قديم 17-07-2014, 06:23 PM
المشاركة 2
  • غير متواجد
رد: سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد)
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) 2

نسبه صلى الله عليه وسلم :

وهو خير أهل الأرض نسباً على الإِطلاق، فلنسبه من الشرف أعلى ذِرْوة، وأعداؤه كانوا يشهدون له بذلك، ولهذا شهدله به عدوُّه إذ ذاك أبو سفيان بين يدي مَلِك الرّوم، فأَشرف القوم قومُه، وأَشرف القبائل قبيلُه، وأَشرفُ الأفخاذ فخذه.


فهو محمَّد بن عبد اللّه، بن عبدالمُطَّلِب، بن هَاشِم، بن عَبدِ مَنَاف،بن قُصَيِّ، بنِ كِلاب، بنِ مُرَّة، بنِ كَعْبِ، بنِ لُؤَي، بنِ غَالِب، بنِفِهْر، بنِ مَالِك، بنِ النَّضْرِ، بنِ كِنَانَة، بنِ خُزَيْمَة، بنِ مُدْرِكَة،بنِ إليَاس، بنِ مُضَرَ، بنِ نِزَار، بنِ مَعَدِّ، بنِ عَدْنَان.

إلى هاهنا معلوم الصحة، متفق عليه بين النسابين، ولا خِلاف فيه البتة، وما فوق ((عدنان)) مختلف فيه.
ولا خلاف بينهم أن((عدنان)) من ولد إسماعيل عليه السلام، وإسماعيل: هو الذبيح على القول الصواب عندعلماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم.


زاد المعاد في هدي خير العباد
للإمام العلامة شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية










قديم 18-07-2014, 03:06 PM
المشاركة 3
  • غير متواجد
رد: سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد)
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة ( زاد المعادفي هدي خير العباد ) 3

ولادته صلى الله عليه وسلم:
ولد صلى الله عليه وسلمبجوف مكّة،وأن مولده كان عامَ الفيل، وكان أمرُ الفيل تقدِمة قدَّمها اللّه لنبيه وبيته، وإلا فأصحاب الفيل كانوا نصارى أهل كِتاب، وكان دينهم خيراً مِن دين أهل مكّة إذ ذاك، لأَنهم كانوا عُبَّاد أوثان، فنصرهم اللّه على أهل الكِتاب نصراً لاصنُع للبشر فيه، إرهاصاً وتقدِمة للنبي صلى الله عليه وسلم الذي خرج من مكَّة،وتعظيماً للبيت الحرام.

وفاة أبيه وأمه :
واختلف في وفاة أبيه عبداللّه، هل توفي ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم حمل، أو توفي بعد ولادته؟ على قولين:
أصحهما:
أنه توفي ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم حمل.
والثاني:
أنه توفي بعد ولادته بسبعة أشهر.
ولا خلاف أن أُمّه ماتتبين مكّة والمدينة((بالأبواء)) منصرفها من المدينة مِن زيارة أخواله، ولم يستكمل إذ ذاك سبعَ سنين.

جدّه عبد المطلب :
وكَفَلَه جدّه عبدالمطلب، وتُوفي ولِرسول اللّه صلى الله عليه وسلم نحوُ ثمان سنين، وقيل: ست، وقيل:عشر.

عمُّه أبو طالب :
ثم كَفَلَه عمُّه أبوطالب، واستمرت كفالتُه له، فلما بلغ ثِنتي عشرة سنة، خرج به عمُه إلى الشام، وقيل:كانت سِنُّهُ تسعَ سنين،وفي هذه الخرجة رآه بَحِيرى الراهب، وأمر عمه ألا يَقْدَمبه إلى الشام خوفاً عليه من اليهود، فبعثه عمُّه مع بعض غلمانه إلى مكّة، ووقع في كتاب الترمذي وغيره أنه بعث معه بلالاً ، وهو من الغلط الواضح، فإن بلالاً إذ ذاك لعلّه لم يكن موجوداً، وإن كان، فلم يكن مع عمه، ولا مع أبي بكر.

وذكر البزار في ((مسنده))( 1 ) هذا الحديث، ولم يقل:وأرسل معه عمه بلالاً، ولكن قال: رجلاً.
....................
( 1 ) مسند البزار : (8 /97 _ 98 ) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه

زاد المعاد في هدي خيرالعباد
للإمام العلامة شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية

قديم 18-07-2014, 03:18 PM
المشاركة 4
  • غير متواجد
رد: سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد)
بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة (زاد المعاد في هدي خير العباد) 4


زواجه صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها :

فلمَّا بلغ خمساً وعشرين سنة، خرج إلى الشام في تجارة، فوصل إلى ((بصرى)) ثم رجع، فتزوج عَقِبَ رجوعه خديجة بنتَ خويلد.
وقيل: تزوجها وله ثلاثون سنة.
وقيل: إحدى وعشرون، وسنها أربعون، وهي أولُ امرأةتزوجها، وأول امرأة ماتت من نسائه، ولم ينكح عليها غيرها، وأمره جبريلُ أن (يقرأعليها السلام من ربها )

1_ البخاري 3820 مسلم 6273



خلوته صلى الله عليه وسلم:

ثم حَبَّبَ اللَّهُ إليه الخلوة، والتعبدَ لربه، وكان يخلو بـ ((غار حراء)) يَتعَبَّدُ فيه الليالي ذواتِ العدد ( 1 ) ، وبُغِّضَتْ إليه الأوثان ودينُ قومه، فلم يكن شيء أبغضَ إليه من ذلك.


( 1 ) البخاري 3 مسلم 403



زاد المعاد في هدي خير العباد

للإمام العلامة شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية

قديم 19-07-2014, 05:07 PM
المشاركة 5
  • غير متواجد
رد: سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد)
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة ( سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ) 5


نبوته صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي :



فلما كَمُلَ له أربعون، أشرق عليه نورُ النبوة، وأكرمه اللَّهُ تعالى برسالته، وبعثه إلى خلقه، واختصه بكرامته،وجعله أمينَه بينه وبين عبادة.
ولا خلاف أن مبعثه صلى الله عليه وسلم كان يومَ الاثنين، واختلف في شهر المبعث
فقيل:
لثمان مضين من ربيع الأول، سنة إحدى وأربعين من عام الفيل، هذا قولُ الأكثرين، وقيل:
بل كان ذلك في رمضان، واحتج هؤلاء بقوله تعالى:



{شَهْرُ رَمَضَانَ الّذِيَ أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185]



قالوا:


أول ما أكرمه الله تعالى بنبوته، أنزل عليه القرآن، وإلى هذا ذهب جماعة، منهم يحيى الصرصري حيث يقول في نونيته:



وَأَتَتْ عَليْهِ أَرْبَعُونَ فَأَشْرَقَتْ شَمْسُ النِّبوَةِ مِنْهُ في رَمَضانِ



والأولون قالوا:


إنما كان إنزال القرآنِ في رمضان جملةً واحدةً في ليلة القدر إلى بيت العزَّة، ثم أُنزل مُنَجَّما بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة.



وقالت طائفة:


أنزلَ فيه القرآن، أي في شأنه وتعظيمه، وفرض صومه.



وقيل:


كان ابتداءُ المبعث في شهر رجب.




زاد المعاد في هدي خير العباد

للإمام العلامة شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية

قديم 21-07-2014, 03:31 PM
المشاركة 6
  • غير متواجد
رد: سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد)
بسم الله الرحمن الرحيم



سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) 6



مراتب الوحي وأحواله :



وكمل اللّه له من مراتب الوحي مراتبَ عديدة:



إحداها:
الرُّؤيا الصادقة، وكانت مبدأَ وحيه صلى الله عليه وسلم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.



الثانية:
ما كان يُلقيه الملَكُ فيرُوْعه وقلبه من غير أن يراه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي أَنّه لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتكْمِلَ رِزْقَهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا في الطَّلَبِ، وَلاَ يَحْمِلَنّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَن تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ لاَ يُنَالُ إِلاَّ بِطَاعَتِهِ)).



الثالثة:
أَنّه صلى الله عليه وسلم كان يتمثَّلُ له المَلَكُ رجلاً، فيُخاطبه حتى يَعِيَ عنه ما يقول له، وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحياناً.



الرَّابعة:
أَنّه كان يأتيه في مثل صَلْصَلَةِ الجرس، وكان أَشدَّه عليه فَيَتَلَبَّسُ به الملكُ حتى إن جبينه ليتفصد عرقاً في اليوم الشديد البرد وحتى إن راسلته لتَبْرُكُ به إلى الأرض إذا كان راكبها ولقد جاءه الوحيُ مرةً كذلك، وفخذه على فخذ زيد بن ثابت، فثقلت عليه حتى كادت ترضُّها



الخامسة:
أنه يَرَى المَلَكَ في صورته التي خلق عليها، فيوحي إليه ما شاء اللّه أن يُوحِيَه، وهذا وقع له مرتين، كما ذكر اللّه ذلك في سورة [النَّجم: 7-13]



السادسة:
ما أوحاه اللّه وهو فوق السماواتِ ليلَة المعراج مِن فرض الصلاة وغيرها.



السابعة:
كلام اللّه له منه إليه بلا واسطة مَلَكٍ، كما كلّم اللَّهُ موسى بن عِمران، وهذه المرتبة هي ثابتة لموسى قطعاً بنص القرآن، وثبوتها لنبينا صلى الله عليه وسلم هو في حديث الإِسراء.



وقد زاد بعضهم مرتبة ثامنة وهي:
تكليم اللّه له كفاحاً من غير حجاب، وهذا على مذهب من يقول:
إنه صلى الله عليه وسلم رأىربَّه تبارك وتعالى، وهي مسألة خلاف بين السلفِ والخلف، وإن كان جمهور الصحابة بلكُلُّ هم مع عائشة كما حكاه عثمان بن سعيد الدارمي إجماعاً للصحابة.





زاد المعاد في هدي خير العباد



للإمام العلامة شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية

قديم 21-07-2014, 03:34 PM
المشاركة 7
  • غير متواجد
رد: سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد)
بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) 7

خِتانه صلى الله عليه وسلم.

وقد اختلف فيه على ثلاثة أقوال:
أحدها:
أنه وُلد مختوناً مسروراً، وروي في ذلك حديث لا يصح ذكره أبو الفرج بن الجوزي في ((الموضوعات)) وليس فيه حديث ثابت،وليس هذا من خواصه، فإن كثيراً من النّاس يُولد مختوناً.

القول الثاني:
أنّه خُتِنَ صلى الله عليه وسلم يومَ شَقَّ قلبَه الملائكةُ عند ظئره حليمة.

القول الثالث:
أن جدّه عبد المطلب خَتَنَهُ يومَ سابعه، وصنع له مأدُبة وسمّاه محمّداً.

قال أبو عمر بن عبد البرّ:
وفي هذا الباب حديث مسند غريب، حدثناه أحمد بن محمد بن أحمد، حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا يحيى بن أيوب العلاف، حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني، حدثنا الوليد بن مسلم،عن شعيب، عن عطاء الخراساني، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن عبد المطلب ختن النبي صلى الله عليه وسلم يومَ سابعه، وجعل له مأدُبه، وسمَّاه محمداً، صلى الله عليه وسلم قال يحيى بن أيوب:
طلبت هذا الحديث فلم أجده عند أحد من أهل الحديث ممن لقيته إلاعند ابن أبي السري، وقد وقعت هذه المسألة بين رجلين فاضلين، صنف أحدهما مصنفاً في أنه ولد مختوناً وأجلب فيه من الأحاديث التي لا خِطام لها ولا زِمام، وهو كمال الدين بن طلحة، فنقضه عليه كمال الدين بن العديم، وبين فيه أنه صلى الله عليه وسلم خُتِنَ على عادة العرب، وكان عموم هذه السُّنَّة للعرب قاطبة مغنياً عن نقل معين فيها، واللّه أعلم.

زاد المعاد في هدي خير العباد
للإمام العلامة شيخ الإسلامابن قيم الجوزية

قديم 21-07-2014, 03:40 PM
المشاركة 8
  • غير متواجد
رد: سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد)
بسم الله الرحمن الرحيم



سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) 8



أمهاته صلى الله عليه وسلم اللاتي أرضعنه :



فمنهن ثويبه مولاة أبي لهب، أرضعته أياماً، وأرضعت معه أبا سلمة عبد اللّه بن عبد الأسد المخزومي بلبن ابنها مسروح، وأرضعت معهما عمَّه حمزةَ بن عبد المطلب. واختلف في إسلامها، فالله أعلم.


ثم أرضعته حليمةُ السعدية بلبن ابنها عبد اللّه أخي أنيسة، وجُدامة، وهي الشيماء أولاد الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي، واختُلِف في إسلام أبويه من الرضاعة، فاللّه أعلم،
وأرضعت معه ابن عمه أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وكان شديدَالعداوة لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ثم أسلم عامَ الفتح وحسن إسلامه، وكان عمه حمزة مسترضعاً في بني سعد بن بكر فأرضعت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً وهو عند أمه حليمة، فكان حمزة رضيعَ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من جهتين:
من جهة ثويبة، ومن جهة السعدية.



حواضنه صلى الله عليه وسلم:

فمنهن أُمّه آمنةُ بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب.


ومنهن ثويبة وحليمة، والشيماء ابنتها، وهي أخته من الرضاعة، كانت تحضنه مع أمها، وهي التي قدمت عليه في وفد هَوزان، فبسطلها رداءه، وأجلسها عليه رعاية لحقها.

ومنهن الفاضلة الجليلة أم أيمن بَرَكة الحبشية، وكان ورِثها مِنْ أبيه، وكانت دايتَه، وزوَّجها من حِبِّه زيد بن حارثة، فولدت له أُسامة، وهي التي دخل عليها أبو بكر وعمر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقالا:
يا أم أيمن ما يُبكيك فما عند اللّه خير لرسوله؟
قالت:إنِّي لأعلم أن ما عند اللّه خير لرسوله، وإنما أبكي لانقطاع خبر السماء، فهيجتهماعلى البكاء، فبكيا.


زاد المعاد في هدي خير العباد
للإمام العلامة شيخالإسلام ابن قيم الجوزية

قديم 24-07-2014, 05:21 PM
المشاركة 9
  • غير متواجد
رد: سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد)
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة (زاد المعاد في هدي خير العباد) 9

في مبعثه صلى الله عليه وسلم وأول ما نزل عليه :

بعثه اللّه على رأس أربعين، وهي سنُّ الكمال.
قيل:
ولها تبعث الرسل، وأما ما يذكر عن المسيح أنه رُفعَ إلى السماء وله ثلاث وثلاثون سنة، فهذا لا يعرف له أثر متصل يجب المصير إليه.

وأول ما بدئ به رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من أمر النبوة الرؤيا، فكان لا يَرى رُؤيا إلا جاءتْ مِثْلَ فَلَقِ الصبُّح قيل:
وكان ذلك ستةَ أشهر، ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة، فهذه الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة واللّه أعلم.

ثم أكرمه اللّه تعالى بالنبوة، فجاءه المَلَك وهو بغار حِرَاءٍ، وكان يُحب الخلوة فيه، فأول ما أنزل عليه {اقْرَأْبِاسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] هذا قول عائشة والجمهور.

وقال جابر:
أول ما أنزل عليه:{يَأَيّهَا الْمُدّثّرُ} [المدثر: 1]


والصحيح قول عائشة لوجوه:

أحدها أن قوله:
((مَا أَنَا بِقَارِىء)) صريح في أنه لم يقرأ قبل ذلك شيئاً.

الثاني:
الأمر بالقراءة في الترتيب قبل الأمر بالإِنذار، فإنه إذا قرأ في نفسه، أنذر بما قرأه، فأمره بالقراءة أولاً،ثم بالإِنذار بما قرأه ثانياً.

الثالث:
أن حديث جابر، وقوله: أول ماأنزل من القرآن {يَا أيها المُدَّثر} [المدثر: 1]
قول جابر، وعائشة أخبرت عن خبره صلى الله عليه وسلم عن نفسه بذلك.
الرَّابع:
أن حديث جابر الذي احتج به صريح في أنه قد تقدم نزول الملَك عليه أولاً قبل نزول {يَأيُّهَا المُدَّثَر}[المدثر: 1]
فإنه قال:
((فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء، فرجعت إلى أهلي فقلت:
زملوني دثروني، فأنزل اللّه: {يَأَيُّهَا المُدَّثَرُ} [المدثر: 1]))
وقد أخبر أن الملك الذي جاءه بحراء أنزل عليه {اقرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
[العلق: 1]
فدل حديث جابر على تأخرنزول {يَا أَيُّهَا المُدثِّرُ} [المدثر: 1] والحجة في روايته، لا في رأيه، واللّه أعلم.



زاد المعاد في هدي خير العباد
للإمام العلامة شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية

قديم 24-07-2014, 05:24 PM
المشاركة 10
  • غير متواجد
رد: سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد)
بسم الله الرحمن الرحيم



سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) 10



في ترتيب الدعوة ولها مراتب:



المرتبة الأولى:



النبوة.



الثانية:



إنذار عشيرته الأقربين.



الثالثة:



إنذار قومه.



الرابعة:



إنذار قومٍ ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة.



الخامسة:



إنذارُ جميع مَنْ بلغته دعوته من الجن والإِنس إلى آخر الدّهر.



الجهر بالدعوة :



وأقام صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ثلاث سنين يدعو إلى اللّه سبحانه مستخفياً، ثم نزل عليه {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ} [الحجر: 94].



فأعلن صلى الله عليه وسلم بالدعوة وجاهر قومه بالعداوة، واشتد الأذى عليه وعلى المسلمين حتى أذن اللّه لهم بالهجرتين.





زاد المعاد في هدي خير العباد

للإمام العلامة شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية

قديم 27-07-2014, 05:33 PM
المشاركة 11
  • غير متواجد
رد: سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم


سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) 11



أسماء مشتقة من صفات قائمة به تُوجِبُ له المدحَ والكمال.



فمنها محمد، وهو أشهرها، وبه سمي في التوراة صريحاً كما بيناه بالبرهان الواضح في كتاب ((جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلامعلى خير الأنام)) وهو كتاب فرد في معناه لم يُسبق إلى مثله في كثرة فوائده وغزارتها، بينَّا فيه الأحاديث الواردة في الصلاة والسلام عليه، وصحيحها من حسنها،ومعلولها وبينا ما في معلولها من العلل بياناً شافياً، ثم أسرار هذا الدعاء وشرفه وما اشتمل عليه من الحكم والفوائد، ثم مواطن الصلاة عليها ومحالها، ثم الكلام في مقدار الواجب منها، واختلاف أهل العلم فيه، وترجيح الراجح، وتزييف المزيَّف،وَمَخبَرُ الكِتابِ فَوْقَ وصفه.



والمقصود أن اسمه محمد في التوراة صريحاً بما يوافق عليه كلُّ عالم من مؤمني أهل الكتاب.



ومنها أحمد، وهو الاسم الذي سماه به المسيح، لسرٍّ ذكرناه في ذلك ا لكِتابِ.



ومنها المتوكِّل، ومنها الماحي، والحاشر، والعاقب، والمُقَفِّى، ونبي التوبة، ونبيُّ الرحمة، ونبيُّ الملحمة، والفاتحُ،والأمينُ.



ويلحق بهذه الأسماء:



الشاهد، والمبشِّر، والبشير، والنذير، والقاسِم، والضَّحوك، والقتَّال، وعبد اللّه، والسراج المنير، وسيد ولد آدم، وصاحبُ لواء الحمد، وصاحب المقام المحمود،

وغير ذلك من الأسماء، لأن أسماءه إذا كانت أوصاف مدح، فله من كل وصف اسم، لكن ينبغي أن يفرق بين الوصف المختص به، أو الغالب عليه، ويشتق له منهاسم، وبين الوصف المشترَك، فلا يكون له منه اسم يخصه.



وقال جبير بن مُطْعِم:
سمَّى لنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء، فقال:
((أنا مُحَمَّدٌ، وأنا أحْمَدُ، وأنا المَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الكُفرَ، وأنا الحَاشِرُ الَّذِي يُحْشرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ، والعَاقِب الَّذِي لَيسَ بَعْدَهُ نَبيٌّ )).



وأسماؤه صلى الله عليه وسلم نوعان:



أحدهما:
خاص لا يُشارِكُه فيه غيره من الرسل كمحمد، و أحمد، والعاقب، والحاشر، والمقفي، ونبي الملحمة.



والثاني:
ما يشاركه في معناه غيره من الرسل، ولكن له منه كماله، فهو مختص بكماله دون أصله، كرسول اللّه، ونبيه، وعبده، والشَّاهدِ، والمبشِّرِ، والنذيرِ، ونبيِّ الرحمة، ونبيّ التوبة.



وأما إن جعل له مِن كل وصف من أوصافه اسم، تجاوزت أسماؤه المائتين، كالصادق، والمصدوق، والرؤوف الرَّحيم، إلى أمثالذلك.

وفي هذا قال من قال من الناس:
إن لله ألفَ اسمٍ، وللنبي صلى الله عليه وسلم ألفَ اسم، قاله أبو الخطاب بنُ دِحيةَ ومقصوده الأوصاف.





زاد المعاد في هدي خير العباد



للإمام العلامة شيخالإسلام ابن قيم الجوزية

قديم 27-07-2014, 05:38 PM
المشاركة 12
  • غير متواجد
رد: سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) الجزء الأول


بسم الله الرحمن الرحيم




سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) 12




في شرح معاني أسمائه صلى الله عليه وسلم 1




أمّا مُحَمَّد:




فهو اسم مفعول، من حَمِدَ، فهو محمد، إذا كان كثيرَ الخصال التي يُحمد عليها، لذلك كان أبلغَ من محمود، فإن ((محموداً)) من الثلاثي المجرد، ومحمد من المضاعف للمبالغة، فهو الذي يحمد أكثر ممّا يحمد غيره من البشر، ولهذا - واللّه أعلم - سمِي به في التوراة، لكثرة الخصال المحمودة التي وُصِفَ بها هو ودينه وأمته في التوراة، حتى تَمَنَى موسى عليه الصلاة والسلام أن يكون منهم، وقد أتينا على هذا المعنى بشواهده هناك، وبينا غلط أبي القاسم السهيلي حيث جعل الأمر بالعكس، وأن اسمه في التوراة أحمد.




تقديرُ أحمد على قول الأولين:




أحمد الناس لربه، وعلى قول هؤلاء: أحق الناس وأولاهم بأن يُحمد، فيكون كمحمد في المعنى، إلا أن الفرق بينهما أن ((محمداً)) هو كثير الخصال التي يحمد عليها، وأحمد هو الذي يُحمد أفضل ممّا يُحْمَدُ غيره، فمحمد في الكثرة والكمية، وأحمد في الصفة والكيفية، فيستحق من الحمد أكثر ممّا يستحق غيره، وأفضلُ ممّا يستحِق غيره، فيُحمَدُ أكثرَ حمد، وأفضلَ حمد حَمِدَه البشر.فالاسمان واقعان على المفعول، وهذا أبلغ في مدحه، وأكمل معنى.

ولو أريد معنى الفاعل لسمي الحماد، أي: كثير الحمد، فإنه بها، كان أكثر الخلق حمداً لربه، فلوكان اسمه أحمد باعتبار حمده لربه، لكان الأولى به الحمَّاد، كما سميت بذلك أمَتُه.




وأيضاً:


فإن هذين الاسمين، إنما اشتقامن أخلاقه، وخصائصه المحمودة التي لأجلها استحق أن يسمى محمداً؟ صلى الله عليه وسلم، وأحمد وهو الذي يحمدُه أهل السماء وأهلُ الأرض وأهلُ الدنيا وأهلُ الآخرة، لكثرة خصائصه المحمودة التي تفوق عَدَّ العادِّين وإحصاء المحصين، وقد أشبعنا هذاالمعنى في كتاب ((الصلاة والسلام)) عليه صلى الله عليه وسلم، وإنما ذكرنا هاهنا كلمات يسيرة اقتضتها حالُ المسافر، وتشتتُ قلبه وتفرق همته، وباللّه المستعان وعليه التكلان.








زاد المعاد في هدي خير العباد




للإمام العلامة شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية















قديم 27-07-2014, 05:42 PM
المشاركة 13
  • غير متواجد
رد: سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم



سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) 13



في شرح معاني أسمائه صلى الله عليه وسلم 2



وأما اسمه المتوكل:



ففي ((صحيح البخاري)) عن عبد اللّه بن عمرو قال(قرأت في التوراة صفة النبي صلى الله عليه وسلم: مُحَمَّد رسولُ اللّه، عبدي وَرَسُولي، سمَّيتُه المُتَوَكِّل، ليس بِفَظٍّ، ولا غَليظٍ، ولا سَخَّابٍ في الأسواق، ولا يجزي بالسَّيئةِ السَّيئة، بل يعفو ويصفح، ولن أَقْبِضَهُ حَتَّى أُقيمَ بِهِ المِلَّة الْعَوْجَاءَ، بأن يقولوا: لا إله إلا اللّه))


وهو صلى الله عليه وسلم أحقّ الناس بهذا الاسم، لأنه توكَّل على الله في إقامة الدين توكلاً لم يَشْركْه فيه غيره.



وأما الماحي، والحاشر، والمقفِّي،والعاقب، فقد فسرت في حديث جبير بن مطعم، فالماحي:



هو الذي محا اللّه به الكفر، ولم يُمحَ الكفر بأحد من الخلق ما مُحي بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإنه بُعِثَ وأهل الأرض كلهم كفار، إلا بقايا من أهل الكتاب، وهم ما بين عُبَّاد أوثان، ويهود مغضوب عليهم، ونصارى ضالين، وصابئة دَهرية، لا يعرفون رباً ولا معاداً، وبين عُبَّاد الكواكب، وعُبّاد النار، وفلاسفة لا يعرفون شرائع الأنبياء، ولا يُقرون بها، فمحا اللّه سبحانه برسوله ذلك حتى ظهر دينُ اللّه على كل دين، وبلغ دينُه ما بلغ الليل والنهار، وسارت دعوته مسيرَ الشمس في الأقطار.



وأما الحاشر:



فالحشر هو الضم والجمع، فهو الذي يُحشر الناسُ على قدمه، فكأنه بعث لحشر الناس.



والعاقب:



الذي جاء عَقِبَ الأنبياء، فليس بعده نبي، فإن العاقب هو الآخر، فهو بمنزلة الخاتم، ولهذا سمي العاقب على الإِطلاق، أي: عقب الأنبياء جاء بعقبهم.



وأما المقفِّي:



فكذلك، وهو الذي قفَّى على آثار من تقدمه، فقفى اللَّهُ به على آثار من سبقه من الرسل، وهذه اللفظة مشتقة من القفو، يقال: قفاه يقفوه: إذا تأخر عنه، ومنه قافية الرأس، وقافية البيت، فالمقفِّي: الذي قفى من قبله من الرسل، فكان خاتمهم وآخرهم.





زاد المعاد في هدي خير العباد



للإمام العلامة شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية

قديم 27-07-2014, 05:45 PM
المشاركة 14
  • غير متواجد
رد: سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم





سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) 14





في شرح معاني أسمائه صلى الله عليه وسلم 3





وأما نبي التوبة:





فهو الذي فتح اللّه به بابَ التوبة على أهل الأرض، فتاب اللّه عليهم توبة لم يحصل مثلها لأهل الأرض قبله.
وكان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس استغفاراً وتوبة، حتى كانوا يَعُدُّون لَهُ في المَجْلِس الوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ:
((رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الغَفُور)).





وكان يقول:
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ رَبَكُم، فَإِني أَتُوبُ إِلى اللَّهِ في الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ))
وكذلك توبةُ أمته أكملُ مِن توبة سائر الأمم، وأسرع قبولاً، وأسهل تناولاً، وكانت توبة من قبلهم مِن أصعب الأشياء، حتى كان من توبة بني إسرائيلَ مِن عبادة العجل قتلُ أنفسهم، وأمّا هذه الأمّة، فلكرامتها على اللّه تعالى جعل توبتها الندمَ والإِقلاع.













وأمّا نبي الملحمة:





فهو الذي بعث بجهاد أعداء اللّه، فلم يجاهد نبي وأمته قطُّ ما جاهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأمّته، والملاحم الكبار التي وقعت وتقع بين أمته وبين الكفار لم يُعهد مثلُها قبله، فإن أمته يقتلون الكفار في أقطار الأرض على تعاقب الأعصار، وقد أوقعوا بهم من الملاحم ما لم تفعله أمّة سواهم.





وأما نبيُّ الرحمة:





فهو الذي أرسله اللّه رحمة للعالمين، فرحم به أهلَ الأرض كلَّهم مؤمنَهم وكافرَهم، أمّا المؤمنون، فنالوا النصيبَ الأوفر مِن الرحمة، وأمّا الكفار، فأهل الكتاب منهم عاشوا في ظله، وتحت حبله وعهده، وأما من قتله منهم هو وأمتُه، فإنهم عجلوا به إلى النَّار، وأراحوه من الحياة الطويلة التي لا يزداد بها إلا شدَّةَ العذاب في الآخرة.









زاد المعاد في هدي خير العباد





للإمام العلامة شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية

قديم 27-07-2014, 05:50 PM
المشاركة 15
  • غير متواجد
رد: سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) الجزء الأول


بسم الله الرحمن الرحيم




سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) 15




في شرح معاني أسمائه صلى الله عليه وسلم 4




وأما الفاتح:




فهو الذي فتح اللّه به باب الهدى بعد أن كان مُرْتَجاً، وفتح به الأعين العمي، والآذان الصُّم، والقلوب الغُلف، وفتح اللّه به أمصار الكفار، وفتح به أبوابَ الجنَّة، وفتح به طرق العلم النافع والعمل الصالح، ففتح به الدنيا والآخرة، والقلوب والأسماع والأبصار والأمصار.




وأمّا الأمين:




فهو أحق العالمين بهذا الاسم، فهو أمين اللّه على وحيه ودينه، وهو أمينُ مَنْ في السماء، وأمينُ مَنْ في الأرض، ولهذا كانوا يُسمونه قبل النبوة: الأمين.




وأمّا الضحوك القتَّال:




فاسمان مزدوجان، لا يُفرد أحدهما عن الآخر، فإنه ضحوك في وجوه المؤمنين، غيرُ عابس، ولا مقطِّب، ولا غضوب، ولا فظّ، قتَال لأعداء اللّه، لا تأخذه فيهم لومة لائم.




وأمّا البشير:




فهو المبشَر لمن أطاعه بالثواب، والنذير المنذرلمن عصاه بالعقاب، وقد سماه اللّه عبدَه في مواضع من كتابه، منها قوله: {وَأَنّهُ لّمَا قَامَ عَبْدُ اللّهِ يَدْعُوهُ} [الجن:19] وقوله: {تَبَارَكَ الّذِي نَزّل َالْفُرْقَانَ عَلَىَ عَبْدِهِ} [الفرقان: 1] وقوله: {فَأَوْحَىَ إِلَىَ عَبْدِه ِمَا أَوْحَىَ} [النجم: 10] وقوله: {وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مّمّا نَزّلْنَا عَلَىَ عَبْدِنَا} [البقرة: 23] وثبت عنه في ((الصحيح)) أنه قال: ((أنا سيد ولدآدم يوم القيامة ولا فخر)) وسمّاه اللّه سِراجاً منيراً، وسمى الشمس سراجاً وهاجاً.




والمنير :




هو الذي ينير من غير إحراق بخلاف الوهاج، فإن فيه نوعَ إحراق وَتَوَهُج.








زاد المعاد في هدي خير العباد




للإمام العلامة شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية




















منيحب الاشتراك في هذه السلسلة عليه ارسال كلمة ( مشترك ) إلى رقم




0096597116616










الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: سلسلة ( زاد المعاد في هدي خير العباد) الجزء الأول
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا, ( الجزء الأول ) | ▐الخلــود ▐| ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ 4 21-04-2014 08:18 AM
غيمة القائلين - اقتباسات وأقوال, الجزء الأول, | ▐الخلــود ▐| ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ 12 30-12-2013 03:13 PM
من أوجه الإعجاز العلمي في الصيام شادي1980 خيمة الأماكن الرمضانية 6 11-07-2013 01:41 PM
حدآئق المـــوت .. الجزء الأول | ▐الخلــود ▐| ●{منْتدَى نْفحآتْ روٌحــآنيِهـ إسْلاميّة ~ 25 25-06-2013 05:25 PM
彡● التصويت لمُسآبقة أجمل طبق رمضاني( الجزء الأول) جووود 彡● فعاليات المنتدى ( خاص بالمسابقات ) 52 24-08-2011 05:22 AM

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


الساعة الآن 12:51 PM.