قديم 27-10-2013, 03:59 PM
المشاركة 108

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



تابع أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة


139 _ كم مراتب الإيمان بالقدر؟
الإيمان بالقدر على أربع مراتب:

المرتبة الأولى:
الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء ،الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض,
وأنه تعالى قد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم, وعلم أرزاقهم ،وآجالهم ،وأقوالهم ،وأعمالهم،
وجميع حركاتهم، وسكناتهم وأسرارهم، وعلانياتهم ومن هو منهم من أهل الجنة، ومنهو منهم
من أهل النار.


المرتبة الثانية:
الإيمان بكتابة ذلك وأنه تعالى قد كتب جميع ما سبق به علمه أنه كائن، وفي ضمن ذلك الإيمان
باللوح والقلم.


المرتبة الثالثة:
الإيمان بمشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، وهما متلازمتان من جهة ما كان وما سيكون،
ولا ملازمة بينهما من جهة ما لم يكن ولا هو كائن, فما شاء الله تعالى فهو كائن بقدرته لا محالة,
وما لم يشأ الله تعالى لم يكن لعدم مشيئة الله إياه، لا لعدم قدرة الله عليه ،

تعالى الله عن ذلك وعز وجل:
(وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا) فاطر 44

المرتبة الرابعة:
الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء، وأنه ما من ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا فيما
بينهما إلا والله خالقها ،وخالق حركاتها وسكناتها سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه .


140 _ ما دليل المرتبة الأولى وهي الإيمان بالعلم ؟
قال الله تعالى:
( هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) الحشر 22
وقال تعالى:
( وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) الطلاق 12
وقال تعالى :
( عَالِمِ الْغَيْبِ ۖ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ
وَلَا أَكْبَرُ
) سبأ 3
وقال تعالى:
( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ) الأنعام 59 الآيات،
وقال تعالى :
( اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ) الأنعام 124
وقال تعالى:
( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿٧﴾) القلم
وقال تعالى:
( أَلَيْسَ اللَّـهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) الأنعام 53
وقال تعالى:
(أَوَلَيْسَ اللَّـهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ) العنكبوت 10
وقال تعالى:
( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا
وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
﴿٣٠﴾) البقرة
وقال تعالى:
( وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّـهُ
يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
) البقرة 216

وفي الصحيح قال رجل يا رسول الله أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟
قال ( نعم) قال ففيم يعمل العاملون؟
قال :"كل يعمل لما خلق له أو لما يسر له "
البخاري ( 7 / 210 ) مسلم ( 8 /48 )
وفيه: سئل النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين..
فقال:" الله أعلم بما كانوا عاملين"
البخاري ( 7 / 210 _ 211 ) مسلم ( 8 /54 )

وفي مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقهم
لها وهم في أصلاب آبائهم
" مسلم ( 8 /58 )
وفيه قال صلى الله عليه وسلم:
" إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار , وإن الرجل ليعمل
عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة
"
البخاري ( 3 / 226 ) ( 7 / 213 ) مسلم ( 8 /49 )
وفيه قال صلى الله عليه وسلم :
"ما منكم من نفس إلا وقد علم الله منزلها من الجنة والنار"
قالوا يا رسول الله فلم نعمل أفلا نتكل, قال:
" اعملوا فكل ميسر لما خلق له "ثم قرأ :
( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ ﴿٥﴾وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ ﴿٦﴾فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ ﴿٧﴾وَأَمَّا مَن بَخِلَ
وَاسْتَغْنَىٰ ﴿٨﴾ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ ﴿٩﴾فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ
﴿١٠﴾) الليل ...
وغير ذلك من الأحاديث.
البخاري ( 7 /212 ) مسلم ( 8 /46 _ 47 )






عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 27-10-2013, 04:00 PM
المشاركة 109

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



تابع أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة


141 _ ما دليل المرتبة الثانية وهي الإيمان بكتابة المقادير؟
قال الله تعالى :
( وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ) يس 12
وقال تعالى:
( إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ) الحج 70
وقال تعالى : في محاجة موسى وفرعون:
( قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ ﴿٥١﴾قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ﴿٥٢﴾)
طه.
وقال تعالى :
( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ
إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ
) فاطر 11
وغير ذلك من الآيات

وقال صلى الله عليه وسلم :
" ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة "
البخاري ( 6 / 84 ) مسلم( 8 / 47 _ 48 )

وفيه قال سراقة بن مالك بن جعشم:
يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن فيم العمل اليوم أفيما جفت به الأقلام وجرت به
المقادير أم فيما نستقبل؟

قال :
"لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، قال: ففيم العمل؟ فقال:" اعملوا فكل ميسر -
وفي رواية كل عامل ميسر لعمله
"مسلم (8 /48 )
وغير ذلك من الأحاديث.

142 _ كم يدخل في هذه المرتبة من التقادير ؟

يدخل في ذلك خمسة من التقادير كلها ترجع إلى العلم:
التقدير الأول:
كتابة ذلك قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ،عندما خلق الله القلم،
وهو التقدير الأزلي.

الثاني:
التقدير العمري، حين أخذ الميثاق، يوم (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) الأعراف 172
الثالث:
التقدير العمري أيضا عند تخليق النطفة في الرحم.
الرابع:
التقدير الحولي في ليلة القدر.
الخامس:
التقدير اليومي، وهو تنفيذ كل ذلك إلى مواضعه.

143 _ ما دليل التقدير اللأزلي ؟
قال الله تعالى :
( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا)
الحديد 22 الآيات

وفي الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة،
قال :وعرشه على الماء
) مسلم ( 8 / 51 )
وقال صلى الله عليه وسلم:
:"إن أول ماخلق الله القلم فقال له :اكتب فقال رب وماذا أكتب؟
قال :كتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة " الحديث في السنن
صححه الشيخ الألباني في الصحيحة ( 123 ) وصحيح الجامع ( 2016 _ 2017 _ 2018 )
وقال صلى الله عليه وسلم :
"يا أبا هريرة جف القلم بما هو كائن " الحديث في البخاري وغير ذلك كثير. البخاري ( 5076 )

144 _ ما دليل التقدير العمري يوم الميثاق ؟
قال الله تعالى:
( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ
قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا
) الأعراف 172 الآيات .
وروى إسحاق بن راهويه أن رجلا قال يا رسول الله..
أتبتدأ الأعمال أم قد مضى القضاء فقال :
"إن الله تعالى لما أخرج ذرية آدم من ظهره أشهدهم على أنفسهم ،ثم أفاض بهم في كفيه
فقال :هؤلاء للجنة ،وهؤلاء للنار ,فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة, وأهل النار ميسرون
لعمل أهل النار
"
حكم عليه الشيخ الألباني بالصحة لأن رواته ثقات ( راجع ص 155 )
وفي الموطأ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الآية :
( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا
بَلَىٰ ۛشَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ
﴿١٧٢﴾ ) الأعراف

فقال عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها ..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار
وبعمل أهل النار يعملون
" الحديث بطوله .
مالك ( 2 /898 _ 899 ) أحمد ( 1 / 44 _ 45 ) أبو داود ( 4703 ) الترمذي ( 3075 )

وفي الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال :
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال :
( أتدرون ما هذان الكتابان؟ ) فقلنا :لا يا رسول الله إلاأن تخبرنا ،
فقال للذي في يده اليمنى :
"هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل
على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا
"ثم قال للذي في شماله :
"هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ،ثم أجمل على
آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا
"-
فقال أصحابه ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه؟
فقال :"سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل وإن
صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل
"
ثم قال صلى الله عليه وسلم بيديه فنبذهما ثم قال :
"فرغ ربكم من العباد فريق في الجنة وفريق في السعير "
قال الترمذي :هذا حديث حسن صحيح غريب
أحمد ( 2 / 167 ) الترمذي ( 2141 ) حسنه الشيخ الألباني في الصحيحة ( 848 )

145 _ ما دليل التقدير العمري الذي عند أول تخليق النطفة ؟
قال الله تعالى:
( هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ
) النجم 32
وفي الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ,ثم يكون علقة مثل ذلك ,ثم يكون
مضغة مثل ذلك ,ثم يرسلإليه الملك فينفخ فيه الروح ،ويؤمر بأربع كلمات ،يكتب رزقه ،وأجله ،
وعمله وشقي أو سعيد ,فوالذي لا إله غيره ،إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون
بينه وبينهما إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ،وإن أحدكم ليعمل
بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة
فيدخلها
"
البخاري ( 7 /210 ) مسلم 8 / 44 )
وفيه روايات غير هذه عن جماعة من الصحابة بألفاظ أخر والمعنى واحد.

146 _ ما دليل التقدير الحولي في ليلة القدر ؟
قال الله تعالى:
( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴿٤﴾أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ) الدخان 4 / 5 الآيات.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما :
يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من موت أو حياة ورزق ومطر حتى
الحجاج يقال يحج فلان ويحج فلان ،
وكذا قال الحسن وسعيد بن جبير ومقاتل وأبو عبد الرحمن السلمي وغيرهم.


147 _ ما دليل التقدير اليومي؟
قال تعالى:
( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) الرحمن 22

وفي صحيح الحاكم قال ابن عباس رضي الله عنهما :

"إن مما خلق الله تعالى لوحا محفوظا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور
ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة أو مرة ففي كل نظرة منها يخلق ويرزق ويحيي ويميت
ويعز ويذل, ويفعل ما يشاء
"..
فذلك قوله تعالى :
( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) .
وكل هذه التقادير كالتفصيل من القدر السابق ،وهو الأزلي الذي أمر الله تعالى القلم عندما
خلقه أن يكتبه في اللوح، المحفوظ وبذلك فسر ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم ..

قوله تعالى :
( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) الجاثية 29
وكل ذلك صادر عن علم الله الذي هو صفته تبارك وتعالى.





عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 27-10-2013, 04:01 PM
المشاركة 110

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



تابع أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة


148 _ ماذا يقتضيه سبق المقادير بالشقاوة والسعادة ؟
اتفقت جميع الكتب السماوية والسنن النبوية على أن القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب
الاتكال عليه ،بل يوجب الجد والاجتهاد والحرص على العمل الصالح ،ولهذا لما أخبر النبي ..
صلى الله عليه وسلم أصحابه بسبق المقادير وجريانها وجفوف القلم بها قال بعضهم :

أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل ؟
قال:" لا اعملوا فكل ميسر " البخاري ( 7 / 212 ) مسلم ( 8 / 46 _ 47 )
ثم قرأ : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ ﴿٥﴾) الليل
الآية فالله سبحانه وتعالى قدر المقادير وهيأ لها أسبابا وهو الحكيم بما نصبه من الأسباب في
المعاش والمعاد ،وقد يسر كلا من خلقه لما خلقه له في الدنيا والآخرة فهو مهيأ له ميسر له ,
فإذا علم العبد أن مصالح آخرته مرتبطة بالأسباب الموصلة إليها كان أشد اجتهادا في فعلها والقيام
بها وأعظم منه في أسباب معاشه ومصالح دنياه ,وقد فقه هذا كل الفقه من قال من الصحابة لما
سمع أحاديث القدر ما كنت أشد اجتهادا مني الآن،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
"احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز "مسلم ( 8 /56 )
وقال صلى الله عليه وسلم لما قيل له :
أرأيت دواء نتداوى به ورقى نسترقيها هل ترد من قدر الله شيئا ؟
قال :"هي من قدر الله"
الترمذي كتاب الطب ( 4 /399 _ 400 رقم 2065 ) وقال حسن صحيح
يعني أن الله تعالى قدر الخير والشر وأسباب كل منهما.

149 _ ما دليل المرتبة الثالثة وهو الإيمان بالمشيئة ؟
قال الله تعالى :
( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ) الإنسان 30
وقال تعالى:
( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا ﴿٢٣﴾إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ۚ) الكهف 23 ،24
وقال تعالى :
( مَن يَشَإِ اللَّـهُ يُضْلِلْـهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) الأنعام 39
وقال تعالى :
( وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) النحل 93
(وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلُوا) البقرة 253
(وَلَوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ) محمد 4
وقال تعالى :
( فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٦﴾) البروج
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٨٢﴾) يس
(إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٠﴾) النحل
(فَمَن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا)
الأنعام 125
وغير ذلك من الآيات ما لا يحصى.

وقال صلى الله عليه وسلم:
" قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفها كيف يشاء "
مسلم ( 8 / 50 _ 51 )
وقال صلى الله عليه وسلم في نومهم في الوادي:
" أن الله تعالى قبض أرواحكم حين شاء وردها حين شاء " البخاري ( 8 / 192 )
وقال : "اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء " البخاري
( 8 /193 ) مسلم ( 8 /37 )
وقال :"لا تقولوا ما شاءالله وشاء فلان ،ولكن قولوا :ما شاء الله وحده "
أبو داود ( 4 /295 رقم 4980) أحمد ( 5 /384 ؛ 394 و398 )
رجال السند ثقات فالحديث صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم : "من يرد الله تعالى به خيرا يفقهه في الدين "
البخاري ( 1 /25 ) مسلم ( 3 /95 )
"إذا أراد الله تعالى رحمة أمة قبض نبيها قبلها وإذا أراد الله هلكة أمة عذبها ونبيها حي "
مسلم ( 7 /65 )
وغير ذلك من الأحاديث في ذكر المشيئة والإرادة ما لا يحصى.
الجواب لمن قال كيف يشاء الله ويريد ما لا يرضى به ولا يحبه


150 _ قد أخبرنا الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله
وبما علمنا من صفاته أنه يحب المحسنين والمتقين والصابرين,
ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ،
ولا يحب الكافرين ولا الظالمين ،ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد.
مع كون كل ذلك بمشيئة الله وإرادته ,وأنه لو شاء لم يكن ذلك ،
فإنه لا يكون في ملكه ما لا يريد,
فما الجواب لمن قال كيف يشاء ويريد ما لا يرضى به ولا يحب؟

اعلم أن الإرادة في النصوص جاءت على معنيين :
إرادة كونية قدرية ،هي المشيئة ،ولا ملازمة بينها وبين المحبة والرضا ،بل يدخل فيها الكفر
والإيمان ،والطاعات والعصيان ،والمرضي والمحبوب ،والمكروه وضده, وهذه الإرادة ليس لأحد
خروج منها ولا محيص عنها..

كقوله تعالى :
(فَمَن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا)
الأنعام 125
وقوله تعالى:
( وَمَن يُرِدِ اللَّـهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّـهُ
أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ
) المائدة 41 .. الآيات وغيرها.
وإرادة دينية شرعية ،مختصة بمراضي الله ومحابه ،وعلى مقتضاها أمر عباده ونهاهم ,
كقوله تعالى :
( يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) البقرة 185
وقوله تعالى :
(يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٢٦﴾)
النساء ..وغيرها من الآيات ،
وهذه الإرادة لا يحصل اتباعها إلا لمن سبقت له بذلك الإرادة الكونية.
فتجتمع الإرادة الكونية والشرعية في حق المؤمن الطائع ،وتنفرد الكونية في حق الفاجر
العاصي, فالله سبحانه دعا عباده عامة إلى مرضاته وهدى لإجابته من شاء منهم..

كما قال تعالى :
(وَاللَّـهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢٥﴾) يونس
فعمم سبحانه الدعوة وخص الهداية بمن شاء :
(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ) النجم 30





عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 27-10-2013, 04:02 PM
المشاركة 111

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



تابع أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة


151 _ ما دليل المرتبة الرابعة من الإيمان بالقدر وهي مرتبة الخلق ؟
قال الله تعالى :
( اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿٦٢﴾) الزمر
وقال تعالى:
( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّـهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) فاطر 3
وقال تعالى :
( هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ) لقمان 11
وقال تعالى:
( اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ۖ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ
مِن ذَٰلِكُم مِّن شَيْءٍ
ۚ) الروم 40
وقال تعالى :
( وَاللَّـهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾) الصافات
وقال تعالى:
( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿٧﴾فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿٨﴾) الشمس
وقال تعالى:
( مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿١٧٨﴾) الأعراف
وقال تعالى :
( وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ)
الحجرات 7 ..وغير ذلك من الآيات,

وللبخاري في خلق أفعال العباد عن حذيفة مرفوعا :
"إن الله يصنع كل صانع وصنعته "
البخاري في خلق أفعال العباد ص 25

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
"اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها إنك أنت وليها ومولاها "
مسلم ( 8 / 81 _ 82 ) وغير ذلك من الأحاديث.

152 _ ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم :
"
والخير كله في يديك والشر ليس إليك " مع أن الله سبحانه خالق كل شيء؟
معنى ذلك أن أفعال الله عز وجل كلها خير محض من حيث اتصافه بها وصدورها عنه ليس
فيها شر بوجه ،فإنه تعالى حكم عدل وجميع أفعاله حكمة وعدل يضع الأشياء مواضعها
اللائقة بها كما هي معلومة عنده سبحانه وتعالى، وما كان في نفس المقدور من شر
فمن جهة إضافته إلى العبد لما يلحقه من المهالك وذلك بما كسبت يداه جزاء وفاقا،
كما قال تعالى :
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴿٣٠﴾) الشورى
وقال تعالى:
وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ﴿٧٦﴾) الزخرف
وقال تعالى:
إِنَّ اللَّـهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٤٤﴾) يونس

153 _ هل للعباد قدرة ومشيئة على أفعالهم المضافة إليهم ؟
نعم للعباد قدرة على أعمالهم ،ولهم مشيئة وإرادة ،وأفعالهم تضاف إليهم حقيقة ،
وبحسبها كلفوا ،وعليها يثابون ويعاقبون ،ولم يكلفهم الله إلا وسعهم ،وقد أثبت لهم ذلك
في الكتاب والسنة ووصفهم به ،ولكنهم لا يقدرون إلا على ما أقدرهم الله عليه،
ولا يشاءون إلا أن يشاء الله ،ولا يفعلون إلا بجعله إياهم فاعلين كما تقدم في نصوص المشيئة
والإرادة والخلق ،فكما لم يوجدوا أنفسهم ،لم يوجدوا أفعالهم ،فقدرتهم ومشيئتهم وإرادتهم
وأفعالهم تابعة لقدرته ومشيئته وإرادته وفعله, إذ هو خالقهم ،وخالق قدرتهم وإرادتهم ..
ومشيئتهم وأفعالهم, وليس مشيئتهم وإرادتهم وقدرتهم وأفعالهم هي عين مشيئة الله
وإرادته وقدرته وأفعاله ،كما ليسوا هم إياه ،تعالى الله ،عن ذلك بل أفعالهم المخلوقة لله قائمة
بهم ،لائقة بهم ،مضافة إليهم حقيقة ،فالله فاعل حقيقة ،والعبد منفعل حقيقة ،

والله هاد حقيقة ، والعبد مهتد حقيقة ،.
ولهذا أضاف كلا من الفعلين إلى من قام به..

فقال تعالى :
(وَمَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ) الإسراء 97
فإضافة الهداية إلى الله حقيقة، وإضافة الاهتداء إلى البعد حقيقة ،فكما ليس الهادي
هو عين المهتدي ،فكذلك ليس الهداية هي عين الاهتداء ,وكذلك يضل الله من يشاء
حقيقة ،وذلك العبد يكون ضالا حقيقة, وهكذا جميع تصرف الله في عباده ،فمن أضاف
الفعل والانفعال إلى العبد كفر, ومن أضاف إلى الله كفر, ومن أضاف الفعل إلى الخالق
والانفعال إلى المخلوق كلاهما حقيقة فهو المؤمن حقيقة .








عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 27-10-2013, 04:23 PM
المشاركة 112

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب




تابع أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة


154 _ ما جواب من قال أليس ممكنا في قدرة الله أن يجعل كل عباده
مؤمنين مهتدين طائعين مع محبته ذلك منهم شرعا ؟

بلى هو قادر على ذلك كما قال تعالى :
(وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) المائدة 48 .. الآية ،
وقال تعالى :
( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا) يونس 99
وغيرها من الآيات ,

ولكن هذا الذي فعله بهم هو مقتضى حكمته وموجب ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته,
فقول القائل :
لم كان من عباده الطائع والعاصي ؟
كقول من قال لم كان من أسمائه الضار النافع والمعطي المانع والخافض الرافع والمنعم
والمنتقم ونحو ذلك ؟

إذ أفعاله تعالى هي مقتضى أسمائه ،وآثار صفاته، ,فالاعتراض عليه في أفعاله اعتراض
عليه في أسمائه وصفاته ،

بل وعلى إلهيته وربوبيته:
(فَسُبْحَانَ اللَّـهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿٢٢﴾لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴿٢٣﴾)
الأنبياء 22 ، 23

155 _ ما منزلة الإيمان بالقدر من الدين ؟
الإيمان بالقدر نظام التوحيد ،كما أن الإيمان بالأسباب التي توصل إلى خيره وتحجز عن شره
هي نظام الشرع ،ولا ينتظم أمر الدين ويستقيم إلا لمن آمن بالقدر وامتثل الشرع ،
كما قرر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بالقدر ثم قال لمن قال له أفلا نتكل على كتابنا
وندع العمل،

قال: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له "
البخاري ( 7 / 212 ) مسلم( 8 / 46 _ 47 )

فمن نفى القدر زاعما منافاته للشرع ،فقد عطل الله تعالى عن علمه وقدرته ،وجعل العبد
مستقلا بأفعاله خالقا لها ،فأثبت مع الله تعالى خالقا ،بل أثبت أن جميع المخلوقين خالقون,
ومن أثبت محتجا به على الشرع محاربا له به ،نافيا عن العبد قدرته واختياره التي منحه الله
تعالى إياها وكلفه بحسبها زاعما أن الله كلف عباده ما لا يطاق ،كتكليف الأعمى ينقط ..
المصحف فقد نسب الله تعالى إلى الظلم ،وكان إمامه في ذلك إبليس لعنه الله تعالى..

إذ يقول :
(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾) الأعراف

وأما المؤمنون حقا ،فيؤمنون بالقدر خيره وشره ،وأن الله خالق ذلك كله ،وينقادون للشرع أمره
ونهيه، ويحكمونه في أنفسهم سرا وجهرا ،وأن الهداية والإضلال بيد الله يهدي من يشاء بفضله,
ويضل من يشاء بعدله ,
وهو أعلم بمواقع فضله وعدله :
( هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ) النجم 30
وله في ذلك الحكمةالبالغة والحجة الدامغة, وأن الثواب والعقاب مترتب على الشرع فعلا وتركا
لا على القدر ،وإنما يعزون أنفسهم بالقدر عند المصائب ;فإذا وفقوا لحسنة عرفوا الحق لأهله ..

فقالوا :
(الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ) الأعراف 43
ولم يقولوا قال الفاجر :
( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي) القصص 78
وإذا اقترفوا سيئة قالوا كما قال الأبوان :
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) الأعراف 23
ولم يقولوا كقول الشيطان الرجيم :
( رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي) الحجر 39
إذا أصابتهم مصيبة :
( قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) البقرة 156
ولم يقولوا كما قال الذين كفروا :
(وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ
اللَّـهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّـهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
) آل عمران 156

156 _ كم شعب الإيمان ؟
قال الله تعالى:
( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ
وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ
وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
﴿١٧٧﴾) البقرة

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" الإيمان بضع وستون "

وفي رواية :
"بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء
شعبة من الإيمان
".
البخاري ( 1 / 8 ) مسلم ( 1 / 46 )

157 _ بما فسر العلماء هذه الشعب؟
قد عدها جماعة من شراح الحديث وصنفوا فيها التصانيف فأجادوا وأفادوا ،ولكن ليس معرفة
تعدادها شرطا في الإيمان ،بل يكفي الإيمان بها جملة ،وهي لا تخرج عن الكتاب والسنة،
فعلى العبد امتثال أوامرهما ،واجتناب زواجرهما ،وتصديق أخبارهما ،وقد استكمل شعب
الإيمان ،والذي عددوه حق كله من أمور الإيمان ،ولكن القطع بأنه هو مراد النبي..
صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث يحتاج إلى توقيف.


158 _ اذكر خلاصة ما عدوه ؟
قد لخص الحافظ في الفتح ما أورده ابن حبان بقوله:
إن هذه الشعب تتفرع من أعمال القلب ،وأعمال اللسان ،وأعمال البدن ،
فأعمال القلب :
المعتقدات والنيات، على أربع وعشرين خصلة, الإيمان بالله ويدخل فيه:
الإيمان بذاته ،وصفاته ،وتوحيده
،بأنه :
( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى 11

واعتقاد حدوث ما دونه ،والإيمان بملائكته، وكتبه، ورسله ،والقدر خيره وشره ،والإيمان
باليوم الآخر ،ويدخل فيه ،المسألة في القبر، والبعث والنشور ،والحساب والميزان ،
والصراط ،والجنة ،والنار ،ومحبة الله، والحب والبغض فيه ،ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم ،
واعتقاد تعظيمه ،

ويدخل فيه:
الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، واتباع سنته ،والإخلاص ،
ويدخل فيه :
ترك الرياء ،والنفاق ،والتوبة، والخوف، والرجاء ،والشكر ،والوفاء، والصبر، والرضا بالقضاء ،
والتوكل ،والرحمة ،والتواضع ،

ويدخل فيه :
توقير الكبير ،ورحمة الصغير، وترك التكبر والعجب ،وترك الحسد ،وترك الحقد ،وترك الغضب.
وأعمال اللسان:
وتشتمل على سبع خصال:
التلفظ بالتوحيد، وتلاوة القرآن، وتعلم العلم وتعليمه، والدعاء ،والذكر،
ويدخل فيه :
الاستغفار واجتناب اللغو ،
وأعمال البدن :
وتشتمل على ثمان وثلاثين خصلة :
منها ما يتعلق بالأعيان،

وهي خمس عشرة خصلة :
التطهر حسيا وحكما ،ويدخل فيه إطعام الطعام ،وإكرام الضيف ،الصيام فرضا ونفلا، والاعتكاف ،
والتماس ليلة القدر، والحج ،والعمرة ،الطواف كذلك ، والفرار بالدين،

ويدخل فيه :
الهجرة من دار الشرك ،والوفاء بالنذر، والتحري في الأيمان ،وأداء الكفارات ،
ومنها ما يتعلق بالاتباع ،وهي ست خصال:
التعفف بالنكاح، والقيام بحقوق العيال, وبر الوالدين،
ويدخل فيه :
اجتناب العقوق ،وتربية الأولاد، وصلة الرحم ،وطاعة السادة ،والرفق بالعبيد,
ومنها ما يتعلق بالعامة ،وهي سبع عشرة خصلة:
القيام بالإمارة مع العدل ،ومتابعة الجماعة، وطاعة أولي الأمر، والإصلاح بين الناس ،
ويدخل فيه:
قتال الخوارج والبغاة ،والمعاونة على البر،
ويدخل فيه :
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود، والجهاد ،
ومنه :
المرابطة وأداء الأمانة ،
ومنه :
أداء الخمس ،والقرض مع وفائه ،وإكرام الجار، وحسن المعاملة ،
ويدخل فيه:
جمع المال من حله ،وإنفاقه في حقه ،
ويدخل فيه :
ترك التبذير والإسراف, ورد السلام ،وتشميت العاطس ،وكف الضرر عن الناس، واجتناب اللهو،
وإماطة الأذى عن الطريق، فهذه تسع وستون خصلة ويمكن عدها سبعا وسبعين خصلة باعتبار
إفراد ما ضم بعضه إلى بعض مما ذكر والله أعلم.





عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 27-10-2013, 04:27 PM
المشاركة 113

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



تابع أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة


159 _ ما دليل الإحسان من الكتاب والسنة ؟
أدلته كثيرة ،منها قوله تعالى:
( وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) البقرة 195
(إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ﴿١٢٨﴾) النحل
(وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ) لقمان22
( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ) يونس 26
(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴿٦٠﴾) الرحمن

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
"إن الله كتب الإحسان على كل شيء " مسلم ( 6 /72 )
وقال صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم:
"نعما للعبد أن يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده نعما له".
مسلم ( 5 / 94 _ 95 )

160 _ ما هو الإحسان في العبادة ؟
فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل لما قال له :
"فأخبرني عن الإحسان؟ قال :أن تعبد الله كأنك تراه ،فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
البخاري ( 1 / 18) مسلم (1 / 30 _ 31 )
فبين صلى الله عليه وسلم أن الإحسان على مرتبتين متفاوتتين ،أعلاهما :
عبادة الله كأنك تراه ,وهذا مقام المشاهدة ،وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته
لله تعالى بقلبه، وهو أن يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب
كالعيان وهذا هو حقيقة مقام الإحسان .

الثاني :
مقام المراقبة ،وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه
منه ،فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى ;
لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله تعالى وإرادته بالعمل .
ويتفاوت أهل هذين المقامين بحسب نفوذ البصائر.


161 _ ما هو ضد الإيمان؟
ضد الإيمان الكفر ،وهو أصل له شعب ،كما أن الإيمان أصل له شعب ،وقد عرفت مما
تقدم أن أصل الإيمان هو التصديق الإذعاني المستلزم للانقياد بالطاعة ،فالكفر أصله
الجحود والعناد المستلزم للاستكبار والعصيان ،فالطاعات كلها من شعب الإيمان،
وقد سمي في النصوص كثير منها إيمانا كما قدمنا, والمعاصي كلها من شعب الكفر
وقد سمي في النصوص كثير منها كفرا كما سيأتي،

فإذا عرفت هذا عرفت أن الكفر كفران :
كفر أكبر يخرج من الإيمان بالكلية، وهو الكفر الاعتقادي المنافي لقول القلب وعمله
أو لأحدهما ,وكفر أصغر ينافي كمال الإيمان ولا ينافي مطلقه، وهو الكفر العملي الذي
لا يناقض قول القلب ولا عمله ولا يستلزم ذلك.


162 _ بين لي كيفية منافاة الكفر الاعتقادي للإيمان بالكلية وفصل لي
ما أجملته في إزالته إياه؟

قد قدمنا لك أن الإيمان قول وعمل ،قول القلب واللسان ،وعمل القلب واللسان والجوارح ،
فقول القلب ،هو التصديق ،وقول اللسان ،هو التكلم بكلمة الإسلام, وعمل القلب،
هو النية والإخلاص, وعمل الجوارح ،هو الانقياد بجميع الطاعات, فإذا زالت جميع هذه الأربعة
قول القلب وعمله ،وقول اللسان وعمل الجوارح زال الإيمان بالكلية ،وإذا زال تصديق القلب
لم تنفع البقية ،فإن تصديق القلب شرط في انعقادها وكونها نافعة وذلك كمن كذب بأسماء
الله وصفاته، أو بأي شيء مما أرسل الله به وأنزل به كتبه,
وإن زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق ،فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان كله بزواله ،
وإنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو محبته وانقياده ،كما لم ينفع إبليس وفرعون
وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا
ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به.





عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 27-10-2013, 04:36 PM
المشاركة 114

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



تابع أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة


163 _ كم أقسام الكفر الأكبر المخرج من الملة ؟

علم مما قدمناه أنه أربعة أقسام :
كفر جهل وتكذيب ،وكفر جحود, وكفر عناد واستكبار ،وكفر نفاق.

164 _ ما كفر الجهل والتكذيب ؟
هو ما كان ظاهرا وباطنا ،كغالب الكفار من قريش ومن قبلهم من الأمم الذين ,
قال الله تعالى فيهم :
( الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿٧٠﴾) غافر
وقال تعالى :
( وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) الأعراف 199
وقال تعالى:
( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿٨٣﴾حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم
بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
﴿٨٤﴾)
النمل .. الآيات،
وقال تعالى:
( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) يونس 39 ...الآيات ..وغيرها.

165 _ ما هو كفر الجحود ؟
هو ما كان بكتمان الحق وعدم الانقياد له ظاهرا مع العلم به ومعرفته باطنا ،ككفر فرعون
وقومه بموسى، وكفر اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم ،قال الله تعالى في كفر فرعون

وقومه:
( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا) النمل 14
وقال تعالى في اليهود:
( فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ) البقرة 89
وقال تعالى :
( وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة 146

166 _ ما كفر العناد والاستكبار ؟
هو ما كان بعدم الانقياد للحق مع الإقرار به ،ككفر إبليس,
إذ يقول الله تعالى فيه:
( إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) البقرة 134
وهو لم يمكنه جحود أمر الله بالسجود ولا إنكاره وإنما اعترض عليه وطعن في حكمة الآمر به
وعدله .

وقال :
(أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا) الإسراء 61
وقال:
( لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ) الحجر 33
وقال:
( أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) الأعراف 12

167 _ ما هو كفر النفاق ؟
هو ما كان بعدم تصديق القلب وعمله مع الانقياد ظاهرا رئاء الناس، ككفر ابن سلول وحزبه,
الذين قال الله تعالى فيهم:
( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ
﴿١٠﴾ ) –
إلى قوله:
(يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ
لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
﴿٢٠﴾)
البقرة 8 _ 20 ..وغيرها من الآيات.

168 _ ما هو الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة ؟
هو كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم الإيمان على عامله،
كقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " البخاري ( 8 /91 ) مسلم (1 / 58 )
وقوله صلى الله عليه وسلم:
"سباب المسلم فسوق وقتاله كفر". البخاري ( 8 /91 ) مسلم (1/ 58 )
فأطلق صلى الله عليه وسلم على قتال المسلمين بعضهم بعضا أنهكفر, وسمى من يفعل
ذلك كفارا،

مع قول الله تعالى:
وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا
الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّـهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّـهَ
يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٩﴾ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ
) الحجرات 9 ، 10
فأثبت الله تعالى لهم الإيمان وأخوة الإيمان ولم ينف عنهم شيئا من ذلك,
وقال تعالى في آية القصاص:
فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ) البقرة 178
فأثبت تعالى له أخوة الإسلام ولم ينفها عنه ,

وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ،ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر
حين يشربها وهو مؤمن ،والتوبة معروضة بعد
" زاد في رواية" ..
ولا يقتل وهو مؤمن - وفي رواية - ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم "
البخاري ( 8 /13 ) مسلم ( 1 / 54 _ 55 )
الحديث فى الصحيحين مع حديث أبي ذر فيهما أيضا،
قال صلى الله عليه وسلم:
"ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة"
قلت وإن زنى وإن سرق قال:
" وإن زنى وإن سرق" ثلاثا ثم قال في الرابعة "على رغم أنف أبي ذر
البخاري ( 7 / 176 _ 177 ) مسلم ( 1 / 66 )

فهذا يدل على أنه لم ينف عن الزاني والسارق والشارب والقاتل مطلق الإيمان بالكلية مع
التوحيد فإنه لو أراد ذلك لم يخبر بأن من مات على لا إله إلا الله دخل الجنة ,وإن فعل تلك
المعاصي فلن يدخل الجنة إلا نفس مومنة, وإنما أراد بذلك نقص الإيمان ونفي كماله ,
وإنما يكفر العبد بتلك المعاصي مع استحلاله إياها المستلزم لتكذيب الكتاب والرسول في
تحريمها بل يكفر باعتقاد حلها ,وإن لم يفعلها والله سبحانه وتعالى أعلم.





عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 27-10-2013, 04:37 PM
المشاركة 115

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



تابع أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة


169 _ إذا قيل لنا هل السجود للصنم والاستهانة بالكتاب
وسب الرسول والهزل بالدين ونحو ذلك هذا كله من الكفر العملي
فيما يظهر ,فلم كان مخرجا من الدين وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي ؟

اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي إلا من جهة كونها واقعة بعمل
الجوارح فيما يظهر للناس ,ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب من نيته وإخلاصه ومحبته
وانقياده لا يبقى معها شيء من ذلك فهي وإن كانت عملية في الظاهر فإنها مستلزمة للكفر
الاعتقادي ولا بد ,ولم تكن هذه لتقع إلا من منافق مارق أو معاند مارد وهل حمل المنافقين
في غزوة تبوك على..

(قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ) التوبة74
إلا ذلك مع قولهم لما سئلوا ( إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ) التوبة65
قال الله تعالى :
( قُلْ أَبِاللَّـهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴿٦٥﴾لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)
التوبة 56 ، 66
ونحن لم نعرف الكفر الأصغر بالعملي مطلقا بل بالعملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد
ولم يناقض قول القلب ولا عمله.


170 _ إلى كم قسم ينقسم كل من الظلم والفسوق والنفاق ؟
ينقسم كل منهما إلى قسمين أكبر هو الكفر وأصغر دون ذلك.

171 _ ما مثال كل من الظلم الأكبر والأصغر ؟
مثال الظلم الأكبر ما ذكره الله تعالى في قوله :
(وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٦﴾ ) يونس
وقوله تعالى :
(إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لقمان 13
وقوله تعالى :
(إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)
المائدة 72
ومثال الظلم الذي دون ذلك ما ذكر الله تعالى بقوله في الطلاق:
( وَاتَّقُوا اللَّـهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ
حُدُودُ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّـهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ
) الطلاق 1
وقوله تعالى :
(وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) البقرة 231

172 _ ما مثال كل من الفسوق الأكبر والأصغر ؟
مثال الفسوق الأكبر ما ذكره الله تعالى بقوله :
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) التوبة67
وقوله تعالى :
( إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) الكهف 50
وقوله تعالى :
( وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ۗ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ) الأنبياء 74

ومثال الفسوق الذي دون ذلك قوله تعالى في القذفة :
(وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) النور 4
وقوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ
مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
﴿٦﴾) الحجرات
روي أنها نزلت في الوليد بن عقبة.

173 _ ما مثال كل من النفاق الأكبر والأصغر ؟
مثال النفاق الأكبر ما قدمنا ذكره في الآيات من صدر البقرة وقوله تعالى:
( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) النساء 142
إلى قوله(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴿١٤٥﴾) الآيات
وقوله تعالى:
(إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ
وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ
﴿١﴾) المنافقون .. وغير ذلك من الآيات,

ومثال النفاق الذي دون ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب ,وإذا وعد أخلف ,وإذا ائتمن خان )
البخاري ( 1 / 14 ) مسلم ( 1 /56 )
وحديث ( أربع من كن فيه كان منافقا ) الحديث .
البخاري ( 1 /14 ) مسلم ( كتاب الإيمان باب خصال المنافق )









عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 27-10-2013, 04:38 PM
المشاركة 116

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



تابع أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة


174 _ ما حكم السحر والساحر؟

السحر متحقق وجوده وتأثيره مع مصادفة القدر الكوني..
كما قال تعالى :
(فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ)
البقرة 102 وتأثيره ثابت في الأحاديث الصحيحة.
وأما الساحر فإن كان سحره مما يتلقى عن الشياطين كما نصت عليه آية البقرة فهو كافر
لقوله تعالى ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ) البقرة 102
إلى قوله-
( وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ)
البقرة 102 ... الآيات.

175 _ ما حد الساحر ؟
روى الترمذي عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( حد الساحر ضربه بالسيف )
الترمذي ( 485 ) الطبراني ( 1665 /1666 ) وقد ضعفه الألباني في الضعيفة ( 1446 )
وضعيف الجامع ( 2698 )
وصحح وقفه قال والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي..
صلى الله عليه وسلم وغيرهم وهو قول مالك بن أنس وقال الشافعي رحمه الله تعالى:
إنما يقتل الساحر إذا كان يعمل من سحره ما يبلغ الكفر ,فأما إذا عمل دون الكفر فلم ير
عليه قتلا ,وقد ثبت قتل الساحر عن عمر وابنه عبد الله وابنته حفصة وعثمان بن عفان
وجندب بن عبد الله وجندب بن كعب بن وقيس بن سعد وعمر بن عبد العزيز وأحمد
وأبي حنيفة وغيرهم رحمهم الله.


176 _ ما النشرة وما حكمها ؟
النشرة حل السحر عن المسحور فإن كان ذلك بسحر مثله فهي من عمل الشيطان ,
وإن كانت بالرقى والتعاويذ المشروعة فلا بأس بذلك.


177 _ ما الرقى المشروعة؟
هي ما كانت من الكتاب والسنة خالصة وكانت باللسان العربي, واعتقد كل من الراقي
والمرتقي أن تأثيرها لا يكون إلا بإذن الله عز وجل فإن النبي صلى الله عليه وسلم
قد رقاه جبريل عليه السلام ورقى هو كثيرا من الصحابة وأقرهم على فعلها بل وأمرهم
بها وأحل لهم أخذ الأجرة عليها ,كل ذلك في الصحيحين وغيرهما.


178 _ ما الرقى الممنوعة؟
هي ما لم تكن من الكتاب ولا السنة ولا كانت بالعربية بل هي من عمل الشيطان
واستخدامه ,والتقرب إليه بما يحبه كما يفعله كثير من الدجاجلة والمشعوذين
والمخرفين وكثير ممن ينظر في كتب الهياكل ,والطلاسم كشمس المعارف وشموس
الأنوار وغيرهما مما أدخله أعداء الإسلام عليه ,
وليست منه في شيء ولا من علومه في ظل ولا فيء كما بيناه في شرح السلم وغيره.


179 _ ما حكم التعاليق من التمائم والأوتار والحلق والخيوط والودع ونحوها ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من علق شيئا وكل إليه )
رواه عبدالرزاق ( 11 /209 ) أحمد ( 311 ) الترمذي ( 2072 )
وحسن الشيخ الألباني الحديث في صحيح الترمذي ( 2691 )
وأرسل صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير
قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت ..

وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك )
أحمد ( 1 / 381 ) أبو داود ( 3883 ) ابن ماجه ( 3530 ) وصححه الشيخ الألباني
وقال صلى الله عليه وسلم
( من علق تميمة فلا أتمالله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له )
حسن _ رواه أحمد ( 4/ 154 ) الطبراني ( 17/ 820 ) ابن حبان ( 6089 )
وفي رواية( من تعلق تميمة فقد أشرك )
أحمد ( 4 / 156 ) الحاكم ( 4 / 384 ) صححه الشيخ الألبان في الصحيحة ( 492 )

وقال صلى الله عليه وسلم للذي رأى في يده حلقة من صفر ( ماهذا ؟)
فقال من الواهنة قال:
( انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا ,فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا )
أحمد ( 4 / 445 ) ابن ماجه ( 3531 ) ضعف الشيخ الألباني في الضعيفة ( 1029 )
وضعيف ابن ماجه ( 772 )
وقطع حذيفة رضي الله عنه خيطا من يد رجل ..
ثم تلا قوله تعالى
(وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ )يوسف
وقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة,
وهذا في حكم المرفوع .


180 _ ما حكم المعلق إذا كان من القرآن ؟
يروى جوازه عن بعض السلف وأكثرهم على منعه كعبد الله بن عكيم وعبد الله
بن عمرو وعبد الله بن مسعود وأصحابه رضي الله عنهم وهو الأولى لعموم النهي
عن التعليق, ولعدم شيء من المرفوع يخصص ذلك ولصون القرآن عن إهانته إذ قد
يحملونه غالبا على غير طهارة, ولئلا يتوصل بذلك إلى تعليق غيره ,
ولسد الذريعة عن اعتقاد المحظور والتفات القلوب إلى غير الله عز وجل لا سيما
في هذا الزمان.


181 _ ما حكم الكهان ؟
الكهان من الطواغيت وهم أولياء الشياطين الذين يوحون إليهم ..
كما قال تعالى :
(وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ) الأنعام 121 .
الآية ويتنزلون عليهم ويلقون إليهم الكلمة من السمع فيكذبون معها مائة كذبة..
كما قال تعالى :
(هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴿٢٢١﴾تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٢٢٢﴾يُلْقُونَ
السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ
﴿٢٢٣﴾) الشعراء

وقال صلى الله عليه وسلم في حديث الوحي
( فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض فيلقيها إلى
من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن
فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة
)
البخاري كتاب التفسير ، تفسير سورة الحجر ( 5 / 221 )
الحديث في الصحيح بكماله ومن ذلك الخط بالأرض الذي يسمونه ضرب الرمل وكذا
الطرق بالحصى ونحوه.











عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 27-10-2013, 04:40 PM
المشاركة 117

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



تابع أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة


182 _ ما حكم من صدق كاهنا ؟
قال الله تعالى:
( قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ ۚ) النمل 65
وقال تعالى:
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ) النعام 59 ... الآية
وقال تعالى:
( أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ﴿٤٧﴾) القلم
وقال تعالى:
( أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ ﴿٣٥﴾) النجم 35
وقال تعالى:
( وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) البقرة 216

وقال النبي صلى الله عليه وسلم
( من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )
أحمد ( 2 / 429 ) أبو داود ( 3094 ) صححه الألباني في صحيح الجامع ( 5939 )
وقال صلى الله عليه وسلم
( من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما )
مسلم ( 7 /37 ) كتاب السلام باب الكهانة

183 _ ما حكم التنجيم ؟
قال الله تعالى :
( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) الأنعام 97
وقال تعالى:
( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ) الملك 5
وقال تعالى:
( وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ) النحل 12

وقال النبي صلى الله عليه وسلم
( من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد )
صحيح رواه أبو داود ( 3905 ) ابن ماجه ( 3726 ) أحمد ( 1 / 227 / 311 )
وهو في الصحيحة ( 793 ) وصحيح الجامع ( 6074 )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم
( إنما أخاف على أمتي التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وحيف الأئمة)
رواه أحمد عن جابر بن سمرة ( 5 / 90 ) والحديث بهذا الإسناد ضعيف.
لأن في سنده محمد بن القاسم الأسدي كذبه أحمد وغيره ووثقه ابن معين
وقال ابن عدي عامة ما يرويه لا يتابع عليه .
( الكتاب 199 الحاشية 1 )

وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوم يكتبون
أبا جاد وينظرون في النجوم

"ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق"
وقال قتادة رحمه الله تعالى:
خلق الله هذه النجوم لثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها ,
فمن تأول فيها غير ذلك فقد أخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به.


184 _ ما حكم الاستسقاء بالأنواء.
قال الله تعالى :
( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ ) الواقعة

وقال النبي صلى الله عليه وسلم
( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن :
الفخر بالأحساب ,والطعن في الأنساب, والاستسقاء بالأنواء ,والنياحة
)
البخاري ( 4 / 238 ) مسلم ( 2 / 45 )
وقال صلى الله عليه وسلم :
( قال الله تعالى: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ,فأما من قال مطرنا بفضل الله ,
فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب, وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن
بالكواكب
)
البخاري ( 8 / 199 ) مسلم ( 1 / 59 )

185 _ ما حكم الطيرة وما يذهبها؟
قال الله تعالى:
( أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّـهِ ) الأعراف 131

وقال النبي صلى الله عليه وسلم
( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر )
البخاري ( 7 / 17 ) مسلم ( 7 / 31 )
وقال صلى الله عليه وسلم
( الطيرة شرك الطيرة شرك )
أبو داود ( 4 / 17 ) الترمذي ( 4 /160 ) ابن ماجه ( ( 2 / 170رقم 3538 )
أحمد ( 1 / 398 و 438 و 440 ) الحاكم ( 1 /18 ) وقال صحيح على شرطهما ووافقه
الذهبي قال ابن مسعود: وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل,
وقال صلى الله عليه وسلم
( إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك )
أحمد ( 1 / 213 ) عن ابن علاثة عن مسلمة الجهني عن الفضل بن العباس به
وابن علاثة وهو محمد بن عبدالله مختلف فيه وقال الحافظ صدوق يخطئ أي ضعيف
عند الانفراد وقد كان فالإسناد ضعيف والله أعلم
ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو
( من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك )
قالوا فما كفارة ذلك قال ( أن تقول اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك )
أحمد ( 2 /220 ) وحسنه الألباني في الصحيحة ( 1065)
وقال صلى الله عليه وسلم
( أصدقها الفأل ولا ترد مسلما فإذا رأى أحدا ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات
إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك
)
أبو داود ( 3919 ) عن أحمد القرشي وضعف الشيخ الألباني في ضعيف
أبي داود ( 843 ) والمشكاة ( 4591 )

186 _ ما حكم العين ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( العين حق )
البخاري ( 7 / 24 ) مسلم (7 / 16
ورأى صلى الله عليه وسلم جارية في وجهها سفعة فقال
( استرقوا لها فإن بها النظرة )
البخاري ( 7 / 23 ) مسلم ( 7 / 17 _ 18 )
وقالت عائشة رضي الله عنها أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر النبي..
صلى الله عليه وسلم
أن يسترقي من العين, وقال صلى الله عليه وسلم ( لا رقية إلا من عين أو حمة )
مسلم ( 7 /18 )
وكلها في الصحيح وفيها أحاديث غير ما ذكرنا كثيرة, ولا تأثير لها إلا بإذن الله
وقد فسر بها قوله عز وجل :
(وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ) القلم 51
عن كثير من السلف رضي الله عنهم.





عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 27-10-2013, 04:41 PM
المشاركة 118

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



تابع أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة


187 _ إلى كم قسم تنقسم المعاصي؟
تنقسم إلى صغائر هي السيئات, وكبائر هي الموبقات.

188 _ بماذا تكفر السيئات؟
قال الله تعالى:
(إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا ﴿٣١﴾) النساء
وقال تعالى:
( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) هود 114
فأخبرنا الله تعالى أن السيئات تكفر باجتناب الكبائر وبفعل الحسنات وكذلك جاء في الحديث
( واتبع السيئة الحسنة تمحها )
أحمد ( 5 / 153 _ 158 _177 ) الترمذي ( 1987 ) وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 97 )
وكذلك جاء في الأحاديث الصحيحة
( أن إسباغ الوضوء على المكاره ,ونقل الخطى إلى المساجد )
مسلم ( 251 ) مالك ( 1 / 176 ) أحمد ( 2 / 277 _ 303 )
( والصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ,ورمضان إلى رمضان ) مسلم ( 1 / 144 )
( وقيامه )
قيام رمضان متفق عليه ( البخاري ( 1 / 14 ) مسلم ( 2 / 176 / 177 )
( وقيام ليلة القدر ) متفق عليه البخاري ( 1 / 14 ) مسلم ( 2 /253 )
( وصيام عاشوراء )

الراوي: أبو قتادة الأنصاري المحدث: مسلم - المصدر:
صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:1162
الراوي:معاوية بن أبي سفيان المحدث: البخاري - المصدر:
صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:2003

وغيرها من الطاعات إنها كفارات للسيئات والخطايا وأكثر تلك الأحاديث فيها تقييد ذلك
باجتناب الكبائر وعليه يحمل المطلق منها فيكون اجتناب الكبائر شرطا في تكفير الصغائر
بالحسنات وبدونها.


189 _ ما الكبائر؟
في ضابطها أقوال للصحابة والتابعين وغيرهم فقيل هي كل ذنب ترتب عليه حد, وقيل
هي كل ذنب أتبع بلعنة أو غضب أو نار أو أي عقوبة, وقيل هي كل ذنب يشعر فعله بعدم
اكتراث فاعله بالدين وعدم مبالاته به وقلة خشيته من الله ,وقيل غير ذلك, وقد ثبت في
الأحاديث الصحيحة تسمية كثير من الذنوب كبائر على تفاوت درجاتها فمنها كفر أكبر كالشرك
بالله والسحر, ومنها عظيم من كبائر الإثم والفواحش ,
وهو دون ذلك كقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق والتولي يوم الزحف وأكل الربا وأكل مال
اليتيم وقول الزور ومنه قذف المحصنات الغافلات المؤمنات وشرب الخمر وعقوق الوالدين
وغير ذلك,
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع ا هـ .
ومن تتبع الذنوب التي أطلق عليها أنها كبائر وجدها أكثر من السبعين فكيف إذا تتبع جميع
ما جاء عليه الوعيد الشديد في الكتاب والسنة من اتباعه بلعنة أو غضب أو عذاب أو محاربة
أو غير ذلك من ألفاظ الوعيد فإنه يجدها كثيرة جدا.


190 _ بماذا تكفر جميع الصغائر والكبائر ؟
تكفر جميعها بالتوبة النصوح قال الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّـهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
) و ( عَسَىٰ )
من الله محققة وقال تعالى :
( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) الفرقان 70 ... الآيات
وقال تعالى:
( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥﴾أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
) آل عمران 135 ، 136 ..الآيات وغيرها

وقال صلى الله عليه وسلم:
( التوبة تجب ما قبلها )

نسبه ابن كثير إلى الصحيح حيث قال :
( كما ثبت في الصحيح : الإسلام يجب ما قبله والتوبة تجب ما قبلها )
4 / 392 ولم أجده ووجدت في صحيح مسلم .
قوله صلى الله عليه وسلم:
( أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله ، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج
يهدم ما كان قبله
) 1 /112 رقم 192 ،
وانظر المسند ( 4 /199 ، 204 ، 205 )
وقال صلى الله عليه وسلم:
( لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه
فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد عليه الحر والعطش ,
أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده
)
البخاري ( 7 /145 _ 146 ) مسلم ( 8 /91 _ 94 )

191 _ ما هي التوبة النصوح؟
هي الصادقة التي اجتمع فيها ثلاثة أشياء:
الإقلاع عن الذنب ,والندم على ارتكابه والعزم على أن لا يعود أبدا,
وإن كان فيه مظلمة لمسلم تحللها منه إن أمكن فإنه سيطالب بها يوم القيامة إن لم يتحللها
منه اليوم ,ويقتص منه لا محالة وهو من الظلم الذي لا يترك الله منه شيئا,

قال صلى الله عليه وسلم :
(من كان عنده لأخيه مظلمة فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له
حسنات أخذ من حسناته وإلا أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه
)
البخاري ( 3 / 99 ) ( 7 / 197 )

192 _ متى تنقطع التوبة في حق كل فرد من أفراد الناس؟
قال الله تعالى :
( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّـهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَـٰئِكَ يَتُوبُ اللَّـهُ
عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
﴿١٧﴾) النساء
أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كل شيء عصي الله به فهو جهالة سواء
كان عمدا أو غيره ,وإن كل ما كان قبل الموت فهو قريب.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر )
أحمد ( 2 / 153 ) ( 3537 ) ابن ماجه ( 4253 ) الحاكم ( 4 / 257 ) أبو نعيم ( 5 / 190 )
ابن حبان ( 628 ) عن ابن عمر وهو حديث حسن وهو في صحيح الجامع ( 1903 )
ثبت ذلك في أحاديث كثيرة,
فأما إذا عاين الملك وحشرجت الروح في الصدر وبلغت الحلقوم وغرغرت النفس صاعدة
في الغلاصم فلا توبة مقبولة حينئذ ولا فكاك ولا خلاص..

( وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ) ص 3

وذلك قوله عز وجل عقب هذه الآية
( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ)
النساء 18الآية.

193 _ متى تنقطع التوبة من عمر الدنيا؟
قال الله تعالى:
( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا
خَيْرًا
) الأنعام 158 .. الآية

وفي صحيح البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون وذلك
من حين
(لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا) ثم قرأ الآية
البخاري ( 7 / 191 ) مسلم ( 1 / 95 )

وقد وردت في معناها أحاديث كثيرة عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم
في الأمهات وغيرها, وقال صفوان بن عسال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

( إن الله فتح بابا قبل المغرب عرضه سبعون عاما للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمسمنه )
رواه الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة في حديث طويل.
أحمد ( 4 / 240 ) ابن ماجه ( 4070 ) الترمذي ( 3536 ) عن صفوان بن عسال وهو صحيح.









عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 27-10-2013, 04:42 PM
المشاركة 119

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



تابع أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة



194 _ ما حكم من مات من الموحدين مصرا على كبيرة ؟

قال الله عز وجل :
(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن
كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
﴿٤٧﴾) الأنبياء 47
وقال تعالى:
(وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٨﴾وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ
فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ
﴿٩﴾) الأعراف
وقال تعالى :
(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ ) آل عمران 30 ... الآية
وقال تعالى:
(يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿١١١﴾)
النحل
وقال تعالى :
( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٢٨١﴾)
البقرة
وقال تعالى:
( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴿٦﴾فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿٧﴾وَمَن يَعْمَلْ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ
﴿٨﴾) الزلزلة
وغير ذلك من الآيات,

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
( من نوقش الحساب عذب )
فقالت له عائشة رضي الله عنها أليس يقول الله فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال :
( بلى إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب عذب )
البخاري ( 7 / 197 ) مسلم ( 8 /164 )

وقد قدمنا من النصوص في الحشر وأحوال الموقف والميزان ونشر الصحف والعرض والحساب
والصراط والشفاعات وغيرها ما يعلم به تفاوت مراتب الناس ,وتباين أحوالهم في الآخرة
بحسب تفاوتهم في الدار الدنيا في طاعة ربهم ,وضدها من سابق ومقتصد وظالم لنفسه ;
إذا عرفت هذا فاعلمأن الذي أثبتته الآيات القرآنية والسنن النبوية ودرج عليه السلف الصالح
والصدر الأول من الصحابة والتابعين هم بإحسان من أئمة التفسير والحديث والسنة.


أن العصاة من أهل التوحيد على ثلاث طبقات:

الأولـى:
قوم رجحت حسناتهم بسيئاتهم فأولئك يدخلون الجنة ولا تمسهم النار أبدا.
الثانيـة:
قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت بهم حسناتهم
عن النار, وهؤلاء هم أصحاب الأعراف الذين ذكر الله تعالى أنهم يوقفون بين الجنة والنار ..
ما شاء الله أن يوقفوا ثم يؤذن لهم في دخول الجنة كما قال تعالى بعد أن أخبر بدخول أهل
الجنة الجنة وأهل النار النار وتناديهم فيها..

قال تعالى :
(وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ
عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿٤٦﴾ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا
لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا
مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٤٨﴾أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ ۚ
ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ
﴿٤٩﴾) الأعراف

الطبقة الثالثة:
قوم لقوا الله تعالى مصرين على كبائر الإثم والفواحش ومعهم أصل التوحيد والإيمان فرجحت
سيئاتهم بحسناتهم فهؤلاء هم الذين يدخلون النار بقدر ذنوبهم فمنهم من تأخذه إلى كعبيه ,
ومنهم من تأخذه إلى أنصاف ساقيه ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه حتى أن منهم منلم يحرم الله
منه على النار إلا أثر السجود وهذه الطبقة هم الذين يأذن الله تعالى في الشفاعة فيهم لنبينا
محمد صلى الله عليه وسلم ولغيره من بعده من الأنبياء والأولياء والملائكة ومن شاء الله أن
يكرمه , فيحد لهم حدا فيخرجونهم ثم يحد لهم حدا فيخرجونهم ثم هكذا فيخرجون من كان في
قلبه وزن دينار من خير, ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار من خير ثم من كان في قلبه وزن برة
من خير, إلى أن يخرجوا منها من كان في قلبه وزن ذرة من خير إلى أدنى من مثقال ذرة إلى أن
يقول الشفعاء ربنا لم نذر فيها خيرا ولم يخلد في النار أحد ممن مات على التوحيد ,ولو عمل أي
عمل, ولكن كل من كان منهم أعظم إيمانا وأخف ذنبا كان أخف عذابا في النار وأقل مكثا فيها
وأسرع خروجا منها, وكل من كان أعظم ذنبا وأضعف إيمانا كان بضد ذلك,
والأحاديث في هذا الباب لا تحصى كثرة ،


وإلى ذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
( منقال لا إله إلا الله نفعته يوما من الدهر يصيبه قبل ذلك ما أصابه )
البزار والطبراني في الأوسط والصغير ، قال في مجمع الزوائد ورجاله رجال الصحيح ،
كتاب الإيمان باب ( فيمن شهد أن لا إله إلا الله ) ( 1 / 17 )
وهذا مقام ضلت فيه الأفهام وزلت فيه الأقدام ,واختلفوا فيه اختلافا كثيرا
(فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ
) البقرة 213

195 _ هل الحدود كفارات لأهلها؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم وحوله عصبة من أصحابه :
( بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان
تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ,
ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه ,وإن شاء عاقبه
)
البخاري ( 1 / 10 ) ( 8 /15 ) مسلم ( 5 / 126 _ 127 )
يعني غير الشرك ، قال عبادة: فبايعناه على ذلك.

196 _ ما الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث
فهو إلى الله إن شاء عفا عنه ,وإن شاء عاقبه وبين ما تقدم من أن من رجحت
سيئاته بحسناته دخل النار؟

لا منافاة بينهما فإن من يشاء الله أن يعفو عنه يحاسبه الحساب اليسير الذي فسره النبي ..
صلى الله عليه وسلم بالعرض وقال في صفته
( يدنو أحدكم من ربه عز وجل حتى يضع عليه
كنفه ,فيقول عملت كذا وكذا فيقول نعم ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره ثم يقول
إني سترت عليك في الدنيا ,وأنا أغفرها لك اليوم
)
البخاري ( 5 / 214 ) (8 / 203 ) مسلم ( 8 / 105 )
وأما الذين يدخلون النار بذنوبهم فهم ممن يناقش الحساب وقد قال صلى الله عليه وسلم
( من نوقش الحساب عذب )
البخاري ( 7 / 197 ) مسلم ( 8 /164 )

197 _ ما الصراط المستقيم الذي أمرنا الله تعالى بسلوكه ونهانا عن اتباع غيره ؟
هو دين الإسلام الذي أرسل به رسله, وأنزل به كتبه ولم يقبل من أحد سواه ولا ينجو
إلا من سلكه ,ومن سلك غيره تشعبت عليه الطرق ,وتفرقت به السبل.

قال الله تعالى:
(وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ) الأنعام 153
وخط النبي صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال ( هذا سبيل الله مستقيما )

وخط خطوطا عن يمينه وشماله, ثم قال:
( هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعوا إليه )
ثم قرأ (وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ)
الأنعام 153
أحمد ( 1 / 435 و 465 ) الدارمي في المقدمة باب ( في كراهية أخذ الرأي )
( 1 / 60 رقم 208 )
وأخرجه الحاكم في تفسير سورة الأنعام ( 2 / 318 ) وصححه ووافقه الذهبي

وقال صلى الله عليه وسلم:
( ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة ,
وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع
يقول:
يا أيها الناس ادخلوا الصراط المستقيم جميعا ,ولا تفرقوا وداع يدعو من فوق الصراط ,
فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه,
فالصراط الإسلام والسوران حدود الله والأبواب المفتحة محارم الله ,وذلك الداعي على
رأسه الصراط كتاب الله, والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم
)
أحمد ( 4 / 82 _ 143 ) الترمذي ( 2895 ) الحاكم ( 1 / 73 ) عن النواس بن سمعان
وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع ( 3887 )





عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 27-10-2013, 04:43 PM
المشاركة 120

  • غير متواجد
رد: التوحيد .. سؤال وجـواب



تابع أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة


198 _ بماذا يتأتى سلوكه والسلامة من الانحراف عنه؟
لا يحصل ذلك إلا بالتمسك بالكتاب والسنة السير بسيرهما والوقوف عند حدودهما ,وبذلك
يحصل تجريد التوحيد لله وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.

(وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا
﴿٦٩﴾) النساء

وهؤلاء المنعم عليهم المذكورون هاهنا تفصيلا هم الذين أضاف الصراط إليهم في فاتحة الكتاب
بقوله تعالى:
( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾)
الفاتحة.

ولا أعظم نعمة على العبد من هدايته إلى هذا الصراط المستقيم, وتجنيبه السبل المضلة,
وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمته على ذلك..

كما قال صلى الله عليه وسلم :
( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يريغ عنها بعدي إلا هالك)
أحمد ( 4 / 126 ) ابن ماجه ( 43 ) الحاكم ( 1 / 96 ) وهو في الصحيحة ( 937 )

199 _ ما ضد السنة؟
ضدها البدع المحدثة وهي شرع ما لم يأذن به الله وهي التي عناها النبي..
صلى الله عليه وسلم بقوله :
( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
البخاري ( 3 / 167 ) مسلم ( 5 /132 )
وقوله صلى الله عليه وسلم:
( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها, وعضوا
عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ,فإن كل محدثة ضلالة
)
أحمد ( 126 _ 127 ) أبو داود ( 4607 ) الترمذي ( 2676 )
ابن ماجه ( 43 ) الدارمي ( 95 )
عن العرباض وهو في صحيح الجامع ( 2549 )
وأشار صلى الله عليه وسلم إلى وقوعها بقوله :
( وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة )
وعينها بقوله صلى الله عليه وسلم:
( هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي )
أحمد ( 2 / 332 ) أبو داود ( 4596 ) الترمذي ( 2640 ) ابن ماجه
( 3991 _ 3993 )
ابن حبان ( 2647 _ 6731 ) الحاكم ( 1 /128 ) عن أبي هريرة وله
شاهد من حديث أنس وغيره وراجع الصحيحة ( 203 )

وقد برأه الله تعالى من أهل البدع بقوله :
( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّـهِ
ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
﴿١٥٩﴾) الأنعام

200 _ إلى كم قسم تقسم البدعة باعتبار إخلالها بالدين؟
تنقسم إلى قسمين بدعة مكفرة وبدعة دون ذلك.

201 _ ما البدع المكفرة؟
هي كثيرة وضابطها من أنكر أمرا مجمعا عليه متواترا من الشرع معلوما من الدين بالضرورة ;
لأن ذلك تكذيب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله كبدعة الجهمية في إنكار صفات الله عز وجل ,
والقول بخلق القرآن أو خلق أي صفة من صفات الله عز وجل وإنكار أن يكون الله اتخذ إبراهيم
خليلا وكلم موسى تكليما وغير ذلك. وكبدعة القدرية في إنكار علم الله تعالى وأفعاله وقضائه
وقدره, وكبدعة المجسمة الذين يشبهون الله تعالى بخلقه وغير ذلك من الأهواء, ولكن هؤلاء
منهم من علم أن عين قصده هدم قواعد الدين ,وتشكيك أهله فيه فهذا مقطوع بكفره بل هو
أجنبي عن الدين من أعدى عدو له ,وآخرون مغرورون ملبس عليهم فهؤلاء إنما يحكم بكفرهم
بعد إقامة الحجة عليهم وإلزامهم بها .


202 _ ما البدعة التي هي غير مكفرة؟
هي ما لم تكن كذلك مما لم يلزم منه تكذيب بالكتاب ولا بشيء مما أرسل الله به رسله كبدعة
المروانية التي أنكرها عليهم فضلاء الصحابة ,ولم يقروهم عليها ولم يكفروهم بشيء منها ولم
ينزعوا يدا من بيعتهم لأجلها كتأخيرهم بعض الصلوات إلى أواخر أوقاتها, وتقديمهم الخطبة قبل
صلاة العيد والجلوس في نفس الخطبة في الجمعة وغيرها وسبهم بعض كبار الصحابة على
المنابر ونحو ذلك مما لم يكن منهم عن اعتقاد شرعية بل بنوع تأويل ,وشهوات نفسانية ,
وأغراض دنيوية.


203 _ كم أقسام البدع بحسب ما تقع فيه؟
تنقسم إلى بدع في العبادات وبدع في المعاملات.

204 _ إلى كم قسم تنقسم البدع في العبادات؟
ج: إلى قسمين:

الأول: التعبد بما لم يأذن الله أن يعبد به البتة كتعبد جهلة المتصوفة بآلات اللهو الرقص
والصفق والغناء ,وأنواع المعازف وغيرها مما هم فيه مضاهئون فعل الذين..

قال الله تعالى فيهم ..
(وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً.) الأنفال 35

والثاني: التعبد بما أصله مشروع ولكن وضع في غير موضعه ككشف الرأس مثلا هو في
الإحرام عبادة مشروعة ,فإذا فعله غير المحرم في الصوم أو في الصلاة أو غيرها بنية
التعبد كان بدعة محرمة.
وكذلك فعل سائر العبادات المشروعة في غير ما تشرع فيه كالصلوات النفل في أوقات
النهي وكصيام يوم الشك ,وصيام العيدين ونحو ذلك.


205 _ كم حالة للبدعة مع العبادة التي تقع فيها؟

لها حالتان :

الأولـى:
أن تبطلها جميعا كمن زاد في صلاة الفجر ركعة ثالثة أو في المغرب رابعة في الرباعية
خامسة متعمدا ,وكذلك أن نقص مثل ذلك.


الحالة الثانية:
أن تبطل البدعة ,وحدها كما هي باطلة ويسلم العمل الذي وقعت فيه كمن زاد في
الوضوء على ثلاث غسلات فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ببطلانه

بل قال:
( فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم )
أبو داود ( 135 ) النسائي ( 1 / 88 ) ابن ماجه ( 422 )
ابن خزيمة( 174 ) عن عمرو بن شعيب
وصححه الألباني في المشكاة ( 417 ) ونحو ذلك.

206 _ ما هي البدع في المعاملات؟
هي اشتراط ما ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله كاشتراط الولاء لغير المعتق كما
في قصة بريرة لما اشترط أهلها الولاء قام النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى

عليه ثم قال :
( أما بعد فما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ,فأيما شرط ليس في
كتاب الله فهو باطل ,وإن كان مائة شرط فقضاء الله أحق وشرط الله أوثق ما بال رجال
منكم يقول أحدهم أعتق يا فلان ولي الولاء إنما الولاء لمن أعتق
)
البخاري ( 3 / 127 ) مسلم ( 4 / 213 )

وكذلك كل شرط أحل حراما أو حرم حلالا .









عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: التوحيد .. سؤال وجـواب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التوحيد..بقلم جووود جووود ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ 82 12-06-2012 02:05 AM
"فوائد صيام ستة من شوال.." الواهم ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ 10 28-01-2012 12:01 AM
سؤال للشباب وسؤال للبنات ضحكة الخاطر ●{ الرآيِ..وَ..الَرآيِ الآخَر 5 11-06-2011 09:32 PM

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


الساعة الآن 10:16 AM.