قديم 15-03-2008, 11:04 AM
المشاركة 2
ريشهـ بيضآء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
في الحقيقه انقهر لمن اشوف وحدة على كثر القصص والضحايه ومع هذا لآ زالت
تبحث عن الحب والعاطفه .. اوكِ يا عزيزتي محد قالك لا تحبين الحب ليس حراماً..
ولا احد ينكر انك انثى وعاطفيه لكن .. ..الحب بعد الزواج .. ولا يكون حبا الا اذا كان بهدف الزواج .. (حب طاهر عفيف مرئييييييييي امام الكل لا تخجلين ولآ يخجل هو من اظهاره امام الناس )..
طبعا كان ودي اكتب بس وجدت مقالات تشرح الصدر ..!
الله يجزا كل من كتبها خير الجزاء


أيتها المسلمة : أفيقي وانتبهي .. ولا تكوني حمقاء غبيّة

الواضح
27/8/1423هـ

أيتها المسلمة :أفيقي وتوبي إلى الله قبل الموت ومفارقة الدنيا أيتها المسلمة : الله يدعوكِ إلى الجنّة والمغفرة وأعدائكِ يدعونكِ إلى النار .. فلمن تستجيبين ؟!
مسكينة تلك الحمقاء ، التي تغامر بعرضها وشرفها ، وتزهد في كرامتها وعزها ، وتقبل أن تكون معرضاً متنقلاً للفرجة ، ومتنفساً لرغباتِ شياطين الإنسِ الجنسية ، بكافة أنواع تلك الرغبات ..
فتراها لحمقها وسذاجتها ، وقلّة إدراكها ، ومسايرتها لصديقاتها ، وطاعتها لنفسها وشيطانها ، وتلبيتها لهواها ، تقبل على نفسها ، أن تخرج إلى الشوارع والأسواق والأرصفة وغيرها ، متعطرة بأفضل ما يكون من الروائح وأقواها وأبقاها ، متزيّنة بما لا مزيد عليه من لباس الفتنة والإغراء ، وكأنها في ليلة عرسها ، تمشي متكسرة متمايلة .. وحيدة أو مع أخرى على شاكلتها

أيتها المسلمة : هم يريدون عرضك فماذا تريدين منهم ؟
تظنّ تلك الحمقاء أنها بلباسها الفاتن الضيّق ، وبإبرازها لمفاتنها ، وبإظهارها للبارز من جسدها .. وبوضعها العدسات اللاصقة في عينيها ، والمكياج في وجهها وخديها .. تظنّ أنها كاسبة رابحة .. فقد فتنت المفتونين ، وجعلتهم يطاردونها ، ويلهثون ورائها ، هذا بكلمة ، وذاك برقم ، وآخر بلمسة ، ورابع بنظرة .. وكلهم يريد أمراً واحداً لا ثاني له .. تعرفه وتدركه تلك الحمقاء ..

أيتها المسلمة : إنه العرض والشرف والكرامة فأفيقي قبل الحسرة والندامة
وماذا بعدُ أيتها الحمقاء الغبيّة .. أطعتِ نفسكِ وهواكِ والشيطان ، وقلّدتِ السيئات الخبيثات .. فماذا كنتِ ترجينَ ، وعلى ماذا حصلتِ ، وإلى أي شيءٍ انتهيتِ ..؟!
ماذا حصدتِ من التبرج .. والمعاكسة .. واللهاث خلف فتنة الشباب .. والمتعة المحرمة ..؟!
لقد سقطت قبلكِ نساء وفتيات .. غلب عليهن الحمق ، وقلّة الحياء ، وعدم مراقبة الله ..
أنتِ تدركين جيداً ماذا يريده أولئك منكِ ومن كلّ أنثى ..!
إنهم يريدون هتكَ عرضكِ الذي زهدتِ فيه ، وأصبحتِ تعرضينه في الشوارع والأسواق ..!
إنهم يريدون أن تكوني كالسلّة التي يضعون فيها النفايات والأوساخ والأقذار ..!
إنهم يتحدثون عن " الحب واللقاء " وأنتِ تتحدثين معهم عن " الحب واللقاء " ولكنه في حقيقته " حبُّ الجنس " و " لقاء إلقاء النفايات " بالنسبة لهم ..!
إنهم بعد " اللقاء " لن يتحدثوا عن " زواج " بل عن موعدٍ آخر .. لماذا ..؟ لأنهم يرونكِ منحطّة سافلة قذرة ، وكما ردد غير واحدٍ منهم بصريح العبارة " أنتِ ...... " .. هذا هو رأيهم الذي يعلنه بعضهم ، ويسرّه البعض الآخر ..
إنهم بعد " اللقاء " إمّا أن يجعلوكِ لعبة بين أرجلهم ، كالكرة ، يتناقلونها فيما بينهم .. أو أن يرموكِ رمي " النفايات " غير مأسوفٍ عليكِ ..
إنهم حين يرونكِ في المرّة الأولى في مكانٍ عامّ ، أو حين يسمعون صوتكِ عبر الهاتف .. فإن حالهم ليس كحالهم بعد " اللقاء " ، وأقوالهم ليست كأقوالهم " بعد اللقاء " ..

أيتها المسلمة : لا تكوني حمقاء غبيّة ، فتبذلين شرفكِ وجسدكِ للسفلة والأنذال
إنهم حين يسلبونكِ – بطوعكِ واختياركِ وبذلكِ وجودكِ وسخائكِ – حينما يسلبونكِ " بكارتكِ " وحينما ينالون منكِ ما لهثوا خلفكِ من أجلِه ، فإنهم قد يكرمونكِ بدراهم معدودة ، ومأوى وملاذٍ بعيدٍ عن الأهل " فيستضيفونكِ [عندهم " مقابل " سهراتٍ يطعمون فيها من عرضكِ ، ويتمتعون فيها بجسدكِ .. وكم من فتاة حمقاء وقعت وسقطت ثم هربت إلى مستنقع البغاء ..
حمقاء تلك التي تظنّها ناجية لا خاسرة ..
حمقاء تلك التي تظنّها واثقة وقادرة ..
حمقاء تلك التي بجمالها وحسنها متفاخرة ..
حمقاء تلك التي عند الشباب بمشية متبخترة ..
حمقاء تلك التي بين الأنام أجزائها بارزة ظاهرة ..
حمقاء تلك التي غارقة بشهوة ساهرة وساكرة ..
حمقاء تلك التي تفكيرها وهمُّها مكالمات غادرة ..
حمقاء تلك التي تظنها ذكيّة فطينة وماكرة ..
حمقاء تلك التي طريقها سينتهي زانية وداعرة ..
حمقاء تلك التي لربها ناسية في غيّها سادرة ..
هداهنّ الله إلى الصراط المستقيم .. وردهنّ إليه رداً جميلاً ..

أيتها المسلمة.. وصيتي إليكِ : 1- راقبي الله تعالى ، واعلمي أن الله تعالى يراكِ ، ويعلم ما تعلنين وتسرّين .. يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ..
2- التزمي بالحجاب الشرعي ، الذي يرضي الله تعالى ، ويبعد عنك ذئاب البشر وشياطين الإنس .
3- لا تخرجي إلى الشوارع والأسواق دون محرم ، ودون حاجة .. فهذا أسلم لكِ وأحفظ ..
4- لا تذهبي إلى الأماكن المشهورة بالفساد وتجمع الشباب ، كبعض شوارع الشمال وأسواقها ..
5- لا تذهبي مع المتبرجات ، وصديقات السوء ، ولو كنّ من القريبات .
6- لا تتطيبي عند خروجكِ فقد ورد النهي عن ذلك .
7- لا تأخذي الأرقام من المعاكسين ، ولا تردي على المكالمات الهاتفية التي لا تعرفين مصدرها ..
8- لا تخدعي برسائل الحب ، وكلمات الوفاء واللقاء والمدح والإطراء .. فإنها شبكة صيد ..
9- لا تغتري بحسنكِ وجمالكِ .. فإن من أعطاكِ إيّاه قادر على سلبك إيّاه .. وأنتِ بمبارزتكِ الله تعالى بالمعاصي معرضة للعقوبة والعذاب " إن الله يغار وغيرة الله أن يأتِ المرء ما حرم الله " { وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد } ..
10- احرصي على زوج كريم ، وبيتٍ صالحٍ مصلح .. وتربية إسلاميّة .. وكوني داعية إلى الله تعالى ، بأخلاقكِ ، ولباسكِ ، وكلماتكِ ، ووقوفكِ في وجوه المفسدين ، والتزامكِ بالكتاب والسنة ، واقتدائك بأمهات المؤمنين – رضي الله عنه – والصالحات المصلحات الطيبات الطاهرات ..

أيتها المسلمة :سؤال أجيبي عليه بصدق .. هل حملتِ همّ الإسلام أم همّ الشهوة والهوى ؟
تلك كانت خواطر عابرة ، سجلتها لعل عيناً تنظرها فتستفيد منها ، وأذناً واعية تسمعها فتعيّها ..
اللهم احفظ المسلمات من مكر وشرور دعاة الرذائل وأصحاب الشهوات .. اللهم عليك بكل محب لإشاعة الفاحشة ، وعليك بكلّ مشيع لها .. اللهم عليك بكل مفسد ومفسدة .. اللهم رد المسلمين والمسلمات إليك رداً جميلاً .. يا رب العالمين .

المصدر : شبكة الفوائد الإسلامية

قديم 15-03-2008, 11:07 AM
المشاركة 3
ريشهـ بيضآء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
إلى كل عاشقة تريد الحقيقة

أبو حمزة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.......أما بعد:
أختي العزيزة: هل تريدين الحقيقة ؟ وهل تبحثين عنها ؟ هل تريدين حقا أن تعيشي قصة حب مع فتى أحلامك ؟!!!!!....إذا فاسمعيني جيدا وافتحي قلبك إلى كلام يخرج من شاب إلى فتاة.... ولكن من شاب يريد أن ينقذك..لا يغرقك..

أختي فتاة الإسلام.. ما هو الحب؟ ولماذا خلقه الله؟...
أولا وقبل كل شيء,إن الإسلام لم يحرم الحب بحد ذاته كمشاعر وعواطف , بل منع العلاقة التي تحدث بين الرجال والنساء قبل الزواج.....ولكن لماذا ؟؟!!!!!!!
في البداية, من وجهة نظر واقعية,اسألي أي إنسان منصف, شاب كان أم فتاة..متزوجون كانوا قد عاشوا قصص غرامية متعددة قبل الزواج..اسأليهم .. ما هو تأثير علاقاتك الغرامية السابقة على حياتك الزوجية بعد أن أصبح لديك أسرة وأولاد ..... أنا سأجيبك عنه: وسوف أتكلم من وجهة نظر الشباب:
إن كل شاب عندما يتزوج , يلزم منه أن يرتبط بزوجته وألا يحب غيرها,وهذا هو الواجب عليه وعليها. ولكن للأسف يحدث شيء لم يكن يتوقعه, وهو عندما يعيش مع زوجته, يبدأ الشيطان بعملية وسوسة, فيقول له: قارن بين زوجتك وبين اللاتي كنت تقيم معهن علاقات غرامية...فواحدة شقراء ذات خصر نحيل..وأخرى بيضاء ذات عيون رائعة..و و و ..عندها يبدأ الرجل بإجراء هذه المقارنة,وذلك بسبب تأثير ما كان قد عاشه في الأيام الخوالي..وفي لحظات الضعف هذه, يتسلل الشيطان إلى قلب الرجل ويقذف في قلبه البغض والكره لهذه الزوجة المسكينة, التي قد تكون لا تملك تلك المواصفات,حتى يصبح الرجل يرى كل شيء منها سيئا ولا يعجبه شيء ...وهكذا..حتى يوقع البغضاء بينهما وبعدها.....الطلاق.
نعم أختي..صدقيني, هذا ما يحدث للشاب أو الرجل..صدقيني أنا شاب وأعلم جيدا ما يدور في أذهان الشباب والرجال..وكذلك النساء والفتيات, يجرين المقارنة السيئة السابقة.
إذا من وجهة نظر واقعية واجتماعية, ظهر لنا أن هذه العلاقات سوف تؤثر على علاقة الزوج بالزوجة, وذلك عبر تذكر الأيام الخوالي....فانظري إلى المشاكل التي تحدث في البيوت, وكما تعلمين البيوت أسرار.
أما الآن فتأملي معي هذا الرسم البياني, وأرجو ألا تتسرعي وتقولي أني أخون وأشك بأحد..ولكن هذا هو الواقع الذي أعلمه تماما وهذا من خلال معايشتي لكثير من القصص التي رأيتها..

لنرى ونعيش أحد التجارب التي من الممكن أن تحدث مع إحداكن في المدرسة مثلا: تخرج الفتاة من المدرسة مع صديقاتها , فإذا بشاب وسيم, يضع على شعره الزيوت و العطور وووو.. فيقع نظرك عليه وهو كذلك,وهذه هي الدرجة الأولى من السلم الأعلى.وبعد هذه النظرة يبدأ تفاعل المشاعر, ثم تتحول إلى إعجاب, وهذه هي الدرجة الثانية. وبعدها يبدأ مسلسل النظرات والضحكات..وهكذا, بعد عملية التعارف وبعد فترة من الزمن, يطلب الشاب من الفتاة أن يسمع منها كلمات تشعره بنشوة الحب, كما هي كلمات الأغاني التي قد تأثر بها. ثم يتكرر هذا الطلب وهكذا حتى يتحول إلى رغبة لدى الشاب يريد أن يفرغها, وتتحول إلى غريزة حيوانية تطالبه بالمزيد .... حتى يقع المحظور والعياذ بالله . ولكن هذا قد يأخذ فترة من الزمن حتى لا يكون الأمر مفاجئا. وهذه هي طريقة الشيطان: طريقة الخطوة خطوة. وهذا ما حذرنا منه الله تعالى في القرآن الكريم وقال( ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) .. لاحظي أن الله تعالى لم يقل ولا تتبعوا طريق الشيطان,بل لا تتبعوا خطوات الشيطان. لأن الشيطان ماكر خبيث, يشعر الفتاة أن الموضوع بسيط. فكلما عظمت أحد الخطوات بعين الفتاة, جاء الشيطان وبسطها لها حتى تهون عليها ثم تبدأ بمسلسل التنازلات..واحدة تلو الأخرى, حتى يزول الخوف من الذنب ويبدأ الحياء بالتلاشي شيئا فشيئا, إلى أن يقع الفأس بالرأس, وعندها لا ينفع الندم. وإذا أردت التأكد فاسألي أصحاب التجارب السابقة..................
عود على بدء....
أما الآن أريد أن أرجعك إلى ما قد بدأت به أولا. ونقول هل حرم الإسلام الحب؟ أبدا لم يحرمه. ولكن في إطاره الشرعي. ولتسمعي معي هذه الوقفات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مع عائشة الطاهرة رضي الله عنها, وليتعلم كل امرأة ورجل من هذه الدروس الرائعة.
-1- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة رضي الله عنها: حبي لك كعقدة في حبل!!!!! فتضحك هي رضي الله عنها, ثم كلما مرت عليه سألته: كيف حال العقدة يا رسول الله؟ فيقول : كما هي........انظري يا أختي إلى هذه الكلمات.. بالله عليك هل يقدر أكبر شاعر في العالم بل وأكبر ممثل وعاشق أن يخرج مثل هذه الكلمات.
تأملي هذا الموقف..
-2- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حاضت عائشة رضي الله عنها: يلاطفها ويداعبها.وكانت إذا شربت من كوب الماء أخذ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكوب وبحث عن موضع شفتيها وشرب من نفس المكان الذي شربت منه...........( آسف للتطرق لبعض الأمور الحساسة ولكنه الإسلام ولا خجل في الإسلام..بل الحياء من الإسلام).

-3- سأل عمرو بن العاص رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة!! قال يا رسول الله من الرجال؟ قال: أبوها..تخيلي أختي المسلمة ..هل يستطيع الرجل في هذه الأيام أن يجيب مثل هذا الجواب بل ويلفظ اسمها أيضا...
إذا الإسلام لا يحرم الحب, بل يحرم العلاقة التي تكون في غير إطارها الشرعي.

أخيرا أخيتي: أريد أن اختم بحكمة الله في خلق الحب: عندما خلق الله الإنسان, وخلق أعضاءه, خلق لكل عضو من الأعضاء طاقة معينة ومحدودة لكي نصرفها فيما يرضي الله. فمثلا, خلق الله العين وأعطاها طاقة النظر لكي تبصر ما هو حلال لها. وكذلك الأذن والسمع, واليد والعمل ....الخ . وكذلك أيضا القلب, فقد أعطاه الله طاقة, هذه الطاقة هي الحب والعواطف, فانظري يا أختي أين تصرفي هذه الطاقة..أتصرفيها في هذه العلاقات وتنفذ منك؟؟؟!! لكي تصابي بما أصاب قلوب الأزواج الذين تحدثنا عنهم من قبل. حتى لا يجدوا حبا يتبادلونه أبدا..

يا أختاه أرجوك فكري جيدا....نحن أمة يتكالب عليها الأمم الباقية..يا أختي أرجوك أنت قلعة من قلاع الإسلام..إياك أن يؤتى الإسلام من قبلك, وأن يخترقوا هذا الحصن وأنت فيه..وإياك أن تفتحي هذه القلعة لكل ذئب يطرقها...ولكل متسول كذاب...بل افتحيها لرجل يستحقها ...لرجل لا يمل من حبك إذا أحبك..ولا يؤذيك إذا كرهك..بل يحافظ عليك...أتعلمين من هذا الرجل؟ ...إنه الشباب المؤمن..الشباب المحافظ الملتزم..هو الذي سوف يحفظك...فبالله عليك إياك وأن تخدشي حياءك...وإياك أن تخوني أهلك وأبويك ..وأن تخوني الإسلام....وأخيرا إياك أن تأتي يوم القيامة وتري الرسول صلى الله عليه وسلم فتركضي إليه ..تريدين أن تتحدثي معه فيعرض عنك ويقول لك:لا تقتربي مني فأنت من الذين خذلوني....وضيعوا الدين.

قديم 15-03-2008, 11:12 AM
المشاركة 4
ريشهـ بيضآء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
كيفَ يستطيعُ الشابُ امتلاكَ
قلب الفتاةِ والتلاعبَ بعواطفها ؟!

المقدمة
هذا سؤال كان يطرح نفسه عليَّ كثيرا, خصوصا عندما أسمع أو أقرأ أو أقف على قصة مؤلمة لفتاة وضعت نفسها في موقف لا تحسدها عليه أي فتاة, ثم أجد أنها هي من مكنت هذا الشاب من أن يتمتع بها ويأخذ منها ما يريد !
ما هي الأسباب التي جعلت هذه الفتاة تثق في شاب غريب عنها ؟!
وكيف وصلت ثقتها به إلى أن تكلمه كما تكلم الزوجة زوجها ؟!
ثم كيف وصل بها الحال إلى أن تهتك سترها بنفسها وتسلمه صورتها ؟
وتكون الطامة عندما تصل بها الثقة به إلى أن تهديه شرفها بالحرام..

أتساءل وأنا أسمع هذه القصص:
أين عقل هذه الفتاة ؟ وكيف تسمح لنفسها بأن تفضح أهلها وتدنس شرفهم وهي تجري خلف الأوهام ووعود الزواج ؟
وكيف استطاع هذا الشاب أن يتلاعب بعواطفها إلى درجة أن استسلمت له طائعة مختارة حتى أنها نسيت الفضيحة في الدنيا قبل الآخرة؟ ونسيت أن لهذا اللقاء المحرم نتائج من أقلها الحمل سفاحا , وعدم الزواج طول عمرها لأنها لن تجد من يتزوجها وهي ثيب دون أن تتزوج .

وكان الدافع الذي يحثني على كتابة هذا البحث هو أن ما نسمعه من قصص ما هو إلا الجزء الأخير منها , وأن هناك - ولا بد - أسبابا جعلت هذه الفتاة العاقلة تقع في مثل هذا المنزلق الخطير .
وسأحاول في بحثي هذا أن أسلط الضوء على أسباب هذه العلاقات المحرمة ..
وسيكون حديثي عنها في ست نقاط رئيسة :

1- مدخل
2- نظرة الشاب للفتاة ونظرة الفتاة للشاب ... فرق ما بين النظرتين
3- أهم المشاكل التي تعاني منها الفتاة : أ- الاكتئاب ب- الكبت ج – الحاجة للاستماع والتعاطف الصادق د- الحاجة للحب هـ – عاطفة الأمومة و- حب لفت النظر
4- طرق الشباب في التلاعب بعواطف الفتيات
5- كيف تتجنب الفتاة الوقوع في العلاقات المحرمة ؟
6- همسة في أذنك يا ولي الأمر .
7- قضايا لها صلة بالموضوع : أ- الرجوع للحق مطلب والتمادي في الباطل خطأ ب- بيدي لا بيد عمرو ج- زهرة في غابة د- الحب المستحيل هـ – كيف أنساه ؟ و- الزواج قسمة ونصيب .. ولكن !!
8- خاتمة

هذا وأسأل الله أن يحفظ بنات المسلمين من كل شر ، وأسأله سبحانه أن يطهر قلوبنا وأن يجعلها عامرة بحبه إنه ولي ذلك والقادر عليه.

المؤلف

1- مدخل :علاقة الحب بين الشاب والفتاة في الإسلام تنقسم إلى قسمين رئيسين : حب سوي ، وحب غير سوي . فمن الحب السوي حب الرجل لأمه وأخته وزوجه ، وكذلك الحال بالنسبة للفتاة . أما الحب غير السوي فهو إقامة علاقة حب بين شاب وفتاة لا تحل له أيا كانت هذه الفتاة .

وليس هناك ثمة مشكلة من العلاقة الأولى لأنها علاقة سوية مستقيمة لا خطر منها ، لكن الخطر كل الخطر هو العلاقة الثانية .. أي علاقة الحب التي بين شاب وفتاة لا تربطهما علاقة تبيح هذا الحب . والشاب في هذه العلاقة أشبه ما يكون بالصياد الذي يراوغ فريسته إلى أن تقع بين يديه . وهذا الدور يلعبه الشاب من خلال الهاتف أو في السوق والشارع والتجمعات المختلطة ، أو من خلال الإنترنت في هذا الوقت .

والملاحظ في معظم هذه العلاقات أن الفتاة فيها كالجارية التي يتمتع بها الرجل - وقد يُمَتِّع بها غيره أيضا تحت التهديد - ثم يتركها ليبحث عن غيرها !

إن من الأشياء التي تجهلها المرأة عن الرجل أنه من تركيبة تختلف عن تركيبتها ، ويتصرف بطريقة تختلف تماما عن طريقتها ، ومن هذه الاختلافات : نظرة الرجل والمرأة لعلاقة الحب هذه !
فالرجل لا يرضى أن يقترن بامرأة " مستعملة " حتى لو كان هو من استعملها ، لأن من وقعت في الحرام معه لن يمنعها شيء من الوقوع في الحرام مع غيره .

ومن الجدير بالذكر أن أقول : إن الفتاة هي الفتاة مهما تغيرت جنسيتها أو أصلها أو بيئتها أو دينها أو درجة التزامها لأننا نتكلم عن شيء يتعلق بنفسيتها وتفكيرها كأنثى بغض النظر عن دينها أو لونها أو عمرها .. فهي عاطفية لدرجة أنها تستخدم عاطفتها كثيرا في الحكم على الأشياء ، وحساسة وسريعة التأثر بما حولها ، وضعيفة وتحتاج لمن يساندها ويقف بجانبها ؛ ولذلك فهي عندما تحب فإنها تفقد عقلها وتصبح كاللعبة بين يدي الشاب , وقد تعطيه كل ما تملك بدون أن تعي ما الذي تفعله بنفسها وما الذي تجنيه من جراء ذلك !!

وهذه الأمور إيجابية وسلبية في الوقت نفسه، وقد تتغير من فتاة إلى فتاة أخرى , ولكن تبقى هذه السمات غالبة عند النساء ، وهي موجودة بدرجة أقل عند الشباب ..

وقبل أن نبدأ في الموضوع أقول : الشاب في بحثي هذا هو ذلك الشاب العابث بأعراض الناس ، والذي يسعى لإقامة علاقات حب محرمة مع الفتيات بقصد خبيث .. أما بقية الشباب فحديثي ليس عنهم .

نظرة الفتاة للشاب ونظرة الشاب للفتاة والفرق بينهما :
عندما يريد الشاب أن يبدأ في علاقة مع الفتاة فإنه يفكر فيها كأداة أو وسيلة لتفريغ شهوته ، أي أنه ينظر لها نظرة جنسية . بينما الفتاة تنظر للشاب على أنه مصدر للحب والعاطفة والقوة .

هي تبحث عن " الحب " وهو يبحث عن " الجنس" !!
هي تفكر بطريقة تغلب عليها العاطفة ، وهو يفكر بطريقة تغلب عليها الواقعية (1).
قد يريد الرجل نوعاً من العاطفة وقد تريد الفتاة شيئاً من الحاجة الجنسية ، وقد يكون الرجل قد أقام هذه العلاقة - فعلا - من أجل الزواج ، ولكن الغالب هو ما ذكرت من أنها علاقة خاطئة , والفتاة فيها هي الخاسر الأكبر ..
فمن خلال سماعنا لكثير من القصص نجد أن الشاب ما أن ينتهي غرضه من الفتاة ويدنس شرفها حتى يتركها لغيرها بينما تظل هي تحبه وتنتظر وعوده بالزواج وبالحياة العائلية السعيدة ..

ولا أنسى أن أذكر أن الفتاة الشرقية - سواءً كانت مسلمة أو غير مسلمة - تحب أن تترجم الحب إلى علاقة زواج ، ولا ترضى أن تكون أداة يلهو بها الرجل وتلهو هي به لفترة ثم تتركه ويتركها ، ولهذا فهي تطلب من صديقها الزواج وتلح عليه في ذلك ، وهو لا يريد تحمل أعباء الزواج وتكاليفه ولهذا يكتفي منها بما تعطيه من نفسها ثم يتركها .

وهنا أمران لا بد من ذكرهما :
ليست كل علاقة بين شاب وفتاة تكون على هذا الشكل فيمكن أن تكون هناك علاقة حب بين رجل وامرأة بدون "جنس" ولكن هذا شيء نادر جداً , لأن كثرة اللقاء والاختلاط والخلوة بين الشاب والفتاة يهيج العواطف ويحركها للمنكر .. وفي دراسة أمريكية تبين أنه حوالي 47% من ضحايا الاغتصاب في أمريكا كن ضحايا لاغتصاب أصدقائهن ! وحوالي عشرين بالمائة كن ضحايا لاغتصاب أقارب وأصدقاء العائلة ، وبعبارة أخرى : سبعين في المائة من الفتيات كن ضحايا للعلاقة " البريئة " (1)!!
وهذا يدلنا على أن الصداقة البريئة بين شاب وفتاة يختلطان ببعضهما وقد يرى أحدهما من الآخر ويسمع ما لا يقدر على أن يصبر عليه شبه مستحيلة ..

مشاكل الفتيات
أ- الاكتئاب :
وهو حزن شديد ينتاب الفتاة من وقت لآخر ، بسبب أو دون سبب ، تطول مدته وتقصر ، فتحس الفتاة بالحزن الشديد وبالرغبة في البكاء والانطواء ، وربما تحب أن تنفس عن نفسها بأن تكلم صديقتها العزيزة أو أقرب أخواتها لها .
هي لا تدري ما الذي بها ، ولا تدري ما الذي يدعوها لكل هذا الحزن … ولكنها مكتئبة .

هذا الاكتئاب له أوقات قد يزيد فيها بحسب الفتاة وطبيعتها ، مثلا : وقت العادة الشهرية أو قُبيلها ، أثناء الحمل ، بعد الولادة ، ويحصل أيضا عند حدوث - أو توقع حدوث - مشكلة ما .

وهناك فرق بين الاكتئاب المرضي – أو المزمن – وبين الاكتئاب الوقتي الذي يصيب الفتيات ، فالأول لا يزول إلا بالعلاج النفسي عند الطبيب المختص ، بينما النوع الثاني فكما أتى بدون سبب فإنه يزول بدون علاج عند الطبيب ، وتعود الفتاة التي كانت تبكي بكاء مراً وتحس أنها حزينة ومغتمة … إلخ تعود للعب والمرح والضحك بعد ساعة أو ساعتين ، وربما تطول المدة فتكون يوما أو يومين .

تقول الإحصاءات إن المجتمع الطبيعي فيه 15% من المكتئبين ، وثلث هذا العدد من الذكور والباقي من النساء … لماذا ؟؟!!

إن تكوين الفتاة يختلف عن تكوين الرجل ، فهي عاطفية جداً ومشاعرها جياشة ومتقلبة ، فهي كثيرا ما تثور بسرعة وترضى بسرعة ، وعلاقاتها الاجتماعية أكفأ من الرجل وأقوى ، ومن ذلك أنها تتشرب هموم صديقاتها ومشاكلهن وتشاركهن الحزن والفرح . والفتاة لا ترى بأساً في إظهار ضعفها على شكل بكاء أو حزن شديد ، ثم إنها كثيرا ما تفتقر لوجود متنفسٍ لها حتى يذهب ما بها من الهم .
قارن هذا بالشاب الذي تعود منذ أن كان صغيراً على عبارات مثل : " أنت رجل عيب تصيح ! " ، وإذا ما ظهر من الولد أي مظهر من مظاهر الضعف - كالبكاء مثلا - قيل له " البكاء للبنات ! " .
لهذا السبب فإننا نجد أن الرجل لا يحب أن يظهر بمظهر الضعف وانعدام الثقة بالنفس أبداً لأنه تربى تربية جافة تجعل من إبداء المشاعر السلبية مظهرا من مظاهر التشبه بالفتيات .
والرجل يستطيع أن يضبط مشاعره الإيجابية والسلبية أكثر مما تفعله الفتاة ، وتأثره بما حوله أقل . ثم إنه "حر" لأنه رجل يستطيع أن يفعل ما يشاء ، وأن يخرج متى ما شاء ، ويكلم من يشاء ، وليس عليه - عند كثير من العائلات - أية قيود (1).

ب- الكبت :
الكبت هو شعور الفتاة بعدم القدرة على التعبير عما يدور بداخلها أو التنفيس عن نفسها ، أي أنها تحس أنها غير قادرة على أن يكون ظاهرها مثل باطنها ، أو الشعور بأنها غير قادرة على أن تحصل على ما تشاء سواء أكان هذا الشيء ماديا أم معنويا ..
وهو شعور ينتابها إذا أحست بأنها مُضيق عليها من قبل أهلها أو مجتمعها أو دينها .
وهذا الشعور قد لا يحس به الرجل لأنه - كما ذكرت - لا يفرض عليه المجتمع قيودا كالتي يفرضها على الفتاة .

والكبت له أنواع :
1- كبت مطلوب ( إيجابي ) .
2- كبت مرفوض ( سلبي ) .
3- كبت يخضع للنقاش وقد يكون صحيحاً أو خاطئاً بحسب نظرة الأهل والمجتمع .

فمن الكبت المطلوب : أن يرفض الأهل الطلبات التي تؤدي لضياع ابنتهم , أو التي تضعها في مواقع الشبهات ، أو توقعها في المحرمات … كمنعها من الخروج مع السائق لوحدها ، أو منعها من زيارة صديقة سمعتها سيئة ، أو منعها من لبس ملابس تخالف الستر الذي يأمر به الدين ويحافظ عليه المجتمع ، أو منعها من التسكع في الأسواق مع الصديقات ، أو الخروج في أوقات متأخرة … الخ
ومن الكبت المطلوب الذي يمارسه المجتمع على الفتاة : منع الفتاة من بعض الخصائص التي يعطيها للرجل ، فالمجتمع مثلا لا يسمح للفتاة أن تعيش بمفردها في بيت أو شقة بينما هذا مسموح للشاب ، والمجتمع يسمح للولد أن يلعب في الشارع ، وأن يلبس ما يُـحَرِّمه هذا المجتمع على الفتاة .. وغير ذلك من الأمور التي يمارسها المجتمع انطلاقا من الدين أو الأعراف والتقاليد السليمة .

أما الكبت الخاطئ فهو أن تمنع الفتاة من أشياء ضرورية تجعلها تحس بانعدام الثقة والأمان والإحساس بالظلم وأنها تُعامَل كجماد ليس له مشاعر وأحاسيس ، وهذا بالطبع يحطم شخصيتها ويجعلها كالجماد في البيت ، ويجعلها تكره نفسها ومن حولها . فمثلا بعض الأسر تمنع الفتاة من الخروج من البيت إلا للمدرسة فقط ! فلا يسمح لها بزيارة الأهل والأقارب إلا نادرا ، ولا يسمحون لها بالخروج للنزهة ولا حتى للأماكن المحترمة أو التي ليس فيها اختلاط مع الرجال ، وقد تمنع الفتاة أيضا من التحدث مع صديقاتها بالهاتف حتى لو كانت محتاجة لذلك !

أما الكبت الذي تشعر به الفتاة ويكون السبب محلاً للنقاش فهو كمن يمنع ابنته من حضور زواج صديقتها بحجة أن الأعراس فيها مفسدة وفيها رؤية لبنات ممسوخات عن فطرتهن ، أو كمن تمنع ابنتها من بعض المباحات كوضع مساحيق التجميل لأنها ما زالت بنتا وهذه المساحيق للمتزوجات فقط ، أو كمن يمنع ابنته من " الجوال " بحجة أنه لا داعي له للفتاة .

وهذه الأمور وغيرها قد تشعر الفتاة بعد منعها منها بأنها مضيق عليها وأنها مكبوتة وأنها مظلومة وأنها ضحية لقسوة والديها ولقسوة المجتمع ، وقد ينتج عن ذلك كره الفتاة للأهل ورغبتها في التخلص منهم باي وسيلة ، بل قد لا نكون مبالغين إن قلنا أن الفتاة قد تفكر في الانتقام من أهلها بسبب هذا الكبت الذي يمارس عليها وكأن أهلها يتصورون أنها جسد لا روح فيه ..
ولذلك لا يستبعد أن تكون أكثر نوبات الاكتئاب التي تحدثنا عنها بسبب الشعور بالكبت !

ج- الحاجة للاستماع والتعاطف الصادق :
من المعروف لدى أي مهتم بعلم نفس الإنسان أننا معرضون في حياتنا اليومية لكثير من الانفعالات التي تؤثر علينا إيجابياً ( لقاء الأحبة , سماع الإطراء من الآخرين , الزواج , الرزق بمولود ... الخ ) ، وكذلك نتعرض للانفعالات السلبية ( موت قريب ، فشل في دراسة ، غضب من صديق ، إهانة ، إحراج من شخص معين .... الخ ) ، هذه الانفعالات منها ما هو يسير ومآله للزوال في ساعة أو ساعتين , ومنها ما هو صعب الزوال ويحتاج لوقت طويل حتى يزول .

ونحن عندما نتعرض لانفعال سلبي معين ونحس بالحزن والكآبة فإننا نحب أن ننفس عن أنفسنا بأي طريقة كانت ، ولو لم نفعل ذلك فإنه سيأتي اليوم الذي نعجز فيه عن تحمل المزيد من الهموم ، فتخرج هذه الهموم عن كونها هموما وأحزانا عادية إلى أن تكون اكتئابا مزمنا يحتاج لطبيب حتى يعالجه .. وحتى أدخل في صلب الموضوع الذي أتكلم عنه أقول :

عندما تشعر الفتاة بالحزن والاكتئاب فإنها بحاجة لشخص قريب من نفسها تحدثه بما فيها ، وتبث له شكواها ، تحدثه عن أحزانها وهمومها ، وهي لا تريد منه " الحل " لمشكلتها ، ولا أن يخبرها برأيه وأن ينصحها بشيء معين - خصوصا وأن كثيرا من مشاكلنا لا حل لها عند من نشتكي لهم - بقدر ما تحتاج منه لأمرين :
1- الاستماع والإنصات الجيد .
2- التعاطف والمشاركة الوجدانية .

والفتاة عندما تشتكي فلا يعني هذا دائماً أنها فعلاً تحس بمشكلة ، فإنه قد يوجد من الفتيات من تحب أن تبدو ضعيفة ومسكينة ومعذبة ، وتحس بأنها بحاجة للعطف وتحتاج لمن يقول لها : أنتِ مسكينة , أنتِ مظلومة ... الخ ، وهي بهذا تشعر بالراحة لأنها شعرت بأن محدثها يشاركها ويتعاطف معها ويحبها !
وقد تكون الفتاة حزينة فعلا وهناك سبب قوي يؤثر سلبا على نفسيتها ، ولكن هذا لا يغير شيئاً في مطلب الفتاة ممن يستمع إليها ، فهي وإن كانت شبه متأكدة من أن الحل ليس بيد الشخص الذي تحدثه ، ولكنها تريد منه أن يظهر التعاطف الصادق معها وأن يشاركها في همها وحزنها .
ولا أعني بهذا أن الفتاة لا تريد حلا لمشاكلها ، بل أقصد أن الفتاة لا تطلب الحل ابتداء ، وأنها تريد ممن يستمع إليها أن يستمع إليها ويمكنها من الكلام حتى يذهب ما بنفسها من الحزن .. وبعد ذلك تكون الفتاة متقبلة للحل الذي يعطيها إياه من تتكلم معه .

ونستطيع أن نقول إن الفتاة في مجتمعنا عندها مشكلة حقيقية في إيجاد شخص يتعاطف معها ويكون قريبا منها ، يتشرب المشاكل والهموم ، ويستمع للشكوى ويظهر التعاطف والحب الصادق ، خصوصاً عندما تكون الفتاة محاطة بأب بعيد عنها وبينها وبينه علاقة رسمية تمنعها من الشكوى له ؛ وأم لاهية عابثة بعيدة عنها تتعامل الفتاة معها بعلاقة رسمية بحيث لا تستطيع الفتاة أن تجعل منها صديقة لها ، وبعيدة عنها بحيث أن الأم لا تنزل للمستوى العمري المناسب لابنتها ولا تتفهم حاجتها في هذا السن (1)!

ومن الملاحظ لدى كثير ممن لهم احتكاك حديث بالنساء أنهم يقولون : ألا توجد امرأة متفائلة ؟! ألا توجد امرأة ليس عندها مشاكل ؟! هل يعقل أن كل امرأة أتحدث معها تبدأ في الشكوى ؟!
والجواب : الحاجة للتعاطف وللاستماع هما السبب الأول لأن الفتاة في كثير من الحالات لا تجد من يستمع إليها في البيت ، فتجد في الشكوى للشباب فرصة للتنفيس عن نفسها خصوصا وأن الشاب المعاكس سيسمع ما تقوله وسيظهر تعاطفه معها نظرا لأن هذا سيجعلها تثق به وتحبه ومن ثم تتعلق به .
والسبب الثاني أن الرجل يحكم على المرأة بمنظاره وبمقاييسه على الأمور ، والرجل يرى أن الشكوى مزعجة جدا لأنها نوع من أنواع الضعف الذي لا يرضى أن يضع نفسه فيه .

وغالباً أننا - رجالاً ونساءً - نشتكي لمن نميل إليهم في بعض المرات ، ولكننا لا نفتح قلوبنا على مصراعيها إلا لمن نثق بهم ، فإن لم تجد الفتاة من تثق به في البيت فربما تكون الشكوى للغرباء هي البديل ..

د - الحاجة للحب :
الفتاة الطبيعية عبارة عن كتلة متحركة من العواطف التي تتأجج في كثير من الأحيان وتسكن في أحيان أخرى ، ومن هذه العواطف عاطفة الحب . والحب الذي أقصده ليس حب الفتاة لوالدها أو والدتها أو لأخيها أو غيرهم من الأشخاص والأشياء ، بل هو الحب بمعنى الميل العاطفي والذي يكون للزوج - بالحلال - أو العشيق - بالحرام - .
وهذه الحاجة موجودة أيضا عند الرجال ، ولكن الفرق بين الرجال والنساء أن الرجل يتحكم في عواطفه ويتغلب عليها في كثير من الأحيان - كما ذكرنا سابقا - ، بينما تعجز المرأة عن هذا في كثير من المرات .
والفرق الآخر أن الرجل يستطيع أن يشبع هذه الحاجة بالزواج ممن يحب وليس عليه حرج في ذلك ، بينما تبقى المرأة تتعذب وتتألم في انتظار ذلك الخاطب الذي يأتي ليطرق الباب ، وإن ابتلاها الله بالحب فإنها لن تستطيع أن تتقدم لخطبة من تحبه ولا أن تصرح بذلك لأحد، ولو قيل عنها إنها تحب رجلا فستعامل على أنها فتاة منحرفة حتى ولو كانت ليست كذلك .
فإذا علمنا أن عاطفة الحب عند الفتاة ليس لها مجال للتفريغ المؤقت (1) ، وإذا أضفنا إلى هذا أن الفتاة ربما تكون تجد معاملة سيئة من أهلها (2) فإننا سنفترض أن هذه العاطفة ستنحرف بالتأكيد .

ومن الملاحظ أن هذه العاطفة هي الوتر الذي يعزف عليه كثير من عُـبَّاد الجنس والشهوة من الفنانين والفنانات ، فيخرجون الأفلام التي تحكي قصة عاطفية عن شاب أحب فتاة ، ثم لم يستطع هذا الشاب الوصول لحبيبته لسبب أو لآخر ، وتمضي أحداث الفلم التي تحكي كيفية تخطي الصعاب في سبيل التوصل للحبيبة ، وفي آخر الفلم يلتقي الحبيبان لقاء رومانسيا ويتزوج العشيق من عشيقته.
وهذه المشاهد ترغب الفتاة بالتجربة بعد أن صوروا لها الحبيب في أجمل منظر ، ثم أنهوا القصة بالزواج الذي تحلم به أي فتاة . ولهذا تعيش الفتاة في أحلام وردية ، وتنتظر بطل الفلم الذي سيراها ويعجب بها ثم تعيش معه قصة حب تختمها بالزواج , وغالباً ما يأتيها هذا الفارس ويحملها على الفرس الأبيض ويطير بها في السماء , ثم إذا قضى حاجته منها رماها من فوق الحصان ليستبدلها بأخرى !
لا أقول إن هذا يحصل " دائماً " ولكنه يحصل غالباً .

أما الانحراف الثاني بسبب عدم تفريغ هذه العاطفة التفريغ الصحيح فهو أن تميل الفتاة لفتاة مثلها ميلا عاطفيا غير مقبول . وهذا الحب اصطلح على تسميته بـ " الإعجاب " .
وفي هذه العلاقة تكون المعجبة تتعامل مع من أعجبت بها وكأنها تتعامل مع زوجها ، ولا يعني هذا أن كل علاقة إعجاب فهي علاقة تدخل في الشذوذ ، لأن الإعجاب عند الفتيات قد ينتهي بمجرد تبادل الهدايا ، والخجل الشديد عند رؤية من أعجبت الفتاة بها ، والغيرة عليها من الأخريات .. وربما يتطور هذا الإعجاب لدرجة تدخل في الشذوذ الجنسي خصوصا إن كان الرادع – الرقابة الذاتية أو الرقابة الخارجية – غائبا !

وهناك كتاب للداعية نوال بنت عبد الله اسمه ( فتياتنا والإعجاب ) ، يتكلم عن ظاهرة الإعجاب فحبذا الرجوع إليه .

هـ عاطفة الأمومة :
عاطفة الأمومة من العواطف التي تؤثر كثيرا على الفتيات ، وهي عاطفة أودعها الله في الأنثى ، وهذه العاطفة تبدو واضحة جدا في عمر مبكر من حياة الفتاة فنجد أنها تحب أن تقتني العرائس وتعاملها وكأنها تتعامل مع ابنتها ، وتفرغ فيها عاطفة الأمومة التي أودعها الله فيها .
وعندما تكبر الفتاة فإنها تتغير نفسياً وجسمياً ، ويتطور حبها للعرائس إلى حب لأطفال حقيقيين يملئون عليها حياتها وتستطيع أن تغرقهم بعاطفتها المكتومة والتي تكاد - بفعل الزمن وتأخر فارس الأحلام - أن تنفجر ..
وحتى تعلم مقدار هذه العاطفة وكيف تتناسى الفتاة كل شيء في سبيل توفيرها لنفسها ، فكر بمقدار الألم الذي قد يصل إلى الموت عند الولادة وكيف تنساه الفتاة في مقابل أن تسمع كلمة " ماما " ، ثم انظر إليها وقد خرج هذا الطفل منها وقد هدَّ جسمها ولاقت من العناء والألم ما قد لا يتحمله الرجال ، ثم لا تكتفي به وحده بل تحب أن تأتي بغيره أيضا . وبعد الولادة تبقى الأم تغرق طفلها بحبها وعطفها حتى يجعلها هذا الحب تستعذب ما يتأفف منه زوجها ويكرهه .

واليوم يعاني مجتمعنا من ارتفاع شديد في نسبة العنوسة ، وتأخر سن الزواج بالنسبة للشباب والفتيات ، وأصبح الزواج يكلف الشاب ما لا يستطيع أن يوفره إلا بجهد ومشقة . هذا بالإضافة إلى كثير من التعقيدات الاجتماعية الأخرى … فأصبحت معوقات الزواج كثيرة جدا لدرجة أن كثيرا من الفتيات قد يصل بها العمر إلى منتصف العشرينات وهي لم تتزوج بعد ، وبعضهن تستمر معاناتها لسن أكبر من هذا السن .

إذا تخيلنا هذا فإننا سنعلم أن هذه العاطفة تؤرق الكثير من الفتيات ، وأن علاقات الحب المحرمة قد يكون من أهم أسبابها أنها - في نظر الفتاة - سبيل للحصول على الأطفال .

و - حب لفت النظر :
هذه الصفة موجودة عند الفتيات الصغيرات والكبيرات ، فالفتاة منذ صغرها وهي تحرص على شكلها ومظهرها أكثر بكثير جداً من الولد ، ونجد أنها منذ أن تفهم وتعي ما يدور حولها تحب أن تتزين وتبدو في أجمل هيئة ، وهذا لا ينطبق على الولد في كثير من الأحيان .
أما السبب في هذا – وهذا السبب كذلك في غيره من الفروقات بين الرجل والمرأة – فيقال :
الله عز وجل خلق آدم من تراب ، وخلق حواء من آدم .. ولهذا فالرجل مرتبط بالأرض ، والمرأة مرتبطة بالرجل ، وهذا بالتالي يعني أن الرجل مرتبط بما لا روح فيه فيغلب عليه الجفاف العاطفي ، بينما المرأة مرتبطة بما له روح فتغلب عليها العاطفة .. وهذا أيضا هو سبب الفرق بين طريقة إثبات التفوق عند الرجل والمرأة ، فالرجل يثبت ذاته ويدلل على تفوقه بالعمل ، بينما المرأة تثبت ذاتها بعلاقاتها الاجتماعية مع الآخرين ..
ولهذا فإننا نجد أن الفتاة في التعليم المختلط مثلا تحرص على لفت الأنظار بجمالها وأناقتها ، بينما يحاول الشاب لفت الأنظار إليه بتفوقه على أقرانه .

وهذه الصفة في الفتاة قد تجعلها تلبس ما يغري الشباب بمعاكستها : كالنقاب الذي يبدي معظم الوجه ، والعدسات الملونة ، والعباءة الضيقة وغير هذا مما يكون سببا في لفت الأنظار إليها .
وهذا مما حرمه الرسول صلى الله عليه وسلم حين منع من تطيبت من أن تأتي للصلاة في المسجد ، وحين حكم على من تعطرت " ليجد الناس ريحها " بأنها زانية .

إن حب لفت النظر لا تعني به الفتاة لفت نظر الشباب فقط ، بل لفت نظر الشباب والفتيات أيضاً لأن حب التزين والتجمل صفة تحبها الفتاة وتكون فيها حتى وهي في مجمع من النساء ( كالأعراس مثلا ) ، وقد يكون الإطراء أو النظر إلى زينتها وهيئتها بإعجاب فيه ما يكفيها من السعادة والرضا . ولذلك فإنه لا يشترط أن تكون الفتاة تنتظر نظرة إعجاب - بمعناها السيئ - بل قد تكون حريصة على نظرة إعجاب بريئة أيضاً !!

كيف يستطيع الشاب التلاعب بعواطف الفتاة ؟؟
وما هي الطرق التي يستخدمها في ذلك ؟؟

بعد أن ذكرنا أهم المشكلات التي تعاني منها الفتاة في مجتمعاتنا فإنه جاء الوقت الذي نجيب فيه عن السؤال المطروح في بداية الموضوع : كيف يستطيع الشاب التلاعب بعواطف الفتاة ؟؟ وما هي الطرق التي يستخدمها في ذلك ؟؟

يستطيع الشاب ذلك باستغلال مشكلة من المشاكل السابقة بذكاء وخبث أو بدون أن يقصد – أي بشكل عفوي – . فنجد أن المعاكس يلعب دورا من عدة أدوار : فتارة هو الطبيب النفسي المعالج والفتاة هي المريضة التي تجد في الشكوى إليه راحة تنقذها من الكبت الذي تحس به . وتارة هو الناصح الأمين الذي يرعاها ويبحث عن مصلحتها ولا يريد منها ولا لها إلا الخير . وتارة هو العاشق الولهان الذي وقع في حب تلك الفتاة بعد أن سمع صوتها أو نظر إليها في مكان ما أو قرأ لها مقالا يدل على ثقافتها ووعيها . وتارة هو شاب يبحث عن الاستقرار ويريد أن يتزوجها ويجمعها به بيت واحد .... إلى آخر هذه المداخل التي يدخل بها الشاب على الفتاة .

وقد يوجد من الشباب من هو محبوب بطبيعته وبدون خطط وبدون تكلف ، وهذا النوع من الناس يحبه كل من يختلط به سواءً أكان رجلاً أم امرأة .. والشاب الذي يتمتع بهذه الصفة قد يستغلها استغلالاً سيئًا في اصطياد الفتيات اللاتي يحببنه أو يملن إليه .

ويوجد من الشباب من يأسر الفتاة بسبب خطأ في مفهوم الحب والزواج عندها ، فبعض الفتيات تأسرها الأموال فتحب من تبدو عليه أمارات الغنى ، لأن المال مجلبة للسعادة . وبعضهن يقعن في حب الوسيم من الشباب ويكون همها هو أن ترتبط بمن يكون الجمال صفة فيه . وبعضهن يقعن في حب قوي الشخصية ، وبعضهن بصاحب المنصب الرفيع ، وبعضهن بالمثقف ... وهكذا !

ويوجد من الشباب من هو ساذج لا يعرف كيف يتعامل مع الفتيات ولا يعرف من أي مدخل يدخل إليهن ولا يعرف أن دون عرضها أبوابًا موصدة لن تفتحها إلا لمن كانت له همة - في الباطل والعياذ بالله - .

وكما يقال ( بالمثال يتضح المقال ) وهذه بعض الأمثلة المختصرة ، ويمكنك أخي القارئ أن تقيس عليها وتضع عليها مثلها من الأمثلة :
1- هي : أنا مهمومة ، وعندي مشاكل مع أهلي .. أحس أن الناس ضدي .. أحس أن ما لي قيمة في الدنيا .. أهلي دائما يعاملونني كالخادمة … الخ
هو : هذا غير معقول .. كيف واحدة مثلك يفعلون بها كذا ؟؟ احكي لي ما الذي حصل ؟؟؟
هي : اليوم حدث كذا وكذا ، وبالأمس حدث كذا ، أمي قالت لي كذا ، أبي منعني من كذا ... الخ .

وتستمر هذه المحادثة بين هذه الفتاة وهذا الشاب على هذا المنوال :
هي : عندها اكتئاب أو حزن وتريد من يسمعها .. وأهلها غافلون عنها ولا يمكنونها من الشكوى لأي منهم .
هو : عنده صبر ويعرف أنها تشتكي له وتريد من يسمعها و " يتعاطف " معها .. ومهمة المعاكس هنا أن يعطيها ما تريد حتى تصبح لا تستغني عنه لأنها تجد راحتها معه ، ثم بعد ذلك ومع مرور الوقت يحصل منها على ما يريد .

2- هو : أنا اليوم حزين جدا ، هل تعرفين لماذا ؟؟
هي : لماذا ؟
هو : بالأمس لم أستطع أن أتحدث معكِ ، وقد كنت أظن أني سأصبر ، ولكني ما استطعت واسودت الدنيا في وجهي … الخ

هنا يحاول الشاب أن يبين للفتاة أنه تعلق بها وأنه يحبها وأنه يتعذب بسبب حبه لها ، وبهذا يستغل نقطة ضعف عندها وهي حاجتها لمن يحبها ويشعرها بأن لها قيمة عنده وأن هناك من يهتم بها ويحبها .. وهي ستحس بحبه لها عن طريق مثل هذا الكلام المعسول أو الأفعال التي نحبها كالهدية أو كإرسال بعض البطاقات لها في مناسبة معينة أو بدون مناسبة .
ومع الأسف فإنه كلما زاد الأهل في المعاملة الجافة للبنت وحرموها من كلمات ولمسات الحب والعطف ، كلما كان تأثرها بكلمات الشباب أعمق وأعظم وأخطر .

3- " هي " تسمع منه أنه مسكين ومهموم ، وأن حظه في الدنيا سيئ ، وأن المشاكل تحيط به من كل جانب ، وأنه يعيش في دوامة من المشاكل التي لا يكاد يخرج من أحدها إلا ويقع في الأخرى ..
" هي " مفطورة على التفاعل بكل مشاعرها مع المهموم ، ومفطورة على مشاركة الآخرين مشاكلهم وأحزانهم ... وكلامه لها أيقظ عندها هذا الشعور ..
وهنا يستغل الشاب صفة " العاطفة الزائدة " عند الفتاة لأنه يعلم أنها ستتعاطف معه وأنها غالبا ما ستصدقه ، وربما مع الوقت ستحبه وتتعلق به .

4- " هو " يعلم أن حلم كل فتاة أن تظفر بزوج يكون أباً لأطفالها في المستقبل ، ويعلم أن عاطفة الأمومة تتأجج في صدر كل فتاة سوية ، ولهذا يعدها ويمنيها بالزواج وبالأطفال .
" هي " تعرف أن طريق الحلال لا بد أن يكون مباحاً ، وأن الزوج الصادق يطرق باب البيت ويخطبها من أبيها ، وتعلم أن الزوج لا يدخل البيت من النافذة !!
ولكن الوعود تلو الوعود ، وتعلق القلب بهذا الشاب ، وتحكيم العاطفة وإقصاء العقل تذهب هذا الخوف وتفتح الطريق للشاب ، وتفتح الأبواب الموصدة بابا تلو الآخر حتى يصل إلى ما يريده منها .

كيف تتجنب الفتاة الوقوع في شباك الصياد ؟؟
هناك طرق كثيرة جدا يستخدمها الشباب للإيقاع بالفتيات غير التي ذكرتها سابقا ، ولو كانت الفتاة تحكم عقلها في مثل هذه العلاقات لما استطاع الشباب أن يوقعوا بها ، ولكن لأن الفتاة لا تحكم عقلها في هذه المسائل نجد أنها تكون ضحية لهذه العلاقات .
فليست المشكلة في أن الفتاة " لا تفهم " أو " لا تعرف " أو " لا تدري " ، كلا فهذا غير صحيح لأنها تعرف وتفهم أن الشاب المعاكس لا يريد إلا أن تعطيه نفسها ليلعب بها فترة من الوقت ثم يتركها لغيرها ، وهي تعرف أن الشاب الذي تتعامل معه وكأنه زوج المستقبل لن يتزوجها وهي مستعملة من قبله هو فكيف بغيره ؟! وتدري أن الطريق الذي تمشي فيه مآله إلى الفضيحة والحمل سفاحا والعنوسة إلى غير ذلك من العقوبات الدنيوية قبل ما لها في الآخرة . وهي تسمع – مثلما نسمع – عن غيرها من الفتيات ممن كن ضحية تلك العلاقات المشبوهة ..
نعم ، ليست المشكلة في عدم الفهم أو الجهل ، ولكن المشكلة في تحكيم العاطفة واقصاء العقل في الحكم على هذه العلاقة مع المعاكسين .

والمشكلة الثانية التي أعتقد أنها تعقب " تحكيم العاطفة " أستطيع أن أسميها مشكلة : " حبيبي غير الباقين " .
وسأتكلم عن هذه المشكلتين بالتفصيل لاحقا إن شاء الله .

على الفتاة أن تعلم أن النجاة من هذه الذئاب البشرية سهل جداً على من أرادت النجاة وسلكت سبيلها ، وأن النجاة صعبة جداً على من لم تسلك سبيل النجاة وأوقعت نفسها بنفسها في طريق الغواية .
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إشارة لهذا الموضوع ، حيث يروي لنا النعمان بن بشير رضي الله عنه هذا الحديث :
" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن ، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس . فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه . ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه . ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " رواه مسلم

فالفتاة التي ترتع حول الحمى توشك أن تقع في الحرام والعياذ بالله لأنها لم تفهم طريقة الإسلام في التعامل مع المنكرات !
إن الله عز وجل إذا حرم شيئا حرم ما قد يوقعنا فيه، فما أدى للحرام فهو حرام كما أن ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب . وأكثر الناس يستصعب فعل المعصية نفسها من أول مرة ولكنه يستسهل فعل مقدماتها ، ثم يجد نفسه وقد استحل فعلها بعد فترة من الوقت .
فأي فتاة تعيش في مجتمعنا المحافظ سترى أن الزنا - مثلا - صعب جدا ، وأن فيه فضيحة لها ولأهلها وفيه احتمال لانكشاف أمرها .. ولكن النظر إلى ما حرمه الله كالصور والأفلام ، وسماع الأغاني الماجنة ، ومصاحبة صديقات السوء ، والمكالمات المحرمة مع الشباب ، وغشيان الأسواق وتجمعات الشباب بدون حاجة - وأسوأ منه أن يكون بغرض فتنة الشباب - ، وعدم الالتزام بالحجاب الشرعي … وغير هذا من المقدمات قد تفعله الكثيرات دون أن تحس إحداهن أنها تسير في طريق آخرها معصية عظيمة لله عز وجل .

يجب أن تعلم الفتاة أن شرفها هو شرف عائلتها ، وأنها عندما تستهتر فيه حتى يضيع منها بسبب شاب لاه عابث يدنس شرفها في لذة ربع ساعة أو نصف ساعة ثم يرميها ليبحث عن غيرها .. أنها بهذا قد جنت جناية عظيمة على نفسها وعلى أبويها وإخوانها !
مَنْ مِنَ الرجال يقبل أن يتزوج بفتاة لم تحافظ على بكارتها ؟!
مَنْ مِنَ الرجال سيقترن بامرأة تمرغت في أوحال المعصية ؟؟ وهل تراه يغفر لها إن علم أنها قد عاشرت قبله عدداً من الرجال أو حتى رجلاً واحداً ؟!
أي فضيحة وعار ستكون هذه الفتاة سببا فيه عندما يقال ( هذا أخ تلك الزانية / هذا والد تلك التي قبض عليها وهي مع شاب غريب / هذا بيت فلانة التي أرسل الشاب المعاكس شريطاً صوتياً لأبيها فيه مكالمة طويلة معه لأنها لم ترض أن تخرج معه ) .. !

على الفتاة أن تعرف أن الهاتف أو أي وسيلة اتصال أخرى بالشباب(1) لا تبين حقيقة معدن الشاب أبداً ، فالشاب المعاكس سيبين لها أفضل وأجمل ما عنده ، وربما يتكلف في الكلام معها لأنه صاحب حاجة ، وسينتظرها حتى تقع في حبه ومن ثم يتصرف بها كما يشاء .. فعلى الفتاة ألا تكون صيدًا سهلاً !

وعلى الفتاة أن تعلم أن الذي يريد الاقتران بها لن يدخل بيتها من النافذة فإن هذه الطريقة الملتوية هي طريقة اللصوص ، أما الذي يريد الزواج والاقتران بها بالحلال فإنه يطرق الباب ويتقدم هو وأهله لخطبتها من أبيها .. فهلا أدركت هذا ؟

إن كنت على علاقة مع أحد الشباب وقد وعدك بالزواج فقولي له : تعال لبيتي وتزوجني بالحلال , فإن رفض وتحجج بأي حجة فقولي له – وقولي لنفسك - : لماذا إذن هذه العلاقة ؟ ولماذا أتكلم معك وتتكلم معي كلام الأزواج ؟ ولماذا أربط نفسي بك وأنت لا تستطيع أن تتزوجني ؟ هل تراك تريد أن نبقى حبيبين فقط ؟؟!! وماذا عن الأولاد الذين أريد أن أحصل عليهم ؟ وماذا عن الوعود التي تحدثني عنها ليلاً ونهاراً ومتى ستتحقق ؟! وهل أنا لك كالجارية التي تستخدمها لفترة من الوقت ثم تبيعها لغيرك ؟؟

عندما تصر الفتاة على الشاب وتكلمه بهذه الطريقة فهو غالباً سيتأفف منها ويتهمها أنها أصبحت لا تحبه وأنها لم تعد تلك الفتاة التي تعرف عليها في بداية علاقتهما وأنها أصبحت تشك في حبها له ، وهو في الحقيقة لا يريد أن يتزوجها لأنه من المفترض أن يفرح بعرضها له إن كان فعلاً يحبها ، فمن المعروف لدى أي عاقل أن المحبين ليس لهم إلا حلان : إما الوصال وإما القطيعة ! إما الزواج وإما الهجر !

أما من يقول : نبقى حبيباً وحبيبة ، فهذا كلام لا أصل له ولا يمكن أن يقع إلا نادراً ، وما خلا شاب وشابة إلا والشيطان ثالثهما ، واليوم كلمة وغداً مثلها وبعدها ستزيد هذه العلاقة وتتوثق و نجد أننا سنعود لما ذكرناه سابقاً : إما الوصال بالحلال أو الحرام وإما الابتعاد عن المحبوب !

أختي الكريمة :
إن كان الحل هو الوصال بالحلال أو القطيعة فهذا خير ، أما إن كان الحل هو الوصال بالحرام أو القطيعة بعد ذهاب عفتك وشرفك فأنتِ الخاسرة في الدنيا قبل الآخرة !
إن دون عرضك أبوابا موصدة ، فلا تفتحي الباب لأي شخص غير زوجك ، ولا تسلمي المفتاح إلا لمن يُقَدِّر ثمن عرضك وشرفك ، وأتعجب - ويحق لي ذلك - من صاحب بيت يعطي اللص مفتاح بيته ومفتاح خزانة أمواله ويقول له افعل فيهما ما تشاء !

اعلمي أن الله فضل الرجل على المرأة وجعل القوامة له في البيت بسبب اختلاف تفكيره عن تفكيركِ ، فالرجل يفكر بعقله أكثر منكِ ويحكم عقله في أموره أكثر مما تفعلين .. ليس الكلام هنا عن أن الرجل أذكى من المرأة لأن الذكاء أمر نسبي وهو موزع بين الرجال والنساء ، إنما كلامي هو عن طريقة التعامل مع الأمور التي تقابل كلا من الرجل والمرأة في الحياة .
وكل ما أطلبه منكِ أن تحكمي عقلكِ في هذه العلاقة التي تكون بين الفتاة وبين شاب غريب عنها ، وأن تفكري بنهايتها ، وعن الهدف منها ، وعن احتمال الفضيحة في الدنيا قبل الآخرة .. فإن فعلتِ هذا فسترين أن هذا الطريق لا خير فيه لا في دنيا ولا دين !

واحذري من الأكذوبة التي يرددها الكثير من الفتيات : " حبيبي غير الباقين " !!
فإننا إن قلنا لها إن المعاكس يريد فقط أن يحصل على شرفك ثم يتركك، وأنه لو كان يريد بك خيرا لتزوجك ولم يقبل أن تكوني كالجارية معه إن كان فعلا يحبك .. إن قلنا لها هذا قالت : حبيبي غير الباقين !
حبيبي صادق في كلامه ولا يمكن أن يكذب علي !
حبيبي لن يتركني وهو متعلق بي وأنا أثق به !

وأنا أقول : هل تتوقعين يا أختي الفاضلة أن المعاكس سيقول لكِ أنه سيخدعكِ ؟ هل تتوقعين منه أن يقول لكِ أنني لا أريد منكِ إلا شرفكِ ثم سأترككِ لأذهب إلى غيركِ ؟
هل تتوقعين أن من وقعت من الفتيات ضحية هذه العلاقات المحرمة ، فحملت سفاحا ، أو اكتشفها أهلها ، أو غير ذلك من العقوبات الدنيوية التي ألمت بها … هل تتوقعين أن من كانت تظنه يحبها قد قال لها إنه لا يريد منها إلا الزنا بها فقط ؟؟ ألا تتوقعين أنه كان يقول لها إنه يحبها وإنه متعلق بها وإنه ينتظر اللحظة التي يجمعها به بيت واحد ؟؟
ضعي نفسكِ مكانها وفكري بهذا السؤال : هل أعطت هذه الفتاة ذلك المعاكس نفسها ليتمتع بها بدون سبب ؟؟ ألا تظنين أنه كان يخبرها أنه يحبها وأنه سيتزوجها ؟
احذري أشد الحذر من هذه الخدعة للنفس ، وحبيبك لن يكون أفضل حالا من غيره من المعاكسين !

ثم اعلمي أننا في دار ممر , ونحن الآن نسير في هذا الممر , وبعضنا سيبقى فيه لستين سنة وبعضنا سبعين وبعضنا أقل وبعضنا أكثر ! قبل الدخول كنا لا شيء , وبعد الخروج سنكون لا شيء , وفي الممر يراقبنا الله ويطلع على سرنا وجهرنا , وملكان عن اليمين والشمال يرصدان الأقوال و الأفعال والحركات والسكنات ... فأين المفر ؟؟!!

أختي الكريمة :
لو كنتِ على موعد مع شاب وجاءك ملك الموت وقال لك سأقبض روحك بعد هذا اللقاء ، أفتحبين أن تلقي ربك وقد سُجِّل عليك هذا اللقاء ؟
تخيلي أنكِ في عرصات يوم القيامة وكتابك لا تدرين أتأخذينه بشمالك أو بيمينك ، أتحبين أن تكون هذه المعصية قد قُيِّدت عليكِ في صحيفة أعمالك ؟!
تخيلي أنكِ أمام الله عز وجل وهو يسألك عن شبابك فيم قضيتيه وعن ساعاته فيم ذهبت ، أفتحبين أن يذكرك الله بالساعات الغرامية التي تقضينها مع المعاكسين ؟ أو تحبين أن يذكرك الله بجريمة الزنا التي ارتكبتها في الدنيا ؟
تخيلي أنكِ تعبرين على الصراط , والنار من تحتك والجنة أمامك , والكلاليب تندفع من أسفل منكِ لتمسك بغيرك وتقذفهم في جهنم ، أتراك تحبين أن يكون هذا العمل في صحائف أعمالك ؟ أو ترجين أن تكون هذه العلاقة سببًا في بلوغك الجنة أم سببًا في مجيء كلوب يمسك بك ويهوي بك في النار ؟!

وبعد أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ، تكون هناك خطبة إبليسية وخطبة ربانية ، يتعرف أهل النار على إبليس ويتعرف أهل الجنة على ربهم ويرونه سبحانه وتعالى ..
أما أهل الجنة فيجمعهم الله ويكشف لهم الحجب فيرونه سبحانه وتعالى فلا يكون لهم نعيم في الجنة أعظم من لذة النظر لوجه الله سبحانه وتعالى ...
أما أهل النار فيقوم الشيطان بينهم خطيباً ويقول : { وَقَالَ الشَّيطَانُ لَـمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ وَوَعَدتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوتُكُمْ فَاْسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِّيَ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا اَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْل إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }22/ إبراهيم

فهل المعصية ستكون سببا لرؤية الله أم لسماع كلام الشيطان ؟

وأخيراً تذكري هذه الآيات :
{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ }46/الرحمن
{ فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الجَحِيمَ هِيَ المَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَن الهَوَى * فَإِنَّ الجَنَّةّ هِي المّأْوَى }37/النازعات
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً * وَنَحْشُرُه يَومَ القِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىً وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتَكَ آيَاتِنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَومَ تُنْسَى }124/طه

همسة في أذنك يا ولي الأمر
أخي ولي الأمر ..
لا شك أنك مسؤول أمام الله عن الأمانة التي ولاك إياها ، سواء أكنت أبا أم أما أم زوجا أم أخا أكبر أم أختا كبرى ، ولا يجوز لك أن تضيع هذه الأمانة وقد استرعاك الله إياها .
وسأوجه لك أيها الأب ولكِ أيتها الأم بعض النصائح التي أرجو منكما أن تتفكرا فيها .. ثم تتذكرانها في التعامل مع بناتكم .

أولا : من المفترض عليك أيها الأب أن تحمي ابنتك من الانحراف قبل حصوله ، فتربيها على الحياء والستر ، وتبين لها أن العلاقة السليمة بين المرأة والرجل لا بد أن يكون الطريق إليها سليما ..

فلا يصلح أن تربي ابنتك على الاختلاط بالرجال ، وعلى الحفلات الراقصة ، والملابس الفاضحة ، والأفلام والقصص الغرامية … ثم تستغرب إن هي طبقت ما رأته وما قرأته على أرض الواقع ! خصوصا في مرحلة المراهقة فهي مرحلة التقليد الأعمى ..
ويجب عليك أن تربيها على مراقبة الله في السر والعلن , وأن تزرع فيها فكرة : إن غبتِ عن عيني يا ابنتي فإنكِ لن تغيبين عن عين الله ..

كذلك يجب أن تقوم بإفهام ابنتك - عندما تصبح فتاة راشدة - أن الارتباط بالرجل لا طريق له إلا الزواج ، وأن البعد عن مواطن الشبهة والشك أسلم لها ولعائلتها ..
علمها أن الوسيلة الخبيثة لا يمكن أن تستخدم لنيل غاية طيبة ، فلا يمكن لها ولا لغيرها من الفتيات أن تحصل على الأولاد والبيت السعيد باستخدام وسيلة محرمة !

ثانيا : لتكن علاقتكِ أيتها الأم بابنتكِ علاقة الصديقة بصديقتها ، واحرصي على أن تكوني أنتِ مستودع أسرارها .. ولا تهمليها فتبحث عن غيركِ ليكون بديلا لكِ ، فالبديل اليوم غالبا ما يكون سيئا .

وكثيرا ما تخطئ الأم خطئا شنيعا ، فتهمل ابنتها وتتركها لرفيقات السوء وللمجلات والأفلام والأسواق وما ينتج عنها من مكالمات غرامية وغير ذلك … وتشتغل الأم بعملها أو بصديقاتها ولا تنتبه لخطئها إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس .

ثالثا : احذر أيها الأب ، واحذري أيتها الأم من ترديد كلمة " أنا كنت ! " ، فهذه طريقة عقيمة في التربية لأنها ليست واقعية أبدا … فعجلة الزمن تدور ، والأجيال تتغير تغيرا تاما في عشرين أو ثلاثين سنة ، فكيف تقيس الأم نفسها على ابنتها ؟

في السابق كان الجميع يربي الولد والبنت : الوالدان ، الجيران ، الشارع ، القرية ..
ولم يكن هناك فساد كالذي نراه اليوم ..
ولم تكن الفتاة تتجاوز الرابعة عشرة - وربما أصغر من ذلك - إلا وهي في بيت زوجها ..
ولم تكن الفتاة تخرج من البيت ولا تختلط بالرجال إلا نادرا ..

فهل هذا ما يحصل اليوم ؟
إننا لا نستطيع أن نقيس أنفسنا على الجيل السابق لنا ، ولا على الجيل اللاحق .. فلكل جيل ما يناسبه ولا يناسب غيره !
فمتى يكف الوالد والوالدة عن ترديد هذه الكلمة " كنت " ، ويحاولان تفهم مشاكل أبنائهم التي لم تكن على عهدهم ؟ ولماذا لا ينتقل الآباء والأمهات من عالم الماضي إلى الواقع ؟

رابعا : وهذه قد تكون أهم ما في الموضوع !

ذكرنا سابقا الفرق بين نظرة الشاب والشابة للعلاقة المحرمة بين الرجل والمرأة ، وقلنا إن الفتاة تبحث عن الحب ، والشاب يبحث عن الجنس .
وهذا يقودنا إلى سؤال ، وجواب هذا السؤال سيبين لنا أن الوالدين هما من يتحمل المسؤولية الكبرى في فساد بناتهم ! والسؤال هو :

لو كانت الفتاة تجد الحب في منزلها ، فهل ستخرج للشارع وللسوق ، وهل ستكلم الشباب بالهاتف لتبحث عن هذا الحب ؟!

طبعا لا ، إلا عند من انتكست فطرتها من الفتيات ! ولهذا نقول أن من تعف نفسها لا يشترط أن تكون ملتزمة بالدين ، بل ربما تكون من أعداء الالتزام بالدين ومع ذلك تكون محافظة على شرفها .

إن مجتمعنا جاف جدا ، والمشاعر قد تكون مختفية في البيوت إلا في القليل منها .. وعندما تبحث الفتاة عن مكان تفرغ فيه عاطفتها فلا تجد إلا والدا مشغولا بعمله ، وأما مشغولة بأشياء تافهة .. وعندما تبحث عن شخص يبادلها الشعور بالحب ولا تجده في البيت .. وعندما تتاح لها الفرصة في إيجاد البديل – في غيبة من الدين والعقل - … فهل بعد هذا نستغرب إذا انحرفت مشاعرها عن طريقها الصحيح ؟

يجب على الوالدين أن يظهرا مشاعرهما لابنتهما ، وإظهار المشاعر يكون بالكلام الجميل ( أحبكِ ،حبيبتي ، اشتقت إليكِ … الخ ) ، ويكون بالقبلة واللمسة والضمة الأبوية الحانية ..

وليتأكد الوالدان أن ابنتهما إن وجدت عندهما ما يغنيها عن الحرام فإنها في مأمن من ألاعيب المعاكسين ، ولا يعني هذا أنها ستكون في غنى عن الزوج .. ولكنها ستكون أكثر صمودا أمام الإغراءات من تلك التي لم تتعود على الكلام الجميل وعلى الاهتمام بها في البيت .

وقد ضرب لنا أحد التربويين هذا المثال :

فتاة لم تتعود في بيتها من والديها إلا على الصراخ والشتائم ، وعلى أحسن الأحوال السكوت المطبق والتجاهل التام لها .. سمعت في يوم من الأيام – على الهاتف - عبارة : ( وش هالصوت الحلو ؟ ) ، وإذا بالكلمة صادرة من شاب غريب لا تعرفه ، ولكنها عبارة رائعة .. ولهذا لم تستطع أن تقاوم هذا الإغراء وبقيت لتستمع .. وكانت لا تفكر أبدا في إكمال هذا المشوار ، ولكنها كانت ترتوي بعد ظمأ عاطفي شديد ، فلم تكن لتترك هذا الكأس الذي مدته يد ذلك الشاب ..
ويوما بعد يوم توثقت صلتها به حتى جاءتها الكلمة السحرية ( أحبكِ ) بعد أيام أو أسابيع ، ففتحت الفتاة الأبواب لهذا الغريب الذي عوضها عن الحب المفقود !

أما الفتاة الأخرى فهي محبوبة والديها : لا تراها أمها إلا وتقبلها مرة ، وتضمها مرة ، وتتغزل بجمالها مرة .. وأبوها كذلك لا يقابلها إلا بالكلام الجميل الذي يعجب كل فتاة في مثل سنها ..
سمعت يوما ما صوت الهاتف ، فرفعت السماعة وإذا بكلمات الحب تنهمر عليها من أحد الشباب .. فلما انتهى قالت له :
" يا أخ .. أهذا كل ما عندك ؟! إن عندي في البيت أكثر من ذلك " وأغلقت خط الهاتف في وجهه !

ولهذا أقول لكما أيها الأب وأيتها الأم : لا تكونوا عونا للشيطان على ابنتكما ، ولتجد منكما الحب والعاطفة قبل أن تبحث عنها في الخارج !

وإذا حصل وأن انحرفت ابنتكما ، فوجها اللوم لأنفسكما أولا .. ثم وجهاه لابنتكما ثانيا .

قضايا لها صلة بالموضوع :
بعد الانتهاء من عرض الموضوع أصبح من الضروري أن نتعرض لبعض القضايا التي يتكرر من الفتيات الوقوع فيها أو المعاناة منها , ومعرفة أسبابها , واقتراح عدد من الحلول لها ..

والقضايا التي سأتكلم عنها هي :
1- الرجوع للحق مطلب والتمادي في الباطل خطأ .
2- بيدي لا بيد عمرو .
3- زهرة في غابة .
4- الحب المستحيل .
5- كيف أنساه ؟
6- الزواج قسمة ونصيب ........ ولكن !!
1- الرجوع للحق مطلب والتمادي في الباطل خطأ :
عندما تتورط الفتاة في علاقة مع أحد الشباب فإن هذه العلاقة تبدأ في العادة على شكل كلام عام ، وقد يكون فيها نوع من عبارات الإعجاب والثناء والغزل .. وبعد هذا تزداد العلاقة قوة بحيث تأخذ منحنى خطرًا ، وتبدأ عبارات الإعجاب والحب والغزل الصريح والوعود بالزواج والحب الخالد بالظهور .. إلى أن تصل هذه العلاقة إلى مرحلة التعلق والحب الذي يطمس صوت العقل !

عند هذا يبدأ الشاب - أو الفتاة في بعض المرات - بمحاولة زيادة هذه العلاقة الناشئة عن مجرد الكلام إلى رؤية صورة الحبيب ، وشيئا فشيئا تزيد هذه العلاقة وتستعر نار الشهوة والحب في الطرفين فيكون اللقاء ويتلوه اللقاء حتى يحصل المحظور والعياذ بالله !

والذي يحدث في أكثر الحالات أن الشاب يقوم بتسجيل المكالمات الغرامية هذه ، والتي - بالطبع - فيها اسم الفتاة وسنها ومعلومات كثيرة عنها وعن عائلتها ، وهذه المعلومات تكون من الكثرة بحيث يتأكد من يسمعها أنها فعلاً لهذه الفتاة وأنه لا مجال للإنكار أبدا ..

وعندما يحصل الشاب على الصورة فإنه يكون قد حصل على الدليل الثاني

وإذا تطورت العلاقة إلى الخروج مع ذلك الشاب فإنه قد يكون هناك تسجيل فيديو فيكون هذا هو الدليل الثالث ..

وهذه الأدلة - وغيرها - تساعد الشاب على ابتزاز الفتاة ، وإجبارها على قبول مطالبه التي لا تنتهي إلا برغبته هو ، وبعد أن تكون الفتاة قد استخدمت من قبله ، وربما من قبل أصدقائه أيضا .

ويخطئ من يظن أن كل شاب معاكس يتمنى أن يصل إلى ما يريده من الفتاة حتى يستخدمها بهذه الطريقة ، فإن هناك نسبة بسيطة جداً منهم تكون مخلصة لمن يحبون ، ويكون الابتزاز والإجبار ليس وارداً عندهم ، بل يكون الحب صادقاً ومن القلب .. ويختم هذا الحب بالزواج !

لكن هذا لا يعني أنه حب جائز .. بل هو محرم …! ولا بد من الزواج حتى تكون هذه العلاقة مباحة .

وإلى أختي الفاضلة التي انتبهت لنفسها قبل أن تلطخها أوحال المعصية وتحيط بها قيود العار .. أقول :

قد تكونين الآن في مرحلة من هذه المراحل ، وقد تكونين متيقنة مِنْ أن مَنْ تكلمينه لن يقتنع بهذه المرحلة إلا كممر أو وسيلة لبلوغ المرحلة التي بعدها ، وأنتِ تعلمين أنكِ وأنتِ تتحدثين معه قلتِ له الشيء الكثير ، قلتِ له اسمك وعمرك واهتماماتك ، وقلتِ له تفاصيل حياتك وحياة عائلتك ، وقلتِ له الكثير من التفاصيل التي يمكنها أن تكون خطراً كبيراً عليكِ إذا وصلت إلى أهلكِ !

ربما أنكِ الآن في حيرة من أمرك ! تقولين : ماذا أفعل ؟ هل أصدق كلامه المعسول وأستمر في هذه العلاقة ؟ أم أقطع الصلة بهذا الرجل وغيره وأرفض هذه العلاقات المشبوهة ؟!

وإذا توقفت ..! ماذا عن الأدلة التي يملكها عليكِ ؟! وهل سيسكت عنكِ أهلكِ إذا عرفوا ما الذي فعلتيه ؟

قد تكونين في حيرة من أمركِ - ويحق لكِ هذا - ، وسأناقشكِ لعل الله أن يدلكِ على الطريق الآمنة ، ويدلكِ على الأجوبة الصحيحة لهذه الأسئلة .

أيتها الأخت : متى تنوين التوقف ؟ وما هو الحد الذي إذا وصلتي إليه ستقررين قطع العلاقة بمن تكلمينه ؟
وإلى متى التسويف ؟؟

أيسركِ أن تقعي في المنكر ؟؟

وهل أنتِ متيقنة من إخلاص هذا الشاب لكِ ؟؟ وما الذي يضمن لك أنه سيتزوجك بعد أن يحصل منكِ على ما يريد ؟!

ألم تسمعي اعترافات كثير من الشباب بأن ما يفعلونه ليس إلا من باب " الوناسة وسعة الصدر " ؟

ألم تقرئي أو تسمعي عن عشرات الفتيات اللواتي فقدن عفتهن ثم ذهب فرسان أحلامهن وتركنهن يتجرعن المرارة والألم ؟ لماذا تحول فرسانهن إلى ذئاب .. وتظنين أن فارس أحلامكِ سيبقى حملا وديعا ؟!

هل رأيتِ لصا يطرق باب الدار ليستأذن أهل البيت في سرقة منزلهم ؟! إن هذه ليست طريقة اللصوص ، فاللصوص يأتون من النوافذ في حين غفلة من أهل البيت .. ألا تشعرك هذه العلاقة بأنك الدار التي تسرق ؟! ألا يخيل إليكِ أن المعاكس لص يحاول اقتحام ذلك السور الذي أمركِ الله بحفظه إلى أن تهدينه لزوجك كدليل واضح على عذريتك وشرفك وعفتك ؟؟!

لو رأيتِ نارا تتأجج في حفرة كبيرة فهل ستفكرين في الاقتراب منها ؟! أنا لا أطلب منكِ إلقاء نفسكِ في النار .. كلا ، بل أطلب منكِ الاقتراب فقط ..
إن هذا جنون بلا شك ، فالعاقل لا يقترب من المكان الذي فيه إيذاء له .. وهذا صحيح ، والعاقلة لا تضع نفسها قريبا من حفرة النار هذه بحجة أنها تضيع الوقت وتسلي نفسها .. بل تفر من هذا المكان حفاظا على نفسها وعلى سمعة عائلتها .

الذي أنصح به كل فتاة تورطت في علاقة كهذه ، أن عليها أن تبادر بقطع هذه العلاقة من الآن، فإن كانت في البداية فهذا خير ، وإن كانت قد وقعت في شي من الحرام فلتعلم أن فعل الحرام لمرة أفضل من فعله عشر مرات ..

وباب التوبة مفتوح ولم يغلق إلى الآن .. فبادري قبل أن تبلغ الروح الحلقوم وتنقطع عليك طرق التوبة !
واعلمي أن الرجوع للحق خير لك من التمادي في الباطل بحجة أن هذه آخر مرة أو أن هذا الشاب ليس كغيره أو أنك ستتوقفين عند حد معين ، ورجوعك قبل أن تكلمينه بالهاتف خير لك من التوبة بعد هذا ، ورجوعك بعد أن تتبادلي معه الصور خير لك من رجوعك بعد الخروج معه ، وتوبتك قبل الخروج خير لك من التوبة بعد وقوعك في جريمة الزنا والعياذ بالله !

تذكري - أختي المؤمنة - قول الله تعالى { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً }53/الزمر … واعلمي أن كثيرات غيرك وقعوا في الحرام أو مقدماته ، فمنهن من تابت فتاب الله عليها وبدل سيئاتهن حسنات ، ومنهن من لقيت الله ولما تتب من ذنوبها وسيلقين الله وقد سجلت هذه الخطايا في صحائفهن ، فبأي وجه سيلقينه سبحانه وتعالى ؟!

إذن : لا تتمادي في الحرام واسمعي نداء العقل قبل أن يُغلق عليكِ باب العودة ! واحذري كل الحذر من التسويف فإنه داء لا علاج له إلا العزيمة الصادقة على التغيير .

2- بيدي لا بيد عمرو :
عندما تعود الفتاة لوعيها ولدينها وتعرف أن السبيل الوحيد للرجل لكي يصل إليها هو الزواج فإنها تواجه خطراً يتمثل في الأدلة التي تدينها عند أهلها ، وتختلف الأدلة هذه من رقم الهاتف ومعلومات عامة عنها ، إلى صورتها وتسجيلات لمكالماتها الغرامية مع هذا الرجل ، إلى أخطر شيء وهو تسجيل فيديو لها وهي تمارس الحرام معه سواء أكانت الفاحشة والعياذ بالله أم مقدماتها !

والذي أعتقد أنه أكثر ما يؤرق هذه الفتاة وأمثالها هو تسجيل المكالمات في الدرجة الأولى , والمعلومات الشخصية في الدرجة الثانية ، أما الفيديو فهذه مرحلة متقدمة لا تصل إليها كثير من الفتيات إلا بعد أن يغيب عنها العقل والدين والخوف من الله والناس في تلك اللحظة !

ومهما يكن الدليل الذي يحتفظ به الشاب والذي بواسطته يستطيع أن يبتز هذه الفتاة , فإن هذا - كما ذكرنا سابقا - لا يبرر لها التمادي في الباطل .. كلا , بل يجب عليها أن تتوقف فوراً قبل أن تتوغل قدماها أكثر في هذه المشكلة ، وتصل لمرحلة اللاعودة ، أو العودة بعار يلازمها طول حياتها ..

وبما أن أغلب المعاكسين يكون كاذباً في زعمه أنه يحب فتاته وأنه لا ينام الليل من التفكير بها وأنه يتشوق لسماع صوتها أو رؤية صورتها وأنه وأنه ....... إلخ ، فإنهم لا يجدون حرجاً في ابتزاز الفتاة التي لا تستجيب لهم ، وخصوصاً أن الفتاة التي تربت في بيئة محافظة تجد حرجاً كبيراً جدًا في الخروج مع الغريب إما خوفاً من الله أو خوفاً من الأهل أو خوفاً من الفضيحة .. فالكلام في الهاتف شيء ، والخروج في صحبة رجل غريب شيء آخر !

وفي الوقت الذي يجد المعاكس فتاته قد أوصدت أمامه السبل فإنه يلجأ للابتزاز والتهديد بالأدلة حتى ترضخ الفتاة لما يريده منها ؛ والذي لا تعلمه الفتاة – غالباً – أن استجابتها لتهديده سيكون دليلا جديداً وأداة ابتزاز أقوى تضعه هي بنفسها في يده ! فتظن أنها حينما ترضخ له هذه المرة فإنه سيتركها وشأنها !

وليس هناك حل لها إلا التوقف عن الانحدار في هذا المستنقع الآسن فورا ، والبعد عن هذا الشاب بدون أي تردد ، وذلك بقطع علاقتها به وتحمل تبعات تصرفها الخاطئ ، فإن وقوعها تحت رحمة أهلها - مهما فعلوا بها - أفضل لها بكثير من الوقوع تحت رحمة شاب طائش لا هم له إلا قضاء حاجته منها .. فقط !

وهنا نطرح هذا السؤال : ما الذي يجب أن تفعله الفتاة حتى تتخلص من الأدلة التي تدينها ؟ أو على الأقل تتخلص من تأثيرها السلبي القوي عليها في حالة وصولها لأهلها ؟

أولا : يجب أن تفكر الفتاة بهدوء وتعقل وبعيداً عن التفاؤل الزائد أو التشاؤم الزائد ، ثم تجيب عن هذه الأسئلة :

" هل من الممكن أن يوصل الشاب ما عنده من الأدلة لأهلها ؟ وهل الأدلة هذه كافية لإدانتها عند أهلها ؟ وما هي العقوبة التي يمكن أن تقع عليها من قِبَل أهلها ؟! "

فإن كان يغلب على ظنها أنه لن يفعل لأنه لا يمتلك دليلا كافيًا ، أو أنه حتى لو فعل فسيكون إنكارها سهلا لضعف حجته وعدم قدرته على إدانتها عند أهلها ، أو أنها تعرف أن أهلها لن يهتموا كثيرا بما حصل - وهذا النوع من العائلات موجود بيننا ! - ..
المهم أنه ترجح لديها أن أدلته لن تكون سببا في مشكلة تحل بها .. فهذه عليها أن تستر نفسها ، وتكفيها التوبة النصوح وصدق الرجوع إلى الله ، كما أن عليها أن تحمد ربها عز وجل على أن هداها للتوبة قبل أن تفقد شرفها وتشوه سمعة عائلتها .

ولا أنصحها أبداً بالاعتراف على نفسها لأن هذا ليس من المصلحة في شيء (1).

أما إن غلب على ظنها أن هذا الشاب سيوصل ما لديه ، وأن أدلته قوية ( كالصورة أو التسجيل الصوتي أو المرئي ) فهذه هي من أوجه الكلام لها في هذه النقطة ( بيدي لا بيد عمرو ) .

أعيد كلامي لكِ أختي الكريمة وأقول :

مهما كان الدليل قويًا فإن عليكِ أن توقفي علاقتك بهذا الشاب، ومهما يكن دليله قويًا إلا أن الدليل الجديد سيزيده قوة إلى قوته .. ولا تظني أن الرضوخ لهذا الشاب سيجعله يتركك في حال سبيلك !

والذي عليكِ أن تفعليه هو أن ترفعي شعار ( بيدي لا بيد عمرو ) !!
فإذا كان الخبر سيصل لا محالة للأهل .. فلتكوني أنتِ من يوصله لهم ، أو فليكن شخص ثالث تثقين به من العائلة ، بحيث يخبر الأهل عن توبتك الصادقة ورجوعك عن هذا الخطأ مع تحملك لأي عقاب قد يلحقه بكِ أهلكِ . وتأكدي أن أهلكِ أرحم بكِ من ذلك الشاب العابث .. مهما كان نوع العقاب !

وفي العادة ، إذا أحس الأهل من ابنتهم التوبة الصادقة والندم على ما فعلت فإنهم مهما كانت ردة فعلهم ( المقاطعة / الحبس في البيت / بل حتى الأذى الجسدي ) ، فإنها ستكون أفضل لها من أن يأتي الكلام من الشاب لسببين :

الأول : أنها في نظرهم مقرة بخطئها معترفة به ونادمة عليه ..
الثاني : أنها أتت واعترفت باختيارها ولم يجبرها أحد ، وهذا يدل على أنها صادقة في توبتها ، وهذا سيجعلهم في صفها ضد هذا المعاكس .

أما إن جاءهم الخبر من ذلك الشاب فما الذي سيشعرهم بأن ابنتهم تائبة ؟! أو ما الذي سيؤكد لهم أنها اعترفت وعرفت خطأها ؟

وأحب أن أؤكد على أني عندما أنصح الفتاة بالاعتراف قبل أن يصل الخبر من غيرها ، فإني لا أطلب منها أن تعترف .. وليكن ما يكون !!
كلا ، بل يجب عليها أن تبحث عن شخص قريب منها بحيث لا تجد حرجاً كبيراً في مصارحته ، ويكون يغلب على ظنها أنه سيساعدها ، وهذا الشخص إما أخ أكبر أو أخت أو عمة أو خالة أو صديقة ... إلخ المهم : أن يكون ممن يستحق أن تصارحه بمشكلتها ويكون على استعداد للمساعدة .
ويمكنها أن تستخدم أسلوب الرسائل إن خشيت من المواجهة ، ولتبين لأهلها أنـها نادمة وتائبة وأنها ستتحمل أي شيء يفعلونه بها .
ولتحرص على الوقت المناسب، فإن ما تقوله لهم سيسبب لهم صدمة قوية، فلتحسن اختيار الوقت المناسب .

وأنصحك بمقارنة الأمرين معاً حتى تعلمي أيهما أخف ضرراً : اعترافك وتحملك لما سيأتيكِ من أهلك ، أو الصبر حتى يصل الخبر وينكشف المستور !
نعم ، أنا لا أزعم أن الاعتراف سهل ولكني متيقن أنه أسهل من الصبر حتى يأتي الدليل ، وأسهل من اكتشاف الأهل لأخطائكِ السابقة من خلال ذلك الشاب المعاكس .

قد تقولين هذا صعب جداً !! وأقول لكِ : نعم هو كذلك ولكنه الحل الوحيد ، وهو أخف الضررين !

3- زهرة في غابة :
زهرة حمراء أوراقها متفتحة ورائحتها جميلة ، تفتحت هذه الزهرة منذ مدة بسيطة وهي تتوقع أن تجد نفسها في حديقة غناء ، الأشجار الكبيرة من حولها تظلها وتحميها من حرارة الشمس الملتهبة ، وتحميها من الرياح القوية ، كانت تتخيل نفسها وقد اشتد عودها وهي تتمتع بورود أخرى بجانبها تتبادل معهن الهموم والمشاكل والأفراح ، تحنو هي عليهن ويحنون عليها ..
فوجئت هذه الزهرة بأنها قد زُرِعت في غابة موحشة كئيبة ، تلفتت حولها فلم تجد أي شجرة كبيرة تحتمي بظلها ، حاولت أن تستبدل بالحماية الأنس مع بنات جنسها فلم تجد أي واحدة منهن حولها ، أصبحت تتلقى الرياح بجسمها الضعيف ، فتهزها هذه الرياح حتى تكاد تقلعها من جذورها ، كانت الشمس تلهبها بحرارتها فلا تجد من تستظل بظله فأصبحت تكتوي بحر الشمس وحدها بلا معين ولا أنيس !

كثير من الفتيات اللاتي وقعن في العشق للغرباء حالهن كحال هذه الزهرة ، الواحدة منهن تخرج للدنيا ويشتد عودها فإذا هي وحدها بلا معين .. الوالد مشغول بعمله ، الأم مشغولة بعملها أو بمشاغل تافهة تبعدها عن ابنتها ، وهذه الفتاة تريد من يقترب منها ، تريد من يستمع إليها ، تريد من تحبه ويحبها ، تريد من تبادله المشاكل والهموم والأفراح فلا تجد أحداً ..

فتبقى هذه العواطف مكبوتة في نفسها وتظل تتقلب وتتحرك ، وربما خرج بعضها على شكل اكتئاب أو بكاء حار ، ولكنه لا يغني بأي حال عن الشخص الذي تنتظره هذه الفتاة !

وإن من الفتيات من يكرمها الله بصديقة مخلصة تكون لها مكان الأم والأب والأخوات ، ويجعل الله في هذه الصديقة بديلا مناسبًا يساعد هذه الفتاة على تجاوز مرحلة المراهقة الصعبة إلى بر الأمان ، ولكن كثيرات من الفتيات لا يجدن هذه الصديقة !

فالملاحظ في مثل حالة هذه الفتاة أنها تشعر بفراغ عاطفي كبير ، وقد يصاحبه فراغ ديني يجعل من مفهوم "الحرام" مختفيا عند هذه الفتاة ، بل قد يزيد الأمر صعوبة أن تكون الأسرة متفككة .. فلا الأب ولا الأم يعلمون ما الذي تفعله هذه الفتاة ، ولا من هن صديقاتها ، ولا إلى أين تخرج ، ومع من تخرج !

وعلى أية حال ، ستحاول الفتاة هنا أن تسد هذا الفراغ بأي وسيلة ، وإلا فستشعر باكتئاب وحزن شديد .

وقد تكون الملتزمة بالدين ، أو المتقيدة بالعادات والتقاليد ، في حال أفضل من غيرها لكونها لا تستطيع أن تفعل ما تشاء .. ولكن هذا لا يعني أن وقوعهما في الحرام - تحت تأثير هذا الفراغ العاطفي - مستحيل .
ولهذا فإن الفراغ العاطفي هنا قد يملؤه الإعجاب ببعض صديقاتها ، أو معلماتها ، وربما الإعجاب ببعض المشايخ ، أو بغيرهم من الرجال والنساء … ولكن يبقى الخوف من الله أو الناس رادعا لهذه الفتاة من الوقوع في الحرام ! وعندما تتجاوز هذه الفتاة مرحلة المراهقة ستكون قد تجاوزتها بأمان ..

أما الفتاة التي قلنا إنه لا يردعها دين ولا عقل ولا خوف من والد أو والدة ، والتي حلت صديقاتها محل الوالدين والإخوان ، فما الذي نتوقعه من هؤلاء الصديقات ؟ وما هو التأثير السلبي على الفتاة ( خصوصا المراهقة ) من هذه العلاقة ؟
1- بعض الفتيات ستجعل عواطفها متعلقة بأناس لا يمكن أن تصل إليهم : كاللاعبين والمغنين والفنانين ، فتجد هذه الفتاة قد تعلق قلبها بالمغني الفلاني أو الممثل الفلاني ، فتشتري أفلامه وتحتفظ بصوره وتكتب اسمه على دفاترها وكتبها ، وتبقى تحبه وتعشقه ولكن - لحسن حظها - لا تستطيع أن تصل إليه !

2- أما النوع الآخر فهن من يقعن في حب رجال يكون الوصول إليهم سهلا ، سواء كان ذلك عن طريق الهاتف أو الرسائل أو بالاتصال المباشر ! وهذه وقوعها في المنكر أسرع وتعلقها بالمحبوب أعظم وأشنع بكثير من التي تحب شخصاً تعلم أنها لا يمكن أن تصل إليه .

لماذا هذا التعلق بالرجل ؟؟ وهل حب الفتاة هنا حب حقيقي أم أنه غير ذلك ؟؟
الذي أعتقده أن هناك ثلاث أسباب , وهي :

1- عدم وجود من تستقبل منه الكلام الجميل .
2- عدم وجود من يستقبل منها مشاكلها ويحاول أن يحلها لها أو يساعدها في الحل .
3- أن هذا بالنسبة لها تفريغ لعواطفها المكبوتة .. وهي فرصة لا يمكن التفريط فيها .

السبب الأول في هذا التعلق الغريب هو عدم وجود البديل المباح ، سواء أكان هذا البديل أماً أم أباً أم أختاً أم أخاً أم غير ذلك ، وإنه من الغريب جداً - وقد ذكرت هذا سابقًا - أن كثيرًا من الفتيات لا يسمعن كلمات الحب والغزل والمدح إلا عن طريق الحرام !! فعندما تسمع كلمة : " أنا أحبك " لأول مرة يكاد قلبها يطير فرحا بها ، وكذلك عندما يقال لها : " أنت جميلة " أو " اشتقت لك كثيراً " أو غير هذا من الكلمات التي ينبغي أن تسمعها البنت من أبويها وإخوتها ...
ولو كانت تسمع مثل هذه الكلمات بالحلال لأصبح احتمال انجرافها وراء من يُسمعها إياها بالحرام أقل . ولكن الذي يحصل أنها لا تسمع منها شيئا حتى تسمعها من الغريب ! أما الوالد والوالدة فقد تسمع منهما ما يزيدها هما إلى همها ، وربما لا تسمع منهما شيئا ألبته .

السبب الثاني هو عدم وجود من يستمع إليها ويتعاطف معها ! وهي تريد من تتحدث معه وتشتكي له ، وشكواها للرجل ستذهب عنها مشكلة عدم وجود من يسمعها ولكنها ستوقعها - غالباً - في مشكلة التعلق بالشخص الذي يساعدها في حل مشاكلها ، فهي ستتخلص من مشكلة عدم وجود من يستمع إليها ، ولكنها ستقع في مشكلة التعلق به !

السبب الثالث هو تفريغ عاطفة جياشة في نفسها بعد أن فتح لها هذا الشاب المجال لذلك ، ولو أن الباب كان مفتوحاً في السابق لما خرجت هذه العاطفة بشكل يغيب معه العقل والخوف من الله !


وأعتقد أن هذا الحب - في البداية - ليس حبًا حقيقيًا في أغلب الحالات بل هو حب زائف ، ولكن لأن الفتاة تكون في حالة لا تسمح لها بالتفكير الصحيح فإنها لا تنتبه لهذا ! فهي غالبا ما تكون صغيرة ، بالإضافة إلى أنها تكون كالمريضة التي تستسلم للطبيب الذي يعالجها مما فيها من المرض المؤلم .
ولهذا فقد تحب الفتاة هذا الشاب وغيره معه ، وهذا ما لا يكون عند العشاق في العادة !

وأخيرا لا بد أن نسأل : على من يقع الخطأ هنا ؟؟ ومن هو الجاني ؟؟

الخطأ الأول هو خطأ الأهل لأنهم أهملوا ابنتهم ولم يحموها من المخادعين ولم يكونوا لها درعاً من ألاعيبهم، بل كانوا عونا للشيطان على ابنتهم .

الخطأ الثاني هو خطأ الفتاة نفسها لأن الله أعطاها عقلاً تفكر به ، وهي تعلم أن ما تفعله خطير جدًا عليها ، وقد تقول الفتاة أن أهلها هم الجناة ، ونقول نعم هم - غالبا - من بدأ مشكلتك ولكن هل معنى هذا أن تستسلمي لنداء العاطفة وتسلمي قلبك لمن يلعب به يمنة ويسرة حتى تكونين له كالجارية التي لا تعصي له أمراً ؟؟!!

الخطأ الثالث هو خطأ الفتاة أيضا عندما تعلم أنها قد وقعت في المحذور وقد تعلق قلبها برجل أجنبي عنها ، ثم تنتبه لنداء الدين والعقل الذين يخبرانها بخطأ ما تفعله ثم لا تتصرف أي تصرف ، وتبقى تؤمل نفسها بأن حبيبها سيأتي عليه اليوم الذي يلتفت فيه إليها ، وتبقى تكلمه وتراسله لتطلب عطفه عليها ، تشتكي له حبها له وتعلقها به ، كل هذا ليتزوجها وهو لا يلقي لها بالاً ، وهذه لو كان لها كرامة كغيرها من الفتيات لرفضت تصرفه هذا مع تكرر رفضه لها ، ولو كان لها عقل تفكر به لأخبرها بأن الوصال هنا مستحيل فلماذا لا يكون الهجر والابتعاد ؟
ألا تعلم الفتاة أن هذا الشاب لا يستطيع أن يتحمل تبعات الزواج ، وأن ما يريده هو المتعة الوقتية فقط ؟! وهل ترضى هي أن تكون من نصيب هذا الشاب العابث لمدة قصيرة حتى يجد غيرها من الفتيات ؟!
وكلامنا هنا عن تلك الفتاة التي حفظت شرفها وسمعتها ، أما الأخرى التي استجابت للشيطان وعصت الرحمن فستكون في حال لا يعلمه إلا الله .

الخطأ الرابع هو خطأ الصديقات ، لأن الصداقة لا تتوقف حدودها عند تبادل الكتب أو القصص أو الغيبة والنميمة أو تبادل الأفلام والصور !! هذه مظاهر للصداقة السطحية والسيئة في بعض المرات … إن على الصديقات أن يساعد بعضهن بعضًا في تجاوز مشكلة تقع فيها إحداهن بكل ما يستطعن من قوة ، قد تكون الفتاة لوحدها ضعيفة ولكنها مع صديقاتها ستكون أقوى ..

والحل لهذه المشكلة هي أن تصارح البنت أمها وأباها بحاجتها لمن يستمع إليها وينزل لمستواها العمري , وتخبرهم بأنها تحتاج لمن تحبه ويحبها قبل أن تجد هذا عند غيرهم .

فإن لم تجد أذنا تسمعها فالخطوة التالية هي أن تبحث عن بديل جائز كالصديقات المخلصات وتقترب منهن كثيراً وتفرغ عندهن ما تستطيع من عواطفها وهمومها ومشاكلها .

الخطوة الثالثة هي الدخول في حرب مع النفس هدفها نسيان هذا المحبوب بأي وسيلة ، وقطع جميع الطرق المؤدية إليه مهما كانت حاجتها لهذا الشخص ! ومع الزمن ستنساه وترتاح ..
قد تقولين أنني أطلب شيئا صعب المنال ، وأقول لكِ : نعم هو صعب ولكنه مع الوقت سيصبح سهلاً إن شاء الله . اعزمي وتوكلي على الله وابدئي من اليوم ، ولا تظني أن حبك الذي مدته سنة أو سنتان أو أقل أو أكثر سيذهب في يوم أو يومين ..!

وهذه النقطة هي - على حسب علمي - منشأ أغلب العلاقات المحرمة ، وبداية وقوع الكثيرات في الحرام ، وسبب رئيس في تعلق القلب بالغرباء … فهلا انتبه لها الآباء والأمهات قبل فوات الأوان ؟!

4- الحب المستحيل :
وأقصد به ذلك الحب الذي يتحرك في قلب الفتاة ، فتحب شخصاً لا يمكن لها أن ترتبط به بالحلال ..

فمن النساء - مثلا - من يعشقن المشاهير كالمغنين والفنانين واللاعبين , فتعلق صور حبيبها في غرفتها ، وتشتري كل أغانيه أو أفلامه أو أشرطته .. ومنهن من يحببن من لا تسمح العادات والتقاليد له أو لها بإتمام هذا الزواج لسبب أو لآخر ، كاختلاف الجنسية أو النسب أو المستوى المعيشي أو الفارق العمري الكبير بين الاثنين أو ما شابه ذلك .. ومنهن من يحببن من يختلف عنهن في الدين كالنصارى مثلا , وهن يعلمن أن الزواج من هؤلاء حرام لا يجوز .. ومنهن من يحببن رجلاً متزوجاً في مجتمع لا يسمح فيه بالتعدد .. ومنهن من يحببن رجالاً وهن متزوجات، مع العلم أنه لا سبيل لهذه المرأة أن تصل لمن تحب إلا بالطلاق من الأول .

وغير هذا من صور الحب المستحيل الذي يدخل الفتاة في نفق مظلم من الأوهام والأحلام ، فتبقى الفتاة تتمنى وتحلم بتحققه وتدفع نفسها للعيش في هذا العالم من الأوهام والتخيلات التي لا تنتهي إلا على صفحة الواقع الذي يرفض مثل هذا الزواج .. فيمضي عمرها ، والسنة تتلوها الأخرى وهي تحلم !

ولهذا فيجب على الفتاة أن تصحو من هذه الحالة ، وأن تقنع نفسها أن هذا الحب لا نهاية له لأنه كالسراب للظمآن ، وإن فاتها من تحب فستجد غيره بإذن الله …
فإن أقنعت نفسها بأن حالتها ليس لها علاج فستبقى تنتظر وهما وحلما لا يمكن أن تحصل عليه .

وأنا هنا لا أقول أن هذا "حب حلال" بل هو محرم … وزيادة على كونه محرماً فهو حب مستحيل ولا يمكن أن يتحقق فلماذا تظل الفتاة متمسكة بمن تحب وهي تعلم سلفاً أن اقترانها به مستحيل ؟!

5 - كيف أنساه ؟
تطرح الفتاة التي خرجت للتو من علاقة عاطفية هذا السؤال كثيراً بينها وبين نفسها ، فتقول : عرفتُ الآن أن من أحبه لا يستحق حبي لسبب أو لآخر ، ولكني ما زلت أحبه مع أني أعلم أنه لا يستحق !
فماذا أفعل ؟!

الذي أراه هو أن تحاول الفتاة أن تفكر بطريقة إيجابية وأن تتفاءل وسوف تنسى هذا الرجل مع الوقت والجهد … أما إن تركت لنفسها الحبل على الغارب فإنها ربما تُغَلِّبُ جانب العاطفة على نداء العقل فتعود بنفسها لذلك الشاب العابث !

أيتها الأخت :
إن إطلاق العنان للعواطف سهل جدًا ، بينما كبتها وتنظيمها وضبطها هو الصعب ، وكل عمل تريدين أن تقومي به يحتاج منكِ لأمرين : الوقت .. والجهد .

إن حباً استمر لسنة أو أقل أو أكثر لا يمكن أن ينسى في لحظة ، نعم قد تستطيعين - وهذا هو الصحيح - أن تقطعي هذه العلاقة الآن ، ولكن تبعاتها ومتعلقاتها لا يمكن أن تزول بهذه السرعة ، فإن لهذا الحب آثارًا تبقى في النفس لمدة تختلف من فتاة لأخرى على حسب قوة العلاقة الماضية وعلى حسب قوة شخصيتها وعزيمتها وثقتها بنفسها وهمتها ..

وسأذكر بعض النقاط التي أرى أنها مفيدة في هذا الموضوع ، والتي أرى أنها مفيدة لأي فتاة تريد أن تنسى علاقتها العاطفية الماضية :

أولا : الابتعاد التام عن أي شي يذكرها بمن تحب : كالرسائل ، والهدايا ، والبطاقات ، وغير ذلك مما قد يذكرها بهذا الشخص .. ففي عالم الإنترنت نستطيع أن نقول : إن على الفتاة أن تغير بريدها الإليكتروني ، وأن تحذف جميع الرسائل التي تبادلتها مع ذلك الرجل , ويجب ألا تدخل أي منتدى حوار تتوقع وجوده فيه ، وكذلك يجب أن تغير اسمها الذي تعود أن يعرفها به ..
والهدف من هذا كله هو إخفاء من تحبه النفس عن العين والأذن , وهذا يساعد كثيرا في عملية النسيان .

ثانيا : عدم الرجوع لهذه العلاقة مرة أخرى لأي سبب ، فإن الشاب المعاكس قد يحاول أن يسترضي هذه الفتاة لعلمه بضعفها وحاجتها له ، ولذلك فعلى الفتاة أن تحذر من الرد عليه أو مناقشته أو الدخول معه في أي حديث حتى لو كان لنصحه أو تذكيره بالله !
وعليها أن تتذكر نصيحة العالم للتائب الذي قتل مائة نفس ، حيث أمره أن يهجر قريته التي ينتشر فيها الظلم والبغي إلى قرية أخرى ..

ثالثا : إشغال النفس بأي نشاط ذهني أو بدني ، فإن النفس الفارغة قريبة من المنكر ، ووقوعها في الحرام أسهل نظراً لعدم وجود البديل المباح الذي يشغلها عن تذكر من كانت على علاقة به ، ومن هذه الأنشطة :
الدخول في دورات لتعلم أي شيء مفيد لها كفتاة : كالطبخ والخياطة وتربية الأولاد والتعامل مع الزوج وتنظيم البيت ، وكذلك تستطيع الدخول في دورات عامة كدورات تعليم الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية ..
وقد تكون الرياضة أيضا مما يفرغ ما في نفس الفتاة من هم وحزن ومما يعين على سرعة تحسين نفسيتها واسترجاع روح الأمل والتفاؤل التي كانت عندها قبل هذه الأزمة العاطفية .

رابعا : إن أي عمل تريدين أن تقومي به على الوجه الصحيح فإنه لا بد لكِ أن تكتبيه في ورقة ، ثم تكتبي المدة التي تتوقعين أن تؤدينه فيه ، وتكتبي كذلك أي تفصيلات أخرى تعينك في تحقيق هذا الهدف ، وبهذا يكون تحقيق الهدف أيسر وأسهل من مجرد الاكتفاء بالنية الداخلية في نفسك ، فإن نسبة نجاحك في تأدية هذا العمل الذي لم ينتقل من ذهنكِ إلى الورق ستنخفض بشكل كبير .
ولذلك فأنصح أي فتاة تريد أن تنسى حبها أن تقوم بعمل خطة مكتوبة على ورقة ، وتكون في هذه الورقة خانة متابعة يومية تسجل فيها إجابة على هذا السؤال : ( هل استطعتُ اليوم أن أتقدم في العلاج ؟ ) .
والتقدم في العلاج يعني أن هذا اليوم مر دون لقاء مع الحبيب السابق .. سواء في الهاتف أو غيره من أدوات الاتصال المختلفة !

قد يقول البعض أن هذه طريقة متعبة ، أو طريقة ليس لها قيمة ، وأقول : جربي هذه الطريقة لأسبوعين أو ثلاثة وسترين مدى الحماس والتفاؤل الذي ستحسين به حينما تشاهدين بنفسك تقدمك في العلاج وأنكِ استطعتِ في هذين الأسبوعين أن تبتعدي تماماً عن الرجل الذي كنتِ على علاقة به ..

وأنبه على أمر مهم : لا تجعلي هذه الورقة مخفية في الدرج أو الدولاب بل اجعليها في مكان بارز تشاهدينه كثيرا في اليوم الواحد .

خامسا : من الضروري أن تستعيني بشخص يساعدك في الاستمرار على هذا الجهد ، وهذا الشخص يجب أن يكون كتوما وحكيما وقريبا منكِ ، المهمة الأولى لهذا الشخص هي أن يدعمك ويساندك عاطفيا، ومهمته الثانية أن يتابع معكِ تقدمك في خطة نسيان الحب القديم بالسؤال والتذكير والنصح .

وليس هناك أفضل لكِ من الأم أو الأخت أو العمة أو الخالة ، فإن تعذر ذلك فإن في الصديقات بديلاً لكِ عنهن ، المهم : ألا تكوني وحدك لأن الطريق صعبة وتحتاج لأنيس ومعين ومذكر وناصح .

هذه بعض الأفكار التي قد تكون مفيدة لكِ في باب ( كيف أنساه ؟ ) , ولكن هناك عشرات الأفكار الأخرى التي تستطيعين أن تفكري بها في جلسة استرخاء وتَفَكُّر ، مع نفسكِ أو مع شخص تختارينه ويكون عونا لكِ في إيجاد طرائق متعددة تكون سبباً في استرجاعك لثقتك بنفسك ومن ثم المضي قدما في رحلة النسيان .

وأخيراً :

عندما أقول إن النسيان صعب وإنه شاق فلا أعني بهذا أن أقول للفتاة : هذا أمر صعب فاتركيه وأكملي ما كنتِ عليه حتى تغرقي تماماً في الهم والحزن والتخبط العاطفي ... كلا , بل القصد هو أن تعلمي أن الهدف الصعب يحتاج إلى مزيد من الجهد والإصرار والعزيمة ..

6- الزواج قسمة ونصيب ........ ولكن !!
" الزواج قسمة ونصيب " عبارة مشهورة يرددها كثير من الناس ، وهي عبارة صحيحه نوعا ما ، فإننا نجد فتاة في بداية سن الزواج ولا تمتلك شيئا من مقومات الزوجة الناجحة فيجعلها مرغوبة في مجتمع الرجال .. ولكن الله يُقَدِّر لها أن تتزوج ، ونجد أخرى قد وهبها الله دينا وخلقا وجمالا ومع ذلك لم يأتها من يتزوجها وقد تتزوج ولكن ممن هو دونها مستوى ..

هذا صحيح ، والأقدار بيد الله ، والزواج قسمة ونصيب ... ولكن :

لماذا لا تسعى الفتاة لأن تكون مرغوبة عند نوعية معينة من الرجال ممن تتمنى أن تكون زوجة لأحدهم ؟! وهل هذا محرم شرعا ؟؟ أم إنه من اتخاذ الأسباب المعينة للفتاة على الزواج ؟

حسن تربية وتأديب البنت والولد هو واجب الأب والأم ، ولكن - مع الأسف - أصبح الوالدان الآن في شغل عن الأبناء ، وربما أنه قد أتى الوقت الذي يجب أن تعتمد فيه الفتاة على نفسها في أمور كثيرة ومنها أهم أمر لأي فتاة عاقلة ... ألا وهو الزواج .

أختي الفاضلة :

إن أي رجل يريد أن يتزوج فإنه يضع في ذهنه مواصفات ومقاييس معينة لزوجة المستقبل ، ومن ثم يبدأ في البحث عن فتاة تكون مواصفاتها قريبة من تلك المواصفات التي وضعها في ذهنه ، فلماذا لا تعملي على أن تكوني تلك الفتاة التي يتمناها الرجل ؟؟

مثلا : الرجل - أي رجل - في العادة يبحث عن امرأة متدينة لتحفظ شرفه ، ولا يحب أن يتزوج من امرأة لها تاريخ سيئ مع الرجال حتى ولو كان هو ذلك الرجل .. لأن من وقعت معه في الحرام ربما تقع مع غيره في المستقبل !
فلماذا لا تعملين جاهدة على أن تتركي عنكِ تلك الأفعال والمظاهر التي تنفر الرجال عنكِ كالوقوع في علاقات غرامية مع الشباب ، وكالظهور بشكل مقزز يعكس قوله صلى الله عليه وسلم (( كاسيات عاريات )) لجذب أنظار الشباب ؟!
ولماذا تتركين لنفسك الحبل على الغارب وتكون النتيجة ضياع العشيق والزوج معا ؟! وربما ضياع الشرف أيضا !

مثال آخر : الرجل الملتزم يحب أن يتزوج من ملتزمة تكون عونا له في دينه ودنياه ، ولا يحب أن يتزوج ممن تكون بلاء عليه ، فإن كنتِ تريدين مثل هذا الرجل فاعلمي أنه يريد حافظة للقرآن ، أو مهتمة بالعلم الشرعي ، أو داعية إلى الله ، أو صالحة تقية عابدة ، فاجتهدي في أن تكوني متميزة في أمرٍ معين من هذه الأمور حتى يرغب بكِ من يبحث عن مثل هذه المواصفات .

ومثال ثالث : الشخص المثقف وصاحب الاطلاع والطموح يحب أن يتزوج من امرأة لا يكون بينه وبينها بون شاسع في الثقافة , وعلى من ترغب بالاقتران بمثل هذا الرجل أن تقرب المسافة بينها وبين هذه النوعية من الناس بأن تكون هي صاحبة اطلاع وثقافة تلفت أنظار هؤلاء إليها .. كأن تكون طالبة دراسات عليا ، أو أن تكون كاتبة معروفة بكتاباتها الرصينة .

إلى غير ذلك من الأمثلة ..

ليس الهدف من هذا الكلام هو أن نقول للفتاة : تعلمي حتى تنالي زوجا مناسبا لكِ ، بل نقول : تعلمي وأخلصي النية لله , واعلمي أنكِ تعملين لنيل غرض شريف لا ينكره عليكِ أحد .. فإن حصل هذا وتزوجتِ فهو خير ، وإن لم يكتب الله لكِ الزواج فستكونين قد بذلتِ الأسباب وهذا اقل ما تفعلينه .

وليس الهدف هو أن أدعو الفتاة أن تنزع عنها جلباب الخجل وأن تطلب من الرجال أن يتزوجوها , بل أقول لها إنك إن أهملتِ نفسك وكنتِ كأي فتاة أخرى فستتساوى فرصتكِ مع فرص الأخريات , ولكنك إن ارتفعتِ عنهن درجة أو درجتين أو أكثر فستلفتين الأنظار إن شاء الله ..

وأعود لأذكركِ ببداية حديثي فأقول : الزواج قسمة ونصيب !

وختاما
هذا الكتاب موجه بالدرجة الأولى إلى الفتيات ، أن اعلمن أنكن تختلفن في طريقة التفكير والتعامل مع قضية "الحب" وقضية العلاقات العاطفية عن طريقة وتفكير الرجال، وأن العلاقات العاطفية لن تقف عند حد تبادل الرسائل أو المكالمات، بل إنها غالبا ما تكون سببا في ضياع سمعتك وسمعة أهلك وضياع شرفك ومستقبلك.
ولتعلمي يا فتاة أن الغاية النبيلة لا تبررها وسيلة دنيئة في الدين وفي عرف الناس ، فإما الزواج وإما الصبر حتى يكتب الله لك ما يحب .

ثم هو موجه إلى المربين أيا كانوا : آباء وأمهات ومعلمات ، انتبهوا لبناتكم اللاتي استرعاكم الله إياهن ، وكونوا عونا لهن على تخطي مرحلة " ما قبل الزواج " بسلام .. لا تتركوا لهم الحبل على الغارب فيضيعوا منكم ، ولا تشكوا فيهن وتعاملونهن معاملة يغلب عليها سوء الظن والاتهام بدون مبرر .. فالوسطية مطلوبة في كل شيء .

أسأل الله أن يحفظ نسائنا من كل سوء وأن يقيهن شياطين الإنس والجن .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

و صلى الله وسلم على نبينا محمد ..
منتدى الصحوة

قديم 15-03-2008, 11:18 AM
المشاركة 5
ريشهـ بيضآء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
مغامرات فتاة طائشة


** أنا فتاة لا أحب الأوامر والقيود وأتضايق من أسلوب أهلي في التعامل معي ومراقبتهم لي ، عشت حياة مليئة بالمغامرات والمفاجآت والمآسي والأحزان ، وأحياناً أفكر في الانتحار والتخلص من هموم هذه الدنيا وعنائها . كنت في أوائل المرحلة الجامعية حينما بدأت اختراق الحاجز الأمني الذي وضعه أهلي على منذ بلوغي أو قبل ذلك بقليل ، كانت الخطوات الأولى عن طريق بعض الزميلات في الجامعة ( أرقام هواتف،جولات ... ) وكانت مرحلة تسلية واستمتاع أكثر من أي شيء آخر . لكني بمرور الوقت وتعوٍدي على التلاعب بمشاعر الشباب وكسر حاجز مراقبة الأهل رغبت في التقدم إلى أبعد من ذلك ، ولم يكن ذلك صعباً ، فبدأت أولاً بسؤال بعض الصديقات الخاصات جداً ودلتني إحداهن على عدة طرق مناسبة ومأمونة وأولها كان عن طريق مشغل نسائي تشرف عليه امرأة ماهرة في تنسيق اللقاءات بكافة أنواعها ( لقاءات فردية – حفلات جماعية ... ) كانت تجربة مثيرة ناسبت روح المغامرة عندي ولكنها لم تكن خالية من الخوف والشقاء نظراً لأني فقدت شيئاً كبيراً في حياتي كأنثي ومع ذلك لم أبتعد كثيراً عن ذلك الجو الجديد الذي دخلته خاصة وأني أحس بالانتصار على قيود أهلي المشددة دون أن يكون لهم علي مدخل أو دليل واضح . تعرضت لمآس وآلام مع تلك الشلة الخفاشية التي تنشط ليلاً بكل أنواع اللهو والاستماع ، كنت أظنني محبوبة بينهم ومعشوقة حقيقية فإذا بي أصبح كالحذاء ( حذاء الحمام ) وساءت حالتي حتى اسودت الدنيا في عيني ولاحظ أهلي ذلك وأخذتني أمي لأحد المشايخ فقرأ علي وبكيت وتأثرت بالقران وصرت أصلي بانتظام ولكن لم يستمر الأمر طويلاً وذلك حينما كتبت رسالة إلى إحدى المجلات أشكو حالتي وظروفي التعيسة وعندها تعرفت على المحرر ودخلت في متاهات أخرى إلى الآن لم أخرج منها ، قالت لي إحدى قريباتي ( وهي فتاة ملتزمة ) إن مجلة الأسرة تهتم بالمشكلات النفسية فكتبت إليكم قصتي وأنا الآن في أتعس أيام حياتي .
تائهــــة
* أختي : لقد بدأت رسالتك على أنك لا تحبين الأوامر والقيود ، ولم تفرقي بين قيودٍ من صنع البشر وبين ضوابط الشرع ، ثم بينت ضمناً أنك انتهكت حدود الشرع والفطرة والأخلاق وتجاوزت الخطوط الحمراء عدة مرات بإصرار وسبق ترصد وتفكير وتدبير ، ثم أنت الآن تشكين الهم والغم والمآسي والأحزان وتفكرين في الانتحار أحـيـــــــــــــاناً.
إن في العيادات النفسية حالات مشابهة لحالتك تتكرر بين فينة وأخرى ، أغلبهن فيهن علل في شخصياتهن ( ضعف في الضمير قلة تدبير للعواقب ، اندفاع وراء شهوات النفس ، تلذذ بالمغامرات وهتك المحرمات على حساب الدين والعرض ... ) ويعانين من الهم والغم كالذي تعانين فهذا واقع لست الوحيدة فيه ، وأن لم يكن ظاهراً في المجتمع بوضوح .
إن من الفتيات من يدفعها لتلك التصرفات سوء تعامل أهلها معها وقلة احترامهم لها ونقص اعتبارهم لشخصيتها ، مما يجعلها تتلهف لمن يعيد لها تقديرها لذاتها حتى وأن كان رجلاً غريباً عنها تتواصل معه بحرص وشوق واهتمام وهي تعلم أنها تخالف فطرتها ودينها وقيمها وتلقي بشرفها مهاوي الردى ، وأكثر ما يكون ذلك في الأسر التي يغيب فيها الحنان والحب والتفاهم خصوصاً بين الأم وبناتها.
إن ما تفقده الفتاة من حنان وحب داخل أسرتها لن تجد عوضاً عنه مع أي رجل أجنبي عنها مهما زعم أنه شريف عفيف فكيف بمن يستغل ضعف الفتاة ويتمتع بهتك عرضها وإن زعم بعضهم ما زعم وأعطى من الوعود البراقة والكلام المعسول وظهر بالمظهر الجميل الباهر والهيئة البهية .

أنت أيتها الأخت أعرف بنفسك { بل الإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره } وقد جربتِ وعرفت أن لذة المغامرات قصيرة وأن حسرتها طويلة وأن النشوة قد تورث أحزاناً باقية .

إنك إن حصرت اهتمامك في التخلص من الحالة النـفسية السيئة التي أنت فيها ، دون التـــفات إلى خطــورة أخطائك الشرعية ومخالفاتك الأخلاقية ، فإنك تتعامين عن حقيقة واضحة وتنكرين واقعاً لاخفاء به .
صلاح حالك يبدأ بإصلاح ما بينك وبين خالقك الرقيب عليك الذي سيسألك عن أعمالك ويحاسبك عن أخطائك ( فإن شاء عذب وإن شاء غفر ) . ألا تستشعرين أنك خالفت فطرته وانحرفت عن شريعته؟ إنه لم يضع الضوابط ( مما قد تظنينه أوامر وقيود تحد من حريتك ) عبثاً ، وإنما حواجز معقولة مقبولة لدى ذوي النفوس السليمة والعقول النيرة تنظم حياة البشر وتهذب أخلاقهم ، وتردع أهواءهم البهيمية وشهواتهم الشيطانية ( وإلا فما فرق الإنسان عن الحيوان والشيطان ) ، كما إنها تحمي النفوس من الشقاء والهموم لئلا تصاب بما أصبت أنت به ،... وهكذا .
قد يكون في الجواب بعض قسوة في وقت أنت أحوج ما تكونين فيه إلى حنان ويدعوني إلى ذلك تصوري المبدئي عن شخصيتك التي تحتاج صراحة وحزماً فرسالتك رغم ما فيها من الظروف العسيرة التي مررت بها والمخالفات التي كررتها لم أجد فيها ما يدل على يقظة الضمير والشعور الحقيقي العميق بعظم الذنب ولوم النفس على الوقوع في المخالفة أو خوف العقاب الأخروي أو العار الدنيوي ونحو ذلك من بواعث نفسية إيمانية يبعثها الاكتئاب ويحركها في نفوس المذنبين المقلعين فتوقظ بصائرهم وتقوي وازعهم الديني ورقابتهم الذاتية لربهم وانضباطهم مع أوامره .
أمران لا يجتمعان في النفس : الحصول على احترام الآخرين والحصول على المتعة المحرمة معهم فمن الطبيعي أن تتعرضي للامتحان والاحتقار والاستغلال {ومن يهن الله فما له من مكرم } ، فحددي هويتك الإيمانية وقيمتك المعنوية ، وقيمك الأخلاقية الأصلية فأنت في بلاد الإيمان ومن نسل أهل الإسلام ومكارم الأخلاق والغيرة والشرف الرفيع ولست في أوربا أو أمريكا فكيف ترضين أن تبيعي نفسك ودينك وعقلك وشرفك وسمعة أهلك لساقطي الكرامة والمروءة وإن كانوا ذوي مال وجاه ووسامة .
إن فطام النفس عن هواها عسير لكن عواقبه أحلى من العسل . أتوقع لحالتك النفسية السيئة أن تتحسن في وقت سريع إذا صححت مسار حياتك وابتعت عن تكرار غلطاتك . وباب التوبة مفتوح لك ، ولذة الإيمان أطعم في القلوب وأبقى في المهج من لذة الأحضان والرقص والغناء والخلوة مع الفتيان .
ستر الله عليك وهداك .

مجلة الأسرة

قديم 15-03-2008, 11:21 AM
المشاركة 6
ريشهـ بيضآء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
باحثات عن الحب

د. منى البصيلي*

كلما جاءتني فتاة صغيرة - بين السادسة عشرة والعشرين من عمرها - تحكي قصتها بدموعها تتأوه وتتألم ، وعندما أسألها : لماذا؟ تكون الإجابة في جميع الحالات مع اختلاف الظروف والملابسات هي "الحب" ، فيكون سؤالي التالي: أتدرين ما الحب؟ فتكون الإجابة صمتًا حائرًا .. تحاول الإجابة .. ولا تستطيع .. فتكرر مرة ثانية ولكنني أحبه!!

استوقفني الأمر عدة مرات لمحاولة البحث وراءه، ولكنني كنت أكتفي بالتعليق البسيط "باحثات عن الحب" وقد خدعني صغر سن صاحبات التجارب بذلك .. ولكن ما جعلني أقف هذه المرة وأسترجع كل التجارب والقصص التي قابلتها في العيادة النفسية- لمحاولة الخروج بإجابة أو نتيجة -هي صاحبة القصة الأخيرة، ربما لأن سنها قد تجاوزت العشرين بأربع سنوات بما يعنى أنها "ناضجة" بما فيه الكفاية ... فكان لا بد من الوقوف والتساؤل ما هو الحب ؟ .. ولماذا البحث عنه ؟ ولماذا تهرب الفتاة وتدمر نفسها ؟


تعالوا نبحث عن إجابة ونحن نستعرض بعض القصص :

إحداهن بدأت علاقتها وهي في سن الرابعة عشرة عن طريق التليفون، وتطور الأمر بعد شهور إلى لقاءات في الخارج ، ثم لقاءات في شقة، ثم حمل وإجهاض، ثم انتهاء للعلاقة من جانب الرجل؛ حيث تبين أنه متزوج، ولا يستطيع الارتباط، واكتفى بذلك! وخرجت صاحبتنا محطمة .. هائمة تبحث عن الحب من جديد لتجده في الشارع، شاب لم يضيِّع وقته، فهم ما تريد أن تسمعه، وقالت: إن هذا هو الحب خاصة وهو شاب مقارب لسنها، ولتمنحه كل شيء وأي شيء، ولتكتشف بعد ذلك خداعه، ووضاعته؛ حتى إنه قدمها لأحد زملائه؛ ولتكتشف أنه غير مؤهل لأي ارتباط، لكنها تظل تردد إنها تحبه .. تحبه !!

أما الثانية فأحبت ابن الجيران الذي سرعان ما وصل بها إلى شقة المصيف، ولتحمل في أحشاءها جنيناً، ويشعر الأهل؛ ويتم الإجهاض وهي في سن الخامسة عشرة، ولتستمر المسيرة، وتحب شخصًا آخر زميلا في الجامعة، وليسمع قصتها، فقد أصرت أن تحكي له فهي لا تريد أن تخدعه، فما كان منه إلا أن استولى على مصوغاتها الذهبية، وهرب، ووجدت نفسها أمام شاطئ البحر لتنتحر؛ فإذا بصديق يعرف عنها كل شيء، يظهر ليقول لها: بدلاً من الانتحار تعالي تزوجيني!

ولتتزوج ابنة الثامنة عشرة دون علم أهلها بحثاً عن الحب والحنان الذي تصورت أنها وجدته فتُفاجأ بأنها تعيش مع نصاب عندما حضر الأهل واكتشفوا أن الزوج له سوابق للحصول على الأموال بالابتزاز مقابل تطليقها..

والثالثة أحبت الشاب اليتيم الفقير الذي أعجبتها قوته واحتقاره لجمالها، وانصاعت مختارة له تعطيه من مصروفها وطعامها، وكلما أمعن في البعد اقتربت، وأصرت، وسلمته نفسها يقودها إلى حيث يريد، وبعد ست سنوات بعد أن حصل على كل شيء تركها دون سبب وبلا رجعة؛ لتعيش تائهة حتى تُسرّ لها إحدى المخلصات بأن الحل أن تتعرف على آخر حتى تُشفى من حبه ليزداد الأمر سوءًا، وتشعر بالشقاء ويزداد شغفها ولهفتها إلى الحب لتقع في يد شيطان أجهز على ما تبقى منها بعد أن عرف كلمة السر : الحب !!!

أظنني قد أطلت في السرد، ولكنها عينة صغيرة تعبر عن ظاهرة، والظاهرة منتشرة في كل بلداننا العربية ... و لنبدأ بالسؤال :

أين الوازع الدينى ؟! أين الأهل؟ ..أين الأم؟ .. أين الأخت؟ .. أين الصديقة؟ أين الجارة الحميمة؟ ..أين النصيحة المخلصة؟ .. أين طلب العون والمشورة؟ .. أين نظام الدعم النفسي الطبيعي الذي كان يمنح لهؤلاء الفتيات الحنان والحب والاتجاه الصحيح الكاشف للعواطف الصادقة والكاذبة ،وأين المناخ الذي يربي مع الأسرة ويسد النواقص والثغرات عبر أبنية المجتمع المختلفة من إعلام وتعليم؟

إن غياب هذا الدور الخطير لمؤسسة الأسرة بفروعها الممتدة جعل هؤلاء الفتيات في صحراء جرداء من العاطفة والحنان الحقيقي تجعل الإنسان في حالة عطش؛ فيرى السراب ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، ووجد الخداع والضياع .. إن الحصول على الحب والحنان من المصادر الأولية والطبيعية يمنح الإنسان مناعة من أن تخدعه أي مشاعر زائفة غير حقيقية تستغل حرمانه وشوقه الفطري إلى من يهتم به ويشعر بأحاسيسه .

أما النقطة الثانية ـ التي قد تبدو كأنها هي نفسها الأولى ولكني أراها مختلفة ـ فأسميها التربية العاطفية وهي غير العطاء العاطفي، والمقصود بالتربية العاطفية أنه لا يوجد ثمة تعليم يتم لكيفية منح العاطفة وكيف تنمو؟ وكيف يعرف الإنسان الحقيقي منها من الزائف؟ ومتى يمنح الإنسان عاطفته؟ ولمن ؟ وما الفرق بين الحب والإعجاب والاهتمام والتعود ؟ وأين الشرع من هذا كله ؟!

كل ذلك يحتاج إلى وضوح وبرنامج تشترك فيه الأسرة أولاً من خلال الحوار المفتوح والعقل المتفتح الواعي والصدر الرحب ثم المدرسة وأجهزة الإعلام التي للأسف تقدم صورة مغلوطة لهذه المشاعر وطبيعتها؛ فيزداد الأمر سوءًا؛ حيث تحولت هذه الأجهزة الإعلامية بأشكالها المختلفة في غياب دور الأب والأم والأسرة إلى الموجه الأساسي لمشاعر هؤلاء الفتيات متصورات أن هذا هو الحب، فهو الكلمة التي تلوكها الألسنة طوال ساعات الإرسال وفي الأفلام وفي المجلات ؛ فتظل الفتاة المسكينة مشتاقة لهذه المشاعر الملتهبة التي تمنح صاحبتها السعادة، كما تراها مرسومة على وجه البطلة التي تكرس ثنائية الحب ـ الجنس، والتي تكسر الحاجز النفسي للإقدام على هذه التجربة، ولتأتي أغاني الفيديو كليب ومشاهدها المثيرة التي تركز أساساً على صورة غريبة للعلاقة بين الفتى والفتاة تقوم على اللمسات والقبلات والنظرات، تجعل كل فتاة تهيم في عالم وهمي يجعلها تستسلم لأول كلمة قد أحسن صاحبها صياغتها.

إن جو الاختلاط المفتوح بغير حدود في بعض البلدان مع عروض الأزياء المثيرة في جو غاب فيه الحنان والحب من أهم الأسباب ؛ حيث اختفت وتفككت الأسرة لسفر الأب أو لانفصال الأم أو لانشغالهما أو لعجزهما مع إعلام غير واعٍ بدوره الصحيح ....في إطار من طغيان الأفكار المادية التي تقدم المحسوس الملموس على المعنوي والروحي ... كل ذلك جعل الشباب يبحثون عن اللذة السريعة خاصة وأنه لا أمل لديهم في اللذة الآجلة ... وجعل الشابات يلهثن وراء السراب باحثات عن الحب .

إن الحب الحقيقي موجود، ولكنه غالٍ ويحتاج إلى مجهود للوصول إليه ..إنه حب يبني ولا يهدم ..حب يقود إلى الفضيلة ولا يمكن أن يؤدي إلى الرذيلة..حب ضارب بجذوره في الأرض ينمو بطريقة طبيعية، يبدأ بذرة تحتاج إلى العناية والرعاية في جو صحي من الوضوح والعلانية والشرعية، ثم ينمو نباتاً قويًّا صامداً ؛ ولنفتح الباب للحوار والنقاش لنصل إلى صيغة تناسب ديننا وثقافتنا .

________________
* مستشارة نفسية بمركز الاستشارات النفسية والاجتماعية بالإسكندرية

المصدر : لها أون لاين

قديم 15-03-2008, 11:24 AM
المشاركة 7
ريشهـ بيضآء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
قصه حقا مؤلمه ومؤثرة ..



قصة فتاة آلمتنا بقصتها



يقول الأخ الحالم مشرف منتديات الحصن النفسي ..

قصة عضوة بالحصن آلمتنا بقصتها (اتعظن يا أخوات)

قبل البداية
عصيت ربي !!!!!
فتبدلت صفة الهناء بذاتي
وتحولت لغة الكلام بكاء
ياحسرتي
أواه من حسرات عاص الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل عدة أيام أطلت علينا عضوة جديدة آالمت الجميع بقصتها وترقبوا نهايتها بقلب واحد أطلت علينا لاهثة وكأنها قادمة من عمق الصحراء تائهة تبحث عن مأوى لها وتبحث عن شربة ماء تروى حيرتها وتمحي الألم عن قلبها
تقول الفتاة : ((مشكلتي كبيره واخجل جداً ان اذكرها همت على وجهي لمدة ابحث عن يد تمسك بيدي وتساعدني فشلت وفشلت وفشلت لا استطيع ان احكي لأمي ولا لا احد اخواتي ولا لصديقاتي )) يشعر القاريء أن الفتاة تعيش مأساة حقيقية و ألم تعدى حدوده وغطى كيانها كله

تقول "اقسم بالله ان الدنيا سوداء في عيني افكر بلإنتحار بكل صدق "
للمعصية شؤم وما أعتى هذا الشؤم تسود الدنيا في وجه العاصي والعاصية
ويعلم أن لذه معصية دامت سويعة قادرة على جعل العاصي يكره دنياه ويفر من حوله هاربا
وحتى لو هرب من الجميع ،،،، فأين تأنيب الضمير القاتل؟ بل أين يهرب من الله علام الغيوب؟
بل وماذا لو انتحرت فمعصية على معصية وبعدها الى بئس المصير

للأسف تعرفت على شاب بل عذرا على ذئب بل عذرا على شيء متوحش يعتدي على حرمات الغير و بل ويعتدي على حرمات الله،،،، للأسف ما زال الضحايا يتساقطون ،،،رباه احفظ شباب وشابات أمة محمد صلى الله عليه وسلم

تقول " كانت علاقه عاديه نحكي في امور عامه اخوته وامه واين ذهبنا " هكذا بدأ المكار!!! ونشر خيوط العنكبوت حول ضحية فقدت صوابها!!!

ثم تستأنف وتقول : "طلب ان يراني قلت لماذا لااستطيع ان اخرج هكذا معك دون حجابي ولا ستطيع ان اخرج اساساً اهلي سيقتلوني لو علموا"
ومعصية تجر أختها وخطوة تتبعها خطوات !!!!!

وتتابع فتقول "قال انا احبك وانتي تعلمين اني اخاف عليك واخذني بالكلام وقلت حسنا"
أي حب كاذب هذا !! وأي أخلاق هذه
للأسف استطاع أن يضحك عليها بمجرد كلمات جوفاء خالية من مشاعر الحب بل هي و العياذ بالله بل هي مشاعر الافتراس

ثم تقابلا للأسف ،،، خرجت الفتاة على غفلة من أهلها ،،،، لكن الله ليس بغافل عما يعمل العصاة يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ،،،، ثم تزداد لذة المعصية ،،، فيخرج الأنسان عن طوره ويتحول لمخلوق بهيمي
هدفه فقط شهوته ،،،للأسف يذهب الايمان وقتها،،،، وتذهب المرءة والاخلاق
ضحك عليها الشاب،،،،ووقعا في الحرام والإثم ،،،،، لا لم يضحك عليها الشاب ،،،،،بل للاسف ضحك الشيطان على الاثنين،،،،حينها اشتكت الجدران واشتكت الارض والسموات واشتكت المخلوقات لباريء الارض والسماء قائلين " ابن آدم حرمنا الخير بشؤم معصيتك"
هو فعلا شؤم على الفتاة والشاب و المجتمع بل وعلى الكون كله.

ويبدو أن الله بكرمه ولطفه بالفتاة وأهلها قد رحم الفتاة وأراد لها الستر والعفة والطهر
رباه نتبغض إليك بمعاصينا وتستر علينا بل وتغفر لنا بعدها ما أعظمك ربي وما أحلمك
رباه أن قدرنا على المعصية فأنت أقدر منا في المغفرة
تقول الفتاة "لم اسمح له أن ينتهك عذريتي وطهارتي"
لكن الفتى كان قد اقترب كثيرا حتى ظنت الفتاة أنها قد تحمل رغم عدم ذهاب عذريتها!!!!
هكذا أراد الله أن تظن حتى ترجع إليه وحتى تتذكر مقدار ما فعلت

ثم يبدأ أثر المعصية بالظهور ويصاحبه الحسرة وتأنيب الضمير
تقول "لانهم ان علموا او حدث ما انا خائفه منه اعتقد ان والدي وامي لن يكونوا بخير سيصيبهم مكروه بكل تأكيد ، اهلي ربوني جيدا وتعبوا في ذلك ،لم يقصروا بأي شي معي ،يبحثون عن سعادتنا انا واخوتي"
فعلا شيء يحطم القلب ، تخيلت لو أن الفتاة لا سمح الله ذهبت عذريتها وتلطخت بالعار
ماذا سيحدث لهذا الاب المسكين وماذا سيحل بتلك الأم الطيبة وماذا سيحل بالأخوات
حياة الكثيرين ستنقلب جحيما بسبب نزوة شيطانية وذهاب عقل
أختاه كوني حذرة ، كوني مستيقظة واعية ، فكري قبل الاقدام فوالله حسرات الدنيا كلها سيمتليء بها قلبك عندما تعلمين انك دمرت حياة أحب الناس إليك وجعلت وجوههم سوداء

ثم تقول "ناااادمه ونااااااادمه وناااااااااادمه"
بداية العودة الى طريق النور والعودة إلى الله
من خطوات التوبة الصادقة الندم على مافات

وتقول : (دعوت ربي كثيراً ان يغفر لي ويتوب علي)
ثم يتبع الندم مناجاة لله وطلب غفرانه وبكاء و خضوع وحسرة في القلب

ثم تؤكد الفتاة أنها آمنت بالله وتقسم أن لن تعود فكيف تعود وقد لاقت الويلات
بل كيف تعود وقد اكرمها الله بستره وأنه ربنا رحمها وتولاها بعنايته

وبعد عدة ليالي مريرة وتأخر علامة العذرية وعدم الحمل وأعصاب الفتاة مشدودة
تظهر العلامة رمز كل فتاة على عفتها وطهارتها واخلاقها
وتخر الفتاة لربها ساجدة وشاكرة

ولا أنسى وقفة أعضاء المنتدى مع هذه الفتاة وتثبيتها ونصيحتها بوركتم جميعا

قولوا معي :

اللهم احفظ بنات المسلمين وشبابهم من نزواتهم
اللهم ردهم وردنا جميعا الى دينك ردا جميلا
واغفر معاصينا وارحمنا يا رحمن يارحيم

بعد النهاية
أنا نادمة يا ربي اني نادمة
وإليك أنظر واجلة
دمعي يشهد ،،،،بأني صادقة
فاقبل رجاء نفس تائبة

قديم 15-03-2008, 11:30 AM
المشاركة 8
ريشهـ بيضآء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
عندي تعليــق
و بعيــــــــد عن كــل شيء ...! واحفظي الله يحفظكِ..


اذا كان احدهم يدعي انه يحبكِ ويخاف عليكِ.. و و و الخ
لماذا يتعرض لكِ قفي واسأليه بل واسألي نفسك اسألي عقلك ..
لماذا يزيد من رصيد سيئاتكِ..
فهو بمجرد تحدثه وخروجه معكِ ادخلكِ في غضب الله ..
لو جاء ملك الموت وقبض روحك ِ او روحه فأين الحب ؟؟ طيب هماك تحبينه ..
هماه يقول انه يحبكِ ؟؟!! طيب هل ترضين ان يموت هو على معصية ؟
ايضا هو هل هذا الحب والخوف ان يعينك على معصية الله !!
هل هذا الحب ان يزيد كل من الاخر رصيد الاخر من السيئات
والامراض النفسيه والاكتئاب والسهر الخ..

قال الشيخ/ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- " الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله".


بين القلوب البيضآء فقط .. والاروآح النقيهـ..
قد تقدر المسافهـ بين اثنين بـ الاآف الاميال وربع قرن وستون الف مليون من الثوآني والدقآئق والسآعآت والآيـآمْ
لكن المسآفهـ بين روحين و قلبين تقدر فقط بربع الثآنيهـ أو بـ حجم قلب الـعصفور صغير جداً..!
فلسفة الريشهـ فقط..!

{عٍندمِا لا تدْرِيِ النّفًسْ ... كيْف ترويًــ ...
روحٍا سًكِنتْ رُوحَهَا فَهٍيَ تَشْتَاآآأقْ ولٍكًنْ بصًمٍتْ مُؤلمْ..



{ Will REmain in My Heart
the mOst prEcioUs gift
and wOnderful SUrprise
It gaVe Me Days.. !


Purity of spirit




يآرب تدعون لي ..

(( لآ حــول ولآ قوة إلآ بالله ))




ربِّ إنّيِ مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ

حسبي الله الذي لآ اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم

لآ اله الا انت سبحآنكْ إني كنتْ من الظآلمينْ..


{ اللهم يآ مثبتْ القلوب ثبت قلبي على دينكْ ..
اللهم يآ مصرف القلوب والابصآر صرف قلبي على طآعتكْ..


+
قديم 15-03-2008, 11:35 AM
المشاركة 9
ريشهـ بيضآء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
همسة لأختي المسلمة بعنــ ( دموع واكفة .....على العفَّة) ـــوان ....!!!!!

حلال العقد

السلام عليك ورحمة الله وبركاته...
أشكرك أختي على دخولك من كل قلبي...
أختي...
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني عوذة أتعوذ بها
قال : ( قل : اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني
ومن شر قلبي ومن شر منيي ) صحيح الجامع 4399
اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي...
اللهم إني أعوذ بك من شر بصري...
اللهم إني أعوذ بك من شر لساني...
اللهم إني أعوذ بك من شر قلبي...
اللهم إني أعوذ بك من شر منيي...

أختي...
تعوذي بالله من شر نفسك...فإن للنفس شروراً تهلك...
فقد كان يردد نبينا صلى الله عليه وسلم :
( ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا )
يا لله ...أنفسنا عدو من أعدائنا....!!
(إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي )
فا للهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا....

أختي في الله...
أكتب لك هذه الكلمات على استحياء...
فلعلك تجدين في عباراتي عجمة...وفي لساني عقدة..
لقد كتبت لك بدمع مدادي ...من سوداء فؤادي..
لقد أسهرني...وأبكاني وكدرني...
أمر يفتت الأكباد والقلوب...
ويبعث حرقة في القلب كحرقة يعقوب...
علاقتك بفلان.....قليل الدين ودعي الأدب.!!!
أسف على هذه الكلمات اللكمات في تسميته...
ولكن سميه صديقك...سميه حبيبك...سميه عشيقك...
سميه زوج المستقبل...سميه السعادة والأمل..
سميه فارس الأحلام...ورسول الحب والغرام...
سميه مجنون ليلى الثاني...سميه نزار قباني...
فتلك المسميات أبداً لا تغير الحقائق الواضحات..
أنا أعرف أني أضع يدي على جرح مؤلم..
لا تحبين سماعه...فكيف بنبش آلامه وأوجاعه...
أرجوك...انتظري...لا تسترسلي في بحار التفكير...
فعمقها كبير ....ولا وقت لدي للتأخير...
وأعرف أن حبيبك هذا ...شريف ونبيل في نظرك...
ليس له رغبة في أن يخدعك أو يعبث ويلعب بك...
أعرف أنه يموت في حبك...ويحلم بقربك..
ولا يخدعك ولا يخونك...بل في قمة الوفاء لك...
فقد أقسم لك بالله... أنه صاحب صدق ووفاء..
وأعرف أنه يريد التقدم قريباً لأهلك لخطبتك..
فهو جازم وصادق في الزواج منك...
وأعرف أيضاً أنه الوحيد في العالم الذي يفهمك..
وهو الوحيد أيضاً الذي يتألم لألمك ويقاسمك همومك...
نعم...إنه المنقذ لك بعد الله...في نظرك...
اعتذر إليك إن كانت عينك الآن تبكي..
وأبشرك أن العين التي تبكي هي التي تبصر جيداً..

أختي...
أرجوك إن كنت مشغولة الآن...فاتركي كل ما في يدك..
استرخي جيداً على مقعدك....وأرخي أعصابك وجسدك..
وارمقي كلماتي ببصرك...وأنصتي لما أقول لك :
ما كتبت هذه الكلمات ...لكي أنغص لك الحياة
ولا لأقطع أحلامك ولذاتك...
ولا لأمحو الفرحة والبسمة عن وجهك...
بل كتبتها لسعادتك الحقيقية...سعادتك الأبدية...
سعادتك في حياتك ..وعند مماتك...وفي قبرك..
ويوم بعثك...ويوم وقوفك بين يدي ربك....

أجيبيني أختي....
هل علاقتك به وحديثك معه يرضى بها ربك...!!!
أنا لا أسألك عن رضا مجتمعك...أو أبيك وأمك...!!!
فعادات المجتمع والأسرة...ليست حكماً على الشريعة المطهرة...
بل أسألك عن رضا ربك ....الذي ينظر ويسمع فعلك وقولك..
هل ينظر إليك الآن من السماء...على أنك مطيعة لله...أم أنك من العصاة..!!
هل تظنين أنك بهذا العمل تقتربين من الله أم تبتعدين...
ألا تريدين أن تكوني ممن قال الله في وصفهن ممتدحاً لهن :
( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )
فهل كنت من الصالحات بفعلك هذا...وهل هذا من هدي الصالحات..!!
أم كنت من القانتات العابدات بعملك هذا لرب الأرض والسماوات...!!
أم كنت حافظة للغيب في أهلك ...ومن له حق عليك بتصرفك هذا وعملك..!!
أم لا تريدين أن تكوني ممن قال الله فيهن : ( المحصنات الغافلات المؤمنات )
فهل كنت محصنة وعفيفة بهذا العمل...!!!
وهل كنت غافلة لا تعرفين للمنكر طريقاً بهذا الفعل...!!
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الوزر والعار
تبقى عواقب سوء فـي مغبتها لا خير في لذة من بعـــدها النار

أختي...
ما كنت بكلماتي هذه حاكماً عليك والعياذ بالله بجنة أو نار...!!
ولكن نرجو للمحسن ونخاف على المسيء من عذاب الجبار...
فأرجوك فكري جيداً في علاقتك ...وتأملي معي خطورة دوامتك...
إن خطرات الشيطان ووساوسه...
مع ضيق الإنسان واجتماع مشاكله وهمومه...
وضعف الإيمان إن لم يكن ذهابه من قلبه...
عوامل أساسية في مد جسر التواصل المحرم مع الآخرين....
فمن الذي قال لك : أن هذا طريق تفريج همك وتنفيس كربك...
لا شك صديقة سوء مصاحبة...أو أغنية ماجنة...
أو مشاهدات إعلامية هابطة....كانت كالجرعة المخدرة...
لم تخدر المشاعر والأحاسيس...بل دغدغتها وحركتها...
بل خدرت العقول وغطتها...وأضعفت أنوار الإيمان في القلوب وأزالتها...

أختي...
ما هذا ...أول ما تبلغين وتشبين.. في هوى الحب تسقطين...!!
يالله....الدموع مسكوبة هاطلة...والعيون ساهرة...
ولكن ليست في هم الآخرة....!!
يا الله......لما فرغ عن ذكر الله قلبك...ساء عملك...!!!
حتى قل نومك...بل أكلك وشربك...بل نحل جسمك...!!
آآآآآآه كم من ملك جعله العشق مملوكاً...!!
وكم من شريف جعله العشق وضيعاًَ...!!
رب مستور سبته شهوة فتعرى ستـــره فا نهتــكا
صاحب الشهوة عبد فإذا غلب الشهوة أضحى ملكا
أترضين بهذا الذل والحرمان والبلاء...!!!
إن قلتي نهاية الحب والغرام الحرام...نكاح على شرع الله....!!
فهل تعتقدين أن ذلك يمحو الآثام...وما كان من سالف الأيام...!!
فكم من حالة كانت كذلك...وهل بلغ مجموع هذه الحالات أصابع يدك..!!
وهل كانت الحياة الزوجية ناجحة ...أم ساقطة في حضيض الهاوية ...!!
والله حياة أسرية ...لا أصل لها ثابت...ولا فرع لها نابت...
إنها والله أفعال الشيطان...وعقول الصبيان...وسباق العميان...!!!
لقد علمتنا شريعة السماء...أن من لم يؤسس بناه على تقوى من الله...
لا شك ساقط وإن تسامق وارتفع في علاه...وكم رأينا ذلك في الحياة...!!
لو فكر العاشق في منتهى حسن الذي يسبيه لم يسبه

أختي...
هل وجدتي الراحة في معصية الله...!!!
أتستبدلين الذي هو أدنى بالذي هو خير...!!
لقد عاب الله عليهم طعاماً حلالاً.....لأنه أدنى ....!!!!!
وهو دليل على دنو أنفسهم ووضاعتها.....بالرغم من أنه طعام حلال....!!
فكيف بما هو أشد من الطعام .......ناهيك عن كونه حرام.......!!
فهل ترضين أن تكوني دنية...من أجل سراب قيعة عاطفية...!!

أختي....
الله خلقك ..( وما خلق الذكر والأنثى )....
هو أعلم بك : ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )....!!
لقد حرم الإسلام نظرات العين الخائنة...وحذر من خطرات القلب العارضة...
وأغلق باب الأذن فلا تسمع وسواس الذهب ولا رنة خلخال....!!
وألزم المرأة بالحجاب...وصانها عن أعين الذئاب....
وحرم عليها أن تخضع بصوتها.. حتى لا يطمع من في قلبه مرض بها...!!
وكما تعلمين أن القلوب المريضة موجودة في كل زمان ومكان....!!
وتطمع في كل امرأة حتى ولو كانت أم المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين...!!
( ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض )
فكيف بزمان كهذا الزمان...وبذئاب لبست مسوح الضان....!!!
لقد عظمت في هذا الزمان المنكرات ...وكثرت فيه الشهوات والمغريات...!!
أضف إلى ذلك روعة العبارات..مع أصوات المطربين والمطربات ...!!
في جو ترتفع فيه الموسيقى والنغمات...لتعلن للجميع ارتقاء قمة الغفلات..
فإذا الشيطان يخلص إلى القلب ليرقص...والإيمان يضعف و ينكص...
نعم يرقص ...رقصة مقتول الهوى والحب...غير باك عليه أحد ولا مستعتب..

أختي...
والله ثم والله من انغمس في الملذات...تجرع غصص الألم والندامات...
ما خلقتي لتسيري خلف هواك...إنما لتعبدي مولاك.. فما الذي دهاك..!!!
الحيوان يعرف ما يضره وما ينفعه..فيبتعد عن كل شيء فيه ضرره..!!!
فأين أين عقلك...إذا لم يكن عندك دين يردعك...!!!
أيهما الأعظم سلامة دينك وعرضك...أم بلوغ لذتك...!!!
انظري إلى أين المسير ...إلى السعير...( حفت النار بالشهوات )...!!!
أو ما تسمعين ما قاله رب العالمين :
( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )
فكيف يكون حالك يوم القيامة يوم الدين...!!
أو تريدين أن تكوني ممن تنادي بالحسرة والعويل :
(يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا )
ثم أين صدق إخلاصك....إذ فيه نجاتك وخلاصك...!!
( فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم )
ألم ينزعج قلبك بعد...بطول هذه الغيبة عن الله والبعد..!!
كم فاتك من خير يوم سرتي خلف هواك...كم وكم عصيتي به مولاك....!!!
لا تقولي هذه آخر محطة في العشق وسأتوب بعدها....!!
فما يدريك أنه بقي شيء من عمرك....فلعل الموت اقترب منك..!!!
ألستَ وعدتني يا قلبُ أني إذا ما بنتُ عن ليلى تتوبُ
فها أنا تائبٌ عن حب ليلى فمــا لك كلما ذُكرتْ تذوب...!!!
أنظري إلى قلبك كيف تعلق بغير ربك...!!!
أما سمعتي أن الله يكل العبد إلى ما تعلق به...!!!
لقد تعلقتي والله ببيت العنكبوت ...وحسبك أنه أوهن البيوت...!!!
لقد قيد الهوى قدميك.....وسلسل بسلاسله يديك.....!!!
فما وجدتي عيناً تبكي عليك...ولا أذناً تصغي إليك...!!!
فهيا...استفيقي وأبصري الطريق ولا تكوني ذات عين عمياء...!!!
فو الله إن أطعت هواك...أوردك ذلاً وعاراً لا يغسله الماء...!!!
فخالفي هواك وكوني من العقلاء....قبل أن يعظم بك الداء والبلاء....!!!

أختي...
إنني أرجوك...وأدعوك بصدق...إلى طريق العفة...!!!
نعم ....إلى العفة....
كم نحن في هذا الزمن بحاجة ماسة.... إلى مثال رائع في العفة..!!
إن العفة لا تستجلب بالعادات والتقاليد ذات الصرامة والشدة..!!!
ولا تستجلب بالمناصب والمال والرئاسة...!!!
فالتي راودت يوسف عليه السلام كانت : (( ملكة )) ...!!!
فلم يعرف العشق والحب...مالاً ولا منصباً ولا منزلة..!!!
إن العفة لا تستجلب إلا بالإيمان والإخلاص لله والخوف والخشية من الله..!!
فمن أبصر عواقب أمره...وانطرح بين يدي ربه...ثبته الله وربط على قلبه..!!
وتذكري قصة الخائف يوم قالت له بنت عمه :
( اتقي الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه )...!!!
إن الخائف من عذاب الله...الخائف من الوقوف بين يدي الله..
هو الآمن من كل المخوفات...الذي تصاغرت أمام عينيه كل الملذات..
( قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون )
إن الذي يقدم خوفه من ربه عند اشتداد غريزته...
سيحمد حسن صنيعه وفعله...في حياته ويوم بعثه...
( ومن يتقي ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين )
من يتقي الله...ويصبر عن ما حرم الله...سيعوضه الله بما أحل الله...
لا خير فيمــــن لا يراقـــبُ ربًـــــــهُ عند الهوى ويخافه أحيانا
إن الذي يبغي الهــــوى ويريــــــده كمؤاجـر شيطانه شيطانا
حجب التقى باب الهوى فأخو التقى عــف الخليقة زائدًُ إيمانا
فهيا يا صحابة العزيمة الصادقة...هيا لتكتبي في ديوان العفة...!!
ما هي إلا جرعة صبر لألم البعد بقدر ساعة...
ثم تكوني بعدها من أهل العفة والشجاعة...
وتتذوقي شهد العفة...بعد مرارة المعصية..
وتنعمي بفرح الانتصار.... على إبليس أبي الكفار...!!
( ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً
إلا كتب لهم به عمل صالح )

أختي......
أتريدين أن تخرجي من حضيض الهوى ...!!!
فقط توبة ووثبة صادقة....( ولو أرادوا الخروج لأعدوا عدته )..!!
اشغلي هذا القلب العاطل ...اشغليه بربك قبل أن يشغلك بالباطل...!!
اشغليه بالقرآن والعبادات....اشغليه بالأعمال الصالحات...
وها هو باب التوبة مفتوح.......!!!
وها هي نسائمه تغدوا وتروح .....!!!
إنه باب التوبة انظري إليه....مابين المشرق والمغرب.....!!
ما أوسعه وما أعظمه...وما أحلم الله وما أرحمه...!!!
أو تظنين أنه يضيق عليك ولا يسمح بدخولك...!!!
وربك لا يفرح بتوبتك... ولا يأذن بقبولك...!!!
هيا ..توضئي بدموع التوبة والندم لله...
وارفعي يديك المرتعشتين إلى السماء...
وناجيه بصوتك المتقطع بالزفرات والبكاء...
يارب....يارب.....يا أرحم الراحمين...
من لي غيرك...؟؟......من للمذنبين...؟؟
بحثت عن الحب فلم أجده إلا لك وفيك...
وبحثت عن الأنس فلم أجده إلا معك..
وبحثت عن بث الشكوى والهموم فلم أجد إلا إليك..
تبت إليك مما جنيت...وعدت إليك بعدما أذنبت وعصيت..
فاغفر زلتي ...واستر عيبتي...وارحم ذلتي بين يديك..
اللهم إني تركت فلاناً خوفاً منك...وحباً فيك...
اللهم فاخلفني خيراًَ منه...وارزقني عملاُ ترضى عنه..
اللهم اكتبني مع التائبات التاركات لطرق الشر..
السالكات طريق الخير والبر...
برحمتك يا أرحم الراحمين...

أخيراً...
أختي اعتذر إليك...
فقد أغلظت عليك...
لكن عذري خوفي عليك...
فإن وجدت هذه الكلمات قبولاً لديك...
فدعوة صادقة لا تنسي بها أخيك...
وإلا فمزقيها ولا عليك...

http://saaid.net/female/091.htm

قديم 15-03-2008, 11:37 AM
المشاركة 10
ريشهـ بيضآء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
يا ابنتي الذئاب لا تعرف الوفاء

خليل بن إبراهيم أمين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أنا- يا ابنتي- رجل خبرت الحياة وخبرتني، وعاركت الأيام وعاركتني، وصارعت الليالي وصارعتني، وسحت في الديار شرقها وغربها، وتعاملت مع النفوس شريفها ووضيعها، فخذي مني نصيحة أب مشفق، يحب لك الخير ويتمنى لك الرفعة، نصيحة من يرى كرامتك وشرفك ورفعتك أعز وأغلى عليه من نفسه التي بين جانحتيه.

إي والله- يا بنتي- هذا هو شعور أي أب نحو ابنته، فخذيها واقبليها وضعيها نصب عينيك، لأني أرى سهاماً نحوك مرصودة قد أصابت حرابها، وأرى شباكاً حولك منصوبة قد امتلأت فخاخها، وأرى التراءي بالرذيلة قد جرت ثيابها، وأرى البراءة من الفضيلة قد اتسع خرقها، وأرى حولك قلوباً من الرحمة قد اقفرت، وأرى أمامك عيوناً عن البكاء قد جمدت، وأرى بوناً شاسعاً بين دخائل القلوب وملامح الوجوه، وأرى كذب الأسماء عن حقائقها، فالإجرام والفجور فتوة، والتبذل والتفسخ حرية، والرذيلة فناً، والربا فائدة، وأم الخبائث- الخمر- مشروباً روحياً، والانحلال حضارة، ألا ساء ما يزرون،

كل هذا- يا ابنتي- لكي يستمتع بجسدك الطاهر ودمائك النقية ذئاب، بك متربصة، قد سخروا أقلاماً غلب جهلها على علمها، لبست لك ثياب النصح والإرشاد، فأقبلوا يخلطون بالبيان شبهاً، وبالدواء سماً نقاعاً، وبالسبيل الواضح جرداً مضلاً، فالجلود جلود الضأن، والقلوب قلوب الذئاب، فترى وتسمع منهم حشفاً وسوء كيله، قد بيتوا أمراً تكالبوا عليه مجمعين على غير هدى ولا مثال سابق حتى وقع الحافر على الحافر، ألا ساء ما يزرون.

إنهم يخطون نحوك خطواتهم الأولى ثم يدعونك تكملين الطريق، فلولا لينك ما اشتد عودهم، ولولا رضاك ما أقدموا، أنت فتحت لهم الباب حين طرقوا فلما نهشوا نهشتهم صرخت "أغيثوني "، ولو أنك أوصدت دونهم أبوابك، ورأوا منك الحزم والإعراض لما جرؤ بعدها فاجر أن يقتحم السوار المنيع، لكنهم صوروا لك الحياة حباً في حب، وغراماً في غرام، وعشقاً في عشق، فلا تسير ولا تصح الحياة بدون هذا الحب الجنسي الذي يزعمون، وبه يتشدقون قالوا: لابد من الحب الشريف العذري بين الشاب والفتاة، والله يقول( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33))) فأي حب هذا الذي يزعمون، وأي شرف هذا الذي يتشدقون، (( قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ))

لا- يا ابنتي- لا تصدقيهم، ولا تصدقي الذئب، لا تصدقيه بأنه يطلب منك الحديث فقط، أتراه يكتفي به، لا، سيطلب المقابلة، فهل يكتفي بهذا؟ لا، سيطلب النظر، ثم العناق، وثم وثم.،.

فما حديث الحب العذري الشريف إلا شهوة لم تقض، ورغبة لم تتحقق

وما دون ذلك وهم وضلال وكذلك وتدليس على النفس، إن حديث الحب العذري بين شاب وفتاة خرافة لا تروج شوقه إلا على المجانين والمراهقين وأهل الدياثة والخنا.

فلا تستمعي بما زخرفه الشعراء في أمثال، عنترة وعبلة، وقيس وليلى، وجميل وبثينة، والفرزدق والنوار، وكثير وعزة، وغيرهم.

ولا بما زوره الأدباء في مجدولين، وبول وفرجيني، وكرازبيلا، والأجنحة المتكسرة، فما هذا إلا صورة من صور الرغبة في الاتصال الجنسي لم تجد طريقها إلى التنفيذ، إنها غريزة النوع فلا يرويها إلا ما يتم به، هذه حقيقة ومن أنكرها وجد الرد عليه داخل نفسه، ففي كل نفس الدليل على أنها حقيقة لا سبيل إلى إنكارها، و"ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" أخرجه البخاري برقم (5233)،، فالحب العذري الذي يزعمون جوع جنسي، فهل يصدق الجائع إذا حلف بأغلظ الأيمان أنه لا يريد من المائدة الشهية إلا أن ينظر إليها، ويشم ريحها من على البعد فقط، كي ينظم في وصفها ا لأشعار ويصوغ القوافي.

فالضحية أخيراً أنت- يا ابنتي- يأتي الشاب فيغوي الفتاة، فإذا اشتركا في الإثم ذهب هو خفيفاً نظيفاً، وحملت هي ثمرة الإثم في حشاها، ثم يتوب هو فينسى المجتمع حوبته، ويقبل توبته، وتتوب هي فلا يقبل لها المجتمع توبة أبدا، وإذا أراد هذا الشاب الزواج أعرض عن تلك الفتاة التي أفسدها مترفعا عنها، ومدعيا أنه لا يتزوج البنات الفاسدات، ولسان حاله يقول: أميطوا الأذى عن الطريق؟ فإنه من شعب الإيمان،

أين ما أخذه على نفسه من وعود؟ أين ما قطعه من عهود؟ كتبت إحداهن وكانت سليلة مجد ومن بيت عز تستعطف الذئب بعد أن سلبها عذريتها،

فقالت: "لو كان بي أن أكتب إليك لأجدد عهداً دارساً أو وداً قديماً ما كتبت سطراً، ولا خططت حرفاً، لأني لا أعتقد أن عهداً مثل عهدك الغادر، ووداً مثل ودك الكاذب، يستحق أن أحفل به فأذكره، أو آسف عليه فأطلب تجديده، إنك عرفت حين تركتني أن بين جنبي ناراً تضطرم، وجنيناً يضطرب، تلك للأسف على الماضي، وذاك للخوف من المستقبل، فلم تبل بذلك، وفررت مني حتى لا تحمل نفسك مؤونة النظر إلى شقاء أنت صاحبه، ولا تكلف يدك مسح دموع أنت مرسلها، فهل أستطيع بعد ذلك أن أتصور أنك رجل شريف لا بل لا أستطيع أن أتصور أنك إنسان، لأنك ما تركت خلة من الخلال المتفرقة في نفوس العجماوات والوحوش الضارية إلا جمعتها في نفسك، وظهرت بها جميعها في مظهر واحد، كذبت علي في دعواك أنك تحبني وما كنت تحب إلا نفسك، وكل ما في الأمر أنك رأيتني السبيل إلى إرضاء نفساً، فممرت بي في طريقك إليها، ولولا ذلك ما طرقت لي باباً، ولا رأبت لي وجهاً، خنتني إذا عاهدنني على الزواج، فأخلفت وعدك ذهاباً بنفسك أن تتزوج امرأة مجرمة ساقطة، وما هذه الجريمة ولا تلك السقطة إلا صورة نفسك، وصنعة يدك، ولولاك ما كنت مجرمة ولا ساقطة، فقد دفعتك - جهدي- حتى عييث بأمرك، فسقطت بين يديك سقوط الطفل الصغير، بين يدي الجبار الكبير، سرقت عفتي، فأصبح ذليلة النفس حزينة القلب، أستثقل الحياة وأستبطيء الأجل، وأي لذة في العيش لامرأة لا تستطيع أن تكون زوجة لرجل ولا أماً لولد! بل لا تستطيع أن تعيش في مجتمع من هذه المجتمعات البشرية إلا وهي خافضة رأسها، ترتعد أوصالها، وتذوب أحشاؤها، خوفاً من تهكم المتهكمين، سلبتني راحتي لأني أصبحت مضطرة بعد تلك الحادثة إلى الفرار من ذلك القصر... وتلك النعمة الواسعة وذلك

العيش الراغد إلى منزل لا يعرفني فيه أحد... قتلت أبي وأمي، فقد علمت أنهما ماتا، وما أحسب موتهما إلا حزناً لفقدي، ويأساً من لقائي، قتلتني لأن ذلك العيش المر الذي شربته من كأسك، وذلك الهم الذي عالجته بسببك، قد بلغا مبلغهما من جسمي ونفسي فأصبحت في فراش الموت كالزبالة المحترقة... فأنت كاذب خادع ولص قاتل، ولا أحسب أن الله تاركك بدون أن يأخذ لي بحقي منك... " [ النظرات للمنفلوطي ] .

ذئب آخر: "كان من شباب الخلاعة واللهو، علم أن المنزل الذي يجاور منزله يشتمل على فتاة حسناء من ذوات الثراء والنعمة والرفاهية والرغد، فرما إليها النظرة الأولى فتعلقها، فكررها أخرى، فبلغت منه، فتراسلا، تم تزاورا، ثم افترقا، وقد خيمت روايتهما بما تختم به كل رواية غرامية يمثلها أبناء آدم وحواء على مسرح هذا الوجود، عادت الفتاة تحمل بين جانحتيها هما يضطرم في فؤادها، وجنيناً يضطرب في أحشائها، ولقد يكون لها إلى كتمان الأول سبيل، أما الثاني فسرٌّ مذاع، وحديث مُشاع، إن اتسعت له الصدور، فلا تتسع له البطون، وإن ضن به اليوم فلا يضن به الغد... فلما أسهر الهم ليلها، وأقض مضجعها، لم تر لها بداً من الفرار بنفسها، والنجاة بحياتها، فعمدت إلى ليلة من الليالي الداجية فلبستها وتلفعت بردائها، ثم رمت بنفسها في بحرها الأسود، فمازالت أمواجها تتلقفها وتترامى بها حتى قذفت بها إلى شاطىء الفجر، فإذا هي في غرفة مهجورة في إحدى المنازل البالية، في بعض الأحياء الخاملة وإذا هي وحيدة في غرفتها لا مؤنس لها إلا ذلك الهم المضطرم.

وتدور عجلة الزمان دورتها، تلك العجلة التي لا حيلة لنا في إيقافها فماذا كان؟ يغفر المجتمع لهذا الذئب، ويقبل توبته، وينسى زلته، ويعين قاضيا، وتضع المسكينة طفلتها في تلكم الغرفة المتهالكة، باعت جميع ما تملك يدها وما يحمل بدنها وما تشتمل عليه غرفتها من حلي وثياب وأثاث، حتى إذا طار غراب الليل عن مجثمه أسدلت برقعها على وجهها وائنزرت بمئزرها، وأنشأت تطوف شوارع المدينة وتقطع طرقها، لا تبغي مقصداً ولا ترى غاية سوى الفرار بنفسها من همها، وهمها لا يزال يسايرها ويترسم مواقع أقدامها.،. وفي إحدى الليالي سيق إليها رجل، كان ينقم عليها شأناً من شؤون لشهواته ولذاته، فزعم أنها سرقت كيس دراهمه... ورفع أمرها إلى القضاء... وجاء يوم الفصل.. فسيقت إلى المحكمة، وفي يدها فتاتها، وقد بلغت السابعة من عمرها فأخذ القاضي ينظر في القضايا ويحكم فيها... حتى أتى دور الفتاة، فما وقع بصره عليها حتى شدهت عن نفسها وألم بها من الاضطراب والحيرة ما كاد يذهب برشدها، ذلك أنها عرفته وعرفت أنه ذلك الفتى الذي كان سبب شقائها، وعلة بلائها، فنظرت إليه نظرة شزراء، ثم صرخت صرخة دوى بها المكان دويا وقالت: "رويدك أيها القاضي، ليس لك أن تكون حكماً في قضيتي، فكلانا سارق، وكلانا خائن، والخائن لا يقضي على الخائن، واللص لا يصلح أن يكون قاضيا بين اللصوص " فعجب القاضي والحاضرون لهذا المنظر الغريب... وهم أن يدعو الشرطي لإخراجها، فحسرت قناعها عن وجهها، فنظر إليها نظرة ألم فيها بكل شيء.،، وعادت الفتاة إلى إتمام حديثها فقالت: "أنا سارقة المال، وأنت سارق العرض، والعرض أثمن من المال، فأنت أكبر مني جناية، وأعظم جرمة، وإن الرجل الذي سرق ماله ليستطيع أن يعزي نفسه باسترداده أو الاعتياض عنه، أما الفتاة التي سرقت عرضها فلا عزاء لها؟ لأن العرض الذاهب لا يعود، لولاك لما سرقت، ولا وصلت إلى ما إليه وصلت، فاترك كرسيك لغيرك، وقف بجانبي ليحاكمنا القضاء العادل على جريمة واحدة، أنت مدبرها وأنا المسخرة فيها... رأيتك حين دخلت هذا المكان، وسمعت الحاجب يصرخ لمقدمك، ويستنهض الصفوف للقيام لك ! ورأيت نفسي حين دخلت والعيون تتخطاني والقلوب تقتحمني، فقلت يا للعجب، كم تكذب العناوين، وكم تخدع الألقاب.،. أتيت بي إلى هنا، لتحكم علي بالسجن كأن لم يكفك ما أسلفت إلي من الشقاء حتى أردت أن تجيء بلاحق لذلك السابق،.. ألم تك إنسانا، فترثى لشقائي وبلائي؟ إن لم تكن عندي وسيلة أمت بها إليك، فوسيلتي إليك ابنتك هذه فهي الصلة الباقية بيني وبينك.

وهنا رفع "الذئب "- عفوا- رفع القاضي رأسه، ونظر إلى ابنته الصغيرة وأعلن أن المرأة قد طاف بها طائف من الجنون، وأن لابد من إحالتها على الطبيب فصدق الناس قوله، تم قام من مجلسه... " المصدر السابق ". يا الله؟
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى *** وصوت إنسان فكدت أطير
أرأيت- يا ابنتي- كيف تنكر الذئب من فعلته بكل يسر وسهولة، إن كل فتاة من هاتين الفتاتين كانت لها أم تحنو عليها، وتتفقد شأنها، وتجزع لجزعها، وتبكي لبكائها، ففارقتها، وكان لها أب لا هم له في حياته إلا أن يراها سعيدة في آمالها، مغتبطة بعيشها، فهجرت منزله، وكان لها خدم يقمن عليها ويسهرن بجانبها فأصبحت لا تسامر إلا الوحدة، ولا تساهر إلا الوحشة، وكان لها شرف يؤنسها ويملأ قلبها غبطة وسروراً ورأسها عظة وافتخارا ففقدته، وكان لها أمل في زواج سعيد مع زوج محبوب، فرزأتها الأيام في أملها، كل هذا لأنها صدقت ما وعدها، وانساقت وراء نزوة عابرة

ولم تمتثل قول الله عز جل
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً )) الأحزاب 1590.

فلا تغرنك- يا ابنتي- الصورة البشرية التي يتصور فيها الذئب وتلك الملابس التي يتسربل بداخلها، فلو كشف لك عن أنيابه لرأيت الدم الأحمر يترقرق فيها، أو عن أظفاره لرأيت تحتها مخالب حادة، أو عن قلبه لرأيت حجراً صلدا من أحجار الغرانيت لا يبض بقطرة من الرحمة، ولا تخلص إليه نسمة من العظة، فهم سباع مفترسة، وذئاب ضارية، فكم حفلوا من فتاة شقاء وآلاماً لا قبل لها ولا لمخلوق باحتماله، وكم قرحوا من كبد لأب لو عرضها في سوق الهموم والأحزان ما وجد من يبتاعها منه بدرهم، وكم سرقوا فرحة زوج في ليلة عرسه فطلق زوجته قبل أن يبني بها غير آسف ولا حزين. جاء رسول البريد بكتاب إلى زوج في ليلة بنائه على زوجته فإذا فيه الرسالة التالية: "علمت أنك خطبت "فلانة" إلى أبيها وأنك عما قليل ستكون زوجها، ولعمري لقد كذبك نظرك وخدعك، من قال لك: إنك ستكون سعيداً بها، فإنها لن تكون لك بعد أن صارت لغيرك، ولا يخلص حبك إلى قلبها بعد أن امتلأ بحب عاشقها، فاعدل عن رأيك فيها، وانفض يدك منها، وإن أردت أن تعرف من هو ذلك العاشق وتتحقق صدق خبري وإخلاصي إليك في نصيحتي، فانظر إلى الصورة المرسلة مع هذا الكتاب ". التوقيع وقصص الذئاب أكثر من أن يحصيها العد، ولكن اللبيب بالإشارة يفهم، وقلما تتزوج فتاة ذات صلات فاسدة مع رجل إلا وردت عليها ليلة البناء بها أو صبيحتها كتب الوشاية بها والسعاية من الأشخاص الذين أحبتهم وأخلصت إليهم، فينتهي أمرها في حياتها الجديدة إلى الشقاء والعار، وليس هناك فتاة

إلا بدأت حياتها بحب وغرام استطاعت أن تتمتع بالحب في زواج سعيد شريف جزاء وفاقاً ولا يظلم ربك أحدا.

والآن آن لك- يا ابنتي- أن تفرقي بقوة بين من يريدك مستترة فتعزى، وممتنعة فتطلبي، وبين من يريدك معروضة فتهوني، وكل معروض مهان، قد آن لك أن تتشبثي بحجابك وسترك وعفافك وطهرك امتثالاً لقول ربك عز وجل:
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً )) الأحزاب :59. لا تسمعي للناعقين، الذين يغمزون ويلمزون، فمازالوا بأختك في أماكن أخر حتى نزعوا عنها حجابها، فهل رضوا بهذا ؟ لا، نزلوا إلى ثوبها، حتى قصرت من هنا أصبعاً ومن هناك أصبعاً، إلى أن ألقوا بها على شاطئ البحر عارية تماماً من كل شيء، إلا الشيء الذي يقبح مرآه، ويجمل ستره، ثم تركوها تمشي في الشارع، كاسية عارية، مائلة مميلة، لا يكلف أحدهم نيل إحداهن (من هذا الكائن المشوه) إلا أن يشير بيده، فتترامى عليه، لا يحجزها دين، ولا يمنعها عرف، ولا يمسكها حياء، قد هانت حتى صار عرضها يبذل في ملء بطنها وستر جسدها، ويل لها من النار، أين هي من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وأن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" رواه مسلم برقم (3971).

ولكن القوم خدعوها قالوا لها: هذه هي الحضارة والمدنية، فصدقتهم، وكذبوا والله، أيكون الطهر عيباً، والعفاف عارا، والخير شرا، والنور ظلاما ؟ وما لنا وللغرب، ليذهب الغرب بنسائه إلى الجحيم، أما كفانا تفكيراً برؤوس غيرنا، أما كفانا نظراً بعيون عدونا، أما كفانا تقليداً كتقليد القردة، ليصنع بنات الغرب ما شئن وشاء لهن رجالهم، فما لنا ولهم، وتكوني أنت - يا ابنتي- كما نريد نحن ويريد لك الله.

فليس في الدنيا أكرم منك وأطهر، ما تمسكت بدينك، وحافظت على حجابك، وتخلقت بأخلاقك الحسنة، فمن نساء الغرب من تحارش الرجال صناعاتهم الثقيلة، إنها ممتهنة في عقر دارها، تربح المال من لديها جمال، فإن ذهب جمالها رموها كما ترمى ليمونة امتص ماؤها لكننا قلدناهم، تركنا الحسن، وأخذنا القبيح، من تمثيل، وغناء ؟، وفن، ورقص ، كأننا ما خلقنا إلا للغناء والطرب والفن والرقص.

ولابد من شكوى إلى ذي مروءة *** يواسيك أو يسليك أو يتوجع
وأخيراً: أهمس إليك- يا ابنتي- بكلمة لابد منها بعد أن خبرت الذئب وفعاله، أقول لك: أنت الآن صبية جميلة، وأنت إلى الخامسة والعشرين تطلبين وبعد ذلك تطلبين فإن طرق داركم من ترضين دينه وخلقه، فلا تترددي في قبوله ولا تتمنعي ولا تسوفي، فإن الجمال والصبا لا يدومان، فإما المرض، وإما القبر، نعم القبر الذي لابد لكل حي منه، القبر، يا ابنتي الذي يفد إليه كل يوم وفود البشر محمولين على أيدي آبائهم وأمهاتهم وأحبابهم، ليقدموهم بأنفسهم هدايا ثمينة إلى الدود، تم يخلون بينهم وبينه يأكل لحومهم ويمتص دماءهم ويتخذ من أحداق عيونهم، ومباسم ثغورهم مراتع يرتع فيها كما يشاء بلا رقبى ولا حذر من حيث لا يملك مالك، عن نفسه دفعا، ولا يعرف إلى النجاة سبيلا، نعم يا ابنتي.
هو الموت ما منه مـلاذ ومهـرب *** إذا حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نـؤمل آمـالاً ونـرجو نتـاجها *** لعـل الردي فيما نرجيه أقرب
ونبني القصور المشمخرات في الفضا *** وفي علـمنا أنا نمـوت وتخرب
الموت- يا ابنتي- يقتحمك بلا موعد ويدخل بلا استئذان: (( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ))لقمان: 34 فرب فتاة كانت فتنة القلب وبهجة النظر، تفيض بالجمال وتنثر السحر والفتون، جاءت عليها لحظة، فإذا هي قد آلت إلى النتن والبلي، ورتع الدود في هذا الجسد البض، وأكل ذلك الثغر الجميل، فهل تظنينه عنك ببعيد؟ يحكي الهاشمي في جواهر الأدب أن عائشة التيمورية الشاعرة الأديبة كانت لها بنت ربيت في بيت العز والدلال، قد جمع الله لها جمال الخفق وسمو الخلق، فياضة الأنوثة، ساحرة الطرف، بليغة النطق ، مهذبة الحواشي، ما رآها أحد إلا أحبها، وفجأة أصابها مرض مفاجىء فما لبثت أن ماتت وهي بنت ثماني عشرة سنة، وروعت الصدمة كل من شاهدها وعرفها، وذهلت أمها ورثتها بقصائد تبكي الصخر وتحرك الجماد، لعلك تريدين أن تقفي على شيء منها، هاكه فتجلدي:
لبست ثياب السقم في صغر وقد *** ذاقت شـراب الموت وهو مرير
جاء الطبيب ضحى وبشر بالشفا *** إن الطبـيب بـطبـه مغـرور
وصف التجرع وهو يـزعم أنه *** بالبرء من كـل السـقام بشير
فتنفسـت للحـزن قائـلة له *** عجل ببرئي حيث أنـت خبير
وارحم شبابي إن والدتي غـدت *** ثكلى يشير لهـا الجوى وتشير
لما رأت يأس الطبيب وعـجزه *** قالت ودمـع المقـلتين غزير
أماه قـد كـل الطبيب وفاتني *** ممـا أؤمـل في الحياة نصير
أمـاه قد عز اللقـاء وفي غـد ***سترين نعشي كالعروس يسير
وسينتهي المسعى إلى اللحد الذي *** هـو منزلي وله الجموع تصير
قولي لرب اللحـد رفقـا بابنتي *** جاءت عـروساً ساقها التقدير
وتجلدي بـإزاء لحـدي بـرهة *** فتـراك روح راعـها المقدور
أمـاه قـد سلفـت لنـا أمنية *** يا حسـنها لو سـاقها التيسير
كانت كأحلام مضت وتخلفت *** مذ بان يوم البين وهـو عسير
جرت مصائب فرقتي لك بعد ذا *** لبس السـواد ونفـذ المسطور
أمـاه لا تنسـي بحـق بنـوتي *** قبـري لئـلا يحـزن المقبور
وهاكي جواب الأم:
بنتاه يا كبدي ولـوعة مهـجتي ***قد زال صفـو شـأنه التكدير
لا توصي ثكلي قد أذاب فؤادها *** حزن عليك وحسـرة وزفيـر
وبقبـلتي ثغـراً تقـضي نحـبه *** فحرمت طيب شذاه وهو عطير
والله لا أسلو التـلاوة والـدعا *** ما غردت فوق الغصون طيور
كلا ولا أنسى زفـير تـوجعي *** والقـد منك لدي الثرى مدثور
إني ألفت الحـزن حـتى أنني *** لـو غاب عني ساءني التأخير
قد كنت لا أرضى التباعد برهة *** كيف التصـبر والبعاد دهـور
أبكيـك حتى نلتقي في جنـة *** برياض خـلد زينـتها الحـور
فبادري يا ابنتي بالتوبة وامتثلي لأوامر الله عز وجل وغضي البصر عن النظر المحرم طاعة لقول ربك عز وجل: (( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) : النور: 31 فللسان زنا، وللبصر زنا، واستمعي إلى قول نبيك صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه " أخرجه البخاري .

وقد رأى عليه الصلاة والسلام عذاب أهل الزنا عياذاً بالله فقال: "فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع، يتوقد تحته نار، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا، فيها رجال ونساء عراة، فقلت: من هذا؟ قالا: انطلق " فلما أخبراه قالا: "... والذي رأيته في الثقب هم الزناة" أخرجه البخاري برقم (1122)

فالبدار البدار يا ابنتي وباب التوبة مازال مفتوح و"إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.. " أخرجه مسلم برقم (2760)، ويقول سبحانه: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) الزمر: 153.

لبيك يا رب، فعجلي- يا ابنتي- ولا تسوفي فلا تساوي هذه اللذة بتلك الآلام ولا تشتري هذه البداية بتلك النهاية.

فسمو هذا الدين وشرفه أنه يبني النفس الإنسانية ويربيها على قاعدة ( (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) )الشمس : 10،9 . وأن مبدأ الثواب والعقاب فيه مرتكز على قاعدة: ((فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (8) )) الزلزلة: 7، 8،.

هذه نصيحتي لك- يا بنيتي-، نصيحة من يحب لك الخير، ويتمنى لك الرفعة، ففكري فيها، وضعيها نصب عينيك، واحملي عقلك دائماً في رأسك، لا تنسيه أبداً، لا تنسيه في قصة غرام، أو ديوان غزل، أو بين صفحات مجلة، أو عبر حرارة الهاتف، أو أمام شاشة التلفاز، أو عند نظرات ذئب جائع أو بين معسول حديثه ، ضعي عفتك وكرامتك وشرف أهلك بين عينيك، تعرفين جيداً كيف تردين أي شيطان، فإن أفسق الرجال وأجرأهم على الشر، يخنس ويبلس ويتوارى إن رأى أمامه فتاة متسترة، مرفوعة الهامة، ثابتة النظر، تمشي بجد وقوة وحزم، لا تلتفت تلفت الخائف ولا تضطرب اضطراب الخجل، حينئذ يطرح الذئب عن جلده فروة السباع، وينزل من على الجدار، تائباً مستغفراً ليطرق الباب في الحلال، رجلاً وسط أهله وعشيرته، بل ويستشفع بأهل الخير والصلاح ليشفعوا له عند أبيك، كي يمدحوه بالدين والخلق، فكفى بالدين والخلق مدحاً أنه ينسب إليهما كل أحد، وكفى بالرذيلة والخديعة مذمة أن يتبرأ منهما كل أحد.

هنالك تزفين وسط قبلات الأهل، ودموع الأم، وحنان الأب، مرفوعة هامتك، عزيز جانبك، إلى بيت الشرف والكرامة... يا صانعة الرجال

خليل بن إبراهيم أمين
الرياض في 22/ 1/ هـ 1420 هـ
ص. ب : 64377- الرياض11356

قديم 15-03-2008, 11:40 AM
المشاركة 11
ريشهـ بيضآء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
رآقتني هذه !!

قد يكون حماراً مزعوما..!! احترامي الشديد .. لـِ البشر..!


الفارس المزعوم

عبدالله بن خضر الغامدي
رن الهاتف
... الو
... احذري يا قريبة الدمع من المحاجر ...
احذري فلستي رخيصة يا جوهرة من الجواهر000
كم- والله- آلمني وآلم كل شهم حال تلك الفتاه التي عاشت مع"الفارس المزعوم"0
هذا الفارس الذي ألقاها في ا ليم مجروحة،وجعلها تعيش في أحلامها أرجوحة
لقد اغرورقت عيني بدمعة000

فخنقتها في خاطري فتساقطت *** من أعيني،فشربتها متلعثما

لقد ا تقن دور العاشقين ، وكان معها في الخطاب مبين ، أسرها بجميل الكلمات ،وقيدها بلطيف العبارات ، كساها من الثناء حلة ، وأهدها من بين الشوك فلة0
فبنت بآ ملها القصور، وسكـنت بأحلامها الدور،وشيدت في عالمها الأبراج ، وصارعت مع فارسها الأمواج0
لقد ظلت هذه الجريحة أشهرا طويلة وهي تبني على رمل ، وتلهث خلف سراب ، بذ لت له مشاعرها ، وتوسلت ا ليه بآهاتها،وأعطته ما ليس يعطى من حياتها000
كم تخيلت الفسا تين التي سيشريها ، والعطور التي سيهديها ، والرسائل التي سيعطيها000
كم اخترعت مكاتيبا سترسلها **** وأسعدتني ورود000سوف تهديها
وكم ذهبت لوعد لاوجود لــه **** وكم حلمت بأثوب سأشريهـــــــــا

ما ظنت يوما من الأيام ، أن يغلظ لها في الكلام ، فهي نوه الذي يلمع ، وشمسه التي تسطع0

غرها الثناء ، فحلقت في السماء ، ولكن!!!!ما لبثت أن هوت بها الريح في مكان سحيق
0 قتل أحلامها ، وذبح آمالها ، ونحر خيالها0000
لقد انتهى كل شئ في لحظة واحدة0000
نعم000في لحظة واحدة000
((يا من وقـفت دمي عليك
وذللتني ، ونفـضتني
كذبابة من عارضيك
وأهنتني.....
من بعد ماكنت الضياء بناظريك))
لقد وجد هذا الفارس صوتا آخر..
صوتا هو أرق عذوبة ، وأكثر في الخيال خصوبة000
سيلعب معها الدور نفسه، ويعيد اليوم أمسه
يردد لها نفس القصص ، ويعطيها في الثناء حصص...
حتي اذا سئم منها ، أطبق في وجهها سماعة الهاتف وهو يردد
تقولين الهوى شئ جمـــيل ** ألم تقرأ قديما شعر قيــــــــس
لقد أخطأت حين ظننت أني ** أبيع رجولتي وأضيع رأسـي
لقد شوّهـت أيامي وعمري ** فجفت ريشتي وانبح همســـي
فأكبر من جمالك كبريائي ** فمهما كنت0أجمل منك نفسـي

* فهل بعد ذلك سيبقى لهذا ( المخادع ) مكانا في سمعك ، وحظا من مشاعرك ، ونصيبا من خيالك ، ( اخيتي ) ان السعيد من اتعظ بغيره ، والشقي من اتعظ بنفسه .


======



فتـى الأحـــلام


قالت وهي تذرف دموع الندم :كانت البداية مكالمة هاتفيه عفويه ، تطورت إلى قصة ( حب ) وهميه ، أوهمني إنه يحبني وسيتقدم لخطبتي ، طلب رؤيتي ... رفضت ، هددني بالهجر!! بقطع العلاقة.. ضعفـــــت ... أرسلت إليه صورتي مع رسالة ورديه معطرة ... توااااااالت الرسائل .. طلب مني أن أخرج معه.. رفضتبشدة ..هددني بالصور، بالرسائل المعطرة بصوتي في الهاتف وقد كان يسجله.. خرجت معه على أن أعود في أسرع وقت ممكن .. لقد عدت ولكن ، عدت وأنا أحمل العار..قلت له : الزواج .. الفضيحة ..قال لي بكل احتقار وسخريه :
إني لا أتزوج فاجرة
أختي الكريمة .. إن كنت عاقلة فاستمعي إلى هذه النصائح :
لا تصدقي .. لا تصدقي أن زواجا يمكن أن يتم عن طريق مكالمات هاتفيه عابثة . ولو تم فإن مصيره إلى الضياع والفشل والشك والندم .
لا تصدقي أن شاباً مهما تظاهر بالصدق والإخلاص يحترم فتـاة تخون أهلها وتحادثه عبر الهاتف أو تتصل به أو تخرج معه مهما أظهر لها من الحب وألان لها القول ، فهو إنما يفعل ذلك لأغراض دنيئة لا تخفى على عاقل .
لا تصدقي ما يردده أدعياء التقدم أو ما يسمى بتحرير المرأة من أنه لابد من الحب قبل الزواج .
فالحب الحقيقي لا يكون إلا بعد الزواج ، وما سواه فهو في الغالب حب مزيف ، مؤسس على أوهام وأكاذيب لمجرد الاستمتاع وقضاء الوطر ثم لا يلبث أن ينهار فتنكشف الحقائق ويظهر المستور ، روى البخاري في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم قال :
( إنه أتاني الليلة آتيان ، وإنهما قالا لي انطلق - وذكر الحديث حتى قال : فأتينا على مثل التنور فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه ، فإذا فيه رجال ونساء عراة ، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا - أي صاحوا من شدة الحر - فلما سأل عنهم الملائكة ، قالوا : ( وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني ) .. فهل تودين أن تكوني منهم ؟!
احذري المكالمات الهاتفية فإنها تسجل عند الله تعالى ويسجلها شياطين الإنس ( أدعياء الحب ) فيستخدمونها سلاحا للضغط عليكِ أو للنيل من سمعتك وعرضك .
احذري التصوير بشتى أنواعه فإنه علاوة على تحريمه ولعن صاحبه فهو من أخطر الأسلحة التي يستخدمها ذئاب البشر لإرغام الضحية وتهديدها وافتراسها .
احذري كتابة الرسائل الغرامية فهي أيضا من وسائلهم في التهديد والضغط .
احذري المجلات والروايات الهابطة فإنها تحمل بين صفحاتها الملونة وأوراقها المصقولة السم الزعاف .
احذري المسلسلات والأفلام الهابطة المضللة التي تقتل الحياء وتقضي على الفضيلة وتسعى إلى هدم الأخلاق والقيم .
احذري التبرج والسفور وكثرة الخروج إلى الأسواق وغيرها من غير حاجة مما يعرضك لغضب الله وعقابه .
احذري الركوب مع السائق الأجنبي منفردة ، فإنا ذلك من الخلوة المحرمة التي حذر منها الشرع الحكيم . وإياك أن تحتجي بالضرورة فمن يتق الله يجعل له مخرجاً . ويرزقه من حيث لا يحتسب .
احذري رفيقات السوء الضالات المضلات .
أختي الكريمة
احذري جميع المعاصي والذنوب فإنها سبب للشقاء والتعاسة وزوال النعم وحلول النقم ونزول المصائب .
احذري ملك المـوت إذا جـاء لقبض روحـك بالإستعداد للآخرة بالتـوبة النصوح والأعمال الصالحة فإنك لا تدرين متى ينزل عليكِ .
وبعد هذه النصائح اعلمي وفقكِ الله أن باب التوبة مفتوح للتائبين ، قال الله تعالى : ( قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
فإن كنتِ قد ألممتي بشيء من الذنوب فبادري بالتوبة النصوح قبل أن يغلق الباب ويعلوكِ التراب فلا ينفع النـدم حينئذ .
وصلى الله على نبينا محمد

قديم 15-03-2008, 11:42 AM
المشاركة 12
ريشهـ بيضآء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
موضوع مهم ...


بين المرأة والرجل هل توجد علاقة بريئة وأخرى غير بريئة؟

طه حسين أبو على
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...
أولاً: العلاقة الغير بريئة : وهى العلاقة التي تتصف بعدم وجود موانع وعوائق لرغبات كلا الطرفين وقد تكون بدايتها بريئة كالصداقة والزمالة وتنتهي بهما إلى الفاحشة أو في أفضل الحالات الزواج العرفي فهذه العلاقة ليست محل نقاشنا لان أهل العقل فضلاً عن أهل الدين يجمعون على حرمة هذه العلاقة ودناءة أهلها ونسأل الله الهداية للجميع.
ثانياً: العلاقة البريئة: وهى محل النقاش وتكون بين رجل وامرأة او فتى وفتاة ولكنها يحدها حدود ويفترض انها لا تتطور ويشملها الأدب العام والعرف ويصل الأمر إلى المصارحات والصدق والألفة والثقة بين الطرفين ولا بأس بمعرفة الأهل بهذه العلاقة إلى حد ما وقد تتعدى الصداقة إلى الأخوية وكلا الطرفين يحرص على مصلحة الأخر وذلك دون الوصول إلى ما حرمه الله وقد يكون احد الطرفين متزوج ولكن لا بأس فانها علاقة بريئة ويكون الحديث فيها في الأمور الحياتية العادية أو المشاكل الشخصية العادية ومناقشتها ومن اكبر مميزات هذه العلاقة ان المجتمع يرعاها ويعترف بها والخلاصة ان أصحاب هذه العلاقة على قناعة بصحتها وبرائتها من الفحش وانها علاقة طبيعية مادامت لا تصل إلى ما حرمه الله ومادامت هذه العلاقة فى العلن!!!
ولحل هذه الأشكال نوضح لب وأساس هذه العلاقة بكل صراحة من زاويتين:
أولاً: الواقعية. ثانياً: الشرعية.

أولاً: من الناحية الواقعية والعملية:1. ان المصارحة والصدق والثقة في هذه العلاقة كالسم في العسل اذ ان هذا الصدق ماهو الا قناع لعملية تمثيلية يصور كل واحد نفسه في أحسن صورة ويزين مظهره ويتزين في كلامه ولا يقبل ان يتعرف الطرف الآخر على عيوبه فهلاً ذكر عيباً من نفسه حتى يكون صريحاً ولو حدث فانه يمدح نفسه في صورة الذم كأن يقول او تقول اكبر عيب عندي اني صريح ، وإني أعيب على نفسي قول الحق بدون مجاملة فأين الصدق والصراحة؟ بل على العكس أوضح ما في هذه العلاقة الكذب والمخادعة سواء على نفسه او على الآخر ،، ومن أوضح ما يبين مسألة التظاهر الكاذب طرح كلا الطرفين في بعض الأحيان موضوعات تبدو هامة ، كأن تكون قضية سياسية أو نفسية أو دينية ويتنافس كلا الطرفين بإبداء رأيه في هذه القضية ووجهة نظره لا لشئ إلا ليظهر أنه على دراية وإلمام بشتى لعلوم والثقافات ، وهذا أمر واضح جداً.
2. هذه العلاقة يفترض انها لا تتعدى الصداقة والزمالة البريئة ولكن ما يدرى كلا الطرفين ان الآخر طور او يطور هذه العلاقة ولو من طرف واحد؟
3. يجد الرجل في هذه العلاقة الراحة والتسلية اذ انه ينشرح صدره وينسى همومه ويأنس بهذه المحادثات والمناقشات هو لا يبحث عن حل او يريد ان يحقق غرض وانما يريد ان يفرغ همه وهذا حاصل في هذه العلاقة فليس مهماً ان تكون الفتاة جميلة المنظر وانما هي كفتاة تحمل مراده وتحقق غايته من تسلية النفس وانشراح الصدر أثناء المجالسة سواء عياناً او هاتفياً وهذا الإنس مركب في طبع الرجل تجاه المرأة لا ينكره عاقل ويقابل ذلك عند المرأة زيادة على هذا تحقيق الشعور بالذات والأهمية وزيادة الثقة بالنفس نتيجة لطلب الفتى او الرجل اياها وكما ذكرنا انه لا يتورع عن تظاهر ومخادعة وتمثيل فهى تحكمه بدلالها وهو يحكمها بدهائه.
4. واذا كانت هذه العلاقة لا تدعو إلى الفاحشة فهذا ليس دليلاً على صحتها وشرعيتها فقد كان أهل الجاهلية قبل الإسلام يقولون ( الحب يطيب بالنظر ويفسد بالغمز ) وكانوا لا يرون بالمحادثة والنظر للاجنبيات بأساً مادام في حدود العفاف وهذا كان من دين الجاهلية وهو مخالف للشرع والعقل فإن فيه تعريضاً للطبع لما هو مجبول على الميل اليه ، والطبع يسرق ويغلب. والمقصود ان أصحاب هذه العلاقة رأوا عدم العفاف يفسد هذه العلاقة فغاروا عليها مما يفسدها فهم لم يبتعدوا عن الفاحشة تديناً!
5. ومنذ متى واعتراف المجتمع يعد معياراً فهل اعترافه بعلانية بيع الخمور يبيح الخمر؟ ان معيار المجتمع معيار ناقص وكذلك معيار كثرة المترددين على الامر لا يعد دليلاً على صحته. فيقول الله تعالى ( قل لا يستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولى الالباب لعلكم تفلحون)
6. ومن أوضح ما يلاحظ في هذه العلاقة أن كلا الطرفين يرى الآخر في أحسن صورة حتى لو كان عكس ذلك بمعنى أنه قد يكون الشاب أو الرجل تافه وسمج وغير متزن والفتاة التي معه قد لا تقبله زوجاً ولكن مع ذلك فهي تراه في صورة محببة إلى نفسه بدليل استمرار هذه العلاقة بينهما وكذلك الفتاة أو المرأة قد تكون لها من التفاهة نصيب كبير و أفكارها ساذجة وليس لها همة في عمل شئ مفيد ومواضيعها المطروحة تنم عن فراغ في العقل ، بل زد على ذلك أنها قد تكون غير جميلة وأيضاً لا يقبلها الشاب زوجة ، ومع كل هذا يشعر تجاهها بارتياح وقبول وقد يتفقدها ويسأل عنها إذا غابت بل قد يغار عليها .. إذاً ما سر هذا الترابط واستمرار هذه العلاقة على الرغم من علم كلا الطرفين بنقائص الآخر ؟؟؟
وجواب هذا : أنه من تزيين الشيطان إذ يزين كل طرف للآخر ، فإذا رأى أحدهما من الآخر عيباً أو نقصاً يستحسنه ويقبله ، والدليل على ذلك أن صاحب هذه العلاقة لا يقيمها مع أخته أو زوجته إن كان متزوجاً ، بل قد تكون أخته أكثر اتزاناً وعقلاً من التي يبني معها هذه العلاقة ، بل إنه لا يقبل من أخته ما يقبله منها ، وكذلك الفتاة صاحبة هذه العلاقة قد يكون لها أخٌ شقيق هو أفضل من هذا الذي تبني معه هذه العلاقة ، ولكن مع هذا فهو لا يغنيها عن هذا الشاب أو الرجل ، فهكذا يتضح جلياً مدى تزيين الشيطان ، ويكثر في القرآن الكريم قوله تعالى ( وزَيَّن لهم الشيطان أعمالهم) ... والمقصود أنه لا يدعو إلى الشئ ويسميه باسمه أو بصفته بل يبسط الصعب ويهون العظيم ، حتى إذا دعا إلى الفاحشة يقول هذا أمر طبيعي وعادي ، إن فلان وفلان يفعلونه ، إن كثيراً من الناس يقومون به ، إنه ليس بالأمر الكبير ، قد يكون خطأ ولكنه ليس جريمة.......وهكذا ولا ينتبه إلى هذا إلا من أنار الله له قلبه بالإيمان به ، والوقوف على أوامره ونواهيه.
ثانياً : من ناحية الشرع والدين:1. انه من المعلوم يقيناً ان أصحاب هذه العلاقة يتبادلان النظر ولو بعفوية او حسن نية أليس كذلك؟ يقول الله تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون (30) وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ) وهذا امر من الله يقتضى الوجوب للمؤمنين والمؤمنات بغض البصر وهنا ليس لحسن النية او سوء النية محل وانما استثنى نظرة الفجأة فقط فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم لعلى ( يا على لا تتبع النظرة النظرة فانما لك الاولى وليست لك الاخرة )2. يقول صلى الله عليه وسلم ( خير صفوف الرجال اولها وشرها اخرها وخير الصفوف النساء اخرها وشرها اولها ) هذا بشأن الصلاة فى المسجد فوصف المتأخرات بالخير لبعدهن عن رؤية الرجال وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم. يا الله .... هذا بشأن المسجد الذي هو مكان العبادة وبحضرة النبي فما بال من تتجرأ وتقول هذا زميلي في الجامعة او العمل او تقول انها علاقة بريئة أو ان نيتها سليمة هل أنت نيتك سليمة ومن أمرهن النبي بتجنب مخالطة الرجال نيتهن سوء؟ ام انه أمر واجب التنفيذ على الفور.
3. قوله صلى الله عليه وسلم ( ما تركت بعدى فتنة هي اضر على الرجال من النساء ) رواه البخاري ومسلم فقد وصف النبي النساء بأنهن فتنة على الرجال فكيف يجلس الفاتن مع المفتون؟ ام كيف تكون هناك صداقة بين الفاتن والمفتون.
4. قوله صلى الله عليه وسلم ( لان يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له ). فأين الذين يتجرأون على المصافحة وما شابه من أمر النبي؟
ومن هذا كله يتضح انه لا توجد علاقة بريئة او صداقة بين الرجل والمرأة او الفتى والفتاة سواء في الجامعة او العمل او اى مكان اما كلمة علاقة بريئة فقد اطلقها كل مخادع لنفسه وغيره على علاقة لا ترضى الله ورسوله وبعيداً عن هذا كله نهمس فى اذن من كان مقتنع بهذه العلاقة ونسأله ونسألها ان الوقت والأعمال تسجل اما في ديوان الحسنات او ديوان السيئات ففى اى الديوانين يسجل الوقت الذى قضيته او قضيتيه تحت عنوان العلاقة البريئة أفي الحسنات ام السيئات؟
إذاً البدار البدار إلى التوبة والرجوع وعدم الإصرار والمكابرة و التجرؤ على ما نهى الله عنه فإنه من أعظم العقوبات في الدنيا على المعاصي ألا يشعر العاصي بها بل يصر عليها.
وأخيراً لا تنخدعي بمن يدعى ان بناء علاقة بين الرجل والمرأة او الفتى والفتاة خاصة في الجامعات وغيرها هي الحضارة والمدنية. كذبوا والله بل انه الشر كل الشر ولا ينهانا ربنا الا عن الشر وما يوصل إليه.
وما لنا وللغرب ليذهب الغرب بنسائه إلى الجحيم انها مممتهنة في عقر دارها تربح المال من لديها جمال فان ذهب جمالها رموها كما ترمى ليمونة امتص ماؤها لكننا قلدناهم تركنا الحسن واخذنا القبيح اما كفانا تفكيراً برؤوس غيرنا اما كفانا نظراً بعيون عدونا اما كفانا تقليداً كتقليد القردة ليصنع بنات الغرب ما شئن وما شاء لهن رجالهن فما لنا ولهم وتكونى أنت كما يريد لك الله ربك فليس فى الدنيا اكرم منك واطهر ما تمسكت بدينك وحافظت على حجابك وتخلقت بأخلاقك الحسنة .
وهذا ما قاله المستشرق شاتليه: ( إذا أردتم أن تغزو الإسلام وتخضدوا شوكته وتقضوا على هذه العقيدة التي قضت على كل العقائد السابقة واللاحقة لها ، والتي كانت السبب الأول والرئيسي لاعتزاز المسلمين بشموخهم وسبب سيادتهم وغزوهم للعالم ، عليكم أن توجهوا جهود هدمكم إلى نفوس الشباب المسلم بإماتة روح الإعتزاز بماضيهم وكتابهم القرآن ، وتحويلهم عن كل ذلك بواسطة نشر ثقافاتكم وتاريخكم ونشر روح الإباحية وتوفير عوامل الهدم المعنوي ، وحتى لو لم نجد إلا المغفلين منهم والسذج والبسطاء لكفانا ذلك لأن الشجرة يجب أن يتسبب لها في القطع أحد أغصانها.
وختاماً نذكرك بآيات طيبة من كلام الله تعالى :
( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا )
( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )


المراجع :
1/ روضه المحبين ونزهة المشتاقين للعلامه ابن القيم
2/ حكم الاختلاط للشيخ محمد ابراهيم آل الشيخ
3/ هويتنا او الهاويه للشيخ محمد اسماعيل المقدم


بين المرأة والرجل هل توجد علاقة بريئة وأخرى غير بريئة؟

قديم 15-03-2008, 11:59 AM
المشاركة 13
ريشهـ بيضآء
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد


أتمنى ان اكون قد وفقت في اختيآر الأهم ..!
وهذا لمن ارادت الفآئدة والاطلآع على بقية المقآلات او القصص..
أهذا هو الحب..؟!!
أهذا هو الحب ؟!

خطوات لـِ ثبآت التآئبآت ..
خطوات لثبات التائبات من عثرات الشبكة العنكبوتية !!

الانترنت .. والمزيد ..!
الفتاة والإنترنت


جزاكم الله خيرا

قال الشيخ/ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- " الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله".


بين القلوب البيضآء فقط .. والاروآح النقيهـ..
قد تقدر المسافهـ بين اثنين بـ الاآف الاميال وربع قرن وستون الف مليون من الثوآني والدقآئق والسآعآت والآيـآمْ
لكن المسآفهـ بين روحين و قلبين تقدر فقط بربع الثآنيهـ أو بـ حجم قلب الـعصفور صغير جداً..!
فلسفة الريشهـ فقط..!

{عٍندمِا لا تدْرِيِ النّفًسْ ... كيْف ترويًــ ...
روحٍا سًكِنتْ رُوحَهَا فَهٍيَ تَشْتَاآآأقْ ولٍكًنْ بصًمٍتْ مُؤلمْ..



{ Will REmain in My Heart
the mOst prEcioUs gift
and wOnderful SUrprise
It gaVe Me Days.. !


Purity of spirit




يآرب تدعون لي ..

(( لآ حــول ولآ قوة إلآ بالله ))




ربِّ إنّيِ مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ

حسبي الله الذي لآ اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم

لآ اله الا انت سبحآنكْ إني كنتْ من الظآلمينْ..


{ اللهم يآ مثبتْ القلوب ثبت قلبي على دينكْ ..
اللهم يآ مصرف القلوب والابصآر صرف قلبي على طآعتكْ..


+
قديم 16-07-2008, 12:49 AM
المشاركة 14
آآآسر القلووب
عضو يفوق الوصف
  • غير متواجد
الله يذكرك بالخير أختي ريشهـ بيضاء


مواضيع يجب لكل فتاة التوقف عندها قبل مضيها في هذه الحياة البائسة


نعلم أن هناك من الفتيات من بعن أنفسهن للدنيا ولا يبحثن سوى عن الحرام ,,, وهذا ليس ماتناقشينه بالتأكيد


ونعلم كذلك أن هناك فتيات في بداية الحياة وقد ينخدعن بوجود الحب واوهامه من قبل أناس أسرفوا في غيهم وطغيانهم ,,, وهذا الموضوع تبيان لمن ارادت النجاة من الذل في الدنيا والخزي يوم القيامه





والله يجزاك الجنة على كل حرف جلبتيه هنا لنشر العفاف بين كل من أحبوك هنا


جعلك الله قدوة وحفظك الله من كل سوء



وإن أختلفت المعرفات !!! لكني وجدت الاماكن لازالت مميزه

مزيدا ُ من التطور والابداع



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


الساعة الآن 12:36 AM.