قديم 02-09-2009, 12:28 AM
المشاركة 33
صديقة القلم
عضو اشرق بعطاءه
  • غير متواجد
رد: .,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.
مصلاك في رمضان

الحمد الله مقدر الأقدار,مكور الليل على النهار ,سبحانه وتعالى من إله عظيم (يخلق مايشاء ويختار) اختار لنا من أيام دهرنا مانتعرض فيه لنسائم رحمته وعزائم مغفرته في مواسم فاضله يخلف بعضها بعضاً لنتوب اليه ونستغفره فله الحمد أولاً وآخرا على مامن به علينا من أجور عظيمه في هذا الشهر الكريم فطوبى للعابدي

أخوتي
كيف نتحمس لقيام الليل ؟
أحبتي
قيام الليل شريعه ربانيه , وسنه محكمه نبويه,وخصله حميده سلفيه ,مدرسه تربويه إيمانيه,وخلوه برب البريه,وروضه هنيه نديه,وسعاده نفسيه روحيه,ونشاط وقوه جسمانيه ,وشوق وتعلق بالجنان العليه ,ودموع هات وزفرات شجيه.
ومن الطرق الرائعه التي تعينك على قيام الليل..
1-الإخلاص الله في القيام..(يانفس أخلصي تتخلصي)شعار أطلقه السلف الأبرار لأنفسهم ولاعجب في ذلك فان الاخلاص الله تعالى هو روح الطاعات ولب القربات ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات .
2-استشعار أن ربك الجليل يدعوك للقيام حينما تستشعر وتستحضر بقلبك وفكرك أن ربك مولاك وسيدك الجليل العظيم يدعوك ويناديك-وهو الغني عن طاعتك سبحانه-الى القيم بين يديه واللجوء إليه والتلذذ بمناجاته في ظلام الليل فهلا أجبت نداء السماء ؟ وناجيت ربك في الظلماء ؟لتكون في الدنيا والآخرة من السعداء قال تعالى (يا
أيها المزمل *قم الليل الا قليلاً*نصفه أو انقص منه قليلاً*أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً)
3-معرفة أن الله يباهي بقائم الليل وملائكته واستمع الى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يربينا على هذه الحقيقه الهامه فيقول ((عجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحبه إلى صلاته فيقول الله جلا وعلا أيا ملائكتي انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله الى صلاته رغبةً فيما عندي وشفقةً مما عندي ورجل غزى في سبيل الله وانهزم أصحابه وعلم ماعليه في الانهزام وماله في الرجوع فرجع حتى يهريق دمه فيقول الله لملائكته انظروا الى عبدي رجع رجاء فيما عندي وشفقه مما عندي حتى يهريق دمه
4-معرفة الثواب العظيم الذي أعده الله لأهل القيام وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عزوجل ((أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قرأ هذه الآيه ((تتجافى جنوبهم عن المضاجع ....))
5-معرفة أن القيام أن القيام سبب لبهاء الوجه وإشراقه قيل للحسن البصري رحمه الله مابال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهاً؟ فقال لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره))
في ظلمة الليل للعباد أنوار
منها شموس ومنها فيه أقمار
تسري قلوبهم في ضوئهن إلى
ذاك المقام ومولاهم لهم جار
يرقون في درجات كلها قدسٌ
طوراً فطوراً وذاك القدس أطوار
فينزلون رياضاً جمةً ُأنفا
فيها من العلم أشجار وأنهار
إن ينطقوا فتلاوات وأذكار
أو يسكتوا فعتبارات وأفكار
قيل لأبن مسعودرضي الله عنه ((مانستطيع قيام الليل قال أقعدتكم ذنوبكم))
(اللهم أحسن قيامنا بين يديك في الدنيا لُحسن قيامنا يوم العرض عليك في الآخره وأجرنا من خزي الدنيا والآخره اللهم آمين)

قديم 02-09-2009, 10:23 PM
المشاركة 34
حَــورَاء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: .,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.
’’







دآعيتنآ / صديقة القلمـ



مآ شآء الله كلمة قِطآفُهآ مُثمر بإذن الله ..!



جزآكـ ربي بِجنآته يآ حبيبه ..!



فطوبى لِـ عبد صآم نهاره , و قامـ أسحاره ..!



يآ حُسنِه و مصابيح النجوم تزهر ..!



و الناس قد ناموا و هو في الخير يسهر ..!



غسل وجهه من ماء عينه , و عين العين أطهر و أطهر ..!



اللهمـ أجعلنآ مِن المقيمن و المقيمآت ..!



سعيدة لِـ وجدكـ هُنا , رفع الله قدركـ , و نفع بكـ ..!




.
.
.


عين الله تكلؤكـ



’’

قديم 03-09-2009, 02:43 PM
المشاركة 35

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: .,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.
الحمدلله الذي قدر الاكوان كلها وقدرها تقديراً والحمدلله الذي جعل الليل والنهار أيتين من اياته العظيمة
والحمدلله الذي جعل الليل سرمداً والنهار مبصراً . والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أله وأصحابه أجمعين ...



نـســائـم ألأسـحــار

قال الله تعالى في كتابه الكريم : {{ إن المتقين في جنات وعيون ~ آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ~ كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ~ وبالأسحار هم يستغفرون }}.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم, وهو قربة إلى ربكم ومغفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم )) رواه الترمذي وغيره.

وقت السحر مقصود به الوقت قبيل طلوع الفجر، وقيل: هو من الثلث الأخير إلى طلوع الفجر، وهذا الوقت يختلف باختلاف فصول السنة ولا يمكن تحديده بالساعات؛ لأن ذلك مختلف باختلاف الليل طولاً وقصراً، وقد ثبت في الصحيحين من رواية أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له

وان نسائم الاسحار ولياليها وسكونها عظيمة يجعلك تخلو فيه بنفسك تتأملها فتطهرها من الآثام باستغفارك وتلبي رغباتها بما يرضي إلهك بدعائك واتكالك عليه وتنقيها من الكراهية والحقد وتحاسبها على ما عملته في يومها فتلومها وتلح عليها .

إن وقوفك بين يديه في تلك اللحظات العظيمه لهو فضل عظيم يهبه الله لمن يشاء من عباده .


إن مجرد شعورك بدنو الخالق من المخلوق في تلك السويعات المباركة يوحي إليك بالطمأنينه والأمن.


ويجعلك تستشعر عظمة خالقك ومدى محبته العظيمة لعباده حينما يبسط إليهم يده كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه ليأخذ بأرواحهم المستجيبة إلى عالم من الرحمة والغفران وتطهير النفوس من علائق الدنيا وزخرفها الزائل.

ماأعظمها من لذه عندما تناجي إله الكون ورب الأرباب عندما تذرف تلك الدموع بين يديه سبحانه معلنا خضوعك التام لخالقك الأعظم تستجدي مغفرته وعفوه ورضاه , ليمن عليك بفيض من الراحة والرضا الروحي والنفسي والجسدي وتستقبل يومك بنفس يملؤها الحب والطاعة والأيمان

عن أبي هريرة رضي اللّه عنه ،عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏

"‏يَنْزِلُ رَبُّنا كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْل الآخِر فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ لَهُ‏؟‏

مَنْ يَسْألُني فأُعْطِيَهُ‏؟‏ مَنْ يَسْتَغْفِرُني فَأَغْفِر لَهُ‏؟‏‏"‏


وفي رواية لمسلم ‏"‏يَنزِلُ اللَّهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى إلى السَّماءِ الدُّنْيا كُلَّ لَيْلَةٍ

حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الأوَّلُ فَيَقُولُ‏:‏ أنا المَلِكُ أنا المَلِكُ، مَنْ ذَا الَّذي يَدْعُونِي فَأسْتَجِيبَ لَهُ‏؟‏

مَنْ ذَا الَّذي يَسألُنِي فأُعْطِيَهُ‏؟‏ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ لَهُ، فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ حتَّى يُضِيءَ الفَجْرُ‏"‏‏.


وفي رواية‏ "‏إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أوْ ثُلُثَاهُ‏"‏‏.‏

وقال عليهالصلاة السلام: (( إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا آتاه إياه وذلك كل ليلة )).

كل من يصلي في الليل ولو ركعتين ثم يجلس في مصلاه يستغفر الله ويقرأ قرآن يشعر براحة عظيمة لا تفسير لها, من منظوري الشخصي أنها بسبب إقبال العبد على ربه؛ لأن في هذا الوقت يأتي فكر الإنسان خالٍ نسبياً من الشواغل الدنيوية, وزيادةً على ذلك استشعاره بأن الله قد نزل إلى السماء الدنيا يقول: [[ هل من داعٍ فأستجيب له؟؟؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟؟؟ ]] فيصبح لديه همة لمناجاة الله والاستغفار من ذنوبه, وتكون لديه قابلية في التفكر في حال من سبقه للآخرة فيعلم أنه في يومٍ ما سيترك الدنيا رغماً عنه؛ فيرتفع عنده مستوى الإيمان فيقبل على ربه يناجيه ويستغفره ويعفو عن من ظلمه ويطلبه من خير الدنيا والآخرة, بينما في النهار بمعاشرته البشر لا يكون ذلك لأنه مشغول بأعماله وزياراته ولا بأس بذلك إن لم يضيع واجباً, فكأن الله خص هذا الوقت كي يقبل عليه العبد يناجيه فيه, وقد ذكر الله عز وجل في كتابه: أنهم كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون, فذكر أنهم ينامون قبل القيام؛ حتى تستريح أبدانهم بعد يومٍ من العمل ومن ثم يستيقظون وقد امتلأت أجسادهم بالنشاط فيقبلون على عبادته متلهفين لعفوه وكرمه

فأي فضل وبركة اعطاها الله لعباده الذين يقومون في الاسحار وهم يستغفرون وأي مكافاة اعدها الله لهذه الثلة الطائعة .. وأي رحمة هذه الرحمة المهداه من ربنا تبارك وتعالى ..

اللهم أجعلنا من عبادك القائمين والمستغفرين في الاسحار .. اللهم واجعلنا من عبادك المرحومين .. اللهم وتقبل صيامنا وقيامنا وصالح اعمالنا .. اللهم وبلغنا ليلة القدر ولاتحرمنا من اجرها وفضلها .. اللهم انك كريم عفو تحب العفو فاعفوا عنا .. اللهم آمين

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 04-09-2009, 03:39 AM
المشاركة 36
ahmedmecanic
عضو عطاءه غير
  • غير متواجد
رد: .,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع يستحق الشكر
نتمنى الافادة للجميع
في انتظار جديدك



رمضان كريم و كل عام وأنتم بخير , جعلها الله ايام خير و بركة لكل مسلم ومسلمة
تقبل الله صيامكم وجميل اعمالكم





قديم 04-09-2009, 11:37 AM
المشاركة 37

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: .,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.





أستغفرنآآ خالقنآآ فغفر لعبادهُ وهو القائل { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ
لاتَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا }}
[الزمر53]



فغفرانڪُ ربنآآ غفرت لمن اسرف ُ على نفسه بالذنب
ڪنت ارحم من الام على ولدهآآ خلقت بحلمت وصبرت على عبادڪ
يعصوون فيستغفرون فتتوب عليهم بل تبدل سيئاتهم حسنات ُ


فڪيف بنآآ نحن بنو البشر ُ نغفر عن اعظم باب ُ فتح لنآآ
من رب السمآء رحمه لنآآ لدخولنآآ الجنه ~ْ


عملاً يسير لا يڪلف سوى النيه والصدق في القول ُ
لا يڪلف مالاً ولا جهدأ ولا دراسه ولا علم



.................. فقط









.................................... انطق بهآآ .. !
.................................................. ....... نعم قل ُ استغفرڪً ربي ~ْ




استغفر الله وأتوب اليه من ڪل ذنب عظيم ~ْ



استغفر الله وأتوب اليه من ڪل ذنب عظيم ~ْ



استغفر الله وأتوب اليه من ڪل ذنب عظيم ~ْ







فمن يشرح صدري عندمآآ يلزمني الهم ً وتتڪآثر علي الهمومُ والغمومً




افغير الله ينجوني ً من ظلمة الضيق وحبس النفس ً





فبشرنآآ رسولنآآ الڪريم بذلڪ فقال { من لزم الاستغفار جعل الله له من ڪل هم فرجا




ومن ڪل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لايحتسب }~ْ






بل قال لنآآ في الحديث القدسي ربنآآ { وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفرلڪم }~ْ






فتأملوآآ هذه الاية القرآنيه العظيمه ُ لمعرفة فضل الاستغفآر ً





(( ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّڪُمْ إِنَّهُ ڪَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْڪُم مِّدْرَارًا




وَيُمْدِدْڪُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّڪُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّڪُمْ أَنْهَارًا ) ))






سبحآآنڪ ُ الله أأللاستغفآر ڪل هذه النعمُ .. !





نعمً بالاستغفار ُ ينعمنآآ الله بالمطر ُ المغيثُ يرسله لنآآ رحمهُ




وسقيآآ لعباده المستغفرونُ ~ْ





نعمً بالاستغفار ُ يرزقڪُ الله بالبنين ويرزقڪ الذريه الصالحه ُ




ڪمُ من بيننآآ عقيمآآ يتمنى طفل ُ عليڪُ بالاستغفار ً






نعمً بالاستغفارُ يرزقڪ الله ُ بالاموال والرزق الحلال ً فالعبد المستغفر




لله يسعدڪُ الله ويرضيه ُ بالرزق ً ويقنعهُ ْ~





نعمً بالاستغفآر يهبل الله لڪ الجنه ُ فمآآ مرادنآآ بالعباده والعيش




بالدنيآآ سوى ابتغاء جنة الفردوس ُ فهذا هوو مفتاح الجنان ُ ~ْ





فعرف قيمة الاستغفارُ الاولين من الصالحين والمؤمنينً
فڪآنت هي وصاياهمُ لجميع المسلمين ُ لمآ وجدوا من ثماره ً ~





















فمآآآآ اعظم ُ من نبي الله ً محمد صلى الله عليه وسلم ً
جلى وصاياهً للمؤمنين هو الاستغفآر ً ثم الاستغفآر ً ثم الاستغفآرً







قال ابن القيم رحمه الله: (من أعظم أسباب ضيق الصدر:
الإعراض عن الله والغفلة عن ذڪره) ولا يزال الاستغفار الصادق
بالقلب حتى يرده بالصحة والسلامة.


ويقول صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل يذنب ذنباً فيتوضأ ويحسن الوضوء ثم يصلي رڪعتين ويستغفر الله U إلا غفر له( )
ثم قرأ: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَڪَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 135].



قول ابن تيمية رحمه الله: إنه ليقف خاطري في المسألة أو الشيء أو الحالة التي تشڪل علي فأستغفر الله تعالى ألف مرة أو أقل أو أڪثر حتى ينشرح الصدر وينحل
إشڪال ما أشڪل، وقد أڪون في المسجد أو المدرسة أو السوق ولا يمنعني ذلڪ من الذڪر والاستغفار



إلى أن أنال مطلوبي.




فقصة يرويهآآ احمد بن حنبل لفضل وثمرات ً الاستغفآر }~ْ



حدثت هذه القصة في زمن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ، ڪان الإمام أحمد بن حنبل
يريد أن يقضي ليلته في المسجد ، ولڪن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد
حاول مع الإمام ولڪن لا جدوى ، فقال له الإمام سأنام موضع قدمي ، وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل
مڪان موضع قدميه ، فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مڪان المسجد ، وڪان
الإمام أحمد بن حنبل شيخ وقور تبدو عليه ملامح الڪبر ، فرآه خباز فلما رآه يُجرّ بهذه الهيئة عرض عليه المبيت ، وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز ، فأڪرمه ونعّمه ، وذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز ، المهم الإمام أحمد بن حنبل سمع الخباز يستغفر ويستغفر ،


ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجب الإمام أحمد بن حنبل ، فلما أصبح سأل الإمام أحمد الخباز عن إستغفاره في الليل ، فأجابه الخباز : أنه طوال
ما يحضر عجينه ويعجن فهو يستغفر ،
فسأله الإمام أحمد : وهل وجدت لإستغفارڪ ثمره ، والإمام أحمد سأل الخباز هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الإستغفار ، يعلم فضل الإستغفار ، يعلم فوائد الإستغفار فقال الخباز : نعم ، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت ، إلا دعوة واحدة
فقال الإمام أحمد : وما هي
فقال الخباز : رؤية الإمام أحمد بن حنبل
فقال الإمام أحمد : أنا أحمد بن حنبل ، والله إني جُررت إليڪ جراً

قديم 05-09-2009, 12:57 PM
المشاركة 38

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: .,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.


بسم الله الرحمن الرحيم



قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى




زكاة الفطر


أو


صدقة الفطر



زكاة الفطر لغة : يقال لها صدقة الفطر والصدقة ما أعطيته في
ذات الله



والمصدق آخذ الصدقات


والمتصدق معطيها




أما شرعا :يقال لها زكاة الفطر لأنها تجب بالفطر وهي زكاة البدن لأنها تزكي النفس أي تطهرها وتنمي عملها .



مشروعية زكاة الفطر

شرعت زكاة الفطر في السنة الثانية للهجرة في العام الذي فرض فيه الصيام .


مقدار زكاة الفطر



عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعيرعلى العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير




والصاع هو أربعة أمداد وهي أربع حفنات بكف الرجل المعتدل


وإن استبدلت بغير التمر والشعير فلا بأس في ذلك لكن

شريطة أن يكون الاستبدال للأفضل وليس للأدنى


وهذا الصاع هو أقلها ولا حد لأكثرها



صدقة الفطر والصيام




يتوقف الصيام فلا يقبل إلا بزكاة الفطر وقد سميت بزكاة الفطر


لأنها تجب قبل الفطر من رمضان في كل عام


والهدف منها إدخال السرور والبركة على الفقراء واغناؤهم عن ذل المسألة


ولا بد من اخراجها قبل صلاة العيد


وقد قال الشيخ وكيع شيخ الإمام الشافعي ""


زكاة الفطر كسجود السهو للصلاة تجبر نقصان الصيام كما يجبر


سجود السهو نقصان الصلاة ""


شروط وجوب زكاة الفطر



1 – الإسلام فلا تجب على غير المسلم

2 – أن يكون آخر موعد لإخراجها عند غروب آخر يوم من رمضان وحتى صلاة العيد

3 – أن يكون ما يخرجه الصائم فاضلا عن نفقته ونفقة عياله ونفقة من يلزمه الإنفاق عليهم ليلة العيد ويومه
ولو كان معسرا فلا تسقط عنه


على من تجب صدقة الفطر

تجب صدقة الفطر على كل مسلم صام رمضان أم لم يصمه لعذر أو لغير عذر سواء كان كبيرا أو صغيرا ذكرا أو أنثى عاقلا أو مجنونا

من يلزمه الإنفاق عليهم



الأصل وإن علا وهو الأب والجد وجد الجد مهما علا


الفرع وإن نزل وهو الإبن وابن الإبن مهما نزل


ولا تجب زكاة الفطر على الأصل والفرع إلا إذا كانوا من الفقراء



ويجب على الزوج إخراج زكاة الفطر عن زوجته إذا كانت غير

ناشز ولو كانت من الأغنياء


ويخرج الزوج عن المطلقة طلاقا رجعيا أو بائنا وكانت حاملا


ولم يكن لها نفقة




وإذا ولد مولود قبيل صلاة العيد فعلى المعيل به إخراج زكاة

الفطر عنه .




وقت زكاة الفطر



يجوز إخراج زكاة الفطر من أول شهر رمضان في أي يوم شاء



ويسن إخراجها عند غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان


ولا تصح بعد صلاة العيد وتعتبر صدقة من الصدقات



ويحرم تأخيرها عن يوم العيد بلا عذر ولا تسقط وتبقى في ذمته


فإن مات قبل صلاة العيد تخرج من تركته .



تقبل الله صيامكم وقيامكم وزكاتكم

قديم 05-09-2009, 01:06 PM
المشاركة 39

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: .,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.


مسائل في زكاة الفطر






حكم زكاة الفطر

السؤال
هل حديث ( لا يرفع صوم رمضان حتى تعطى زكاة الفطر ) صحيح ؟ وإذا كان المسلم الصائم محتاجاً لا يملك نصاب الزكاة ، هل يتوجب عليه دفع زكاة الفطر لصحة الحديث أم لغيره من الأدلة الشرعية الصحيحة الثابتة في السنة ؟


الجواب

صدقة الفطر واجبة على كل مسلم تلزمه مؤنة نفسه إذا فضل عنده عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته : صاع ، والأصل في ذلك ما ثبت عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: ( فرض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – زكاة الفطر صاعاً من تمر ، أو صاعاً من شعير ، على العبد والحر ، والذكر والأنثى ، والصغير والكبير من المسلمين ، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة ) متفق عليه واللفظ للبخاري .
وما روى أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : ( كنا نخرج زكاة الفطر إذ كان فينا رسول – صلى الله عليه وسلم – صاعاً من طعام ، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير ، أو صاعاً من زبيب ، أو صاعاً من أقط ) متفق عليه .
ويجزئ صاع من قوت بلده مثل الأرز ونحوه ، والمقصود بالصاع هنا : صاع النبي – صلى الله عليه وسلم – ، وهو أربع حفنات بكفي رجل معتدل الخلقة . وإذا ترك إخراج زكاة الفطر أثم ووجب عليه القضاء ، وأما الحديث الذي ذكرته فلا نعلم صحته .
ونسأل الله أن يوفقكم ، وأن يصلح لنا ولكم القول والعمل ، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى(5733) الجزء التاسع ص464 )


--------------------------------------------------------------------------------

زكاة الفطر عن الجنين


السؤال
هل الطفل الذي ببطن أمه تدفع عنه زكاة الفطر أم لا ؟


الجواب

يستحب إخراجها عنه لفعل عثمان – رضي الله عنه – ، ولا تجب عليه لعدم الدليل على ذلك .
( فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى(1474) الجزء التاسع ص 366)


--------------------------------------------------------------------------------

وقت إخراج زكاة الفطر

السؤال
هل وقت إخراج زكاة الفطر من بعد صلاة العيد إلى آخر ذلك اليوم ؟

الجواب

لا يبدأ وقت زكاة الفطر من بعد صلاة العيد ، وإنما يبدأ من غروب شمس آخر يوم من رمضان ، وهو أول ليلة من شهر شوال ، وينتهي بصلاة العيد ؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر بإخراجها قبل الصلاة ، ولما رواه ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " ويجوز إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين لما رواه بن عمر - رضي الله عنهما – قال : ( فرض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صدقة الفطر من رمضان .. ) ، وقال في آخره ( وكانوا يعطون قبل ذلك بيوم أو يومين ) . فمن أخرها عن وقتها فقد أثم وعليه أن يتوب من تأخيره ، وأن يخرجها للفقراء .
( فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى(2896) الجزء التاسع ص373 )


--------------------------------------------------------------------------------

الحكمة من زكاة الفطر و تقسيمها على عدة فقراء ؟


السؤال:
ما الحكمة من تشريع زكاة الفطر؟ وهل يجوز تقسيم زكاة الفطر على عدة فقراء ؟


الإجابة

أجاب عليه فضيلة الشيخ د. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن الحكمة من تشريع زكاة الفطر هو تطهير الصائم من اللغو والرفث، ويدل لذلك ما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين )، رواه أبو داود وابن ماجة والدارقطني والحاكم وصححه.
وذلك أن الصائم في الغالب لا يخلو من الخوض واللهو ولغو الكلام، وما لا فائدة فيه من القول، والرفث الذي هو الساقط من الكلام، فيما يتعلق بالعورات ونحو ذلك، فتكون هذه الصدقة تطهيراً للصائم مما وقع فيه من هذه الألفاظ المحرمة أو المكروهة، التي تنقص ثواب الأعمال وتخرق الصيام.
والقصد من زكاة الفطر كذلك التوسعة على المساكين، و الفقراء المعوزين، وإغناؤهم يوم العيد عن السؤال والتطوف، الذي فيه ذل وهوان في يوم العيد الذي هو فرح وسرور؛ ليشاركوا بقية الناس فرحتهم بالعيد، ولهذا ورد في بعض الأحاديث أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم ( ،أخرجه الدار قطني وابن عدي وابن سعد في الطبقات بسند فيه مقال.
ومعنى الحديث: يعني أطعموهم وسدوا حاجتهم، حتى يستغنوا عن الطواف والتكفف في يوم العيد، الذي هو يوم فرح وسرور.
ثم إن إخراجها عن الأطفال وغير المكلفين والذين لم يصوموا لعذر من مرض أو سفر داخل في الحديث، وتكون طهرة لأولياء غير المكلفين، وطهرة لمن أفطر لعذر، على أنه سوف يصوم إذا زال عذره، فتكون طهرة مقدمة قبل حصول الصوم أو قبل إتمامه.
أما عن تقسيم زكاة الفطر على عدة فقراء فلا بأس بذلك، فإذا كان الفقراء كثيرين جاز أن تفرق عليهم زكاة شخص واحد، كما يجوز أن يعطى الفقير الواحد زكاة عدد من المزكين والله أعلم.


--------------------------------------------------------------------------------

إخراج زكاة الفطر نقداً

السؤال
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً بدلاً من الطعام ، وذلك لحاجة الناس الآن إلى النقد أكثر من الطعام ؟


الجواب

المجيب : أ.د. سعود بن عبدالله الفنيسان
إخراج القيمة في زكاة الفطر اختلف فيها العلماء على قولين :
الأول : المنع من ذلك . قال به الأئمة الثلاثة مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وقال به الظاهرية أيضاً ، واستدلوا بحديث عبد الله بن عمر في الصحيحين " فرض رسول الله زكاة الفطر صاعاً من تمر ، أو صاعاً من بر ، أو صاعاً من شعير ،(وفي رواية أو صاعاً من أقط)، على الصغير والكبير من المسلمين . ووجه استدلالهم من الحديث : لو كانت القيمة يجوز إخراجها في زكاة الفطر لذكرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ، وأيضاً نص في الحديث الآخر " أغنوهم في هذا اليوم"، وقالوا: غنى الفقراء في هذا اليوم يوم العيد يكون فيما يأكلون حتى لا يضطروا لسؤال الناس الطعام يوم العيد .
والقول الثاني : يجوز إخراج القيمة ( نقوداً أو غيرها ) في زكاة الفطر ، قال به الإمام أبو حنيفة وأصحابه ، وقال به من التابعين سفيان الثوري ، والحسن البصري ، والخليفة عمر ابن عبد العزيز ، وروي عن بعض الصحابة كمعاوية بن أبي سفيان ، حيث قال : " إني لأرى مدين من سمراء الشام تعدل صاعاً من تمر " ، وقال الحسن البصري : " لا بأس أن تعطى الدراهم في صدقة الفطر " ، وكتب الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى عامله في البصرة : أن يأخذ من أهل الديون من أعطياتهم من كل إنسان نصف درهم ، وذكر ابن المنذر في كتابه (الأوسط) : إن الصحابة أجازوا إخراج نصف صاع من القمح ؛ لأنهم رأوه معادلاً في القيمة للصاع من التمر ، أو الشعير .
ومما سبق يتبين أن الخلاف قديم وفي الأمر سعة ، فإخراج أحد الأصناف المذكورة في الحديث يكون في حال ما إذا كان الفقير يسد حاجته الطعام في ذلك اليوم يوم العيد ، وإخراج القيمة يجوز في حال ما إذا كانت النقود أنفع للفقير كما هو الحال في معظم بلدان العالم اليوم ، ولعل حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " أغنوهم في هذا اليوم" ، يؤيد هذا القول ؛ لأن حاجة الفقير الآن لا تقتصر على الطعام فقط ، بل تتعداه إلى اللباس ونحوه .. ، ولعل العلة في تعيين الأصناف المذكورة في الحديث ، هي: الحاجة إلى الطعام والشراب وندرة النقود في ذلك العصر ،حيث كانت أغلب مبايعاتهم بالمقايضة، وإذا كان الأمر كذلك فإن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً ، فيجوز إخراج النقود في زكاة الفطر للحاجة القائمة والملموسة للفقير اليوم . والله أعلم .


--------------------------------------------------------------------------------

دفع زكاة الفطر مالاً


السؤال
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان _حفظه الله_
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد حصل خلاف بين بعض الإخوة في حكم دفع زكاة الفطرة مالاً بدلاً من الطعام، وكان لكل شخص رأيه من الناحية العلمية وأختصرها لكم في عجالة :
الأول يقول: يحرم دفع زكاة الفطرة مالاً؛ لأنه مخالف لفعل الرسول _صلى الله عليه وسلم_.
الثاني يقول : الأفضل أن تدفع طعاماً ودفع المال جائز، ولكن مخالف للسنة .
الثالث يقول: الأفضل أن ينظر حال الفقير وحال بلده ووضعه، فقد يكون المال أفضل له.
فالسؤال يا فضيلة الشيخ : هل أحد من السلف أفتى بدفع المال بدلاً من الطعام ؟
وهل لو أن أحداً دفع زكاة الفطر مالاً؛ لأن الفقير يريد ذلك يكون أفضل ؟



الإجابة
اجاب عليه فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه المسألة إحدى المسائل الخلافية، وأئمة السلف مختلفون في دفع القيمة في زكاة الفطر .
وترجيح هذا أو ذاك محل اجتهاد فلا يضلل المخالف أو يبدع .
والأصل في الاختلاف في مثل هذه المسألة أنه لا يفسد المودة بين المتنازعين ولا يوغر في صدورهم، فكل منهما محسن ولا تثريب على من انتهى إلى ما سمع .
وقد كان كثير من الأئمة يقولون في حديثهم عن المسائل الخلافية: " قولنا صواب يحتمل الخطأ ، وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب " .
وقد ذهب أكثر الأئمة إلى أنه لا يجوز إخراج القيمة في زكاة الفطر.

قال الإمام أحمد:" أخاف ألا يجزئه، خلاف سنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_"، وهذا مذهب مالك والشافعي.
وقال الإمام ابن حزم _رحمه الله_ : " لا تجزئ قيمة أصلاً؛ لأن ذلك غير ما فرض رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ".
و ذهب عطاء والحسن البصري وعمر بن عبد العزيز والثوري وأبو حنيفة وغيرهم إلى جواز دفع القيمة عن الطعام .
قال أبو إسحاق السبيعي - وهو أحد أئمة التابعين - :" أدركتهم وهم يؤدون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام "، رواه ابن أبي شيبة في المصنف .
والحجة لذلك :
1- أنه لم يثبت عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ ولا عن أحد من الصحابة نص في تحريم دفع القيمة .
2- الأحاديث الواردة في النص على أصناف معينة من الطعام لا تفيد تحريم ما عداها، بدليل أن الصحابة _رضي الله عنهم_ أجازوا إخراج القمح - وهو غير منصوص عليه - عن الشعير والتمر ونحو ذلك من الأصناف الواردة في الأحاديث الصحيحة .
3- ذهب كثير من الصحابة بل أكثرهم في عهد معاوية إلى جواز إخراج نصف صاع من سمراء الشام بدلاً من صاع من تمر ، فهذا دليل على أنهم يرون نصف الصاع معادلاً في القيمة للصاع من التمر أو الشعير ونحو ذلك .
3- أن المقصود من الزكاة: إغناء الفقراء والمال أنفع لبعضهم من الطعام فيعد في ذلك حال الفقير في كل بلد .
4- كثير من الفقراء يأخذ الطعام ويبيعه في يومه أو غده بأقل من ثمنه، فلا هو الذي انتفع بالطعام ولا هو الذي أخذ قيمة هذا الصاع بثمن المثل ،

والله أعلم .

قديم 05-09-2009, 01:14 PM
المشاركة 40

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: .,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.


زكاة الفطر .. سين جيم .. لابن عثيمين






الحمدُ لله العليم الحكيم، العليِّ العظيم، خلقَ كلَّ شَيْءٍ فقَدَّره تقديراً، وأحْكَمَ شرائعَه ببالغِ حكمتِهِ بياناً للْخَلق وتَبْصيراً، أحمدُه على صفاتِه الكامِلة، وأشكرُه على آلائِه السابغة، وأشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وحده لا شريكَ له لَهُ الملكُ وله الحمدُ وهوَ على كلِّ شَيْء قدير، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه البشيرُ النذير، صلَّى الله عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِه والتابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ المآبِ والمصِير، وسلَّم تسليماً.

إخواني: إن شهرَكُمُ الكريمَ قد عزَم على الرحيل ولم يبقَ منه إلاَّ الزمنُ القليلُ، فمَنْ كان منكم محسِناً فليحمدِ اللهَ على ذلك ولْيَسْألْه القَبولَ، ومَنْ كان منكم مهملاً فلْيتبْ إلى اللهِ ولْيَعْتَذِرْ من تقصيرِه فالعذرُ قبْلَ الموتِ مَقْبولٌ ، وإن الله شرعَ لكم في ختامِ شهرِكم هذا أنْ تؤَدُّوا زكاةَ الفطر قبْلَ صلاةِ العيدِ .


باب زكاة الفطر

سئل فضيلة الشيخ عن زكاة الفطر‏؟‏


فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ زكاة الفطر صاع من طعام يخرجه الإنسان عند انتهاء رمضان، وسببها إظهار شكر نعمة الله تعالى على العبد بالفطر من رمضان وإكماله، ولهذا سميت زكاة الفطر، أو صدقة الفطر، وإذا غابت الشمس من ليلة العيد وجبت، فلو ولد للإنسان ولد بعد مغيب الشمس ليلة العيد لم تلزمه فطرته وإنما تستحب، وإذا مات الإنسان قبل غروب الشمس ليلة العيد لم تجب فطرته أيضاً؛ لأنه مات قبل وجود سبب الوجوب‏.‏

س2 : ما المقصود بزكاة الفطر وهل لها سبب‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ المقصود بزكاة الفطر صاع من طعام يخرجه الإنسان عند انتهاء رمضان، وسببها إظهار شكر نعمة الله تعالى على العبد للفطر من رمضان وإكماله، ولهذا سُميت صدقة الفطر، أو زكاة الفطر، لأنها تنسب إليه هذا سببها الشرعي‏.‏

أما سببها الوضعي فهو أنه إذا غابت الشمس من ليلة العيد وجبت، فلو ولد للإنسان ولد بعد مغيب الشمس ليلة العيد لم تلزمه فطرته وإنما تستحب، ولو مات الإنسان قبل غروب الشمس ليلة العيد لم تجب فطرته أيضاً؛ لأنه مات قبل وجوب سبب الوجوب، ولو عُقد للإنسان على امرأة قبل غروب الشمس من آخر يوم رمضان لزمته فطرتها على قول كثير من أهل العلم، لأنها كانت زوجته حين وجد السبب، فإن عُقد له بعد غروب الشمس ليلة العيد لم تلزمه فطرتها، وهذا على القول بأن الزوج تلزمه فطرة زوجته وعياله، وأما إذا قلنا بأن كل إنسان تلزمه الفطرة عن نفسه كما هو ظاهر السنة فلا يصح التمثيل في هذه المسألة‏.‏

س3 : ما حكم زكاة الفطر‏؟

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ زكاة الفطر فريضة فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏"‏فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير‏"‏، وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏"‏فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين‏"‏‏.‏

س4 : عمن تجب عليه زكاة الفطر‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ تجب على كل إنسان من المسلمين ذكراً كان أو أنثى، صغيراً كان أم كبيراً، سواء كان صائماً أم لم يصم، كما لو كان مسافراً ولم يصم فإن صدقة الفطر تلزمه، وأما من تستحب عنه فقد ذكر فقهاؤنا ـ رحمهم الله ـ أنه يستحب إخراجها عن الجنين ـ عن الحمل في البطن ـ ولا يجب‏.‏

ومنعها محرم لأنه خروج عما فرضه النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق آنفاً في حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏"‏فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر‏.‏‏.‏‏"‏ ومعلوم أن ترك المفروض حرام وفيه الإثم والمعصية‏.‏

س5 : لو أسلم رجل آخر يوم من رمضان هل تلزمه صدقة الفطر‏؟‏


فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ نعم يلزمه أن يقوم بصدقة الفطر؛ لأنه كان من المسلمين، وفي حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو شعير على الذكر والأنثى، والحر والعبد، والصغير والكبير من المسلمين‏.‏

س6 : عمن تصرف له زكاة الفطر‏؟‏


فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ ليس لها إلا مصرف واحد وهم الفقراء كما في حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال‏:‏ ‏"‏فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين‏"‏‏.‏

س7 : هل الزكاة مسؤولية الزوج وهو الذي يخرجها عن الزوجة وعن أولاده‏؟‏ أم إنني أنا الأخرى مسؤولة عنها إذا لم يخرجها الزوج‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ الذي يظهر لي من هذا السؤال أنها تقصد زكاة الفطر، وزكاة الفطر ذكر أهل العلم أنه يجب على الزوج أن يخرجها عن زوجته، ويخرجها عمّن يمونهم من الأولاد والأقارب‏.‏
وقال بعض أهل العلم‏:‏ إن زكاة الفطر كغيرها من العبادات تلزم الإنسان نفسه، إلا أن يتبرع قيم البيت بإخراجها عمن في بيته فإنه لا حرج في ذلك، ويكون مأجوراً على مثل هذا العمل، وإلا فالأصل أن المخاطب بها المكلف نفسه‏.‏
قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏"‏فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على الذكر والأنثى، والحر والعبد، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة‏"‏ يعني صلاة العيد، فبين عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنها مفروضة على هؤلاء‏.‏
فأنتِ إن كان لديك قدرة على إخراجها بنفسك فأخرجيها، وإذا تبرع زوجك بإخراجها عنك فإنه يكون محسناً إليك‏.‏
أما إن كان المقصود زكاة الحلي فإنه لا يلزم زوجك إخراجها عنك، فعليك إخراجها، ولكن إن تبرع زوجك بإخراجها عنك فلا بأس بذلك، فهذا من الإحسان، والمرأة لا تملك الحلي إلا من أجل التجمل للزوج، وجزاءً على عملها هذا إذا أخرج الزكاة عنها فإن ذلك من الإحسان، والله يحب المحسنين‏.‏

س8 : أنا شاب أسكن مع والدي ووالدتي وغير متزوج، فهل زكاة رمضان ينفقها والدي عني أو من مالي الخاص‏؟‏ أفيدونا وجزاكم الله خيراً‏؟

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ زكاة الفطر واجبة وفريضة، لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏"‏فرض النبي صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على الصغير والكبير، والحر والعبد، والذكر والأنثى من المسلمين‏"‏، وهي كغيرها من الواجبات يخاطب بها كل إنسان بنفسه، فأنت أيها الإنسان مخاطب تخرج الزكاة عن نفسك ولو كان لك أب أو أخ، وكذلك الزوجة مخاطبة بأن تخرج الزكاة عن نفسها ولو كان لها زوج‏.‏

ولكن إذا أراد قيم العائلة أن يخرج الزكاة عن عائلته فلا حرج في ذلك‏.‏ فإذا كان هذا الرجل له أب ينفق عليه، يرغب في الزكاة عنه ـ أي عن ابنه ـ فلا حرج في ذلك ولا بأس به‏.‏

س9 : تسأل أخت في الله تقول‏:‏ أعمل موظفة في التعليم ووالدي يخرج عني زكاة الفطر كل عام، وعلمت أخيراً أن من يتقاضى راتباً معيناً يمكنه إخراجها عن نفسه، علماً بأنني عملت لمدة سنوات، فهل علي ذنب لعدم إخراجها بنفسي ومن مالي‏؟‏ وإن كان كذلك فماذا أفعل‏؟‏ أفيدونا جزاكم الله عنا كل خير‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ الأصل فيما فرضه الله على عباده أن يكون فريضة على العبد نفسه لا على غيره، ومن ذلك زكاة الفطر، فإنها واجبة على الإنسان نفسه، لا على غيره، لأننا لو أوجبناها على غيره لحملناه وزرها إذا تركها، فنكون محملين لوزر غيره وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ‏}‏ فالإنسان مخاطب بنفسه أن يؤدي صدقة الفطر عنها، ولكن إذا كان له والد، أو أخ كبير، أو زوج وأخرجها عنه وهو راض بذلك فلا حرج عليه، وعلى هذا يحمل ما ورد عن السلف في ذلك، فمادمت قد رضيت بأن يخرج والدك زكاة الفطر عنك فلا حرج عليك حتى وإن كان لك دخل من راتب أو غيره‏.‏

س10 : إنسان صاحب عمل يعمل في غير بلد أبنائه بعيداً عنهم وفي آخر رمضان أراد أن يذهب إلى عمله فوكل أبناءه ليدفعوا زكاة الفطر عنه وعن أنفسهم فما حكم هذا العمل‏؟‏


فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ لا بأس، ويجوز للإنسان أن يوكل أولاده أن يدفعوا عنه زكاة الفطر في وقتها، ولو كان في وقتها ببلد آخر للشغل‏.

س11 : إذا كان في سفر وأخرج زكاة الفطر في وقتها في البلد الذي هو فيه قبل أن يصل إلى أولاده فما حكم ذلك‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ لا بأس بذلك ولو كان بعيداً عن أولاده، لأن زكاة الفطر تدفع في المكان الذي يأتيك الفطر وأنت فيه، ولو كان بعيداً عن بلدك‏.‏

س12 : هل على الخادمة في المنزل زكاة الفطر‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ هذه الخادمة في المنزل عليها زكاة الفطر لأنها من المسلمين‏.‏
ولكن هل زكاتها عليها، أو على أهل البيت‏؟‏ الأصل أن زكاتها عليها، ولكن إذا أخرج أهل البيت الزكاة عنها فلا بأس بذلك‏.‏

س13 : هل تدفع زكاة الفطر عن الجنين‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ زكاة الفطر لا تدفع عن الحمل في البطن على سبيل الوجوب، وإنما تدفع على سبيل الاستحباب‏.‏

س14 : هل يزكي المغترب عن أهله زكاة الفطر، علماً بأنهم يزكون عن أنفسهم‏؟

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ زكاة الفطر وهي صاع من طعام، من الرز، أو البر، أو التمر، أو غيرها مما يطعمه الناس يخاطب بها كل إنسان بنفسه، كغيرها من الواجبات، لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏"‏فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر على الحر والعبد، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة‏"‏، فإذا كان أهل البيت يخرجونها عن أنفسهم فإنه لا يلزم الرجل الذي تغرب عن أهله أن يخرجها عنهم، لكن يخرج عن نفسه فقط في مكان غربته إن كان فيه مستحق للصدقة من المسلمين، وإن لم يكن فيه مستحق للصدقة وكّل أهله في إخراجها عنه ببلده، والله الموفق‏.‏

س15 : ما حكم إخراج زكاة الفطر في أول يوم من رمضان‏؟‏ وما حكم إخراجها نقداً‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ لا يجوز إخراج زكاة الفطر في أول شهر رمضان، وإنما يكون إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين؛ لأنها زكاة الفطر، والفطر لا يكون إلا في آخر الشهر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة، ومع ذلك كان الصحابة يعطونها قبل العيد بيوم أو يومين‏.‏
أما إخراجها نقداً فلا يجزىء؛ لأنها فرضت من الطعام، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏"‏فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير‏"‏، وقال أبو سعيد الخدري‏:‏ ‏"‏كنا نخرجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا التمر، والشعير، والزبيب، والأقط‏"‏‏.‏ فتبين من هذين الحديثين أنها لا تجزىء إلا من الطعام، وإخراجها طعاماً يظهرها ويبينها ويعرفها أهل البيت جميعاً، وفي ذلك إظهار لهذه الشعيرة، أما إخراجها نقداً فيجعلها خفية، وقد يحابي الإنسان نفسه إذا أخرجها نقداً فيقلل قيمتها، فاتباع الشرع هو الخير والبركة‏.‏
وقد يقول قائل‏:‏ إن إخراج الطعام لا ينتفع به الفقير‏.‏
وجوابه‏:‏ أن الفقير إذا كان فقيراً حقًّا لابد أن ينتفع بالطعام‏.‏

س16 : ما حكم إخراج زكاة الفطر في العشر الأوائل من رمضان‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ زكاة الفطر أضيفت إلى الفطر لأن الفطر هو سببها، فإذا كان الفطر من رمضان هو سبب هذه الكفارة فإنها تتقيد به ولا تقدم عليه، ولهذا كان أفضل وقت تخرج فيه يوم العيد قبل الصلاة، ولكن يجوز أن تقدم قبل العيد بيوم أو يومين، لما في ذلك من التوسعة على المعطي والآخذ، أما قبل ذلك فإن الراجح من أقوال أهل العلم أنه لا يجوز، وعلى هذا فلها وقتان‏:‏
وقت جواز وهو‏:‏ قبل العيد بيوم أو يومين‏ ، ووقت فضيلة وهو‏:‏ يوم العيد قبل الصلاة‏.‏
أما تأخيرها إلى ما بعد الصلاة فإنه حرام، ولا تجزىء عن الفطرة لحديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏"‏ومن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات‏"‏، إلا إذا كان الرجل جاهلاً بيوم العيد، مثل أن يكون في برية ولا يعلم إلا متأخراً وما أشبه ذلك، فإنه لا حرج أن يؤديها بعد صلاة العيد وتجزئه عن الفطرة‏.‏

س17 : أديت زكاة الفطر في أول رمضان في مصر قبل قدومي إلى مكة وأنا الآن مقيم في مكة المكرمة فهل علي زكاة فطر‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ نعم عليك زكاة الفطر؛ لأنك أديتها قبل وقتها فزكاة الفطر من باب إضافة الشيء إلى سببه، وإن شئت فقل‏:‏ من باب إضافة الشيء إلى وقته، وكلاهما له وجه في اللغة العربية، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الَعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَْغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ‏}‏ هنا من باب إضافة الشيء إلى وقته، وقال أهل العلم‏:‏ باب سجود السهو، من باب إضافة الشيء إلى سببه، فهنا زكاة الفطر أضيفت إلى الفطر لأن الفطر سببها؛ ولأن الفطر وقتها، ومن المعلوم أن الفطر من رمضان لا يكون إلا في آخر يوم من رمضان، فلا يجوز دفع زكاة الفطر إلا إذا غابت الشمس من آخر يوم من رمضان، إلا أنه رخص أن تدفع قبل الفطر بيوم أو يومين رخصة فقط، وإلا فالوقت حقيقة إنما يكون بعد غروب الشمس من آخر يوم من رمضان؛ لأنه الوقت الذي يتحقق به الفطر من رمضان، ولهذا نقول‏:‏ الأفضل أن تؤدى صباح العيد إذا أمكن‏.‏

س18 : إننا نجمع الزكاة ونعطيها للفقيه ‏(‏فقيه البلدة‏)‏ ومن صام يجب أن يعطي زكاة الفطر للفقيه، هل نحن على حق‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ إذا كان هذا الفقيه آميناً يعطيها الفقراء فلا بأس بأن يدفع الناس زكاتهم إليه، ولكن يكون الدفع قبل العيد بيوم أو بيومين ويقوم الفقيه بتسليمها في يوم العيد‏.‏

س19 : هل يجوز دفع زكاة الفطر قبل العيد‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ يجوز دفعها قبل عيد الفطر بيوم أو يومين، والأفضل أن يكون في يوم العيد قبل الصلاة، ولا يجوز تأخير دفعها عن صلاة العيد، لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏"‏أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة‏"‏‏.‏ وفي حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات"‏

س20 : هل يشرع لهيئة ‏.‏‏.‏‏.‏ الإسلامية العالمية استلام أموال زكاة الفطر مع بداية شهر رمضان وذلك بهدف الاستفادة منه بقدر المستطاع، وجزاكم الله خيراً‏.‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ لا أرى هذا، ولا أرى أن يخرج بزكاة الفطر عن البلد الذي هي فيه؛ لأن أهل البلد أحق، قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ـ رضي الله عنه ـ حين بعثه إلى اليمن‏:‏ ‏"‏أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تُؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم‏"‏‏.‏

س21 : هل يجوز للفقير الذي يريد المزكي أن يعطيه زكاة الفطر أن يوكل شخصاً آخر في قبضها من المزكي وقت دفعها‏؟‏


فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ يجوز ذلك، أي يجوز أن يقول من عنده زكاة فطر للفقير‏:‏ وكل من يقبض الزكاة عنك وقت دفعها، وإذا جاء وقت الدفع بيوم أو يومين سلمت الزكاة للوكيل الذي وكله الفقير في قبضها‏.‏

س22 : متى تخرج زكاة الفطر‏؟‏ وما مقدارها‏؟‏ وهل تجوز الزيادة عليها‏؟‏ وهل تجوز بالمال‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ زكاة الفطر هي الطعام الذي يخرجه الإنسان في آخر رمضان، ومقداره صاع، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏"‏فرض النبي صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير‏"‏‏.‏ وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏"‏فرض النبي عليه الصلاة والسلام صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين‏"‏‏.‏ فهي من الطعام السائد بين الناس، وهو الآن التمر والبر والأرز، وإذا كنا في مكان يطعم الناس فيه الذرة تخرجها ذرة، أو زبيباً، أو أقط‏.‏ قال أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ‏:‏ ‏"‏كنا نخرجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا التمر، والشعير، والزبيب والأقط‏"‏‏.‏

وزمن إخراجها صباح العيد قبل الصلاة‏:‏ لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏"‏وأمر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة‏"‏، وهذا حديث مرفوع‏.‏ وفي حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعدها فهي صدقة من الصدقات‏"‏‏.‏
ويجوز أن تقدم قبل العيد بيوم أو يومين، ولا يجوز أكثر من ذلك لأنها تسمى زكاة الفطر، فتضاف إلى الفطر، ولو قلنا بجواز إخراجها بدخول الشهر كان اسمها زكاة الصيام، فهي محددة بيوم العيد قبل الصلاة، ورخص في إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين‏.‏
وأما الزيادة على الصاع فإن كان على وجه التعبد واستقلالاً للصاع فهذا بدعة، وإن كان على وجه الصدقة لا الزكاة فهذا جائز ولا بأس به ولا حرج، والاقتصار على ما قدره الشرع أفضل، ومن أراد أن يتصدق فليكن على وجه مستقل‏.‏
ويقول كثير من الناس‏:‏ يشق علي أن أكيل ولا مكيال عندي فأخرج مقداراً أتيقن أنه قدر الواجب أو أكثر وأحتاط بذلك فهو جائز ولا بأس به‏

س23 : ما حكم من أخر دفع زكاة الفطر عن صلاة العيد‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ إذا أخر دفع زكاة الفطر عن صلاة العيد فإنها لا تقبل منه، لأنها عبادة مؤقتة بزمن معين، فإذا أخرها عنه لغير عذر لم تقبل منه، لحديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ‏"‏وأمر ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة‏"‏، وفي حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏"‏من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات‏"‏‏.‏
أما إذا أخرها لعذر كنسيان، أو لعدم وجود فقراء في ليلة العيد فإنه تقبل منه، سواء أعادها إلى ماله، أو أبقاها حتى يأتي الفقير‏

س24 : لم أؤد زكاة الفطر لأن العيد جاء فجأة، وبعد عيد الفطر المبارك لم أفرغ لأسأل عن العمل الواجب علي من هذه الناحية، فهل تسقط عني أم لابد من إخراجها‏؟‏ وما الحكمة منها‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ زكاة الفطر مفروضة، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏"‏فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر‏"‏، فهي مفروضة على كل واحد من المسلمين، على الذكر والأنثى، والصغير، والكبير، والحر والعبد، وإذا قدر أنه جاء العيد فجأة قبل أن تخرجها فإنك تخرجها يوم العيد ولو بعد الصلاة، لأن العبادة المفروضة إذا فات وقتها لعذر فإنها تقضى متى زال ذلك العذر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة‏:‏ ‏"‏من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها متى ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك‏"‏، وتلا قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَقِمِ الصَّلَوةَ لِذِكْرِي ‏}‏‏.‏ وعلى هذا يا أخي السائل فإن عليك إخراجها الآن‏.‏
وأما الحكمة من زكاة الفطر فإنها كما قال ذلك ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏"‏طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين‏"‏، ففي ذلك فائدة للصائم إذ هي تطهره من اللغو والرفث، كما أنها طعمة للمساكين حيث تجعلهم يشاركون الأغنياء فرحة العيد، لأن الإسلام مبني على الإخاء والمحبة، فهو دين العدالة، يقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُم أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ‏}‏، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً‏"‏‏.‏ والله الموفق‏

س25 : من لم يتمكن من دفع زكاة الفطر قبل الصلاة هل يجوز له دفعها بعد الصلاة‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ إذا لم يتمكن من دفع زكاة الفطر قبل الصلاة ودفعها بعد ذلك فلا حرج عليه؛ لأن هذا مدى استطاعته، وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَاتَّقُواْ اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَِنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ‏}‏ ومن أمثلة هذا ما إذا ثبت دخول شهر شوال والإنسان في البر وليس حوله أحد فإنه في هذه الحال إذا وصل إلى البلد التي فيها الفقراء دفعها إليهم‏.‏ أما مع السعة فإنه لا يجوز للإنسان أن يؤخرها عن صلاة العيد، فإن أخرها عن صلاة العيد فهو آثم ولا تقبل منه، لحديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال‏:‏ ‏"‏فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات‏"‏‏.‏

س26 : ما مقدار صدقة الفطر‏.‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ مقدار صدقة الفطر صاع من الطعام بالصاع النبوي، الذي زنته كيلوان وأربعون جراماً بالبر ‏(‏القمح‏)‏ الجيد، أو ما يوازنه كالعدس‏.‏

س 27 : هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقوداً‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ زكاة الفطر لا تصح من النقود، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرضها صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، وقال أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ‏:‏ ‏"‏كنا نخرجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا يومئذ التمر والشعير، والزبيب والأقط‏"‏، فلا يجوز إخراجها إلا مما فرضه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين‏.‏

والعبادات لا يجوز تعدي الشرع فيها بمجرد الاستحسان، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم فرضها طعمة للمساكين، فإن الدراهم لا تطعم، فالنقود أي الدراهم تُقضى بها الحاجات؛ من مأكول ومشروب وملبوس وغيرها‏.‏

ثم إن إخراجها من القيمة يؤدي إلى إخفائها وعدم ظهورها، لأن الإنسان تكون الدراهم في جيبه، فإذا وجد فقيراً أعطاها له فلم تتبين هذه الشعيرة ولم تتضح لأهل البيت، ولأن إخراجها من الدراهم قد يخطىء الإنسان في تقدير قيمتها فيخرجها أقل فلا تبرأ ذمته بذلك، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم فرضها من أصناف متعددة مختلفة القيمة، ولو كانت القيمة معتبرة لفرضها من جنس واحد، أو ما يعادله قيمة من الأجناس الأخرى‏.‏ والله أعلم‏.‏

س28 : يقول كثير من الفقراء الآن إنهم يفضلون زكاة الفطر نقوداً بدلاً من الطعام؛ لأنه أنفع لهم، فهل يجوز دفع زكاة الفطر نقوداً‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ الذي نرى أنه لا يجوز أن تدفع زكاة الفطر نقوداً بأي حال من الأحوال، بل تدفع طعاماً، والفقير إذا شاء باع هذا الطعام وانتفع بثمنه، أما المزكي فلابد أن يدفعها من الطعام، ولا فرق بين أن يكون من الأصناف التي كانت على عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، أو من طعام وجد حديثاً، فالأرز في وقتنا الحاضر قد يكون أنفع من البر؛ لأن الأرز لا يحتاج إلى تعب وعناء في طحنه وعجنه وما أشبه ذلك، والمقصود نفع الفقراء، وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال‏:‏ ‏"‏كنا نخرجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا يومئذ التمر، والشعير، والزبيب، والأقط‏"‏ فإذا أخرجها الإنسان من الطعام فينبغي أن يختار الطعام الذي يكون أنفع للفقراء، وهذا يختلف في كل وقت بحسبه‏.‏
وأما إخراجها من النقود أو الثياب، أو الفرش، أو الآليات فإن ذلك لا يجزىء، ولا تبرأ به الذمة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد‏"‏‏.‏

س 29 : بعض أهل البادية يخرجون زكاة الفطر من اللحم فهل يجوز هذا‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ هذا لا يصح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرضها صاعاً من طعام، واللحم يوزن ولا يكال، والرسول صلى الله عليه وسلم فرض صاعاً من طعام، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏"‏فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير‏"‏، وقال أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ‏:‏ ‏"‏كنا نخرجها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا التمر، والشعير، والزبيب، والأقط‏"‏‏.‏ ولهذا كان القول الراجح من أقوال أهل العلم أن زكاة الفطر لا تجزىء من الدراهم، ولا من الثياب، ولا من الفرش، ولا عبرة بقول من قال من أهل العلم‏:‏ إن زكاة الفطر تجزىء من الدراهم؛ لأنه ما دام النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم موجوداً، فلا قول لأحد بعده، ولا استحسان للعقول في إبطال الشرع، والصواب بلا شك أن زكاة الفطر لا تجزىء إلا من الطعام، وأن أي طعام يكون قوتاً للبلد فإنه مجزىء‏.‏

س 30 : في بعض البلاد يلزم الناس بإخراج زكاة الفطر دراهم، فما الحكم‏؟‏ جزاكم الله عن المسلمين خير الجزاء‏؟

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ الظاهر لي أنه إذا أجبر الإنسان على إخراج زكاة الفطر دراهم فليعطها إياهم ولا يبارز بمعصية ولاة الأمور، لكن فيما بينه وبين الله يخرج ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فيخرج صاعاً من طعام؛ لأن إلزامهم للناس بأن يخرجوا من الدراهم إلزام بما لم يشرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وحينئذ يجب عليك أن تقضي ما تعتقد أنه هو الواجب عليك، فتخرجها من الطعام، واعط ما ألزمت به من الدراهم ولا تبارز ولاة الأمور بالمعصية‏.‏

س 32 : ما حكم إخراج الرز في زكاة الفطر‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ لا شك في جواز إخراج الرز في زكاة الفطر، بل ربما نقول‏:‏ إنه أفضل من غيره في عصرنا؛ لأنه غالب قوت الناس اليوم، ويدل لذلك حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ الثابت في صحيح البخاري قال‏:‏ ‏"‏كنا نخرج يوم الفطر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا الشعير، والزبيب، والأقط، والتمر‏"‏، فتخصيص هذه الأنواع ليس مقصوداً بعينها، ولكن لأنها كانت طعامهم ذلك الوقت‏.‏

س 33 : هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للعمال من غير المسلمين‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ لا يجوز إعطاؤها إلا للفقير من المسلمين فقط‏.‏

س34 ‏:‏ ما حكم نقل زكاة الفطر إلى البلدان البعيدة بحجة وجود الفقراء الكثيرين‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ نقل صدقة الفطر إلى بلاد غير بلاد الرجل الذي أخرجها إن كان لحاجة بأن لم يكن عنده أحد من الفقراء فلا بأس به، وإن كان لغير حاجة بأن وجد في البلد من يتقبلها فإنه لا يجوز‏.‏

س 35 : ما حكم وضع زكاة الفطر عند الجار حتى يأتي الفقير‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ يجوز للإنسان أن يضعها عند جاره ويقول هذا لفلان إذا جاء فأعطها إياه، لكن لابد أن تصل يد الفقير قبل صلاة العيد لأنه وكيل عن صاحبها، أما لو كان الجار قد وكله الفقير، وقال‏:‏ اقبض زكاة الفطر من جارك فإنه يجوز أن تبقى مع الوكيل ولو خرج الناس من صلاة العيد‏.‏

س 36 : لو وضع الإنسان زكاة الفطر عند جاره ولم يأت من يستحقها قبل العيد، وفات وقتها فما الحكم‏؟‏


فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ ذكرنا أنه إذا وضعها عند جاره فإما أن يكون جاره وكيلاً للفقير، فإذا وصلت إلى يد جاره فقد وصلت للفقير ولا فرق، وإذا كان الفقير لم يوكله فإنه يلزم الذي عليه الفطرة أن يدفعها بنفسه ويبلغها إلى أهله‏.‏

س 37 : هل تجوز الزيادة في زكاة الفطر بنية الصدقة‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ نعم يجوز أن يزيد الإنسان في الفطرة وينوي مازاد على الواجب صدقة، ومن هذا ما يفعله بعض الناس اليوم يكون عنده عشر فطر مثلاً ويشتري كيساً من الرز يبلغ أكثر من عشر فطر ويخرجه جميعاً عنه وعن أهل بيته، وهذا جائز إذا كان يتيقن أن هذا الكيس بقدر ما يجب عليه فأكثر؛ لأن كيل الفطرة ليس بواجب إلا ليعلم به القدر، فإذا علمنا أن القدر محقق في هذا الكيس ودفعناه إلى الفقير فلا حرج‏.‏

س 38 ‏:‏ هل يجوز للفقير الذي يريد المزكي أن يعطيه زكاة الفطر أن يوكل شخصاً آخر في قبضها من المزكي وقت دفعها‏؟‏
فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ يجوز ذلك، أي يجوز أن يقول من عنده زكاة فطر للفقير وكل من يقبض الزكاة عنك وقت دفعها، وإذا جاء وقت الدفع بيوم أو يومين سُلمت الزكاة للوكيل الذي وكله الفقير في قبضها‏.‏


بتصرف من مجموع الفتاوى للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - المجلد الثامن عشر

قديم 07-09-2009, 07:49 AM
المشاركة 41

 

  • غير متواجد
رد: .,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.



بسم الله الرحمن الرحيــم
في هـذه الامسيه الرمضانيه الجميله نعود مره آخرى الى ذكر فضل هذا الشهر الفضيل
وإذا كان احتفاء المسلمين بالشهر يتزايد مع قدومه إلا ان الاحتفاء الحقيقي والروحانيه الحقـه
تتجسد في العشر الآواخر من رمضان , وهذه العشر الاواخر وفضلها ستكـون موضوعي لهذا اليـوم
فأتمنى لي ولكم الافادهـ
من فضل الله علينا نحن المسلمين أنه يعقبنا مواسم بعد مواسم يعرضنا فيها عن نفحاته عزوجل
جاء في الحديث : إلا إن لربكم في دهر كم نفحات الإ فتعرضوا لها: شهر رمضان هو موسم المتقين
ومتجر الصالحين خصوصاً في العشر الأواخر منه , فبعض العلماء يقسمون هذا الشهر الى ثلاثه
عشرات العشر الاولى والعشر الوسطى والعشر الآوخرى , يقولون العشر الاولى هي عشر الرحمه
والعشر الثانيه هي عشر المغفره
والعشر الاخيره هي عشر العتق من النار
, وجاء في حديث سيدنا سلمان الفارسي " هو شهر أوله رحمه وأوسطه مغفره وآخره عتق من النار"
وأن كان الحديث في راوي قد ضعفوه إنما مشهور على ألسنه الناس , إنما الشيء المؤكد
في فضل هذا العشر هو ماجاء في الصحيحين عن أم المؤمنين عاشئه رضي الله عنها أنها تحكي
عن النبي صلى الله عليه وسلم فتقول كان اذا دخل العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله"



فمن فضل الاعتكاف وأحكامه




تعريفه
هو لزوم المسجد بنية مخصوصة ، لطاعة الله تعالى : وهو مشروع مستحب باتفاق أهل العلم ، قال الإمام أحمد فيما رواه عنه أبو داود : ( لا أعلم عن أحد من العلماء إلا أنه مسنون )

وقال الزهري رحمه الله : ( عجباً للمسلمين ! تركوا الاعتكاف ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ، ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل )

فائدة الاعتكاف وثمرته :
إن في العبادات من الأسرار والحكم الشيء الكثير ، ذلك أن المدار في الأعمال على القلب ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) رواه البخاري ( 52 ) ومسلم ( 1599 ) .

وأكثر ما يفسد القلب الملهيات ، والشواغل التي تصرفه عن الإقبال على الله عز وجل من شهوات المطاعم ، والمشارب ، والمناكح ، وفضول الكلام ، وفضول النوم ، وفضول الصحبة ، وغير ذلك من الصوارف التي تفرق أمر القلب ، وتفسد جمعيته على طاعة الله ، فشرع الله تعالى قربات تحمي القلب من غائلة تلك الصوارف ، كالصيام مثلاً ، الصيام الذي يمنع الإنسان من الطعام والشراب ، والجماع في النهار ، فينعكس ذلك الامتناع عن فضول هذه الملذات على القلب ، فيقوى في سيره إلى الله ، وينعتق من أغلال الشهوات التي تصرف المرء عن الآخرة إلى الدنيا .

وكما أن الصيام درع للقلب يقيه مغبة الصوارف الشهوانية ، من فضول الطعام والشراب والنكاح ، كذلك الاعتكاف ، ينطوي على سر عظيم ، وهو حماية العبد من آثار فضول الصحبة ، فإن الصحبة قد تزيد على حد الاعتدال ، فيصير شأنها شأن التخمة بالمطعومات لدى الإنسان ، كما قال الشاعر :
عدوك من صديقك مستفاد ***** فلا تستكثرن من الصّحاب
فإن الـــداء أكثر ما تـــراه ***** يكون من الطعام أو الشراب
وفي الاعتكاف أيضاً حماية القلب من جرائر فضول الكلام ، لأن المرء غالباً يعتكف وحده ، فيُقبل على الله تعالى بالقيام وقراءة القرآن والذكر والدعاء ونحو ذلك .

وفيه كذلك حماية من كثرة النوم ، فإن العبد إنما اعتكف في المسجد ليتفرغ للتقرب إلى الله ، بأنواع من العبادات ، ولم يلزم المسجد لينام .

ولا ريب أن نجاح العبد في التخلص من فضول الصحبة ، والكلام والنوم يسهم في دفع القلب نحو الإقبال على الله تعالى وحمايته من ضد ذلك .

الجمع بين الصوم والاعتكاف :
لا ريب أن اجتماع أسباب تربية القلب بالإعراض عن الصوارف عن الطاعة ، أدْعى للإقبال على الله تعالى والتوجه إليه بانقطاع وإخبات ، ولذلك استحب السلف الجمع بين الصيام والاعتكاف ، حتى قال الإمام ابن القيم رحمه الله : ( ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف مفطراً قط ، بل قالت عائشة : ( لا اعتكاف إلا بصوم ) أخرجه أبو داود ( 2473 )

ولم يذكر الله سبحانه وتعالى الاعتكاف إلا مع الصوم ، ولا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مع الصوم .

فالقول الراجح في الدليل الذي عليه جمهور السلف : ( أن الصوم شرط في الاعتكاف ، وهو الذي كان يرجحه شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية ) زاد المعاد 2/87،88

واشتراط الصوم في الاعتكاف نقل عن ابن عمر وابن عباس ، وبه قال مالك والأوزاعي وأبو حنيفة ، واختلف النقل في ذلك عن أحمد والشافعي .

وأما قول الإمام ابن القيم رحمه الله : ( ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف مفطراً قط ) ففيه بعض النظر ، فقد نقل أن النبي صلى الله عليه وسلم ، اعتكف في شوال ) رواه البخاري ( 1928 ) ومسلم ( 1173 ) . ولم يثبت أنه كان صائماً في هذه الأيام التي اعتكافها ، ولا أنه كان مفطراً .

فالأصح أن الصوم مستحب للمعتكف ، وليس شرطاً لصحته
.

مع النبي صلى الله عليه وسلم في معتكفه : اعتكف عليه الصلاة والسلام في العشر الأول من رمضان ثم العشر الأواسط ، يلتمس ليلة القدر ، ثم تبيّن له أنها في العشر الأواخر فداوم على اعتكافها .

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يجاور في العشر التي وسط الشهر ، فإذا كان من حين تمضي عشرون ليلة ، ويستقبل إحدى وعشرين ، يرجع إلى مسكنه ، ورجع من كان يجاور معه ، ثم إنه أقام في شهر ، جاور فيه تلك الليلة التي كان يرجع فيها ، فخطب الناس ، فأمرهم بما شاء الله ، ثم قال : ( إني كنت أجاور هذه العشر ، ثم بدالي أن أجاور هذه العشر الأواخر ، فمن كان اعتكف معي فليبت في معتكفه ، وقد رأيت هذه الليلة فأنسيتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر ، في كل وتر ، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين ) .

قال أبو سعيد : مطرنا ليلة إحدى وعشرين ، فوكف المسجد في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنظرت إليه ، وقد انصرف من صلاة الصبح ، ووجهه مبتل ماء وطيناً فتحقق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم وهذا من علامات نبوته .

ثم حافظ صلى الله عليه وسلم ، على الاعتكاف في العشر الأواخر ، كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده . رواه البخاري ( 1921 ) ومسلم ( 1171 ) .

وفي العام الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم اعتكف عشرين يوماً البخاري ( 1939 ) . أي العشر الأواسط والعشر الأواخر جميعاً ، وذلك لعدة أسباب :

أولها : أن جبريل عارضه القرآن في تلك السنة مرتين البخاري ( 4712 ) . فناسب أن يعتكف عشرين يوماً ، حتى يتمكن من معارضة القرآن كله مرتين .

ثانيها : أنه صلى الله عليه وسلم أراد مضاعفة العمل الصالح ، والاستزادة من الطاعات ، لإحساسه صلى الله عليه وسلم بدنو أجله كما فهم من قول الله تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً ، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً ) سورة النصر . فإن الله عز وجل أمر نبيه عليه الصلاة والسلام بالإكثار من التسبيح والاستغفار في آخر عمره ، وهكذا فعل صلى الله عليه وسلم ، فقد كان يكثر في ركوعه وسجوده من قول : ( سبحانك اللهم وبحمدك ، اللهم اغفر لي ) يتأول القرآن . رواه البخاري ( 487 ) ومسلم ( 484 )

ثالثها : أنه صلى الله عليه وسلم فعل ذلك شكراً لله تعالى على ما أنعم به عليه من الأعمال الصالحة من الجهاد والتعليم والصيام والقيام وما آتاه من الفضل من إنزال القرآن عليه ورفع ذكره وغير ذلك مما امتن الله تعالى به عليه .

وكان صلى الله عليه وسلم يدخل معتكفه قبل غروب الشمس فإذا أراد مثلاً أن يعتكف العشر الأواسط دخل المعتكف قبل غروب الشمس من ليلة الحادي عشر ، وإذا أراد أن يعتكف العشر الأواخر دخل المعتكف قبل غروب الشمس من ليلة الحادي والعشرين .

أما ما ثبت في الصحيح من أنه صلى الله عليه وسلم صلى الفجر ثم دخل معتكفه رواه البخاري ( 1928 ) ، ومسلم ( 1173 ) والترمذي ( 791 ) . فإنما المقصود أنه دخل المكان الخاص في المسجد بعد صلاة الفجر ، فقد كان يعتكف في مكان مخصص لذلك ، كما ورد في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم اعتكف في قبة تركية . رواه مسلم ( 1167 )

وكان صلى الله عليه وسلم يخرج رأسه وهو معتكف في المسجد إلى عائشة رضي الله عنها وهي في حجرتها ، فتغسله وترجله ، وهي حائض ، كما جاء في الصحيحين . البخاري ( 1924 ) ، ( 1926 ) ومسلم ( 297 ) .

وفي مسند أحمد أنه كان يتكئ على باب غرفتها ، ثم يُخْرج رأسه ، فترجّله . أحمد ( 6/272 )

وفي ذلك دليل على أن إخراج المعتكف بعض جسده من المعتكف لا بأس به ، كأن يخرج رجله أو رأسه . كما أن الحائض لو أدخلت يدها أو رجها مثلاً في المسجد فلا بأس ، لأن هذا لا يُعدّ دخولاً في المسجد .
ومن فوائد هذا الحديث أيضا أن المعتكف لا حرج عليه أن يتنظف ، ويتطيب ، ويغسل رأسه ، ويسرحه ، فكل هذا لا يخلّ بالاعتكاف .

ومما وقع له صلى الله عليه وسلم في اعتكافه ما راوه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ، ثم دخل معتكفه ، وإنه أمر بخبائها فضرب ، وأمر غيرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، بخبائه فضرب ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر نظر فإذا الأخبية ، فقال : ( آلبرَّ تُردْن ؟) فأمر بخبائه فقوض ، وترك الاعتكاف في شهر رمضان ، حتى اعتكف في العشر الأول من شوال البخاري ( 1928 ) ومسلم ( 1173 ) .

ومعنى قوله : ( آلبرّ تردْن ؟ ) أي : هل الدافع لهذا العمل هو إرادة البر ، أو الغيرة والحرص على القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

والأظهر والله أعلم أن اعتكافه صلى الله عليه وسلم في شوال من تلك السنة بدأ بعد العيد ، أي في الثاني من شوال .

ويحتمل أن يكون بدأ من يوم العيد ، فإن صح ذلك فهو دليل على أن الاعتكاف لا يشترط معه الصوم ، لأن يوم العيد لا يصام .

ومما وقع له صلى الله عليه وسلم في اعتكافه ما رواه الشيخان أيضا أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم جاءت تزوره في اعتكافه في المسجد ، في العشر الأواخر من رمضان ، فتحدثت عنده ساعة ، ثم قامت تنقلب ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها ، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة ، مر رجلان من الأنصار ، فسلّما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : ( على رسلكما ، إنما هي صفية بنت حيي ) ، فقالا : سبحان الله يا رسول الله ! وكبُرَ عليهما ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم ) وفي لفظ : ( يجري من الإنسان مجرى الدم ) ، ( وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً ) وفي لفظ : ( شراً ) .

فمن شدة حرصه صلى الله عليه وسلم ، على صدق إيمان هذين الأنصاريَّيْن ، وخشية أن يلقى الشيطان في قلوبهما شيئاً ، فيشكَّا في الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيكون ذلك كفراً ، أو يشتغلا بدفع هذه الوسوسة ، بيّن صلى الله عليه وسلم الأمر ، وقطع الشك ، ودفع الوسواس ، فأخبرهما أنها صفية رضي الله عنها وهي زوجته
.

هديه صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف :
وهديه صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف كان أكمل هدي ، وأيسره ، فكان إذا أراد أن يعتكف وُضع له سريره وفراشه في مسجده صلى الله عليه وسلم ، وبالتحديد وراء أسطوانة التوبة كما جاء في الحديث عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه كان إذا اعتكف طرح له فراشه ، أو يوضع له سريره وراء أسطوانة التوبة ) رواه ابن ماجه 1/564 .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يضرب له خباء مثل هيئة الخيمة ، فيمكث فيه غير أوقات الصلاة حتى تتم الخلوة له بصورة واقعية ، وكان ذلك في المسجد ، ومن المتوقع أن يضرب ذلك الخباء على فراشه أو سريره ، وذلك كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان ، فكنت أضرب له خباء ، فيصلي الصبح ، ثم يدخله .. الحديث ) رواه البخاري 4/810 فتح الباري .

وكان دائم المكث في المسجد لا يخرج منه إلا لحاجة الإنسان ، من بول أو غائط ، وذلك لحديث عائشة رضي الله عنها حين قالت : ( .. وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفاً ) رواه البخاري 4/ 808 فتح الباري
.

وكان صلى الله عليه وسلم يؤتي إليه بطعامه وشرابه إلى معتكفه كما أراد ذلك سالم بقوله : ( أما طعامه وشرابه فكان يؤتى به إليه في معتكفه ) ص 75 .

وكان صلى الله عليه وسلم يحافظ على نظافته ، إذْ كان يخرج رأسه إلى حجرة عائشة رضي الله عنها لكي ترجّل له شعر رأسه ، ففي الحديث عن عروة عنها رضي الله عنها ( أنها كانت ترجّل النبي صلى الله عليه وسلم وهي حائض ، وهو معتكف في المسجد ، وهي في حجرتها ، يناولها رأسه ) رواه البخاري 4/807 فتح الباري

قال ابن حجر : ( وفي الحديث جواز التنظيف والتطيب والغسل والحلق والتزين إلحاقاً بالترجل ، والجمهور على أنه لا يكره فيه إلا ما يكره في المسجد ) 4/807 فتح الباري

وكان صلى الله عليه وسلم لا يعود مريضاً ، ولا يشهد جنازة ، وذلك من أجل التركيز والانقطاع الكلي لمناجاة الله عز وجل ، ففي الحديث عن عائشة أنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يمرّ بالمريض وهو معتكف ، فيمرّ كما هو ولا يُعرِّج يسأل عنه ) وأيضا عن عروة أنها قالت : ( السنّة على المعتكف أن لا يعود مريضاً ، ولا يشهد جنازة ، ولا يمس امرأة ، ولا يباشرها ، ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه ، ولا اعتكاف إلا بصوم ، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع ) رواه أبو داود/ 2/333 .

وكان أزواجه صلى الله عليه وسلم يزرْنه في معتكفه ، وحدث أنه خرج ليوصل إحداهن إلى منزلها ، وكان ذلك لحاجة إذ كان الوقت ليلاً ، وذلك كما جاء في الحديث عن علي بن الحسين : ( أن صفية رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو معتكف ، فلما رجعت مشى معها ، فأبصره رجل من الأنصار ، فلما أبصر دعاه ، فقال : تعال ، هي صفية ) وربما قال سفيان : ( هذه صفية ، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) قلت لسفيان : ( أتته ليلاً ؟ قال : وهل هو إلا ليلاً ) رواه البخاري 4/819 .

الخاتمـه

كل أملي ورجائي أن يكون هذا الدرس سبباً لاحياء عبادة مشروعه في القرآن , داب عليها خير الأنام ,واتبعه في ذالكـ الصحابه الكرام
, والأئئمه العلماء ثم غفلنا عنها برهة من الزمان ,,فها هو الوقت قد حان لإحيائها
فقها لا عادهـ ..اللهم أني اسألكـ ان تجمعني وأياكم في جنات النعيم آميـــن
فاللهم تقبل بنا , وارزقنا رضاكـ والجنه ...آميـــن

لكم ودي يزف باقات وردي

آرق تحيه لقـلوبكم








ثِقُـوآ تَمَامَاًإ .,
أَن الْسَّمَآء كَبِيـْرَة جِدّاً . .
تَتَّسِع لِكُل رَسَائِلُكُـم المُتلَهْفة لِلْإِجَابَة
فَقَط أَكْثِرُوْ مِن قَوْل : يَ رَ بَ
قديم 10-09-2009, 12:52 AM
المشاركة 42
حَــورَاء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: .,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.
^



^


^



الدآعيه / أُنثى بـِ دلع طفلة



مآشآء الله منهل مُبآركـ لقيآمـ الليل ..!



يُغني عن كثير ..!



قال الرسول صلى الله علية و سلمـ : (( عليكم بقيآم الليل فإنه دأب



الصآلحين قبلكم و منهاة عن الأثم و مطردة للداء عن الجسد )) . صحيح الترمذي



فإذا مالليل أظلم ... كابدوة ..!



لعل أطيب أوقآت المناجاة أن تخلوا بربك و الناس نيام ..!



و الخليون هُجَّع ..!



فتستحضر قلبك , و تتذكر ربك , و تتمثل ضعفك و عظمة خالقك ..!



فتأنس بحضرته , و تبكي من خشيته , و تلح في الدعاء له ..!



جعلني الله و إيآك و المسلمين من قيآمة و صيآمة ..!



سدد الله ع درب طاعته خُطاكـ ..!



و نفع بكـ أمته ..!




جزآك الله خيرًا كثيرا ..!



.
.
.



عين الله تكلؤكـ




’’

قديم 10-09-2009, 01:13 AM
المشاركة 43
حَــورَاء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: .,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.
’’




الدآعيه / غرباء



كلمة لهآ وقفآتـ ..!



مقتطف لـ نسائمـ الأسحآر مبآركـ ..!



ففي وسط سياق الآيآت التي تتحدث عن الصوم نجد لفتة عجيبة



إلى أعماق النفس نجد العوض الحبيب المرغوب عن مشقة الصوم ..!



و الجزاء المعجل تصوره ألفاظ شفافة تكاد تنير ( و إذا سألك عبادي عني



فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) ..!



أي رقة .,. و أية شفافية .,. و أي إنعطاف ..!



و أين تقع مشقة الصومـ أو غيره في ظل هذا الواد ..!



ربآه إجعلنآ من المُستغفرين لك في الأسحآر ..!



جزآك ربي خيرًا كثيرا ..!



.
.
.


عين الله تكلؤك



’’

قديم 10-09-2009, 01:17 AM
المشاركة 44
حَــورَاء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رد: .,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع يستحق الشكر
نتمنى الافادة للجميع
في انتظار جديدك



رمضان كريم و كل عام وأنتم بخير , جعلها الله ايام خير و بركة لكل مسلم ومسلمة
تقبل الله صيامكم وجميل اعمالكم







و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

حُيتـِ ألفًا يا حبيبه

و أنتي بكُلِ خير

شُكرًا كثيرًا طويلا

على إطلالتكـ

.
.
.


عين الله تكلؤك


’’

قديم 10-09-2009, 02:09 PM
المشاركة 45

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: .,. آلدآعِية الرَمَضَانِي .,.




بسم الله الرحمن الرحيم...



كلمات من القلب أنصح فيها نفسي قبل أن تخرج لأسماعكم ..
رمضان..مضى أكثر من نصفك.. وستمضي ..
..لم أرى شهرا في عظمتك وفضلك..ولم أرى شهرا أسرع ذهابا منك..
:::
قد جاء وطرق القلوب والأسماع والأبصار ..
فهل ..فُتحنا له قلوبنا.. وأرعنا له أسماعنا و أبصارنا
..وتداركنا واستجبنا...؟
هل تأملنا وأحسنا ...؟
من لم يكن له وقفة فيك.. وعودة وتوبة.. وإنابة واستدراك واستغفار..
فمتى سيكون ذلك...؟
عمّا قليل سيرحل سيفارقنا .. ما أصعب فراقه..وما أصعب أن ندرك ذلك..
هاهي أيام رمضان تمضي مسرعة
وستكون العشر الأواخر آخر أيام رمضان وأفضل أيامه..
لأن فيها ليلة خير من ألف شهر
..مازالت رحمات ربنا تتدفق..مازالت نعمائه لعباده تتجلى.
.مازال فضله وكرمه يُعطى.. ما زالت فرصه تُمنح..
يامن فاته ماسبق الحق الركب واستبق..
ستظلك عشر فيها ليلة القدر خير من ألف شهر..
الحق الركب ياغافل.. تدارك ما فاتك ..
اعزم النية واصدق فيها .. لا تلهيك الدنيا وما فيها..
اصبر ..واغتنم الأيام والليال
لا تجعلها ليال العشر كباقي لياليك.. ولا أيامها كباقي أيامك..
شد المئزر .. واحتضن الأرض سجودا لله.. أطل القيام.. وأكثر الدعاء..
أيها العبد الفقير ..التزم باب مولاك .. لا تلتزم الأسواق والملهيات..
حُفت الجنة بالمكاره...وحُفت النار بالشهوات..
منحكم الله الفرص لتستغلوها بالطاعة لا لتضيعوها..
احمدوا الله أن بلغكم رمضان..
والحمد يكون بالطاعة وحُسن العمل..
الله تعالى غني عنا ونحن الفقراء إليه..
أعطانا فرصة عظيمة وهو غني عنا رحمة منه وفضلا..
فلنجاهد أنفسنا ولا نجعل الدنيا لاهية لنا ..
فكم ممن هم تحت التراب يتمنون العودة ليحسنوا فيما أضاعوه..
:::
قال ابن رجب في لطائفه عند الفراق :
ياشهر رمضان ترفّق ، دموع المحبين تدفّق ،
قلوبهم من ألم الفراق تشقّق . عسى وقفة للوداع تطفيء من نار الشوق ما أحرق ،
عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ماتخرّق ، عسى منقطع من ركب المقبولين
يلحق ، عسى أسير الأوزار يُطلق ، عسى من استوجب النار يُعتق..
:::
روى الإمام مسلم عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله – صلى الله عليه
وسلم- يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره". وفي الصحيحين عنها قالت: "كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يخلط العشرين بصلاة
ونوم، فإذا كان العشر شمَّر وشدّ المئزر".
:::
يقول أحد السلف : رمضان سوق قام ثمّ انفض ربح فيه من ربح وخسر من خسر..
::
اللهم اجعلنا ممن ربح فيه..
:::اللهم اختم لنا شهر رمضان بخير ..واجعلنا ممن صامه وقامه إيماناً واحتساباً
اللهم كما متعتنا بأسماعنا وأبصارنا وعافيتنا فبلغنا ليلة القدر وارزقنا بركتها وفضلها ولا تحرمنا منها..
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا..

:::





لاتنسوني من دعواتكم




الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

Bookmark and Share



الساعة الآن 04:57 PM.