب مثل الطائرة، تعود مجسدة صورة وبُعد الجسم، فعندما تبدأ الطائرات الألمانية بالهجوم كان البريطانيون على علم بها فيطلقون جرس الإنذار قبل وصولها، ويكون الطيران البريطاني جاهزاً للانقضاض من تحت السحاب على الطائرات المهاجمة الألمانية التي كانت متفوقة تسليحاً وتكتيكياً للقتال، ومن ثم صار الطيران البريطاني يغير على المدن الألمانية ويقصفها ليلاً... وبهذين الاختراعين نجت بريطانيا من دمار محقق!..
ولقد واجه رواد الفضاء الأمريكيون بعض الصعوبات لتكييف بعض المواد معهم في الفضاء؛ ومن ضمنها صعوبة الكتابة بسبب انعدام الجاذبية ولهذا كان يتوقف الحبر عن النزول لرأس القلم، وحاولت وكالة الفضاء حلّ المشكلة بإنفاق ملايين الدولارات للبحث عن حل المشكلة، وبعد عدّة سنوات أنتجت قلماً يكتب في الفضاء والماء وعلى أرّق الأسطح وأصلبها وفي أي اتجاه.. ولكن في مقابل هذا التفكير والطريقة لحل المشكلة لم يصرف الروس شيئاً لحلّها، لأنهم استخدموا قلم «رصاص»!
وتلقى أحد مصانع الصابون اليابانية شكوى من عملائه بأن بعض العبوات تكون فاضية، بسبب خلل في خط سير الإنتاج، فاقترح مهندسو المصنع تصميم جهاز يعمل بأشعة الليزر لاكتشاف العبوات الخالية ومن ثم سحبها آلياً من خط السير..ولكنه كان حلاً مكلفاً!..
في مقابل ذلك ابتكر أحد عمال المصنع فكرة بسيطة جداً، وهي وضع مروحة كبيرة وتوجيه هواءها نحو خط السير، فما أن تمر عبوة فاضية إلاّ وتسقط من الهواء من دون تكاليف/ غير تكلفة الكهرباء!..
«يذكر أن أحد الزبائن أتى إلى وكالة سيارته يشكو منها فيقول حين أذهب إلى البوظة من المتجر المجاور لبيته فإن سيارته لا تعمل إذا اشترى بوظة بالفراولة! أما إذا اشترى بوظة بالشيكولاته أو الفانيليا فإنها تعمل! ظن موظف الاستقبال أن الرجل يمزح أو أنه غير عاقل!.
ولكن الزبون أصرّ فأرسلت الوكالة مهندساً فوجد أن المشكلة حقيقية واحتار في تفسيرها! واستمرت المشكلة والوكالة تهملها لأنها لا تعرف كيف تفسرها، حتى بحث مهندس آخر عن المشكلة وكشف اللغز! فقد كانت عبوات بوظة الفراولة تباع جاهزة في مدخل المحل لذا لا يستغرق شراؤها سوى دقيقتين بينما يحتاج شراء بوظة الشيكولاتة والفانيليا إلى خمس دقائق وكان نظام تشغيل السيارة يسخن بسرعة بحيث لا يعمل مرة أخرى عندما تطفئ السيارة إلا بعد أن يبرد قليلاً وذلك بعد 4 دقائق تقريباً!.
تحدث في مجتمعاتنا مشكلات، وتتعدد المشكلات وتختلف وتكون بعضها جرائم اعتداء وعنف وقتل وسطو مسلح وسوء أخلاق، وتأزم في العلاقات الزوجية، واختطاف وأخرى اغتصاب، وإدمان على المخدرات والمسكرات، ومشكلة تدخين الصغار، والعلاقات الغير مشروعة، وحالة اليأس والإحباط ومحاولة الانتحار، ومشاكل البطالة التي بحاجة إلى استحداث برامج جديدة لمكافحتها، توظيف العاطلين عبر إقناع تجارنا في مناطقنا ومؤسساتنا بتحسين الرواتب لهم، وتأهيلهم عن طريق توفير أفضل برامج التدريب والتأهيل لتطوير القدرات والمهارات الفنية والمهنية لهؤلاء، ومشكلة الفقر، ولكن هذه الأمور للأسف تمر على مجتمعاتنا ونتداول أخبارها من دون دراسة الأسباب وكيفية الحلول!
والمطلوب هو كيف وأين نجد الحلول الممكنة لحلّ مشكلاتنا؛ لكن للأسف الشديد لا نجد إلاّ القليل ممن يفكرون بكيفية الحلول لهذه المشكلات سواء كان التفكير على مستوى الدولة، أو المستوى الاجتماعي «المدني» فلا شك إن المشكلات لها حلّ!.
والحل لا يأتي من فراغ، بل بحاجة إلى دراسة وتدقيق وتأمل ومساهمة وشفافية وإمكانات حتى نضع الحلول السليمة، وعليه أرى أن لا نستسلم ونسلّم بالأمر الواقع، بل علينا تشخيص ودراسة المشكلات بشكل دقيق حتى نجد الحل، والحلول ستأتي ما دام هناك إرادة وتصميم لذلك.. والتفكير في الحلول يجعلنا نكتشف الحقائق الغائبة عن أذهاننا وتفكيرنا..
فنحن مدعوون للتفكير بشكل علمي منظم لحل المشكلات، بشكل واع، وبأن الأشياء الحادثة لها أسباب، وأن الأمور مرهونة بأسبابها!.
لنجعل المشكلات طريقاً واسعاً للحلول المتعددة، فإن لكل مشكلة حلولاً متعددة، تماماً كما لكل مرض أدوية متعددة...ومن الجميل أن يتم ذلك بشكل جمعي وتخصصي!!.
ولكن الحلّ الأمثل لحل المشكلات هو التفكير الذي يسبق حدوث المشكلات، مثال: الحرائق بحاجة إلى أجهزة السلامة، وللوقاية من الحرائق لابد من إعداد«طفايات وجرس إنذار وخراطيم مياه وما شابه ذلك»، وهذه تنذر بالخطر أو بالحريق والأجهزة جاهزة لإخماد ذلك الحريق..!!!.
من منا لا يتمنى أن يـصبح من أذكياء العالم؟
من منا لا يتمنى أن يصبح صاحب نفوذ؟
من منا لا يتمنى أن يصبح ملياردير؟
نعم تستطيع أن تصبح من الأذكياء ليس خلال سنوات أو شهور أو أيام بل خلال يوم واحد!!
لا تستغرب، من خلال خطوات بسيطة جداً
ستستطيع أن تفعلها بل إن شئت ستستطيع أن تفعل ما تشاء !
سنستعرض معاً ست خطوات إلى الذكاء بل ست خطوات إلى الثراء الفاحش
الخطوة الأولى/ أن تـثق بأن كل شئ ممكن ستسألني ماذا تعني سأخبرك بذلك
بيتهوفن قال عنه أستاذه أنه لا أمل له في الفن
ثم أصبح واحدا من أعظم الفنانين في تاريخ البشرية
و سيموفونيات بيتهوفن إلى اليوم تسمع من قبل ملايين الناس
و قد ألف بيتهوفن أعظم سيمفونياته وهو أصم!! نعم وهو أصم "موقع ويكيبيديا"
وغيره الكثير من جعلوا المستحيل ممكن فثق بأن كل شئ ممكن
الخطوة الثانية/ اختر رفقاء دربك بعناية اخترهم واحداً تلو الاخر
لا تستغرب إن كانت هذه إحدى الخطوات إلى الذكاء الخالص
فأصدقائك هم من سوف يدعمونك إن قررت أن كل شئ ممكن
هم من سوف يحفزونك إن قررت متابعة دراستك الجامعية
فكم مر علي من أصدقاء وإن شئت فقل أعداء
حاولوا ثني أصدقائهم من استكمال دراستهم الجامعية بحجج واهية
أصدقائك إما أن يكونوا عوناً لك أو أعداء لك فأختر أصدقائك بعناية.
الخطوة الثالثة/ اقرأ الكتب التي ترفع الهمم، الكتب التي تروي قصص الناجحين
قصص من جعلوا المستحيل يحيد عن طريقه ويركع لهم
قصص من ثابروا على تحقيق أحلامهم حتى وإن كانت شبه مستحيلة
أتريد مثالاً على من ثابروا على تحقيق أحلامهم
هنري فورد : بدأ حياته من الصفر و أعلن إفلاسه خمس مرات
قبل أن يؤسس شركات السيارات و قد بلغت ثروته بعد 15 سنة فقط
من إنشاء الشركة بليون دولار، اقرأ وستصل
الخطوة الرابعة/ اكمل الصعود إلى القمة لأنك خلال مثابرتك على الذكاء الخالص
سوف تجد من يدفعك، سوف تجد من يحبطك لكي تقع نعم بكل أسف سوف تجدهم
لكن في المقابل لا تستسلم لهم حتى وإن هاجموك بأقوى أسلحتهم
لماذا؟ لأنك قرأت عن قصة النملة التي حاولت الصعود إلى القمة
لكن ما لبثت بأن وقعت لكنها استمرت بالمحاولة حتى نجحت
فكن بمثل مثابرتها ولسوف تصل
الخطوة الخامسة/ ابتسم مهما حدث، ابتسم ولو العين تقطر دماً
لماذا؟ لأن الابتسامة عنوان النجاح الابتسامة سبيل الذكاء
ربما مر عليك أناسا في حياتك لم ترهم قط إلا وهم مبتسمين
سواء أكانوا في السراء أو في الضراء
ليسوا أغبياء كي يبتسموا طوال الوقت هكذا بل خلفه سر
لا يدركه إلا من أتقن مهارة الابتسامة
السر خلف تبسمهم هكذا هو قلبك الذي اكتسبوه من خلال ابتسامتهم وأنت لا تعلم بذلك
لكن مادخلٌ هذا بأن تصبح ذكي سأخبرك بذلك
إن أردت أن تشق طريقك إلى الذكاء فلابد أن تشق قبل ذلك طريقك إلى قلوب الناس بابتسامة لطيفة
تدخل الثقة إلى قلوبهم فيسلمونك مفاتيح معرفتهم التي اكتسبوها عبر السنين
الخطوة السادسة/ اجعل الخطوات الخمس السابقة مركز التفكير لديك
فحاول أن تطبقها كلما واجهت عائقاً نحو طريقك إلى الذكاء الخالص
فإن قررت أن تُطبق الخطوات الست اليوم فأعلم أنك من أذكياء العالم