من هم الجن ؟
الجن عالم آخر غيرعالم الإنسان وعالم الملائكة ، بينهم وبين الإنسان دور مشترك من حيث الإتصاف بصفة العقل والإدراك ، ومن حيث القدرة على اختيار طريق الخير والشر ، ويخالفون الإنسان في أمور أهمها أن أصل الجان مخالف لأصل الإنسان .
وسموا جناً لاجتنانهم أي أستتارهم عن عيون الناس
( إنهم يرونكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) الأعراف 27

أصل الجن :
اخبرنا الله جل وعلا أن الجن قد خلقوا من النار : ( والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) الحجر 27
( وخلق الجان من مارج من النار ) الرحمن 15
ومارج من نار ( طرف اللهب )

متى خلقوا ؟
لا شك أن خلق الجن متقدم على خلق الإنسان لقوله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون ، والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) الحجر26-27 فقد نص القرآن أن الجان مخلوق قبل الإنسان ، ويرى بعض السابقين أنهم خلقوا قبل الإنسان بألفي عام وهذا لا دليل عليه من كتاب ولا سنة .

أسماء الجن في لغة العرب :
فإذا ذكروا الجن خالصا قالوا جني .
فإذا أرادوا انه يسكن مع الناس ، قالوا : عامر والجمع عمار .
فإن كان مما يعرض للصبيان قالوا : أرواح .
فإن خبث وتعرض ، قالوا : شيطان .
فإن زاد أمره على ذلك وقوي أمره ، قالوا عفريت .

أصنافهم الجن
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( في هذا الجن ثلاث أصناف : صنف يطير في الهواء ، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون )
مساكن الجن :
الجن يسكنون هذه الأرض التي نعيش فوقها ، ويكثر تواجدهم في الخراب والفلوات ، ومواضع النجاسات كالحمامات والحشوش والمزابل والمقابر .
ويكثر تواجدهم في الأماكن التي يستطيعون أن يفسدوا فيها كالأسواق .
وتسكن البيوت التي تسكنها الناس ، وتطردها التسمية وذكر الله ، وقراءة القرآن ، خاصة سورة البقرة ، وآية الكرسي .، وقد أخبر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، أنه تنتشر وتكثر بحلول الليل .

مجالس الشياطين :
تحب الشياطين الجلوس بين الظل والشمس ، ولذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم ، عن الجلوس بين الظل والشمس ، وهو حدث صحيح مروي في السنن .

قُبح صورة الشيطان :
الشيطان قبيح الصورة ، وهذا مستقر في الأذهان ، وقد شبهه الله ثمار شجرة الزقوم التي تنبت في أصل الجحيم برؤوس الشياطين ، لما علم من قبح صورهم وأشكالهم .

الشيطان له قرنان :
ففي صحيح مسلم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( لا تَحَروا بصلاتكم طلوع الشمس ، ولا غروبها ، فإنها تطلع بين قرني شيطان )

قدراتهم :
أعطى الله الجن قدرة لم يعطها للبشر ، وقد حدثنا الله عن بعض قدراتهم ، فمن ذلك سرعة الحركة الإنتقال ، في قصة سيدنا سليمان وعرش بلقيس .
ولهم قدرات على التشكل بأشكال الإنسان والحيوان ، فقد جاء الشيطان المشركين يوم بدر في صورة سراقة بن مالك ، ووعد المشركين بالنصر.
وفي الحيوان على صورة جمل أو ×××× او بقرة أو ××× أو قط .
خاصة الكلاب السود ، ولذا أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، أمن مرور الكلب الأسود يقطع الصلاة ، بأن ( الكلب الأسود شيطان )
وأيضا بالقط الأسود ، لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره ، وفيه قوة الحرارة .
وأيضا تتشكل الجان بشكل الحيات تظهر للناس ، ولذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم ، عن قتل جنان البيوت ، خشية أن يكون هذا المقتول جني قد أسلم ، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن بالمدينة نفر من الجن قد أسلموا ، فمن رأى شيئا من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثا ن فإن بدا له بعد ذلك فليقتله ، فإنه شيطان )
تفسير أن يؤذنه ثلاثا ، كأن يقول ( أقسمت بالله أن تخرجي من هذا المنزل ، وأن تبعدي شرك عنا وإلا قتلناك ) لمدة ثلاثة أيام ، وإن رأيت بعد ذلك فلتقتل .

ضعفه وعجزهم :
الجن والشياطين فيهم جوانب قوة ، وجوانب ضعف ، قال تعالى : ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) البقرة 76


إذا نقول والقول الحق ان الجن عالم ثالث غير عالم الملائكة والبشر ، وأنهم مخلوقات عاقلة واعية مدركة ليسوا بأعراض وجراثيم ، وأنهم مكلفون مأمورون منهيون .


ودمتم بحفظ الله ورعايته