ها أنا أتوقف هنا .. كما وعدتك أخي أبا عبدالرحمن .. أعرف أنه قدوم متأخر

لكن .. أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً

وجميل أن تكون إطلالتي .. بحصول موضوعك الرائع على شهادة التميز .. فأنت تستحق بلا شك .. دون انتقاص للآخرين



المخدرات .. آفة المجتمعات .. وهادمة المبادئ .. وسبب جميع النكبات

سأجيب مباشرة على أسئلتك .. فما أوردته أيها الراقي .. سواء في الخبر أو التعليق .. قد أصاب الهدف


هل ستتركه وتقطع صلاتك به كي لا يجرك لهذه الآفه؟

بما أننا مجتمع السمعة فيه مهمة جداً .. وجميعنا نحذر في التعامل مع أي شيء .. أو أحد .. قد يشوهها .. فالكثيرين منا بالتأكيد سيبتعدون في مثل هذه الحالة
عن نفسي .. أعرف أن هذا الإنسان الذي يهمني أمره .. أياً كانت صلتي به .. هو بأمس الحاجة لمن يرشده .. ويدله إلى الطريق الصحيح للخروج من تأثير هذه الآفة .. بمعنى أن ينتشله من هذا الوضع
لذا سأحاول جاهداً .. أن أتواصل معه في سبيل إقناعه وحمايته من رفقاء السوء الذين يجرونه إلى هذا الخطر .. مع توخي الحذر في أن أنساق معه في هذا الشيء


هل ستبقى على تواصل معه وستدعو له بالهداية فقط؟

الدعاء له وأمثاله واجب علينا أن نستمر فيه .. ولكن لا نكتفي به فقط .. فأنا سأبقى على تواصل معه .. مع محاولة البحث عن طريقة تساعد في الخروج به من هذه الحالة قدر الإمكان


هل ستبقى على علاقة به كما أنت ولن تحاول أن يكون لك تأثير؟

العلاقة بالتأكيد لن تكون كالسابق .. من ناحيته هو في المقام الأول .. كونه بلا جدال سينجذب نحو من يعيشون في نفس الإطار وهو التعاطي .. وفي المقدمة من يوفرون له هذا الداء
وسيبتعد تلقائياً عني .. إن كنت لا أتعاطى مثله .. ولكني سأسعى في أن تبقى العلاقة مستمرة على أقل تقدير .. حتى أجد مدخلاً حين توفر المساعدة المطلوبة لمثل معاناته


هل ستمد له يد العون وقت احتياجه لهذه المادة وتعينه كي يحصل عليها لأنك تأثرت من ألمه ومدى احتياجه لها؟

لا وألف لا .. هذا إن كنت فعلا أحب له الخير .. وأرغب مساعدته .. فبهذه الطريقة أكون مساهماً في قتله .. بتشجيعي له كي يتمادى في الإدمان
وإن كنت سأنظر إلى حالته وألمه حين يحتاجها .. وأتأثر بذلك .. فالأولى أن أتخيله وقد فارق الحياة بسبب إحدى الجرعات .. حينها سأتأثر فعلا .. ولن أتصور نفسي أساعده في الحصول عليها وتعاطيها
من المفترض أن أتحمل رؤية منظره يتألم .. لصالحه في النهاية .. حين يمن الله عليه بالتوبة والشفاء


هل ستأخذ بيده وتنصحه وتحاول جاهداً أن تقنعه كي يتوب ويتعافى وتأخذ بيده لإيصاله إلى مستشفى الأمل وستكون سعيداً بذلك؟

نعم سأقدم له النصيحة قدر المستطاع .. لكن كما نعرف أن من وصل لمرحلة الإدمان .. لن ينصت إلى أي قول .. سوى من يوفر له هذه المادة
لذا من الأفضل .. أن يكون ذلك عن طريق المختصين في هذا المجال .. وممن لديهم الخبرة والتجربة الكافية .. للتعامل مع مثل هذه الحالات
وسيسعدني بلا شك أن أكون عوناً له في محنته .. وسآخذه مباشرة إلى مستشفى الأمل إن هو وافق على ذلك .. وإلا سأطرق أبواباً أخرى تجعله في النهاية يصل إلى مستشفى الأمل .. حتى وإن كان بطريقة إجبارية .. ففي النهاية مصلحته أهم من أن يؤخذ رأيه وهو تحت تأثير المخدرات


وأخيراً كيف ستكون نظرتك تجاهه بعد توبته وتعافيه؟

نظرتي له ستكون أكثر إيجابية وتفاؤلاً .. فمثله سيكون حقق انتصاراً كبيراً لنفسه .. بعد أن يكون قد تدارك خطأه .. فمن منا لا يخطيء
وبعد التوبة والتعافي .. هو بحاجة لمن يحميه .. بعد الله .. من رفقاء السوء أن يعودوا إليه



ختاماً .. حمانا الله وإياكم وكل من نحب .. من هذه الآفة .. والوقوع في شركها

وأرانا عجائب قدرته .. في كل من سعى لوصولها لأي شخص .. وتسبب في إدمانه لها .. إنه سميع مجيب



شكراً لك .. أيها الراقي .. على هذا الطرح القيّم المفيد .. والذي استنرنا فيه بآراء مختلفة لكثير من الأحبة هنا .. جعل الله فيها الفائدة للجميع
وجعله في ميزان حسناتك


وفق الله خطاك .. ورزقك خير الدارين