حامل الوحي جبريل عليه السلام كان يراه النبي صلى الله عليه وسلم بعدة صور هي كالتالي/

أولاً / رؤيته في صورته التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح ، سألت عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى (وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) (التكوير:23) (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى)[1] (النجم:13)

فقال : ( إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطاً من السماء ساداً عظم خلقه ما بين السماء والأرض) رواه مسلم[2]

فالأولى عند غار حراء في أول لقاء والثانية ليلة الإسراء والمعراج.

وقد يقع إشكال في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام بعد عودة الوحي عندما نزل عليه (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (المدثر:1) فقد قال صلى الله عليه وسلم كما ثبت ذلك عند البخاري[3] وغيره (..فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض..) فهذه رؤية ثالثة ، قال الإمام ابن حجر رحمه الله مجيباً على هذا الإشكال: ( وإنما لم يضمها إليها لإحتمال أن لا يكون رآه فيها على تمام صورته والعلم عند الله )[4]

الثاني / تمثله بصورة بشر ورجل فقد كان جبريل عليه السلام يتمثل بصورة أحد الصحابة رضي الله عنه وهو دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه ، قالت عائشة رضي الله عنها وهي تروي قصة الخندق التي نقلها الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره[5] عن الإمام أحمد رحمه الله: ( فجاءه جبريل عليه السلام وأن على ثناياه لنقع الغبار فقال أو وضعت السلاح لا والله ما وضعت الملائكة بعد السلاح أخرج إلى بني قريظة فقاتلهم قالت فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته وأذن في الناس بالرحيل أن يخرجوا فمر على بني تميم وهم جيران المسجد فقال من مر بكم قالوا مر بنا دحية الكلبي وكان دحية الكلبي يشبه لحيته وسنه ووجهه جبريل عليه الصلاة والسلام) .

وقد جاء في صحيح مسلم[6] قول النبي صلى الله عليه وسلم (...ورأيت جبريل عليه السلام فإذا أقرب من رأيت به شبهاً دحية وفي رواية أخرى دحية بن خليفة ).

وقد يتمثل جبريل عليه السلام بصورة أعرابي كما في الحديث المشهور الذي علم فيه جبريل عليه السلام الصحابة أمور دينهم من الإيمان والإسلام والإحسان وأشراط الساعة المخرج في الصحيحين وغيرهما.

وقد رأى جمع من الصحابة جبريل عليه السلام حينما يتمثل في صورة بشر وممن ثبت رؤيتهم له بهذه الصفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وعائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها ، وأم سلمة رضي الله عنها وغيرها من الصحابة رضوان الله عليهم

نقل الإمام ابن حجر رحمه الله في الفتح[7]عن القاضي عياض رحمه الله قوله تعليقاً على حديث رؤية أم سلمة رضي الله عنها جبريل عليه السلام بصورة دحية الكلبي المخرج في الصحيحين[8]: ( وفي الحديث أن للملك أن يتصور على صورة الآدمي وأن له هو في ذاته صورة لا يستطيع الآدمي أن يراه فيها لضعف القوى البشرية إلا من يشاء الله أن يقويه على ذلك)
أخوكم نضرة النعيم ،،،



[1] وفي الآية خلاف مشهور بين أهل العلم بل بين الصحابة رضوان الله عليهم في أن المقصود بالرؤية هنا هل هي رؤية الله تعالى أم رؤية جبريل عليه السلام .


[2] [1/159]


[3] [1/5]


[4] فتح الباري [1/31]


[5] [3/480]


[6] [1/153]


[7] فتح الباري [9/6]


[8] صحيح البخاري [ 3/1330] و صحيح مسلم [4/1906]





من تجوالي