مساءكم / صباحكم خير ومحبة

المشهد الأول :

مجموعة فتيات يخرجن من مدرستهن الثانوية ويحتفلن في أحد المطاعم بوجبة غداء وتصوير جماعي بكاميرا إحداهن !!
فهذه صورة بابتسامة .. وصورة بقبلة في الهواء .. وصورة أخرى بدون حجاب .. وتلك صورة بقرع كؤوس البيبسي احتفالاً وتقليدا للغرب .. وهناك صورة فيها ضحكة وفرحة أنساها الطيش توخي الحذر فيها !!

تفرقن من احتفالهن وتبادلن الصور للذكرى !!

سُرق الجوال من إحداهن وانتشرت الصور ولكن بعناوين مختلفة :

" صور خليجيات سكيرات في إحدى الحفلات "
" صور خليجيات في فندق ........... "

صور.......... // صور .......... // صور ......... الخ

المشهد الثاني :

حفلة زواج في إحدى الاستراحات .. النساء فيها بأجمل صورة .. لبس قصير .. لبس عارٍ .. والجميع بدون حجاب فرحة بهذه المناسبة ورقصاً مع كل أغنية تصدح بها تلك المدعوة مطربة !!

امرأة استطاعت تهريب أحد جوالات الكاميرا .. صورت النساء لغرض في نفسها .. قد يكون بحسن نية وقد يكون لأغراض سيئة !!

انتشرت الصور بين جوالات النساء كنقاش لجمال الفساتين .. أو سخرية من بعضهن .. أو لوضع العين على إحداهن لخطبتها لقريب ..
ولكن في النهاية اتسع انتشارها في صفحات الإنترنت و جوالات الرجال والنساء بعناوين كثيرة :

" صور حفلة في الثمامة "
" صور بنات في استراحة "

صور.......... // صور .......... // صور ......... الخ

المشهد الثالث :

في إحدى الدول الأوروبية .. عائلة هربت من حرارة صيف الخليج لتنعم بنسيم هذه الدولة الجميل !!

صور للرحلات .. وصور في إحدى المناطق الريفية .. أو صور على شاطئ هذه المدينة الساحرة .. صور مختلفة التقطتها العائلة بعشوائية لأرشفتها في أحد الألبومات .. والتباهي بها أمام الأهل
و الأصدقاء !!

أرسلت برسالة بريدية إلى إحدى القريبات أو الصديقات .. تسربت الصور بطريقة
أو أخرى .. أو سرقت من الجهاز على يد مراهق أو شاب اخترق البريد ونشر الصور كعلامة نصر يتباهى بها أمام أصدقائه على مقدرته الفذة في القرصنة !!

والمحصلة صور انتشرت بعناوين أكثر إثارة :

" خليجيات في لبنان "
" طالبات خليجيات في أمريكا "
" بنات الديره في أسبانيا "

صور.......... // صور .......... // صور ......... الخ

المشهد الرابع :

صديقات كن مقربات لدرجة أن يقال عنهن أخوات .. اختلفن بعد عشرة عمر لأي سبب .. وانقلبت المحبة إلى عداوة !!

إحداهن مزقت كل الصور التي جمعتهن مع بعض في أيام الصداقة والأيام الخوالي .. والأخرى نشرتها انتقاما في صفحات النت !!

قد تكون القصة شبه مستحيلة .. أو قد تكون غريبة نوعاً ما .. ولكنها حصلت كثيراً والشواهد
لا تحصى ..

ولكن في النهاية الصور بعناوين أشد جذباً :

" خليجية في البال توك "
" خليجيه في الشات "
" خليجية .......... ولكم أن تتخيلوا أنواع العناوين !!

صور.......... // صور .......... // صور ......... الخ

المشهد الخامس :

سافرت العائلة إلى إحدى المدن لزيارة الأقارب في إجازة الأسبوع وعند عودتهم كان المنزل قد تعرض لاقتحام من بعض اللصوص وتعرض للسرقة !!

سرقت الأجهزة والذهب والمجوهرات .. ومن بين المسروقات كاميرا فيديو .. أو حتى كاميرا رقمية .. امتلأت ذاكرتها بمئات الصور .. صور نساء .. أطفال .. زوجان يتمازحان في شهر العسل !!

ألبومات مختلفة وأسرار كثيرة .. والمحصلة انتشار هذه الصور والمقاطع العائلية الخاصة في صفحات النت بعناوين تشير أكثر إيلاماً :

" فلانه وخويّها في السرير "
" فلانه وفلان ........... "
" خليجية ومغربية في استراحة "

صور.......... // صور .......... // صور ......... الخ

المشهد السادس :

حب نشأ بين صفحات النت .. أو من خلال عبث بالجوال .. وتبادل الحبيبان المفترضان الصور فضولا وعربونا للثقة والحب !!

صور كثيرة .. منها المحتشم ومنها الخليع .. وزادت العلاقة حدة وغيرة ونشأ الخلاف بين العشيقين .. هو يتهمها بالخيانة وعدم الانقياد لرغباته والانسياق لتحقيق طلباته .. وهي تتهمه باللامبالاة وقسوة القلب وأنه لم يعاملها بحنان ولم يخلص لها ... و ... و .... !!
فانقلب الحب كرهاً وحقداً .. ووصلت المسألة للعناد والإذلال لتحقيق انتصار لنفس مريضة .. وفي لحظة غضب نشر الصور بين أصدقائه وتطور النقل إلى صفحات النت وجوالات الشباب !!

وفي النهاية صور بعناوين وعناوين :

" فلانة بنت فلان " .... سواءً كان الاسم حقيقي أو وهمي
" طالبة جامعة .............. في السرير "
" مغامرة بنت ............ مع .......... "

صور.......... // صور .......... // صور ......... الخ

الخاتمة //


المحصلة النهائية فضيحة للبنات .. قد تقع أي من تلك الصور في يد أحد من أهاليهن .. وعوضاً عن الستر قد تحصل كارثة تؤدي إلى عنوسة أو قصة تلتصق بها وأهلها إلى أمد الدهر .. وقد تؤدي في كثير من الأحيان إلى القتل هرباً من العار !!

تتعدد الصور وتختلف العناوين وتتنوع القصص .. ولكن النهاية تبقى حزينة ومؤلمة لصاحبة الصورة وأكثر حزنا لأهلها !!

الرسالة هنا .. ليست لمن التقط هذه الصور أو نشرها لأنه مجرد قذر لا تنفع معه نصيحة أو عبرة .. فلو كان لديه وازع ديني وخوف من الله في المقام الأول أو ذرة حياء ما تجرأ على هذه الفعلة ..
فأنت أيها المنحط خلقاً وقبلها الناقص ديناً .. ليس من الرجولة أبداً أن يكون انتصارك على فتاة وبتشويه سمعتها كي تذلها وتخضعها لرغباتك المريضة .. وما إفشاءك لأسرار ائتمنتك عليها ثقة فيك ومن بينها صورها .. إلا دليل تميزك بأقصى ما يمكن أن تصل إليه الدناءة والخسة والانحطاط .. ديناً وخلقاً وإنسانية !!
فأنت إن لم يردعك الخوف من الله ويؤنبك ضميرك .. فتذكر أنك في يوم سترى ما فعلته يحل بأمك أو أختك أو زوجتك أو ابنتك أو حتى ابنة أختك أو أخيك أو خالك أو عمك .. ألست كلك غيرة عليهن أم أن غيرتك انعدمت حتى على عارك؟!!

كما أن الرسالة ... ليست للبنات أو أهاليهن لأن أخذ الحيطة والحذر في مثل هذه الأمور ومنها الصور واجب ولا يحتاج التذكير به أو نصيحة تأتي من الخارج !!

فالرسالة لكل شخص وصلته هذه الصور بشكل أو آخر .. امسحها عوضا عن نشرها .. استر عليهن واكسب الأجر ( من ستر على مسلم ستر الله عليه ) بدلاً من أن تفضحهن وتكسب الذنوب !!

لا تكن قاضيا فتحكم على شرفهن .. ولا جلاداً فتنشر صورهن عقابا وتأديباً .. فـ ( إن بعض الظن إثم ) !!

وكثير من الشباب والفتيات حين يتم نصحهم في هذا الجانب تكون إجابتهم واحدة وان اختلف مضمونه :

// محد ضربهم على يدينهم وصورورا //
// عاهرات ويستاهلون //
// ما جابوا خبر الصور وتلقاهم مبسوطين مع هالشهره //
// الصور أساساً منتشره وموب ضارهم لو حطها الواحد زياده //


المضمون هو أننا نحن القضاة والجلادين في نفس الوقت .. ولا نملك دليلاً واحدا على هذا الحكم لتنفيذ أقبح عقاب !!

ومن المشاهدات .. أن الكثير من الشباب و البنات يستخدمن صور بعض البنات التي انتشرت صورهن في النت كصورة رمزية أو توقيع في المنتديات !!

وضعوها إعجابا بصورتها .. بجمالها ..

صورة لسعودية تقفز طيشاً في إحدى مباريات المنتخب السعودي ،
صورة لفتيات في سيارة يضحكن في طريقهن لحفلة أو زواج ،
صورة لامرأة في حضن زوجها !!



هل تعرفون ماذا حل بهن؟

هل هن لازلن على قيد الحياة .. ويدعون الله على كل من ظلمهن وفضحهن؟
أم
أن الله قد أخذ أمانته وتوفين .. وأنتم ترتكبون الآثام بحق المتوفى دون أن تسمعوا كلمة .. الله يحللكم ويبيحكم على ما اقترفتموه بحقي !!

هل هن ...

من ضمن المجانين وفي مصحاتهم؟

أم من المحبوسين في السجون؟

أم تطلقن بأسبابكم؟

أم تعرضن للضرب من أهلهن أو حتى الوأد؟

هل تعلمون ماذا حل بهن وأنتم مستمرون في فعلكم هذا؟

نصيحة //

أخي و أختي .. لو بادرنا من أنفسنا بمسح كل صورة وصلتنا عوضا عن نشرها لكسبنا الأجر بسترنا على عائلة بأكملها !!

لو نصحنا صديقا أو صديقة بهذه النصيحة فسوف نعمل فارقاً في حياتهم !!

فنحن نستطيع أن نغير الكثير ونستر على كثير .. فلنبدأ من أنفسنا .. ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
فلنبدأ بمسح كل صورة تصل إلينا بدلا من نقاش فساد المجتمع في المجالس .. ولنضع أنفسنا مكانهم .. فهل نقبل أن تنتشر صور لأهلنا بسبب قذر ساعده على نشرها الكثير منا دون أن يتنبهوا لذلك؟!!

( لسانك لا تذكر به عورة امرئٍ فكلك عورات وللناس ألسنُ )