قديم 02-04-2007, 12:01 AM
المشاركة 2
الوسيط
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد
،
،
،
،
،

بعض الكلمات تحفر لها مكانا في الذاكرة لا يمكن أن تمحيه الأيام ولا شك لديّ ولديكم أيضا أن القرآن كلام الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز حكيم وأنه معجزة الله لهذه الأمة فمن المعلوم أن الله عز وجل أيد رسله بالمعجزات وكانت معجزاتهم عليهم الصلاة والسلام من جنس ما أشتهرت به أقوامهم وذلك حتى تكون أبلغ في الموعظة وأقوى في الحجة من ذلك تأييده جل وعلا لموسى بالعصا واليد في قوم كانوا يتقنون السحر ويتفاخرون به ، ومن ذلك تأييده جل وعلا لعيسى عليه السلام بإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى في قوم كانوا يجيدون الطب ويتقنونه ، ومن ذلك أيضا هذا القرآن الكريم الذي بين أيدينا وهو البالغ الغاية في قوة البلاغة والتأثير وحسن البيان وهو من جنس ما كان يجيده العرب فقد كانوا قوما أهل فصاحة وبيان يتفاخرون بالخطابة والشعر ويقيمون لها الأندية والمسابقات ويجيزون الشعراء والأدباء بالغالي والنفيس من أموالهم ....

وليس هذا موضع إطناب ولكن لنعلم عظمة هذا القرآن وقوة كلماته وحسن بيانه لك أن تنظر في قول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين في منازل إياك نعبد وإياك نستعين حيث يقول رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنا خير الجزاء ...

( إن الله أنزل مائة وأربعة كتب أختصرها في ثلاث هي التوارة والأنجيل والقرآن وأختصر الثلاثة في واحد ألا وهو القرآن وأختصر القرآن في المفصل وأختصر المفصل في سورة واحدة هي الحمد لله رب العالمين وأختصر الحمد في آية واحدة هي إياك نعبد وإياك نستعين ، فإياك نعبد وإياك نستعين اختصار لجميع الرسالات السماوية ) انتهى بتصرف

ولهذا شرح رحمه الله هذه المنازل في ثلاثة مجلدات متوسطة الحجم يبلغ عدد صفحات الواحدة منها مايقارب ال 550 صفحة ...

فهل سمعتم على مر التأريخ بيانا أفضل من هذا أو كلاما أجمل منه حاشا وكلا فقد قال الله جل في علاه : {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }

وما زال للحديث بقية ...

إن الأدب الحقيقي الذي يرفع قدر صاحبه هو أن يتأدب المرء مع مولاه جل وعلا ويتتبع رضاه ويبتعد عن ما يسخطه هنالك يكون أديبا ومؤدبا أما غير ذلك فلا وألف لا ...
الوسيط
قديم 02-04-2007, 04:41 AM
المشاركة 3

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
صدقت يا الوسيط
بداية رائعة استمتعت وانا أتجول بين سطورها
بصراحة،،
عجزت عن مجرد المحاولة لمجاراة تلك الكلمات الأخّاذة
توقف قلمي عن الكتابة
عندما قرأت عباراتك الشامخة لموضوع شامخ

فـ هل أمام كلام الله عز وجل كلامٍ بعده!!
ذلك الكلام المعجز الذي أسكت كل متكلم
الكتاب الصالح لكل زمان ومكان
الكتاب الذي تكلم في أمور مازال العلماء إلى الآن يبحثون في أمرها

أقف احتراماً لقلمك الذي كان ومازال وسيقى يتحفنا
بمواضيعه المختارة بعناية لما تحمل من فائدة عظيمة..

في انتظار بقية الحديث
يعطيك العافية

قديم 02-04-2007, 09:46 AM
المشاركة 4

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد

يعطيك العافيه الوسيط
منبع من الزلال
ارويتني فيه
تقبل مروري وشكري
سي يوووو



لبى قليبك يا فيوضه على هالتوقيع الحلو
فلاش بصوتي انا
ابصراحه تفاجأت بقوه

قوانين عامه لرواد المنتدى
قديم 02-04-2007, 06:21 PM
المشاركة 5
السحاب
عضوتربع القمه
  • غير متواجد
اخي الفاضل الوسيط

لقد حاول العرب مجاراة الكتاب المنزل

فهاهو مسيلمة الكذاب عليه من الله ما يستحق في اليمامة يحاول يأتي ببيان يضاهي بيان القرآن فعجز عقله عن مجاراة ذلك فاظهر بيانا هو مدعاة للسخرية

فقد قال الله عز وجل انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ان شانئك هو الابتر

فاراد مسيلمه ان يجاريه فقال

انا اعطيناك الوحواح فصل لربك وارتاح ان شانئك هو التيس النطاح

من المسلم به ان بادية بني سعد الافضل في العرب في استقامة اللسان ولذلك ارسل النبي صلى الله عليه وسلم ليستقي اللغة العربية الصحيحة فلما اتت الدعوة اسلمت بني سعد لانهم عرفوا ان هذا البيان لا يصدر من انسان


ارجو ان اكون اضفت للموضوع





بيت اعجبني

احدن يغض النظر خوفن من الله *** واحدن عينه على بيت القصيره


قديم 03-04-2007, 09:39 PM
المشاركة 6
الوسيط
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد

،
،
،
،

( ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين )

من عظمة هذا القرآن وجميل خطابه وقوة بلاغته أنك تجد الكلمات اليسيرة تختزل وراءها معاني كثيرة فإن كان محمد صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم فكلام الله بذلك أولى وأجدر وقد قدمت قول ابن القيم رحمه الله تعالى حول آية واحدة من كتاب الله جل وعلا ألا وهي ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وكيف شرحها في ثلاث مجلدات وقال عنها إنها اختصار لجميع الرسائل السماوية منذ خلق الله آدم وحتى قيام الساعة ...

وهذه الآية التي أنزلها الله في سورة التوبة في معرض الحديث عن عزوة تبوك وتخلف بعض المنافقين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة معناها أن هؤلاء المنافقين لو ارادوا الخروج معك يا محمد لأعدوا لذلك الخروج عدته ولتجهزوا له بما يساعدهم عليه ولكن أبغض الله خروجهم معك وأخرهم وقيل اقعدوا مع القاعدين ثم بيّن الله عز وجل بعد ذلك أسباب تثبيطه لهم بأنهم لو خرجوا ما زادوكم إلا خبالا لأنهم ضعفاء جبناء مخذولين ولأوضعوا خلالكم أي لأسرعوا ولسعوا بالنميمة والبغضاء والفتنة بينكم وفيكم سمّاعون لهم أي مطيعون لهم يستحسنون حديثهم ويستنصحونهم ....... الخ الآيات

ولكن كما يقول الأصوليون في التفسير العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولهذا فإن هذه الآية تصلح أن تكون نبراسا لنا نهتدي به في ظلمات الجهل والضعف والتقصير فإن رأيت من نفسك ضعفا في طاعة الله أو القيام بما أمر به فاذكر يا رعاك الله ( ولكن كره الله انبعاثهم ) وإن جاءك الشيطان ليخذلك عن الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر فاذكر ( ولكن كره الله انبعاثهم ) وإن رأيت من نفسك ترددا في تطبيق سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم خوفا من الانتقاد أو خشية للناس فاذكر ( ولكن كره الله انبعاثهم ) وإن بخلت بمالك وجهدك في سبيل الدعوة والإحسان إلى الفقراء فاذكر ( ولكن كره الله انبعاثهم )

معاني جليلة قد نستنبطها من هذه الآية ومن غيرها من الآيات فكلام الله زاخر بعظيم البيان ضارب في أعماق القوة والجزالة معنى ومبنى فهو الخير كله والجمال كله والأدب كله والفضيلة كلها من أخذه رفعه الله ومن تركه وضعه الله إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع آخرين ...

هذه الآية لو أضفنا عليها آية أخرى أو جزءا من آية أخرى ثم جعلها المسلم نبراسا له لما أخطأ طريق الرفعة والعزة في الدارين ولكان صاحب همة عالية مضاءة في السير إلى الله تلكم الآية هي ( هم درجات عند الله )

فإن رأيت يا عبد الله من نفسك تقصيرا في واجب أو ركونا إلى محرم فاردعها بأحد هاتين الآيتين فإن الخير كل الخير ثمّ ، وإن المصطفى صلى الله عليه وسلم عوّد أصحابه علو الهمة ونبل المقصد فكان إذا وعدهم وعدهم بالجنة كأحاديث من يشتري بئر رومة وله الجنة وكقوله من يجهز جيش العسرة وله الجنة وكإجابته لكثير ممن كان يسأله فما لنا يارسول الله فيقول لكم الجنة ، ثم حثه على علو الهمة إذا سألتم الله فأسالوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسطها وسقفه عرش الرحمن ........ الخ

وفقنا الله وإياكم لطاعته وحسن عبادته والله من وراء القصد ومازال للحديث بقية ...

إن الأدب الحقيقي الذي يرفع قدر صاحبه هو أن يتأدب المرء مع مولاه جل وعلا ويتتبع رضاه ويبتعد عن ما يسخطه هنالك يكون أديبا ومؤدبا أما غير ذلك فلا وألف لا ...
الوسيط
قديم 08-04-2007, 07:17 PM
المشاركة 7
الوسيط
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد
،
،
،
،
،

ومازال الحديث عن عظمة هذا الكتاب وقوة بلاغته وحسن بيانه يتجلى ذلك في بعض الحوارات التي جرت بين أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام وأقوامهم فمن ذلك قول نوح عليه السلام لابنه ( يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ) والمتأمل لهذه الآية يجد أنها حتما تستلزم الدعوة إلى الإيمان بالله وتوحيده وترك الشرك وبيان بطلان منهج قومه وتأكيد أن الإيمان بالله هو طريق النجاة الوحيد والإشفاق على ابنه من الهلكة وكل ذلك لو ترك لبشر أن يختصره لكان في أسطر فانظر يا رعاك الله للفظ القرآن فيه في بعض كلمات

ومن ذلك أيضا قول يوسف عليه السلام لإخوته ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ) فبعد أن رموه في الجب صغيرا ثم حمل وبيع عبدا مملوكا وعاش بعيدا عن أبويه ثم فتن في قصر العزيز وراودته سيدته عن نفسه فأبى ثم أدخل السجن فلبث فيها بعض سنين كل ذلك الابتلاء والذي استمر سنين طويلة لم يجعل يوسف عليه السلام يقول في حق إخوته كلمة عتاب واحدة بل قال مباشرة لا تثريب عليكم اليوم أي لا عتب ولا لوم ولكنه أتى بلفظ أجمل منهما فقال لا تثريب يقول السدي رحمه الله اعتذروا إلى يوسف فقال : ( لا تثريب عليكم اليوم ) يقول : لا أذكر لكم ذنبكم ، وقال ابن إسحاق والثوري : ( لا تثريب عليكم اليوم ) أي لا تأنيب عليكم اليوم عندي فيما صنعتم ( يغفر الله لكم ) أي : يستر الله عليكم فيما فعلتم ( وهو أرحم الراحمين )

ثم زادهم الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة ، ثم يأتي خطاب آخر في قصة يوسف عليه السلام وذلك عندما دخل عليه أبواه وإخوته وخروا له سجدا أي سجود انحناء لا وضع جبهة وكانت تلك تحيتهم في ذلك الزمان فقال عليه السلام ( يا أبت هذا تأويل رءياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن ( ولم يقل من الجب تلطفا مع إخوته لئلا يحرجهم ) وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي ( ولم يقل نزغ الشيطان إخوتي كرما منه وفضلا ) إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم )

ومن ذلك أيضا حديث موسى عليه السلام مع المرأتين عند ماء مدين فانظر يا رعاك الله إلى الحديث : ( ولما ورد ماء مدين وجد أمة من الناس يسقون ووجد من دونهما امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير ) فانظر حفظك الله إلى ما يحمله النص من معنى في قول موسى عليه السلام ما خطبكما أليس يدل على اختصار للقول وحبا للمساعدة وتقديم يد العون بأدب جم فلم يطل الكلام معهما ولم يسألهما من أنتما ولا لماذا تجلسان هنا ولا غير ذلك وانظر كذلك إلى جوابهما عندما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير وكأنهما تقولان نحن لا نستطيع مزاحمة الرجال على الماء حياء منا وحفظا لأنفسنا وما سبب خروجنا هنا إلا لأن أبانا شيخ كبير لا يستطيع أن يسقي لنا ...

ومن ذلك قصة نبي الله سليمان عليه السلام مع بلقيس وجوابها عندما سئلت ( قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو ) فانظر إلى قولها كأنه هو اختصار في الكلمات ودلالة قوية على المعنى الذي تريده وهو قول بعض المفسرين أنهم لما نكروا لها عرشها ليعلموا هل تهتدي إليه أم لا قالت كأنه هو أي شبهت عليهم هي أيضا كما شبهوا عليها ولو قالوا أهذا عرشك لقالت نعم ..

وفق الله الجميع لطاعته ومازال للحديث بقية ...

إن الأدب الحقيقي الذي يرفع قدر صاحبه هو أن يتأدب المرء مع مولاه جل وعلا ويتتبع رضاه ويبتعد عن ما يسخطه هنالك يكون أديبا ومؤدبا أما غير ذلك فلا وألف لا ...
الوسيط
قديم 17-04-2007, 11:11 PM
المشاركة 8
الوسيط
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد
،
،
،


{أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

بعض آيات الكتاب الكريم يعجز فيها اللسان عن البيان والقلم عن الكتابة ويقف فيها الأديب حائرا والشاعر واجما ولا تجد في تعابير الوجه وحركة الجسم ما يصف الحال ويجسد الشعور الذي تود التعبير عنه فكيف بمن زاده من كل ذلك قليل لا يكاد يبلغه مراده أو يقصر عن ذلك في هذه الحالة لم أر أبلغ تعبيرا من دمعة حارة تسقط على وجنة تائب في جوف الليل قضى شطرا من عمره بعيدا عن ربه ثم لما منّ الله عليه بالتوبة قام يصلى في جوف الليل فتساقط الدمع على خديه سخينا لا يعلم مما ولا كيف فتراه يبكي بكاءً حاراً مع قراءة سورة الفاتحة فضلا عن غيرها من السور وتراه يبكي قائما وراكعا وساجدا وفي كل حال وما هي إلا رحمة تغشاه من ربه ونور قذف في قلبه فذاق شيئا من حلاوة الإيمان فاندفع يبكي بكل جوارحه يبكي على عمره الذي فات وهو غافل عن حقيقة العبودية وشرف الوقوف على بابها ويبكي حسرة على هذه السعادة التي كان يبحث عنها طويلا فيغرق في بحر من المعاصي والملذات ظاناً أنها الطريق الأمثل للسعادة ويبكي على رفاقه الذين كانوا يدعونه ناصحين مشفقين عليه من شؤم المعصية وسوء أثرها عليه فلا يقابلهم إلا بصدود وإعراض ويبكي ألما لرفاقه الذي مازالوا على مثل ما كان عليه من الصد والإعراض ...

ولا شك أن القرآن الكريم ذلكم الكتاب العظيم كلام رب العالمين جل في علاه إن لم نقرأه وكأنما أنزل علينا ونوقن تماما أننا المخاطبون به إن لم نفعل ذلك فإن تأثيره علينا سيبقى محدودا ربما لا يجاوز تراقينا والعياذ بالله ...

وقد كنت قرأت في سيرة شاعر البنجاب محمد إقبال رحمه الله وتجاوز عنا وعنه ما نصه أن أباه دخل عليه يوما وهو يقرأ القرآن ويلاعب أخته الصغيرة فقال له مستنكرا ما تفعل ؟ ثم قال له : يا بني اقرأ القرآن كأنما أنزل عليك ! ويقال إن إقبال استفاد من هذه النصيحة فكان لا يختم القرآن حتى يبله بدموعه ...

ولكنّا نحن للأسف تمر علينا صواعق الآيات دون أن تحرك فينا ساكنا وكأن المخاطب بها غيرنا ، فنقرأ مثلا قول الحق جل وعلا : {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً } ونعلم أن المراد بها عمدنا إلى ما فعلوا من خير وصلة رحم وبر وقري ضيف وإغاثة ملهوف وغير ذلك فجعلناها هباءً كذرات الغبار المتطايرة المتفرقة التي ترى في ضوء الشمس لا فائدة لها ولا نفع يرجى منها ذلك أنهم لم يفعلوها خالصة لوجه الله تعالى وعلى ذلك فقس ولعل مما يوضح ذلك حديث الثلاثة الذين يكونون أول من تسعر بهم النار وهم العالم والمجاهد والمنفق نسأل الله السلامة من ذلك ...

وقد كان السلف رضوان الله عليهم وقافين عند كلام الله يتلونه بقلوبهم ويستشعرون معانيه فيؤثر فيهم ويرسم طريقهم ويحدد ملامحه فترى عليهم نورا من الوحي كتابا وسنة وهم على فضلهم وسابقتهم وجهادهم وعلمهم ونشرهم للدين ودعوتهم إلى الله يتهمون أنفسهم بالتقصير فهذا عمر يسأل حذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستحلفه أسماه رسول الله في المنافقين ثم يقول عند موته بعد أن سمع من يثني عليه المغرور من غررتموه والله لوددت أن أنجو منها كفافا لا لي ولا عليّ ، وهذا علي رضي الله عنه يقول لو علمت أن الله تقبل مني مثقال ذرة لاتكلت ذلك أن الله يقول : ( إنما يتقبل الله من المتقين ) وهذه عائشة رضي الله عنها تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى : {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } قالت : أهو الذي يزني ويشرب الخمر ويسرق ؟ قال : لا يا بنت الصديق ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف ألا يقبل منه )

( أفمن يمشي مكبا على وجهه ) غارقا في ملذاته وشهواته مشركا بربه لا يعلم لما خلق وأين يسير مسرفا على نفسه بالمعاصي والذنوب لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا طبع على قلبه الران معرضا عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم غارقا في سبل الشيطان مستغرقا فيها ...
( أهدى ) حاشا وكلا أن يكون هذا على هداية

( أمّن يمشي سويا على صراط مستقيم ) مستقيما في مشيته عالما بطريقه أين مبدؤها وأين منتهاها واضح القصد بيّن الخطى يسير بنور من الله وحفظ نهى نفسه عن الهوى وكبل شيطان شهواته وغرائزه عن الحرام لا يميل مع كل مائل ولا يتبع كل ناعق إنما يسير وفق مراد الشارع الحكيم إن أمره امتثل أمره وإن نهاه عن أمر اجتنبه إن وفق لعمل خير شكر ربه على توفيقه وإن أبتلى صبر وعلم أن في البلاء منحة فتكفير الذنوب ورفع الدرجات والصبر والرضي كلها معاني ترسخت في ذهنه إيمانا منه بربه وفضله ورحمته بعباده ...

هذه بنات فكر آمنت بها قبل أن أكتبها أنصح بها نفسي أولا وأنا أشدكم حاجة للنصيحة والتذكير إن أصبت فيها فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والله ورسوله بريئان مما أقول وفق الله الجميع لطاعته والله من وراء القصد ومازال في الجعبة الكثير ولا أدرى أأستمر هنا أم يكون لها مكانا آخر غير هذا المتصفح فالإطالة قد تكون مملة وثقيلة على القارئ وأنا بحاجة إلى توجيهكم بارك الله فيكم جميعا ورزقنا وإياكم طاعته بالوجه الذي يرضيه ...

إن الأدب الحقيقي الذي يرفع قدر صاحبه هو أن يتأدب المرء مع مولاه جل وعلا ويتتبع رضاه ويبتعد عن ما يسخطه هنالك يكون أديبا ومؤدبا أما غير ذلك فلا وألف لا ...
الوسيط
قديم 18-04-2007, 12:53 AM
المشاركة 9
حلا
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد




°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°
°°·.¸¸.•°°·.¸.•°» الوسيط «°·.¸.•°°·.¸¸.•°°
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°


اخي عجز قلمي عن كتابة رد لموضوعك

فماذا اكتب وماذا ارد علي استاذ متلك

فعلا انت قمه في الأبداع وتميز

عودتنا دائما انقرأ لك مواضيع مميزه

بارك الله فيك وبفكرك وقلمك وكثر الله من امثالك

لك مني أرق التحية

حــــلا








الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


الساعة الآن 12:35 AM.