تل أبيب: «الشرق الأوسط»

أنتج الجيش الإسرائيلي فيلما سينمائيا قصيرا ينوي عرضه في المدارس والنوادي في مستوطنات الضفة الغربية، وعدد من البلدات الحدودية الاسرائيلية، وذلك في اطار مكافحة ظاهرة ركوب الشباب اليهودي في سيارات فلسطينية.
والفيلم يبدو فيلم رعب مخيفا لدرجة جعلت منتجوه يشيرون في بدايته الى انه صعب المشاهدة. مدته 12 دقيقة وفيه يظهر الفلسطينيون متوحشين، بلا مشاعر. يخطفون صبيا ويقتلونه بهمجية وهم يقهقهون. بينما يظهر أبطال الفيلم من المستوطنين وهم ضحايا للاستبداد الفلسطيني.

ويبدأ الفيلم بعرض مجموعة من التلاميذ اليهود الأبرياء في مدرسة دينية في مستوطنة بيت ايل قرب رام الله، وهم يدرسون ويلعبون. ثم ينفرد أحدهم عنهم، وهو صبي في السادسة عشرة من عمره، ويغادر الى محطة الحافلة خارج المستوطنة. فتحضر سيارة فلسطينية يقودها شاب عربي (يمثل دوره جندي عربي في الجيش الاسرائيلي) تتوقف بالقرب منه. فيتقدم الصبي من السيارة ويسأل: هل تصل الى مستوطنة كوخاب يعقوب؟ فيجيب السائق بالايجاب. فيركب الصبي السيارة.

وبعد مسافة ما يشعر الصبي بان شيئا ما غريب في تصرفات السائق، ولكن قبل ان يتمكن من التصرف يبادر السائق الى وضع يديه في الأغلال. ويقوده نحو مزبلة نائية في رام الله، لا يأبه لبكاء الصبي واستغاثته. وعندما يصلان الى المكان المقرر يظهر شابان فلسطينيان ملثمان، هما عضوان في تنظيم مسلح. وفي البداية يمثلان دور الغاضبين من السائق ويصرخان في وجهه: هل جئت لنا بصبي لا يزال الحليب على شفتيه؟ لكن هذا الغضب لا يؤدي الى اعادة الصبي اليهودي، وهما أيضا لا يكترثان ببكائه ورجائه فيقتلانه وهو يصلي لربه. وينتهي الفيلم بمشهد يظهر فيه زملاء الصبي وهم يخبرون والدته بفقدانه، فتنهار أمام الشاشة.

وجاء من الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي ان انتاج هذا الفيلم تم بناء على كثرة عمليات خطف الجنود والمستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة وحدود لبنان. وفسر المشاهد القاسية في الفيلم بقوله انها جميعا أخذت من السيناريوهات الحقيقية لعمليات خطف سابقة نفذها فلسطينيون وتم تدوينها في الشهادات التي أدلى بها المعتقلون الفلسطينيون خلال اعترافاتهم في التحقيق.