قديم 04-03-2009, 07:15 PM
المشاركة 2
رهــــــف
عضو اشرق بعطاءه
  • غير متواجد
رد: موسوعة هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ
اولا التوحيد

باب في أول ما فرض علي الإنسان

س 1) ما أول ما فرض علي الإنسان؟
أول ما فرض الله علينا الكفر بالطاغوت والإيمان بالله ، قال الله تعالى (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)البقرة256.

باب في أنواع التوحيد

س2) ما التوحيد و ما هي أنواعه؟
التوحيد هو إفرادُ الله بالخلق والتدبير، وإخلاصُ العبادة له، وترك عبادة ما سواه، وإثبات ما لَهُ من الأسماء الحسنى، والصفات العلى، وتنزيهه عن النقص والعيب ، فهو بهذا التعريف يشملُ أنواع التوحيد الثلاثة , توحيد الربوبية , وتوحيد الألوهية , وتوحيد الأسماء والصفات , وقد اجتمعت أنواع التوحيد الثلاثة في قوله سبحانه و تعالى (رّبّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً)مريم65.

باب في توحيد الربوبية

س3) عرف توحيد الربوبية؟
توحيد الربوبية هو إفرادُ الله تعالى بأفعاله ، بأن يُعتقَدَ أنه وحده الخالق لجميع المخلوقات (اللّهُ خَالِقُ كُـلّ شَيْءٍ)الزمر62 , وأنه الرازق لجميع الدواب والآدميين وغيرهم (وَمَا مِن دَآبّةٍ فِي الأرْضِ إِلاّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا)هود6 , وأنه مالكُ الملك ، والمدبرُ لشئون العالم كله ، يُولِّي ويعزل ، ويُعزُّ ويُذل ، قادرٌ على كل شيء ، يُصَرِّفُ الليل والنهار ، ويُحيي ويُميت.

باب في أن الكفّار الذين قاتلهم رسول الله يُقِرُّون بتوحيد الربوبية

س4) هل الكفّار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقِرُّون بتوحيد الربوبية؟
الكفّار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقِرُّون بأنّ الله تعالى هو الخالِق المدبِّر، وأنّ ذلك لم يُدْخِلْهم في الإسلام، والدليل: قوله تعالى (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ)يونس31.


باب في توحيد الألوهية

س5) عرف توحيد الألوهية؟
توحيد الألوهية هو إفراد الله عز وجل بالعبادة , قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)الذاريات56 ، ويقال له توحيد العبادة ؛ فباعتبار إضافته إلى الله يسمى توحيد الألوهية ، وباعتبار إضافته إلى الخلق يسمى توحيد العبادة.

باب في علاقة توحيد الإلهية بتوحيد الربوبية والعكس

س6) ما هي العلاقة بين توحيد الإلهية وتوحيد الربوبية والعكس؟
توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية , وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية , بمعني أنه من أقر بتوحيد الربوبية وجب عليه الإقرار بتوحيد الألوهية , فمن عرف أن الله ربه وخالقه ومدبر أموره , وجب عليه أن يعبده وحده لا شريك له , ومن أقر بتوحيد الألوهية دخل ضمنه توحيد الربوبية , فمن عبد الرب فلا بد أن يكون قد اعتقد أنه هو ربه وخالقه كما قال تعالى مخبراً عن إبراهيم عليه السلام (أفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّين)الشعراء75-82.

باب في توحيد الأسماء والصفات

س7) بما يعرف توحيد الأسماء والصفات ؟
توحيد الأسماء والصفات هو إفراد الله عز وجل بما له من الأسماء والصفات , وذلك بأن نثبت لله عز وجل جميع أسمائه وصفاته التي أثبتها لنفسه في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ومن غير تشبيه و لا تكييف و لا تمثيل , (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ)الشورى11 , فالمقصود بالتحريف هو العدول بالنصوص الصحيحة إلى معاني باطلة وأما التأويل فهو صرف اللفظ عن معناه الراجح إلى معنى مرجوح لقرينة صارفة من المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح كتأويل اليد بالنعمة أو القدرة ونحو ذلك , وهذا ما يسمى بالتأويل المذموم والتعطيل هو إنكار ما يجب لله من أسمائه وصفاته أو إنكار بعضه والتشبيه وهو أن يقال إن صفات الله مثل صفات خلقه , كأن يقال له يد كأيدينا والتكييف هو تعيين كيفية صفات الله والهيئة التي تكون عليها.



باب في حق الله على العباد وحق العباد على الله

س8) ما حق الله على العباد وحق العباد على الله؟
حق الله جل وعلا على العباد ، هو توحيده سبحانه وتعالى ، والإخلاص له وإسلام الوجه له سبحانه بلا شريك ولا نِدّ ولا ظهير والله جل جلاله إنما عَمَر السموات وخلقها ، وعَمَر الأرض وخلقها ، ليوحّد سبحانه ، قال الله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)الذاريات56 - 58 , ومعنى يعبدون أي يوحدون , وحق العباد على الله إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ مَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عَلَى حِمَارٍ فَقَالَ : (يَا مُعَاذُ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ)صححه الألباني.



يتبع


اخي العزيز / اختي العزيزة .. الرجاء وضع توقيع واحد فقط وبحجم مناسب !! كما نرجوا منكم عدم وضع توقيع صوتي يظهر تلقائي اثناء فتح الصحفه .


قديم 04-03-2009, 09:33 PM
المشاركة 3
ضي الأمل
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد
رد: موسوعة هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ
الله يجزاكــ الخير اختي على هالموضوع المفيد


والله يجعله في موازين حسناتك



مودتي لكِ....




تسلم يدينك يــا سيف العشق
قديم 04-03-2009, 09:37 PM
المشاركة 4

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
رد: موسوعة هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ
موضوع قيم بتنسيقه ومحتواه

فجزاك الله خير الجزاء

موضوع مميز وقيم بكل معانيه

وكلماته وبه تذكرة وفائدة كبيرة

اللهم فجعل صاحب الموضوع من السعداء

في الدنيا والاخرة ولاتجعله من الاشقياء

وكن له عونا ونصيرا واجعله من المحسنين

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ



أحذروا أخواني في الله من نشر المواضيع الغير صحيحة









قديم 04-03-2009, 09:56 PM
المشاركة 5
سمــوووهـا
عضوتربع القمه
  • غير متواجد
رد: موسوعة هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ
رٍهـف


طرٍح رٍآئع وٍـاللهي ..

جُزٍيــتي خيـرٍاً ..

رٍبي يجعله من موٍآزينْ حسـناتكـِ ..

يعطيكـِ رٍبي ـالعافية ..

دمتي .......... سمــووٍوهـا.







من أجلْ حبــكـ يــآسيدي ـآلمرٍســلينْ ..

ضحي لجلــكـ سيدي مـآل وٍبنينْ .
قديم 04-03-2009, 09:59 PM
المشاركة 6
"الهٌنوَف"
عضو ابدعنا بحروفه
  • غير متواجد
رد: موسوعة هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ
رهف

يعطيك العافيه


جزاك ربي الجنه

ربآه ..

لآ آعلم مآتحمله " آلآيآم " لـّي !!
لكنّ ..
ثقتي بـ أنك معّي " تكفيني " ~
قديم 05-03-2009, 04:10 AM
المشاركة 7
عـيــ مــن ــونــي
عضو عطرنا بِــشذاه
  • غير متواجد
رد: موسوعة هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ
جزاك الله خير

قديم 05-03-2009, 05:46 AM
المشاركة 8

  • غير متواجد
رد: موسوعة هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ
رهف،’’
جَزآكــِ الله خَيرَ آاجَزآءْ عَ آلطَرْحْ آلقَيّم..،
جَعَلهُ الله بــِ ميزآنَ حَسَنآتُكــِ ..
بَلَغَكــِ الله آلسَعآدة وَرَطبَ لِسآنُكــِ بآلشَهآدة
دُمْتِ عَ طآعَة الله ..~..

؛،..{؛




عظَمة عَقلكْ تخلقُ لك الْحسادْ ، وعظَمة قلبكْ تخلقُ لك الأصدقاءْ .. وعظـَـمة ثرائك تخلقُ لك الْمنافقونْ


..إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

اللّهم أغفر " لأم عبدالعزيز " واسكنها جنات الفردوس الأعلى

واعفو عنها وتغمدها برحمتك ياأرحم الراحمين..
قديم 05-03-2009, 06:17 PM
المشاركة 9
 

  • غير متواجد
رد: موسوعة هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ
جزاك الله خيرا

بارك فيك ونفع بك الاسلام والمسلمين

هُديت ووُقيت وكُفيت





ومآّذآ تفعل؟؟

ماذا تفعل وانت تجلس على كرسي برجل واحد

وانت تعرف انك ستقع في أي لحظه وتستمر في الجلوس


تدعي القوه وانت في اضعف لحظاتك


مآذآ تفعل ؟؟






قديم 06-03-2009, 02:50 AM
المشاركة 10
رهــــــف
عضو اشرق بعطاءه
  • غير متواجد
رد: موسوعة هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ
ضي الامل

الغرباء

سموووها

دلوعة اخوها

من عيوني

ام فهد

شذى الارجوان

جعلكم الله من الذين

إذا أحسنوا

استبشروا

وإذا أساءوا

استغفروا

اخي العزيز / اختي العزيزة .. الرجاء وضع توقيع واحد فقط وبحجم مناسب !! كما نرجوا منكم عدم وضع توقيع صوتي يظهر تلقائي اثناء فتح الصحفه .


قديم 06-03-2009, 04:44 AM
المشاركة 11
رهــــــف
عضو اشرق بعطاءه
  • غير متواجد
رد: موسوعة هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ
ثانيا الإسلام

باب في تعريف الإسلام

س9) ما هو تعريف الإسلام؟
الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة ، والبراءة من الشرك وأهله ، قال تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ)آل عمران19 ، و قال جل وعلا (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)آل عمران85 ، و قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً)المائدة3.

باب في أركان الإسلام

س10) ما هي أركان الإسلام؟
أركان الإسلام خمس وهي شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ وحج البيت , قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ)متفق عليه.

باب في معنى الشهادتين

س11) ما معنى لا إله إلا الله؟
معنى شهادة أن لا إله إلا الله‏ الإعتقاد والإقرار ، بأنه لا معبودَ بحقٍّ إلا الله ومن هذا التعريف يتضح أن للشهادة ركنان , نفي و إثبات أما النفي فمأخوذ من " لا إله" , فـ" لا إله" تنفى جميع ما يعبد من دون الله على اختلاف أصناف المعبودات , وأما الإثبات فمأخوذ من "إلا الله", فـ"إلا الله" تثبت العبادة لله وحده دون سواه , قال تعالى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)البقرة256.





باب في ما جاء في تفسير كلمة التوحيد التفسير المخالف للكتاب والسنة

س12) هل يصح تفسير كلمة التوحيد " لا إله إلاّ الله " بأنه لا خالق إلا الله ولا قادر على الاختراع إلا الله؟
تفسير كلمة التوحيد " لا إله إلاّ الله " بأنه لا خالق إلا الله ولا قادر على الاختراع إلا هو ، تفسير قاصر ومخالف لما جاء في الكتاب والسنة ، يوضح ذلك أن الله أخبرنا بأن كفار قريش مقرّون بأنه هو الخالق الرازق المدبر كما قال تعالى (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ)لقمان 25 ، فلو كان هذا معنى كلمة التوحيد لكانوا مؤمنين ولما جعلوها شيئاً عجاباً كما قال تعالى عنهم (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)ص5 ، فإذاً يكون معناها لا معبود حق إلا الله سبحانه وتعالى ، وإفراد الله بالعبادة هو الذي أنكره كفار قريش وهو الشيء الذي جعلوه عجباً فيكون هو معناها.

باب في شروط لا إله إلا الله

س13) ما شروط لا إله إلا الله؟
شروط لا إله إلا الله سبع , أولها العلم وهو أن تعلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تُثبته، المنافي للجهل بذلك ، قال تعالى (فَاعْلَمْ أَنّهُ لاَ إِلَـَهَ إِلا اللّهُ)محمد19 , و قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ)مسلم , وثانيها اليقين وذلك بأن يكون قائلها مستيقنًا بما تدلّ عليه ؛ فإن كان شاكًّا لم تنفعه , قال الله سبحانه وتعالى (إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ الّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمّ لَمْ يَرْتَابُواْ)الحجرات15 , وثالثها القبول لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده ، وترك عبادة ما سواه ؛ فمن قالها ولم يقبل ذلك ولم يلتزم به كان من الذين قال الله فيهم‏ : (إِنّهُمْ كَانُوَاْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـَهَ إِلاّ اللّهُ يَسْتَكْبِرُون)الصافات35 , ورابعها الإنقياد لما دلت عليه ، قال تعالى (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ)لقمان22 , والعروة الوثقى هي ‏لا إله إلا الله ؛ ومعنى يسلم وجهه‏ :‏ أي ينقاد لله بالإخلاص له ‏, وخامسها الصدق : وذلك بأن يقولَ هذه الكلمة مصدقًا بها قلبُه ، فإن قالَها بلسانه ولم يصدق بها قلبُه ؛ كان منافقًا كاذبًا ، قال تعالى (وَمِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الاَخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ) إلى قوله (فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُون)البقرة10 , وسادسها الإخلاصُ وهو تصفيةُ العمل من جميع شوائب الشرك ، بأن لا يقصد بقولها طمعًا في الدنيا ، ولا رياء ولا سمعة , قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)متفق عليه , وسابعها المحبة لهذه الكلمة ، ولما تدل عليه ، ولأهلها العاملين بمقتضاها‏ , فأهل ‏ ‏لا إله إلا الله‏ يحبون الله حبًّا خالصًا وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره ‏, وقال سبحانه و تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ)البقرة16.

باب معنى شهادة أن محمدًا رسول الله

س14) ما معنى شهادة أن محمدًا رسول الله؟
معنى شهادة أن محمدًا رسول الله هو الإقرار باللسان والإيمان بالقلب بأن محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي رسول الله عز وجل إلى جميع الخلق من الجن والإنس , قال تعالى (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً)الأعراف158 , وأن لا يعبد الله تعالى إلا عن طريق الوحي الذي جاء به صلى الله عليه وسلم قال تعالى (قُل لاّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلآ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلآ أَقُولُ لَكُمْ إِنّي مَلَكٌ إِنْ أَتّبِعُ إِلاّ مَا يُوحَىَ إِلَيّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَىَ وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكّرُونَ)الأنعام50, وأن يصدق فيما أخبر، و يمتثل أمره فيما أمر، وأن يجتنب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع , قال تعالى (وَمَآ آتَاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ)الحشر7 , وأن لا يعتقد أن له حقاً في الربوبية وتصريف الكون، أو حقاً في العبادة ، بل هو صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد ورسول لا يكذب ، لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً من النفع أو الضر إلا ما شاء الله , قال تعالى (قُل لاّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاّ مَا شَآءَ اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسّنِيَ السّوَءُ إِنْ أَنَاْ إِلاّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)الأعراف188 ، وأنه صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل , قال تعالى (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)الأحزاب 40.

باب في نوا قض الشهادتين

س15) ما هي نوا قض الشهادتين؟
نواقض الشهادتين عشرة , أولها الشرك في عبادة الله , وذلك بأن تجعل لله شريكا في العبادة كالذبح للأضرحة أو الذبح للجن ‏, قال الله تعالى (إِنّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَىَ إِثْماً عَظِيماً)النساء 48 , وقال تعالى (إِنّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنّةَ وَمَأْوَاهُ النّارُ وَمَا لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)المائدة 72 , وثانيها من جعل بينَهُ وبينَ الله وسائط , بأن يدعوهم أو يسألهم الشفاعة أو يتوكل عليهم ، فإنه يكفر إجماعًا ‏, قال تعالى (وَالّذِينَ اتّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاّ لِيُقَرّبُونَآ إِلَى اللّهِ زُلْفَىَ)الزمر3 , والله تعالى كفرهم وكذبهم بهذا القول (إِنّ اللّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفّار ٌ)الزمر3 , فهم كَذَبَة في هذا القول وهم كفار بهذا العمل قال سبحانه وتعالى (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـَؤُلآءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ)يونس18 , فمن جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم أو يذبح لهم أو ينذر لهم أو يتوكل عليهم فإنه كافر بإجماع المسلمين وثالثها من لم يكفر المشركين أومن يشكّ في كفرهم ، أو صحح مذهبهم ، كفر ‏, من لم يكفر اليهود أو لم يكفر النصارى أو لم يكفر المجوس أو لم يكفر الوثنيين , أو لم يكفر المنافقين أو لم يكفر الشيوعيين فهو كافر , وكذلك من شك في كفرهم قال : أنا ما أدري , اليهود يمكن أن يكونوا على حق , أو يمكن أنه يجوز للإنسان أن يتدين باليهودية , أو بالنصرانية , أو بالإسلام كلها أديان سماوية , قال تعالى عن إبراهيم (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيَ إِبْرَاهِيمَ وَالّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنّا بُرَءآؤاْ مّنْكُمْ وَمِمّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتّىَ تُؤْمِنُواْ بِاللّهِ وَحْدَهُ)الممتحنة4 , فهذه هي الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله مخلصاً له الدين وأن تتبرأ من عبادة من سوى الله وأن تنكرها وتبغضها وتبغض أهلها وتعاديهم , ورابعها من اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه ، كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ويفضلون حكم القوانين على حكم الإسلام‏ , وخامسها‏ من أبغض شيئًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم : ولو عمل به كفر ‏, كأن يبغض الصلاة فإنه يكفر ولو صلى , أو كرهها , يدل عليه قوله تعالى (ذَلِكَ بِأَنّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ اللّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)محمد9 , فإذا أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الواجبات أو من الثواب أو من العقاب كأن يبغض إقامة الحدود على الزاني أو السارق أو كره ذلك فهذا يكفر ، لأنه أبغض وكره ما أنزل الله , وسادسها من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم : أو ثوابه أو عقابه ، كفر ‏‏, قال تعالى (قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)التوبة66 , وسابعها السحرُ ومنهُ الصرفُ والعطفُ , قال تعالى (وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّىَ يَقُولاَ إِنّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ)البقرة102 , وثامنها مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين , قال تعالى (وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَإِنّهُ مِنْهُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ)المائدة51 , وتاسعها من اعتقد أن بعض الناس (يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى ، عليه السلام)، فهو كافر ‏, وعاشرها الإعراض عن دين الله لا يتعلمُهُ، ولا يعمل به.

باب في أنه لا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف

س16) هل هناك فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف؟
لا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف , (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُون لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُم)التوبة64 , إلا المكره‏, قال تعالى (إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنّ بِالإِيمَانِ)النحل106 , وكلها من أعظم ما يكون خطرا وأكثر ما يكون وقوعا فينبغي للمسلم أن يحذرها ويخاف منها على نفسه نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه.

باب في الصلاة

س 17) ما هي أفضل الأعمال بعد الشهادتين؟
أفضل الأعمال بعد الشهادتين الصلوات الخمس , قال تعالى (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً)النساء103 , وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ (إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ أَطَاعُوا لَكَ فِي ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْم ٍ... الحديث)متفق عليه.

باب في الزكاة

س18) عرف الزكاة لغة و شرعا؟
الزكاة لغة هي النماء والزيادة , واصطلاحاً هي حقّ واجب في مال خاص لطائفة مخصوصة في وقت مخصوص , والزكاة فرض واجب على كل مسلم ملك نصباً من مال بشروطه، حتى الصبي والمجنون يخرج عنهما وليهما، ومن جحد وجوبها وهو عالم عامد فقد كفر، ومن منعها بخلاً وتهاوناً يعتبر بذلك فاسقاً ومرتكباًَ لكبيرة عظيمة من كبائر الذنوب، وهو تحت مشيئة الله إن مات قال الله سبحانه و تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)البقرة 43 , وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ (إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ أَطَاعُوا لَكَ فِي ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ فِي ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ ... الحديث)متفق عليه.

باب في الصيام

س19) عرف الصيام لغة وشرعا؟
الصيام لغة الإمساك , وشرعاً , هو التعبد لله بإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس , وصيام رمضان أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام , قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ)متفق عليه , وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)البقرة 183.

باب في الحج

س20) عرف الحج لغة و شرعا؟
الحج في اللغة القصد ، يقال حج إلينا فلان أي قصدنا وقدم إلينا , وفي الشرع هو القصد إلى مكة لأداء النسك بصفة مخصوصة في وقت مخصوص وبشروط مخصوصة , وقد أجمعت الأمة على وجوب الحج على المستطيع مرة واحدة في العمر، وعلى كونه أحد الأركان الخمسة التي بنى عليها الإسلام ، قال الله تعالى (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)آل عمران 97 , وقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع (أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا)رواه مسلم.

اخي العزيز / اختي العزيزة .. الرجاء وضع توقيع واحد فقط وبحجم مناسب !! كما نرجوا منكم عدم وضع توقيع صوتي يظهر تلقائي اثناء فتح الصحفه .


قديم 06-03-2009, 05:27 AM
المشاركة 12
رهــــــف
عضو اشرق بعطاءه
  • غير متواجد
رد: موسوعة هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ
ثالثا الإيمان

باب في تعريف الإيمان

س21) ما الإيمان؟
الإيمان لغة هو التصديق , وشرعا هو قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعات و ينقص بالعصيان قال تَعَالَى (وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)الكهف13 , وقال سبحانه وتَعَالَى (وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا)المدثر31 , وَقَالَ الله تَعَالَى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)المائدة3 , ومن هذا التعريف يتضح أن الإيمان قول وعمل , قول قلب وقول اللسان وعمل قلب وعمل جوارح , و هو بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق , قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ)مسلم , أما قول القلب فهو الاعتقاد والتصديق ، فلابد من تصديق الرسل عليهم الصلاة والسلام فيما أخبروا به ، فإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء , وأما أعمال القلب : فهي كثيرة منها الإخلاص ، والحب ، والخوف ، والرجاء ، والتعظيم ، و الإنقياد ، والتوكل وغيرها من أعمال القلوب فإذا زال عمل القلب مع اعتقاد التصديق ، فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب , وأما قول اللسان فهو النطق بالشهادتين والإقرار بلوازمهما , وهو شرط لصحة الإيمان , فمن لم يصدق بلسانه مع القدرة ، لا يسمى مؤمناً ، كما اتفق على ذلك سلف الأمة , وأما عمل الجوارح فهو العمل الذي يؤدى بها , مثل الصلاة ، والحج ، والجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فكما يجب على الخلق أن يصدقوا الرسل عليهم السلام فيما أخبروا، فعليهم أن يطيعوهم فيما أمروا فلا يتحقق الإيمان بالرسول مع ترك الطاعة بالكلية وأعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب ، ولازمة لها فالقلب إذا كان فيه معرفة وإرادة ، سرى ذلك إلى البدن بالضرورة ، ولا يمكن أن يختلف البدن عما يريده القلب ، ولهذا قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ألَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ)متفق عيه , فإذا كان القلب صالحاً بما فيه من الإيمان علماً وعملاً قلبياً ، لزم بالضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر، والعمل بالإيمان المطلق ، فالظاهر تابع للباطن لازم له، متى صلح الباطن ، صلح الظاهر ، وإذا فسد ، فسد , وعلى هذا فإنه يمتنع أن يكون الشخص مؤمناً بالله تعالى، مقراً بالفرائض ، ومع ذلك فهو تارك لتلك الطاعات، ممتنع عن فعلها.






باب في أن أركان الإيمان ستة

س 22) ما هي أركان الإيمان؟
أركان الإيمان ستة أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره قال الله تعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)البقرة85 , وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ)متفق عليه.

باب في أن الإيمان بالله هو أساس العقيدة وأصلها

س 23) ما معني الإيمان بالله؟
الإيمان بالله هو أساس العقيدة وأصلها , وهو يعني الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه , وأنه الخالق وحده لا شريك له , وأنه المدبر للكون كله , وأنه هو الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له , وأن كل معبود سواه باطل وعبادته باطلة قال تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)الحج62 , وأنه سبحانه متصف بصفات الكمال ونعوت الجلال , منزه عن كل نقص وعيب قال تعالى (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)الأعراف180.

باب في ما يتضمنه الإيمان بالله

س 24) ما الذي يتضمنه الإيمان بالله؟
الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور , أولها الإيمان بوجود الله , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ جَاءَ يَهُودِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ (يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ قَالَ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ قَالَ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)صححه الألباني, وثانيها الإيمان بربوبيته , أي أنه وحده الرب لا شريك له ولا معين , (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد اللَّهُ الصَّمَد لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَد)الإخلاص , وثالثها , الإيمان بألوهيته أي أنه وحده الإله الحق لا شريك له قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)الذاريات56 , ورابعها الإيمان بأسمائه وصفاته , أي أن تثبت ما أثبته الله لنفسه في كتابه ، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل , قال تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ)الشورى11.


باب في وصف الملائكة

س25) ما وصف الملائكة؟
الملائكة عالم غيبي مخلوقون ، عابدون لله تعالى ، وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء ، خلقهم الله تعالى من نور ، ومنحهم الانقياد التام لأمره والقوة على تنفيذه.

باب في ما جاء في عدد الملائكة

س26) ما عدد الملائكة؟
عدد الملائكة كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى , قال تعالى (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلاّ هُوَ)المدثر31 , وجاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال (أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ)صححه الألباني , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت المعمور (يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه)البخاري ومسلم , وقال عليه السلام (يؤتي بجهنم يومئذٍ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك)مسلم.

باب في ما يتضمنه الإيمان بالملائكة

س 27) ما الذي يتضمنه الإيمان بالملائكة؟
الإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور أولها الإيمان بوجودهم أي الإيمان والتصديق بوجود الملائكة على وجه الإجمال , وثانيها الإيمان بمن علمنا اسمه كجبريل عليه السلام ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالاً , وثالثها الإيمان بما علمنا من صفاتهم , كصفة جبريل عليه السلام فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (أنه رآه على صفته التي خلق عليها وله ستمائة جناح قد سد الأفق)متفق عليه , وقد يتحول الملك بأمر الله تعالى إلى هيئة رجل ، كما حصل لجبريل عليه السلام حين أرسله تعالى إلى مريم فتمثل لها بشراً سوياً ، قال الله سبحانه وتعالى (فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا فَتَمَثّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّا ً)مريم17 , وحين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه جاءه بصفة لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه أحد من الصحابة ، عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ (بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ...الحديث)متفق عليه , وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى إبراهيم ، ولوط كانوا في صورة رجال , ورابعها الإيمان بما علمنا من أعمالهم كتسبيحه ، والتعبد له ليلاً ونهاراً بدون ملل ولا فتور, وقد يكون لبعضهم أعمال خاصة مثل جبريل عليه السلام الأمين على وحي الله تعالى يرسله به إلى الأنبياء والرسل , قال تعالى (قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لّجِبْرِيلَ فَإِنّهُ نَزّلَهُ عَلَىَ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىَ لِلْمُؤْمِنِينَ)البقرة97 , ومثل ميكائيل الموكل بالقطر أي بالمطر والنبات , ومثل إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق , ومثل ملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت , ومثل مالك وهو خازن النار , ومثل الملائكة الموكلين بالأجنة في الأرحام إذا تم للإنسان أربعة أشهر في بطن أمه ، بعث الله إليه ملكاً وأمره بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد ,قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا يَقُولُ يَا رَبِّ نُطْفَةٌ يَا رَبِّ عَلَقَةٌ يَا رَبِّ مُضْغَةٌ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ قَالَ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ فَمَا الرِّزْقُ وَالْأَجَلُ فَيُكْتَبُ فِي بَطْنِ أُمِّه)متفق عليه ِ, ومثل الملائكة الموكلين بحفظ أعمال بني آدم وكتابتها لكل شخص ، ملكان : أحدهما عن اليمين ، والثاني عن الشمال قال تعالى (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)ق18, ومثل الملائكة الموكلين بالسؤال إذا وضع في قبره يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ، ودينه ، ونبيه , قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ قَالَ يَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ...الحديث)مسلم.

باب في معنى الإيمان بكتب

س28) ما معنى الإيمان بالكتب؟
الإيمان بكتب الله المنـزلة على رسله عليهم الصلاة والسلام هو الركن الثالث من أركان الإيمان ، فإن الله تعالى قد أرسل رسله بالبينات وأنزل عليهم الكتب رحمة للخلق وهداية لهم لتتحقق سعادتهم في الدنيا والآخرة ، ولتكون منهجاً يسيرون عليه وحاكمة بين الناس فيما اختلفوا فيه , قال تعالى (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ)الحديد 25 , وقال تعالى (كَانَ النّاسُ أُمّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النّبِيّينَ مُبَشّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقّ)البقرة 213.

باب في ما يتضمنه الإيمان بالكتب

س 29) ما الذي يتضمنه الإيمان بالكتب؟
الإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور , أولها الإيمان بأن نزولها من عند الله حقاً , قال تعالى (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِي نَزّلَ عَلَىَ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِيَ أَنَزلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ فَقَدْ ضَلّ ضَلاَلاً بَعِيداً)النساء136 , وثانيها الإيمان بما علمنا من أسمائها , كالقرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى (وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ)المائدة48 , والتوراة التي أنزلت على موسى صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى (أَمْ لَمْ يُنَبّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىَ)النجم 36 , وقال تعالى (إِنّ هَـَذَا لَفِي الصّحُفِ الاُولَىَ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىَ)الأعلى19 والإنجيل الذي أنزل على عيسى صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى (وَقَفّيْنَا عَلَىَ آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ)المائدة 46 , والزبور الذي أوتيه داود عليه السلام , قال تعالى (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً)النساء163 , وأما ما لم نعلم اسمه فنؤمن به إجمالا ً , وثالثها تصديق ما صح من أخبارها , كأخبار القرآن ، وأخبار ما لم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة , ورابعها العمل بأحكامها , ما لم ينسخ منها ، والرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها ، وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم , قال تعالى (وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ)المائدة48 , وعلى هذا فلا يجوز العمل بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا ما صح منها وأقره القرآن.

باب في معنى الإيمان بالرسل

س30) ما معنى الإيمان بالرسل؟
الإيمان بالرسل هو الاعتقاد الجازم بأن لله رسلاً اصطفاهم لتبليغ رسالاته، فمن اتبعهم فقد اهتدى ، ومن عصاهم فقد غوى , قال الله تعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)البقرة85 , وأنهم قد بلغوا ما أنزل الله إليهم من ربهم البلاغ المبين ، وأدوا الأمانة ونصحوا الأمة ، وجاهدوا في الله حق جهاده ، وأقاموا الحجة قال الله تعالى (رّسُلاً مّبَشّرِينَ وَمُنذِرِينَ)النساء165 ، ونؤمن بمن سمى الله لنا ومن لم يسمِّ ولا نفرق بين أحد منهم , قال تعالى (قُولُوَاْ آمَنّا بِاللّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىَ وَعِيسَىَ وَمَا أُوتِيَ النّبِيّونَ مِن رّبّهِمْ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)البقرة 136.

باب في أن عدد الرسل عليهم الصلاة والسلام ثلاثمائة وبضعة عشر

س 31) كم عدد الرسل عليهم الصلاة و السلام؟
عدد الرسل عليهم الصلاة والسلام ثلاثمائة وبضعة عشر ، عن أبي ذر ، قال: قلت: (يا رسول الله أي الأنبياء كان أول ؟ قال: " آدم " . قلت: يا رسول الله ونبي كان ؟ قال: " نعم نبي مكلم , قلت: يا رسول الله كم المرسلون ؟ قال: ثلاثمائة وبضع عشر جماً غفيراً , وفي رواية عن أبي أمامة ، قال أبو ذر: قلت يا رسول الله كم وفاء عدة الأنبياء ؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جماً غفيراً)صححه الألباني , وقال تعالى (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ)النساء16.

باب في أن أفضل الرسل أولو العزم

س32) من هم أولو العزم؟
أفضل الرسل أولو العزم , وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد عليهم السلام , قال الله تعالى (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النّبِيّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مّيثَاقاً غَلِيظاً)الأحزاب7.





باب في أن محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل وخاتم النبيين

س 33) من هو أفضل الرسل و خاتم النبيين و إمام المتقين؟
محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل وخاتم النبيين وإمام المتقين ، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ)مسلم.

باب في حكم من أنكر الإيمان باليوم الآخر

س 34) ما حكم من أنكر الإيمان باليوم الآخر؟
الإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان التي لا يتم إيمان العبد إلا بها ، فمن أنكره فقد كفر , قال تعالى (لّيْسَ الْبِرّ أَن تُوَلّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـَكِنّ الْبِرّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ)البقرة177 , وقال صلى الله عليه وسلم (الْإِيمَانِ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ)مسلم.

باب في معنى الإيمان باليوم الآخر

س35) ما معنى الإيمان باليوم الآخر؟
الإيمان باليوم الآخر هو الاعتقاد بنهاية الحياة الدنيا والدخول بعدها إلى دار أخرى ، قال تعالى (كُلّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)الرحمن26 , تبدأ بالموت والحياة البرزخية وتمر بقيام الساعة , قال تعالى (فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتّىَ يُلاَقُواْ يَوْمَهُمُ الّذِي يُوعَدُونَ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنّهُمْ إِلَىَ نُصُبٍ يُوفِضُونَ)المعارج42 - 43 , ثم البعث والحشر والجزاء إلى دخول الناس الجنة أو النار قال تعالى (وَسِيقَ الّذِينَ كَـفَرُوَاْ إِلَىَ جَهَنّمَ زُمَراً حَتّىَ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـَذَا قَالُواْ بَلَىَ وَلَـَكِنْ حَقّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِين)الزمر71 , و قال تعالى (وَسِيقَ الّذِينَ اتّقَوْاْ رَبّهُمْ إِلَى الّجَنّةِ زُمَراً حَتّىَ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُـمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)الزمر73.

باب في صفة الإيمان باليوم الآخر

س36) ما صفة الإيمان باليوم الآخر؟
صفة الإيمان باليوم الآخر تكون إجمالي وتفصيلي , أما الإجمالي فهو أن نؤمن بأن هناك يوماً يجمع الله فيه الأولين والآخرين فيجازي كلاً بعمله فريق في الجنة وفريق في السعير (قُلْ إِنّ الأوّلِينَ وَالاَخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَىَ مِيقَاتِ يَوْمٍ مّعْلُوم)الواقعة49 , 50 , وأما التفصيلي فهو الإيمان بتفاصيل ما يكون بعد الموت ويشمل ذلك أموراً نذكرها في الأبواب التالية.

باب في وجوب الأعداد ليوم القيامة

س37) كيف يكون الإعداد ليوم القيامة؟
الإنسان خلق لأمر عظيم وأن آخر هذا الأمر طريقان لا ثالث لهم فإما أن يكون إلى النار نعوذ بالله من ذلك وإما أن يكون إلى الجنة نسأل الله العظيم أن نكون من أهلها , ولكن يجب على المسلم أن يعد العدة للقاء الله تعالى , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَتَى السَّاعَةُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ حُبَّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْت)متفق عليه.

باب في الإيمان بعلامات القيامة الصغرى والكبرى

س38) ما هي علامات القيامة الصغرى و الكبرى؟
لما كان اليوم الآخر مسبوقاً بعلامات تدل على قرب وقوعه , وتسمى أشراط الساعة , وجب الإيمان بها وبوقوعها قبل قيام الساعة ,وهذه الأشراط تنقسم إلى ثلاثة أقسام : قسم ظهر وانقضى , وقسم ظهر ولم ينقض بل لا يزال في زيادة , وقسم أخير وهو الإمارات القريبة الكبيرة التي تعقبها الساعة , فمن القسم الأول الذي ظهر وانقضى بعثة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , عن سَهْل بْن سَعْدٍ قَالَ (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بِإِصْبَعَيْهِ هَكَذَا بِالْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ بُعِثْتُ وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ)متفق عليه , ومنه انشقاق القمر في زمن النبي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ (انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِقَّتَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْهَدُوا)متفق عليه , وقد قال الله تعالى (اقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَانشَقّ الْقَمَرُ)القمر1 , وخروج نار من أرض الحجاز قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى)مسلم , هذا بالنسبة للقسم الأول , أما القسم الثاني وهو قسم ظهر ولم ينقض بل لا يزال في زيادة , فمنه خروج الدجالين الكذابين أدعياء النبوة , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ)البخاري , وقد حفظ لنا التاريخ أسماء بعض هؤلاء الكذابين وهم : مسيلمة الكذاب , و سجاح التميمية , والأسود العنسى , و طليحة الأسدى , و المختار الثقفى , و أبو منصور العجلى , و المغيرة بن سعيد , وبيان بن سمعان , و الحارث الكذاب , وغيرهم كثير , ومن القسم الثانى أيضاً أتباع هذه الأمة الامم الأخرى , عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ فَقَالَ وَمَنْ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ)البخاري , وأما العلامات الكبرى , فمنها ما ذكر في هذا الحديث (الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ)البخاري ,هذا بالإضافة إلى أنه لن تقوم الساعة حتى تهدم الكعبة ثم تأتى ريح فتقبض أرواح المومنين فلا تقوم الساعة إلا على شرار الناس , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَةِ يُخَرِّبُ بَيْتَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)متفق عليه , و عَنه أيضاًْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنْ الْيَمَنِ أَلْيَنَ مِنْ الْحَرِيرِ فَلَا تَدَعُ أَحَدًا فِي قَلْبِهِِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ)مسلم ,ومن علامات القيامة ظهور المهدي قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يخرج في آخر أمتي المهدي ، يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحا ، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة ، يعيش سبعا أوثمانيا . يعني: حجة)صححه الألباني , ثم طلوع الشمس من مغربها قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا فَذَاكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ)متفق عليه , ومن آمن من الناس حين طلوع الشمس من مغربها لا ينفعه إيمانه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْه)مسلم.

باب في ما جاء في الموت وخروج الروح

س39) ما هي القيامة الصغرى؟
من مقدمات اليوم الآخر الموت ، وهو القيامة الصغرى‏ , ‏والقيامة الصغرى‏:‏ هي وفاة كل شخص عند انتهاء أجله، وبها ينتقل من الدنيا إلى الآخرة , قال تعالى (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ) , والموت مكتوب على كل إنسان قال تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ).

باب في ما جاء في فتنة القبر

س40) ما هي فتنة القبر؟
فتنة القبر وهي سؤال الميت بعد دفنه عن ربه ، ودينه ، ونبيه ، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ، فيقول ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم , ويضل الله الظالمين فيقول الكافر هاه ، هاه ، لا أدري , ويقول المنافق أو المرتاب لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ قَالَ يَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ قَالَ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ قَالَ فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّةِ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا قَالَ قَتَادَةُ وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا وَيُمْلَأُ عَلَيْهِ خَضِرًا إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)مسلم , ومنها أيضاً عذاب القبر ونعيمه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ (يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ جَهَنَّمَ وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ)متفق عليه , وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ضمة القبر (لو أفلت أحد من ضمة القبر ، لأفلت هذا الصبي)صححه الألباني.



باب في النفخ في الصور

س41) ما هو النفخ في الصور و من الذي ينفخ فيه؟
الصور قرن ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام فينفخ النفخة الأولى فتموت الخلائق جميعاً إلا من شاء الله ، ثم ينفخ النفخة الثانية فتبعث الخلائق أجمع منذ خلق الله الدنيا إلى قيام الساعة , قال سبحانه وتعالى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ)الزمر68.

باب في ما جاء في يوم القيامة

س42) ما الذي يحدث يوم القيامة؟
البعث وهو إحياء الله الموتى حين ينفخ في الصور النفخة الثانية فيقوم الناس لرب العالمين ، فإذا أذن الله بالنفخ في الصور وبرجوع الأرواح إلى أجسادها حينئذٍ قام الناس من قبورهم وساروا مسرعين إلى الموقف حفاة : غير منتعلين عراة : غير مكتسين ، غرلاً : غير مختونين ، قال تعالى (فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتّىَ يُلاَقُواْ يَوْمَهُمُ الّذِي يُوعَدُونَ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنّهُمْ إِلَىَ نُصُبٍ يُوفِضُونَ)المعارج 42 43 , وهو يوم (مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)المعارج4 , وفي هذا اليوم يحاسب الإنسان على ما عمل (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ َلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ)الحاقة 29-33.

باب في الإيمان بحوض النبي صلى الله عليه وسلم

س43) ما صفة حوض النبي صلى الله عليه و سلم؟
الإيمان بحوض النبي صلى الله عليه وسلم هو من باب الإيمان باليوم الآخر ، وهو حوض عظيم ومورد كريم ، يُمد من شراب الجنة من نهر الكوثر في عرفات القيامة يرده المؤمنون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وإنه أشد بياضاً من اللبن ، وأبرد من الثلج ، وأحلى من العسل ، وأطيب من المسك ، وهو في غاية الاتساع عرضه وطوله سواء ، كل زاوية من زواياه مسيرة شهر ، فيه ميزابان يمدانه من الجنة وآنيته أكثر من نجوم السماء، ومن يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً , قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا)البخاري.

باب في الإيمان بالميزان

س44) ما الميزان و كيف نؤمن به؟
يجب علينا أن نؤمن بالميزان التي توزن به الأعمال وأن له كفتان مشاهدتان , وأن الأعمال وإن كانت أعراضاً فإنها توزن , والله على كل شئ قدير , وذلك من عقائد أهل السنة , والأحاديث في ذلك متضافرة إن لم تكن متواترة قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ)مسلم, وقال تعالى (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ)الأعراف 8-9.

باب في الإيمان بالصراط

س45) ما الصراط و كيف يمر الخلائق منه؟
من الإيمان باليوم الآخر أن نؤمن بالصراط ، وهو جسر منصوب على متن جهنم وممر مخيف مرعب ، يمر الناس عليه إلى الجنة ، فمنهم من يمر كالطرف ، ومنهم من يمر كالبرق ومنهم كالريح ومنهم كالطير ومنهم كأجاويد الخيل ، ومنهم من يمر كشد الرجل ، يرمل رملا ، وآخر المارين منهم من يسحب سحباً ، فيمرون على قدر أعمالهم حتى يمر الذي نوره على قدر إبهام قدمه ، ومنهم من يخطف فيلقى في النار ، ومن يمر على الصراط دخل الجنة , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَتُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيْ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ وَشَدِّ الرِّجَالِ تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ)مسلم , ومن صفته أنه أحدُّ من السيف وأدق من الشعر ، مَزَلَّة ، لا تثبت عليه قدم إلا من ثبته الله وأنه ينصب في ظلمة ، وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط للشهادة على من رعاهما أو ضيعهما , عن أبي سعيد الخدري قال (بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنْ الشَّعْرَةِ وَأَحَدُّ مِنْ السَّيْفِ)مسلم.

باب في ما جاء في الجنة ونعيمها

س46) اذكر ما جاء في نعيم الجنة؟
في الجنة من النعيم (مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ)متفق عليه , فأهلها يسقون من رحيق مختوم متكئين على أرائك منصوبة على أطراف أنهار من خمر وعسل , أزواجهم الخيرات الحسان حور عين كأنهن الياقوت والمرجان , مقصورات في الخيام , قال تعالى (أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً)الكهف31 ومهما وصف من نعيمها فلا تستطيع أن تحيط بما فيها من النعيم والخير الكثير , ويكفى أن (لَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلَأَتْهُ رِيحًا وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا)البخاري.


باب في ما جاء في درجات الجنة

س47) هل في الجنة درجات؟
في الجنة درجات فكل بحسب عمله قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ)البخاري , وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ قَالَ بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ)البخاري ومسلم.


باب في ما جاء في النار ولهيبها

س48) ما وصف النار و لهيبها؟
الله سبحانه وتعالى كما أعد للمحسنين الجنة , فقد وعد المجرمين المسئين النار (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)الزلزلة8,7 , فالنار لأهل الشقاء الذين استكبروا عن عبادة الله تعالى لهم من العذاب ما لا يخطر على بال , فطعامهم الزقوم (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ)الدخان 43-46 , وشرابهم الحميم (يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ)الحج 19 ,كل هذا في نار (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)التحريم6 , نار قال عنها جبريل عليه السلام عندما رآها وهي يركب بعضها بعضاً (وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا)صححه الألباني , نار أهون أهلها عذاباً(رَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ)متفق عليه , نار يصبغ فيها أنعم أهل الدنيا من أهلها صبغة واحدة (ثُمَّ يُقَالُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ)مسلم , ناراً يبكى أهلها حتى (لو أجريت السفن في دموعهم لجرت , وأنهم ليبكون الدم)صححه الألباني , نار قال عنها المصطفي عليه السلام (نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي يُوقِدُ ابْنُ آدَمَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ)البخاري ومسلم.

باب في معنى القدر

س49) ما معنى القدر و كيف يكون الإيمان به؟
القدر هو تقدير الله للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضت حكمته ، وهو يرجع إلى قدرة الله ، وأنه على كل شيء قدير فعال لما يريد , والإيمان به من الإيمان بربوبية الله سبحانه وتعالى ، والإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان التي دل عليه الكتاب والسنة , فالإيمان بالقدر واجب وفرض وركن من أركان الإيمان لا يصح إيمان أحد حتى يؤمن بالقدر , وأدلة ذلك كثيرة في القرآن ، قال جل وعلا(وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً)الأحزاب38 ، وقال سبحانه(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)القمر49 , وقال جل وعلا (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)الفرقان2 وقال أيضاً (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)الصافات96 ، وقال سبحانه(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)الانبياء101 وقال أيضاً(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)الحج70 , وقال أيضاً (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)التكوير29 , وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سأله جبريل عن الإيمان (أن تؤمن بالله وملائكته ... وتؤمن بالقدر خيره وشره ..الحديث)متفق عليه.

باب في مراتب القدر

س50) ما هي مراتب القدر؟
لا يتم الإيمان بالقدر إلا بتحقيق أربع مراتب هي : العلم والكتابة و المشيئة والخلق , فأما العلم فهو أن تؤمن بأن الله سبحانه و تعالى علم كل شي جملة وتفصيلا , فعلم ما كان , وما يكون , فكل شيء معلوم لله تعالى (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)الحج70 ,وأما الكتابة فهو الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ قال تعالى (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْء)الأنعام38 ,وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)مسلم , وأما المشيئة فذلك بأن تؤمن بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى، سواء كانت مما يتعلق بفعله أم مما يتعلق بفعل المخلوقين قال تعالى (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)التكوير29 , وأما الخلق فهو أن تؤمن بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتها ، وصفاتها ، وحركاتها , فيجب أن نؤمن بأن (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)الزمر62 , وأن (اللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)الصافات96 , قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إن الله يصنع كل صانع وصنعته)البخاري.

باب في احتجاج بعض الناس بالقدر

س51) هل يفهم من الإيمان بالقدر أن الإنسان مجبور؟
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إن الله عز وجل خلق آدم ، ثم أخذ الخلق من ظهره ، وقال: هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي ، وهؤلاء إلى النار ولا أبالي ، فقال قائل: يا رسول الله فعلى ماذا نعمل ؟ قال : على مواقع القدر)صححه الألباني , ليس فيه ما يفيد أن الإنسان مجبور على أعماله الاختيارية , ما دام أنه حكم عليه منذ القدم وقبل أن يخلق بالجنة أو النار , وليس فيه أيضاً أن الأمر فوضى أو حظ , فمن وقع في القبضة اليمنى , كان من أهل السعادة , ومن كان من القبضة الأخرى , كان من أهل الشقاوة , فيجب أن يعلم أن الله ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)الشورى11 , لا في ذاته , ولا في صفاته , فإذا قبض قبضة , فهي بعلمه وعدله وحكمته , فهو تعالى قبض بالأولى على من علم أنه سيطيعه حين يؤمر بطاعته , وقبض بالأخرى على من سبق في علمه تعالى أنه سيعصيه حين يؤمر بطاعته , ويستحيل على عدل الله تعالى أن يقبض بالأولى على من هو مستحق أن يكون من أهل القبضة الأخرى , والعكس بالعكس , كيف والله عز وجل يقول (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)القلم 35-36 , ثم إن كلاً من القبضتين ليس فيها إجبار لأصحابهما أن يكونوا من أهل الجنة أو من أهل النار , بل هو حكم من الله تبارك وتعالى عليهم بما سيصدر منهم , من إيمان يستلزم الجنة , أو كفر يقتضي النار والعياذ بالله تعالى منها , وكل من الإيمان أو الكفر أمران اختياريان , لا يكره الله تبارك وتعالى أحداً من خلقه على واحد منهما (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)الكهف 29 , وهذا مشاهد معلوم بالضرورة , ولولا ذلك , لكان الثواب والعقاب عبثاً , والله منزه عن ذلك , وعليه فنقول لمن يحتج بالقدر ليس عندك علم أنك من أصحاب الجنة أو النار ، ولو كان عندك علم لما أمرك الله تعالى ولا نهاك، ولكن اعمل وعسى الله أن يوفقك لأن تكون من أصحاب الجنة.

باب في وجوب الأخذ بالأسباب

س52) هل الأخذ بالأسباب ينافي الإيمان بالقدر؟
الأخذ بالأسباب لا ينافي القدر والتوكل بل هو جزء منه ، ولكن إذا وقع القدر وجب الرضا به والتسليم له ، ويلجأ إلى قوله : " قدّر الله وما شاء فعل " وأما قبل أن يقع فإن سبيل المكلف هو الأخذ بالأسباب المشروعة ومدافعة الأقدار بالأقدار قال تعالى (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ)الأنفال60 , عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ فَأَخَذَ شَيْئًا فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِ الْأَرْضَ فَقَالَ (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنْ النَّارِ وَمَقْعَدُهُ مِنْ الْجَنَّةِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ قَالَ اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ ثُمَّ قَرَأَ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى الْآيَةَ)متفق عليه.


يتبع

اخي العزيز / اختي العزيزة .. الرجاء وضع توقيع واحد فقط وبحجم مناسب !! كما نرجوا منكم عدم وضع توقيع صوتي يظهر تلقائي اثناء فتح الصحفه .


قديم 06-03-2009, 10:48 AM
المشاركة 13
هجرك الم
عضو عطاءه غير
  • غير متواجد
رد: موسوعة هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ
يعطيك العافيه على الطرح

دمت بود

ودي بقربك لكن الناس ضدي

ضد الأمل صفو عواذل وحساد
قديم 06-03-2009, 09:06 PM
المشاركة 14
رهــــــف
عضو اشرق بعطاءه
  • غير متواجد
رد: موسوعة هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ
الله يعافيك غاليتي

اسعدني مرورك و ردك الطيب

بارك الله فيك

حفظك الله

اخي العزيز / اختي العزيزة .. الرجاء وضع توقيع واحد فقط وبحجم مناسب !! كما نرجوا منكم عدم وضع توقيع صوتي يظهر تلقائي اثناء فتح الصحفه .


قديم 06-03-2009, 09:22 PM
المشاركة 15
رهــــــف
عضو اشرق بعطاءه
  • غير متواجد
رد: موسوعة هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ
رابعا الإحسان

باب في معنى الإحسان

س53) ما معنى الإحسان؟
الإحسان لغة ضد الإساءة وهو أن يبذل الإنسان المعروف ويكف الأذى فيبذل المعروف لعباد الله في ماله ، وجاهه ، وعلمه ، وبدنه , أما الإحسان في العبادة فهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك , وهذا المعنى الذي يعبر عنه بالمراقبة ، فالمراقبة الخاصة الصادقة بأن يراقب العبد ربه سبحانه وتعالى ويتذكر دائماً وأبداً بأن الله يراه ويرى مكانه ويسمع كلامه فهذه المراقبة تحول بين المرء وبين ارتكاب المعاصي وبين الغفلة والالتفات عن الله إلى غير الله , (أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)المائدة97 , وقال تعالى (أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُون)النحل23 , قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)متفق عليه.

اخي العزيز / اختي العزيزة .. الرجاء وضع توقيع واحد فقط وبحجم مناسب !! كما نرجوا منكم عدم وضع توقيع صوتي يظهر تلقائي اثناء فتح الصحفه .





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


الساعة الآن 10:44 AM.