قديم 03-11-2006, 04:06 AM
المشاركة 2
لحظة شوق
عضو ابدعنا بحروفه
  • غير متواجد
سؤال جميل ولذيذ كلذة اطلالتك عزيزي


من وجهة نظزري اضم اجابه علها تكون احدى الاجابات االجديده

العقل ليس جزء واحد وانما اجزاء تجتمع لتعطينا الاحرف الاربعه الا وهي العقل

فالتفكير .. واجزاء المخ .. والظمير ..

اتوقع انها هي من تكون ذلك الاسم الروحي الذي يعيش في ثلاثة اجزاء من اجسامنا فبدون احد تلك الاعمدة يسقط العقل .,

تقبل اعجابي وشكري ..,

لاعدمناااكـ ..,

قديم 03-11-2006, 06:34 AM
المشاركة 3

عضو له مكانه في قلوبنا

  • غير متواجد
السلام عليكم والرحمة

موضوع رائع يحمل بين ثناياه سؤال رايق
لكن لم يخطر لي أن أسأل نفسي عنه قبلاً!!

أرى أن أهمية العقل كأهمية القلب
كما القلب هو سبب لوجود الإنسان على هذه الحياة،
وتوقفه عن النبض هو في الحقيقة انتهاء عمر هذا الإنسان،،

العقل كذلك
فـ بدون العقل لن يستطيع الإنسان أن يدير أمور حياته
على اختلافها على جميع الأصعدة
وإذا ذهب،،لم يعد لحياته معنى..

من ذلك أرى نظرياً أن العقل بلا شك متواجد في مكان واحد لا أعلمه ولكن..
عملياً..أرى أن موقعه يجب أن يختلف باختلاف الموقف..



الوسيط،،
صراحة أتحفتنا بموضوع
سيفيدني بلا شك بمتابعتي لبقية مشاركات الأعضاء وآرائهم
فالسؤال أثار فضولي في تتبع الإجابة والبحث عنها..

ننتظر منك الجديد والمفيد الذي لطالما كان التميّز عنوانه..
الله يعطيك العافية

قديم 03-11-2006, 10:39 PM
المشاركة 4
السحاب
عضوتربع القمه
  • غير متواجد
اخي الوسيط
هذه محاولة للرد على سؤالك أتمنى بها الفائدة لك ولجميع القارئين المحترمين

سؤال أعجز الكثير من المفكرين والباحثين، والسبب في ذلك أن البعض منهم قاموا ببحوثهم غير مستندين إلى كلام الله ولا إلى الحقائق المنطقية الواقعية الثابتة، فأقاموا نظرياتهم المبنية على بنات أفكارهم ومن وجهات نظر ضيقة، والتي قد يقتربون بها من الصواب حيناً ولكنهم بالمقابل سوف يضلون عنه ويخطئوه أحياناً.

وآخرون لم يلفت هذا الموضوع نظرهم مطلقاً، بل اعتبروا العقل والفكر شيئاً واحداً، وهذا الأمر من الأمور المسلَّم بها. فهم أحياناً يقولون فكراً وأحياناً عقلاً وكلا الأمرين عندهم سواء.

فهؤلاء أيضاً قد أخطأؤوا إذ طالما أن لدينا لفظين مختلفين (عقل، فكر)، فحتماً هذين اللفظين يدلان بلا شك على معنيين مختلفين.

حتى أن الألفاظ المترادفة في اللغة تحمل معناً خاصاً منفرداً بكل لفظ، أي أننا حينما ننظر إلى المعنى الشمولي العام نرى اللفظين بمعنى واحداً أو متشابهاً. لكننا حينما ننظر إلى المعنى الدقيق، فإننا نرى معناً واحداً لا يتعدد لكل لفظ، لا يمكننا استبداله أو تعويضه أبداً.

فما العقل إذن؟ وما الفكر؟ وأين يتوضع كلٌّ منهما؟ وما وظيفتهما؟

العقل: هو صفة نفسية تسمى به النفس حينما تحوز حقيقة ما وتتمثلها وتتشربها، فتكون لباساً لها تتصف بها، فتكون عقلاً لها.

فالمدركات النفسية هي ما عقلته هذه النفس وتخللت به واتصفت به، فالنفس كالمرآة حينما تتجه لأمر بكليتها فينطبع بها. فهي بالأصل صفحة بيضاء نقية, وحينما ينطبع فيها أمر ويستحوذ عليها تسمى بتلك الحالة عقلاً.

فالعقل نفسي، أما الفكر دماغي. فكل أمر تهتم به النفس وتصدق بطلبه فتحوِّل شعاعها إلى الفكر فيعمل ويُطبع بها، فهذا الطبع في النفس يسمى (عقلاً).

للنفس شعاع حينما يسري لشيء فإنما يسري سريان نور الشمس، بل أسرع بكثير إن صَدَقتْ، وصتْ بهذا الشعاع إلى الأبدية، كما ترجع به إلى الأزل، فهي تصل بهذا الحال إلى الشيء قبل الوصول إليه فتعقله، فهذا هو العقل أيضاً.

حينما توقن النفس بالموت وتسري من خلاله إلى الآخرة فتشاهد ما فيها كما شاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أولئك المشاهدون بقلوبهم ونفوسهم مرافقون للنبيِّين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

وهنالك عقلٌ أزلي مكتسب عند الإنسان وعند الحيوان، وهذا ما طبعه الله على صفحات الأنفس جميعاً قبل مجيئها للدنيا كي تقوم بوظيفتها على أتم وجه، {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى، قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} سورة طه (49-50).

وقال تعالى: {سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى، وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} سورة الأعلى (1-3).

ونذكر على سبيل المثال الطفل الرضيع من الذي يهديه إلى ثدي أمه من أول لحظة يأتي بها إلى الحياة. والنحلة بمجرد خروجها من الخلية تجدها تسرع إلى الأزهار، فتمتص ما هو مودع فيها من الرحيق. ونقف البط يسبح في الماء من أول لحظة يخرج بها من البيضة، ونقف الدجاج لا يلبث أن يخرج من البيضة حتى يحفر الأرض ويفتش بالتراب باحثاً عن غذائه فيه، والمهر منذ خروجه من بطن أمه تراه يقفز إلى ثدييها فيمتص اللبن منها.

وقد كان من قبل مغيَّباً عنه ولم يطَّلع عليها، فمن الذي علَّم وهدى الطفل إلى الرضاعة؟ أم من هدى النحلة لامتصاص الرحيق من الأزهار؟ ونقف البط إلى السباحة؟ ونقف الدجاج إلى البحث في التراب عن غذائه؟ ومن هدى المهر لثديي أمه منذ خروجه؟

إنه العقل الملهم، أي ما طُبع في نفس كل مخلوق منذ الأزل للقيام بوظيفته، والحيوان يأتي ويسير في هذه الحياة على حسب ما طُبع فيه، ولا يمكن أن يغيِّر وظيفته، ولكن الإنسان هو المخلوق الوحيد من بين سائر المخلوقات الذي لديه المقدرة على التغيير والتبديل وطبع وعقل أشياء جديدة، فهذه الحياة بواسطة الفكر.. ولكن العقل بالنسبة للإنسان يتم بحالتين:

1ـ عقل لصور الأشياء: يتم كما ذكرنا سابقاً بصدق النفس وتوجهها للأمر الذي تبغيه، مثال: سائق السيارة في البداية يواجه صعوبات في قيادة السيارة ويستعمل كل حواسه وملكاته، أما بالنهاية وبعد أن يتعلم جيداً، أي بعد أن يعقل قيادة السيارة يصبح الأمر بالنسبة له بسيطاً جداً فتراه أثناء انطلاقه بسيارته يشعل لفافة التبغ ويتحدث ويغيب بأحاديث هامة، ولكنه ودون شعور ولا تركيز يقف أمام أضواء المرور الحمراء، ويتجاوز الخضراء ويتفادى الاصطدام بسيارات الغير.

وهب أن شخصاً ما يتقن السباحة، وبينما كان نائماً على ضفة بحرة أو بحيرة سقط أثناء تقلُّبه في النوم بالماء، فإنه وقبل أن يعي أين هو وماذا حدث ما الخبر، ترى حركات يديه ورجليه البارعتين بالسباحة تنقلانه على سطح الماء دون علم أو إدراك أو وعي لهما فلا يغرق! يحدث ذلك حتى قبل دوران دواليب فكره، أو إرادته.. وذلك هو العقل. لقد كانت نفسه قد عقلت السباحة فطبقتها باللاشعور منه.

2ـ أما بالنسبة لعقل حقيقة الأمور اليقينية: فهذا الأمر يحتاج لنور أقوى من الأنوار المادية التي نراها مثل ضوء الشمس والقمر والكهرباء وغيرها، إنه يحتاج لنور الإله العظيم جلّ جلاله، ولكن هذا متوقف على سير الإنسان بطريق الحق وصدقه مع ربِّه وسماعه وتطبيقه لأوامره تعالى التي يسمعها على لسان رسله الكرام. لذلك نشاهد كثيراً من الآيات الكريمة يخاطب الله تعالى بها رسله الكرام بأن يبلِّغوا عباده: {لقوم يعقلون}.

فالعقل إذن: هو ما تعيه النفس وتحتويه وحتى تعيه لا بد للإنسان من أن يتوجه إلى ذلك الشيء الذي ستعبّه نفسه وعلى قدر اهتمامه وتوجهه الكلي يكون عقله.

وعلى سبيل المثال في المدرسة نجد أن الطالب الذي توجّه بكليته إلى معلِّمه وكان مهتماً نراه يعقل ما تعلَّم بعكس من شرد ولم يعبأ بشروح وتفصيلات المعلِّم.

فالعقل إذن لا يتم إلاَّ بعد التفكير التأملي العميق، وهذا ما نلاحظه في آيات كثيرة من القرآن الكريم، حيث ترد كلمة (يتفكرون) وتليها مباشرة كلمة (لقوم يعقلون). قال تعالى: {وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} سورة الرعد (3-4).

{يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} سورة النحل (11-12).

نستنتج مما سبق أن العقل لا يكون إلاَّ بعد التفكير العميق في الشيء، والله سبحانه وتعالى لا يذكر كلمة (الفكر والعقل) عبثاً، فهناك فرق جوهري بينهما. وهذا ما بيَّناه آنفاً.

وإليك أمثلة أخرى:

مكوك نول النسيج إن كان خالٍ من الخيطان فهو لا ينسج قماشاً. إن كانت فيه الخيوط تنسج الأثواب القماشية والحريرية والصوفية المزركشة بالألوان الجميلة. وكذلك آلة الطباعة بوجود الحبر فيها يدخل الورق فارغاً ويخرج مملوءاً بالأخبار والصور والقصص، وإن لم يكن بالمطبعة حبر يدخل الورق أبيض ويخرج أبيض كما دخل. كذلك باجتماع الفكر مع النفس بدافع الخوف ينتج العقل والشهود النفسي، حينها تتقلَّب بالشهود بدوران الفكر (على المليان).

وإلى وجود العقل بالنفس يشير القرآن الكريم في سورة الحج: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} سورة الحج (46).

فهذه الآية تبين بأن العقل هو في القلب، أي: قلب النفس وليس في الرأس الذي يحوي آلية الفكر في الدماغ. هذا كله عن العقل.

أما الفكر: فكلمة (الفكر) لغةً مأخوذة من (فكَّك) و (رأى)، أي: إن آلية الدماغ حينما تتوارد إليها المشهودات بالعين أو المسموعات بالأذن أو المحسوسات بالحواس تبدأ بعملية التفكيك والتركيب، أي التحليل والاستدلال، وذلك حينما يكون المرء صادقاً في طلب الوصول لأمر ما فإن شعاع النفس يسري للدماغ فترى النفس مطلوبها.

وقد ميَّز تعالى الإنسان بهذا الفكر عن سائر مخلوقاته.

الفكر مركزه بالدماغ، فبواسطة هذا الفكر يستطيع الإنسان التفكيك والتحليل والإدراك، فهو القارب الوحيد لنجاة الإنسان وخلاصه من مخالب وبراثن محبة الدنيا الدنية ومهلكاتها. وبواسطة الفكر يستطيع الإنسان أن يسمو ويتسامى ويرقى لأعلى المراتب. وإذا أهمل المرء تفكيره ظلَّ أعمى ومقعداً لا يشاهد ولا يرى إلاَّ صور الأشياء وهو دون الحيوان في المرتبة. وبواسطة هذا الفكر يستطيع الإنسان أن يدل نفسه ويبعدها عن شهواتها المحرمة ويرقى ويسمو بالأنس بربه ويتسامى.

وكل ما نراه الآن من اختراعات وصناعات وتكنولوجيا إنما تم عن طريق التفكير والصدق في طلب ذلك، هذا لمن تحوَّل وصدق بتفكيره في مجالات الدنيا.

ويمكن التفكير والصدق في مجال آخر، في مجال الحياة الحقيقية والسعادة الأبدية وهذا لا يكون إلاَّ بالبحث عن الإله العظيم، إذ هو مصدر الحياة ومصدر السعادة الحقة ومصدر العطاء ومثالنا في ذلك الصحابة الكرام وصحابة الرسل عندما صدقوا بالبحث عن الإله العظيم وتعرَّفوا عليه، كيف أنهم نشروا العلم والسعادة والرحمة والعطف والإنسانية في جميع أنحاء المعمورة.. فأصبح الإنسان أخَ الإنسان وحبيبه وخليله.

أما مثالنا على من استخدم تفكيره للحياة الدنيا وأغراضها وشهواتها، ما نشاهده ونسمعه عن الغربيين والشرقيين دعاة الإنسانية.

ومن عدالة الله ورحمته أن منح هذا الفكر لكلِّ إنسان دون تمييز إنسان عن آخر.

والعقل يتم بالصدق فإذا صدق المرء بأمر من الأمور فسرعان ما يسري شعاع النفس إلى الفكر فتعمل دواليب الفكر ويُنتج.





بيت اعجبني

احدن يغض النظر خوفن من الله *** واحدن عينه على بيت القصيره


قديم 04-11-2006, 10:28 PM
المشاركة 5
الوسيط
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد
سؤال جميل ولذيذ كلذة اطلالتك عزيزي


من وجهة نظزري اضم اجابه علها تكون احدى الاجابات االجديده

العقل ليس جزء واحد وانما اجزاء تجتمع لتعطينا الاحرف الاربعه الا وهي العقل

فالتفكير .. واجزاء المخ .. والظمير ..

اتوقع انها هي من تكون ذلك الاسم الروحي الذي يعيش في ثلاثة اجزاء من اجسامنا فبدون احد تلك الاعمدة يسقط العقل .,

تقبل اعجابي وشكري ..,

لاعدمناااكـ ..,
الغالي لحظة شوق

لا عدمنا هذا الحضور القوي وهذه الآراء النيرة

أشكر لك هذا الاهتمام بالموضوع وتثبيته

وأكرر شكري على تلك الكلمات الرقراقة

بارك الله فيك وجزاك خيرا

وكن قريبا فثمت آراء قد تهمك في هذه القضية ...

الوسيط

إن الأدب الحقيقي الذي يرفع قدر صاحبه هو أن يتأدب المرء مع مولاه جل وعلا ويتتبع رضاه ويبتعد عن ما يسخطه هنالك يكون أديبا ومؤدبا أما غير ذلك فلا وألف لا ...
الوسيط
قديم 04-11-2006, 10:36 PM
المشاركة 6
الوسيط
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد
السلام عليكم والرحمة

موضوع رائع يحمل بين ثناياه سؤال رايق
لكن لم يخطر لي أن أسأل نفسي عنه قبلاً!!

أرى أن أهمية العقل كأهمية القلب
كما القلب هو سبب لوجود الإنسان على هذه الحياة،
وتوقفه عن النبض هو في الحقيقة انتهاء عمر هذا الإنسان،،

العقل كذلك
فـ بدون العقل لن يستطيع الإنسان أن يدير أمور حياته
على اختلافها على جميع الأصعدة
وإذا ذهب،،لم يعد لحياته معنى..

من ذلك أرى نظرياً أن العقل بلا شك متواجد في مكان واحد لا أعلمه ولكن..
عملياً..أرى أن موقعه يجب أن يختلف باختلاف الموقف..



الوسيط،،
صراحة أتحفتنا بموضوع
سيفيدني بلا شك بمتابعتي لبقية مشاركات الأعضاء وآرائهم
فالسؤال أثار فضولي في تتبع الإجابة والبحث عنها..

ننتظر منك الجديد والمفيد الذي لطالما كان التميّز عنوانه..
الله يعطيك العافية

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الرائع هنا هو حضورك عزيزتي كل الحزن

ولا شك أن لك إطلالة مميزة كرسم تلك الكلمات التي دائما ما تنتقى بعناية

أشكر لك هذا الثناء وحسن الظن

بارك الله فيك وجزاك خيرا

وكوني قريبة

تحياتي ...

إن الأدب الحقيقي الذي يرفع قدر صاحبه هو أن يتأدب المرء مع مولاه جل وعلا ويتتبع رضاه ويبتعد عن ما يسخطه هنالك يكون أديبا ومؤدبا أما غير ذلك فلا وألف لا ...
الوسيط
قديم 04-11-2006, 10:48 PM
المشاركة 7
الوسيط
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد
[size=4][color=#339966][font=Simplified Arabic]الغالي السحاب

بارك الله فيك وجزاك خيرا

أخي الفاضل ما خطته يداك في هذا الموضوع كلمات رائعة وتحتاج إلى كثير من الوقفات

ولكن لعلنا نقف سويا أمام هذا الرأي والتفصيل الذي سأورده الآن ثم يكون للحديث مجال ..

وفقنا الله وإياك لطاعته وجزاك خيرا ... [/font][/color][/size]

إن الأدب الحقيقي الذي يرفع قدر صاحبه هو أن يتأدب المرء مع مولاه جل وعلا ويتتبع رضاه ويبتعد عن ما يسخطه هنالك يكون أديبا ومؤدبا أما غير ذلك فلا وألف لا ...
الوسيط
قديم 04-11-2006, 11:00 PM
المشاركة 8
الوسيط
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب المعالي أخي المكرم الشيخ محمد الأمين بن الشيخ محمد الخضر حفظه الله ووفقه السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته ، وبعد :
فقد وصلنا خطابكم الكريم بتاريخ 23/ 4/1389هـ وفهمنا ماسألتم عنه والجواب ، حفظكم الله ووفقكم ، عن المسألة الأولى التي هي محل العقل هــو ما تراه ، ولا يخفى على معاليكم أن بحث العقل بحث فلسفي قديم ، وللفلاسفة فيه مائة طريق باعتبارات كثيرة مختلفة ، غالبها كله تخمين وكذب وتخبط في ظلام الجهل ، وهم يسمون الملائكة عقولاً ويكثرون البحث في العقول العشرة المعروفة عندهم ويزعمون أن المؤثر في العلم هو العقل الفياض وأن نوره ينعكس على العالم كما تنعكس الشمس على المرآة فتحصل تأثيراته بذلك الانعكاس ، ويبحثون في العقل البسيط الذي يمثل به المنطقيون للنوع البسيط ، إلى غير ذلك من بحوثهم الباطلة المتعلقة بالعقل من نواح شتى ، ومن تلك البحوث قول عامتهم إلا القليل منهم ، إن محل العقل الدماغ – وتبعهم في ذلك قليل من المسلمين ، ويذكر عن الإمام أحمد أنه جاءت عنه رواية بذلك . وعامة علماء المسلمين على أن محل العقل القلب ، وسنوضح إن شاء الله تعالى حجج الطرفين ونبين ما هو الصواب في ذلك.

أعلم وفقنا الله وإياك ، إن العقل نور روحاني تدرك به النفس العلوم النظرية والضرورية ، وإن من خلقه وأبرزه من العدم إلى الوجود ، وزين به العقلاء وأكرمهم به أعلم بمكانه الذي جعله فيه من جهلة الفلاسفة الكفرة الخالية قلوبهم من نور سماوي وتعليم إلهي ، وليس أحد بعد الله أعلم بمكان العقل من النبي صلى الله علية وسلم الذي قال في حقه ( ماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي ) وقال تعالى عن نفسه ( أأنتم أعلم أم الله ) والآيات القرآنية والأحاديث النبوية في كل منهما التصريح بكثرة أن محل العقل القلب ، وكثرة ذلك وتكراره في الوحيين لا يترك احتمالاً ولاشك في ذلك ، وكل نظر عقلي صحيح يستحيل أن يخالف الوحي الصريح ، ونذكر طرفاً من الآيات الكثيرة الدالة على ذلك وطرفاً من الأحاديث النبوية ، ثم نبين حجة من خالف الوحي من الفلاسفة ومن تبعهم ونوضح الصواب في ذلك إن شاء الله تعالى وأعلم أولاً أنه يغلب في الكتاب والسنة إطلاق القلب وإرادة العقل وذلك أسلوب عربي معروف لأن من أساليب اللغة العربية إطلاق المحل وإرادة الحال فيه كعكسه والقائلون بالمجاز يسمون ذلك الأسلوب العربي مجازاً مرسلاً ، ومن علاقات المجاز المرسل عندهم المحلية والحالية كإطلاق القلب وإرادة العقل لأن القلب محل العقل وكإطلاق النهر الذي هو الشق في الأرض على الماء الجاري فيه كما هو معلوم في محله .
وهذه بعض نصوص الوحيين قال تعالى ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ) الآية ، فعابهم الله بأنهم لا يفقهون بقلوبهم ، والفقه الذي هو الفهم لا يكون إلا بالعقل ، فدل ذلك على أن القلب محل العقل ، ولو كان الأمر كما زعم الفلاسفة لقال لهم أدمغه لا يفقهون بها .
وقال تعالي ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو أذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) ولم يقل فتكون لهم أدمغه يعقلون بها ، ولم يقل ولكن تعمى الأدمغه التي في الرؤوس كما ترى ، فقد صرح في آية الحج هذه بأن القلوب هي التي يعقل بها وما ذلك إلا لأنها محل العقل كما ترى ثم أكد ذلك تأكيداً لا يترك شبهة ولا لبساً فقال تعالى ( ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) فتأمل قوله التي في الصدور تفهم مافيه من التأكيد والإيضاح ومعناه أن القلوب التي في الصدور هي التي تعمى إذا سلب الله منها نور العقل فلا تميز بعد عماها بين الحق والباطل ولا بين الحسن والقبيح ولا بين النافع والضار وهو صريح بأن الذي يميز به كل ذلك وهو العقل ومحله في القلب .
وقال تعالى ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) ولم يقل بدماغ سليم وقال تعالى ( ختم الله على قلوبهم ) الآية ولم يقل على أدمغتهم وقال تعالى ( إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ) الآية ومفهوم مخالفة الآية أنه لو لم يجعل الأكنة على قلوبهم لفقهوه بقلوبهم وذلك لأن محل العقل القلب كما ترى ، ولم يقل أنا جعلنا على أدمغتهم أكنه أن يفقهوه . وقال تعالى ( إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب ) الآية ، ولم يقل لمن كان له دماغ وقال تعالى ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك ) الآية ، ولم يقل ثم قست أدمغتكم وكون القلب إذا قسا لم يطع صاحبه الله وإذا لان أطاع الله ، دليل على أن المميز الذي تراد به الطاعة والمعصية محله القلب كما ترى وهو العقل .
وقال تعالى ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) الآية ، وقال تعالى ( فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ) الآية ، ولم يقل فويل للقاسية أدمغتهم ولم يقل فطال عليهم الأمد فقست أدمغتهم وقال تعالى ( أفرأيت من أتخذ ألهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه ) الآية ، ولم يقل وختم على سمعه ودماغه وقال تعالى ( وأعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) الآية ، ولم يقل ودماغه ، وقال تعالى ( يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ) الآية ولم يقل ما ليس في أدمغتهم وقال تعالى ( فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة ) الآية ولم يقل أدمغتهم منكرة وقال تعالى حتى إذا فزع عن قلوبهم ) الآية ولم يقل ، إذا فزع عن أدمغتهم وقال تعالى ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) الآية ولم يقل أم على أدمغه أقفالها وأنظر ما أصرح آية القتال هذه في أن التدبر وأدراك المعاني به إنما هو القلب ولو جعل على القلب قفل لم يحصل الإدراك فتبين أن الدماغ ليس هو محل الإدراك كما ترى ، وقال تعالى ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) ولم يقل أزاغ الله أدمغتهم وقال تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ولم يقل تطمئن الأدمغة - وقال تعالى ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) ولم يقل وجلت أدمغتهم ، والطمأنينة والخوف عند ذكر الله كلاهما إنما يحصل بالفهم والإدراك ، وقد صرحت الآيات المذكورة بأن محل ذلك القلب لا الدماغ وبين في آيات كثيرة أن الذي يدرك الخطر فيخاف منه هو القلب الذي هو محل العقل لا الدماغ ، كقوله تعالى ( وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ) الآية وقوله تعالى ( قلوب يومئذ واجفه الآية ، وإن كان الخوف تظهر آثاره على الإنسان ، وقال تعالى ( أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم ) ولم يقل ونطبع على أدمغتهم ، وقال تعالى ( وربطنا على قلوبهم إذ قاموا ) الآية وقال تعالى ( إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها ) والآيتان المذكورتان فيهما الدلالة على أن محل إدراك الخطر المسبب للخوف هو القلب كما ترى لا الدماغ والآيا ت الواردة في الطبع على القلوب متعددة كقوله تعالى ( ذلك بأنهم أمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم ) الآية ولم يقل فطبع على أدمغتهم ، وكقوله تعالى ( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف فطبع على قلوبهم ) الآية ولم يقل على أدمغتهم وقال تعالى ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) الآية والطمأنينة بالإيمان إنما تحصل بإدراك فضل الإيمان وحسن نتائجه وعواقبه وقد صرح في هذه الآية بإسناد ذلك اطمئناناً إلى القلب الذي هو محل العقل الذي هو أداة النفس في الإدراك ولم يقل ودماغه مطمئن بالإيمان .
وقال تعالى ( قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) ولم يقل في أدمغتكم – وقال تعالى ( أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ) فقوله ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ، وقوله كتب في قلوبهم الإيمان ، صريح في أن المحل الذي يدخله الإيمان في المؤمن وينتفـــي عنه دخوله في الكافر إنما هو القلب لا الدماغ ، وأساس الإيمان إيمان القلب لأن الجوارح كلها تبع له كما قال صلى الله عليه وسلم ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب ) فظهر بذلك دلالة الآيتين المذكورتين على أن المصدر الأول للإيمان القلب فإذا آمن القلب آمنت الجوارح بفعل المأمورات وترك المنهيات لأن القلب أمير البدن ، وذلك يدل دلالة واضحة على أن القلب ما كان كذلك إلا لأنه محل العقل الذي به الإدراك والفهم كما ترى .
وقال تعالى ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ) الآية ، فأسند الإثم بكتم الشهادة للقلب ولم يسنده للدماغ ، وذلك يدل على أن كتم الشهادة الذي هو سبب الإثم واقع عن عمد وأن محل ذلك العمد القلب وذلك لأنه محل العقل الذي يحصل به الإدراك وقصد الطاعة وقصد المعصية كما ترى . وقال تعالى في حفصة وعائشة رضي الله عنهما ( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ) أي مالت قلوبكما إلى أمر تعلمان أنه صلى الله عليه وسلم يكرهه ، سواء قلنا أنه تحريم شرب العسل الذي كانت تسقيه إياه إحدى نسائه ، أو قلنا أنه تحريمه جاريته ماريه ، فقوله صغت قلوبكما أي مالت يدل على أن الإدراك وقصد الميل المذكور محله القلب ، ولو كان الدماغ ، لقال فقد صغت أدمغتكما كما ترى ولما ذكر كل من اليهود والمشركين أن محل عقولهم هو قلوبهم قررهم الله على ذلك لأن كون القلب محل العقل حق ، وأبطل دعواهم من جهة أخرى وذلك يدل بإيضاح على أن محل العقل القلب أما اليهود لعنهم الله ، فقد ذكـر الله ذلك بمنعهم في قوله تعالى ( وقالوا قلوبنا غلف ) فقال تعالى ( بل طبع الله عليها بكفرهم ) فقولهم قلوبنا غلف بسكون اللام يعنون أن عليها غلافاً أي غشاءً
يمنعها من فهم ما تقول ، فقررهم الله على أن قلوبهم هي محل الفهم والإدراك لأنها محل العقل ولكن كذبهم في ادعائهم أن عليها غلافاً مانعاً من الفهم ، فقال على سبيل المثال الإضراب الابطالي ( بل طبع الله عليها بكفرهم ) الآية أما على قراءة ابن عباس قلوبنا غلف بضمتين يعنون أن قلوبهم كأنها غلاف محشو بالعلوم والمعارف فلا حاجة لنا إلى ما تدعوننا إليه ، وذلك يدل على علمهم بأن محل العلم والفهم القلوب لا الأدمغة ... وأما المشركون فقد ذكر الله ذلك عنهم في قوله تعالى .. ( وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعون إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب ) الآية ، فكانوا عالمين بأن محل العقل القلب ولذا قالوا قلوبنا في أكنه مما تدعونا إليه ، ولم يقولوا أدمغتنا في أكنه مما تدعونا إليه ، والله لم يكذبهم في ذلك ولكنه وبخهم على كفرهم بقوله ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ) الآية . وهذه الآيات التي أطلق فيها القلب مراداً به العقل لأن القلب هو محله ، أوضح الله المراد منها بقوله ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها ) فصرح بأنهم يعقلون بالقلوب وهو يدل على أن محل العقل القلب دلالة لا مطعن فيها كما ترى – وقال تعالى ( إن يشأ الله يختم علـى قلبك ) ولم يقل يختم على دماغك – وقال تعالى ( قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به ) الآية ، ولم يقل وختم على أدمغتكم وقال تعالى في النحل ( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون ) الآية ، وقال تعالى ( أولئك الذين أمتحن الله قلوبهم للتقوى ) الآية ولم يقل أمتحن أدمغتهم . وقال تعالى ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم ) الآية والآيات بمثل هذا كثيرة ، ولنكتف منها بما ذكرنا خشية الإطالة المملة .
وأما الأحاديث المطابقة للآيات التي ذكرنا الدالة على أن محل العقل القلب فهي كثيرة جداً كالحديث الصحيح الذي ذكر والذي فيه ألا وهى القلب ، ولم يقل فيه ألا وهى والدماغ وكقوله صلى الله عليه وسلـم ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) ولم يقل يا مقلب الأدمغة ثبت دماغي على دينك ، وكقوله صلى الله علية وسلم ( قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن ) وهو من أحاديث الصفات ولم يقل دماغ المؤمن إلخ . والأحاديث بمثل هذا كثيرة جداً فلا نطيل بها الكلام .
وقد تبين مما ذكرنا أن خالق العقل وواهبه للإنسان بين في آيات قرآنية كثيرة أن محل العقل القلب ، وخالقه أعلم بمكانه من كفرة الفلاسفة ، وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم كما رأيت أما عامة الفلاسفة إلا القليل النادر منهم فإنهم يقولون أن محل العقل الدماغ وشذت طائفة من متأخريهم فزعموا أن العقل ليس له مركز مكاني في الإنسان أصلاً وإنما هو زماني محض لا ما كان له ، وقول هؤلاء أظهر سقوطاً من أن نشتغل بالكلام عليه . ومن أشهر الأدلة التي يستدل بها القائلون أن محل العقل الدماغ هو أن كل شيئ يؤثر في الدماغ يؤثر في العقل ، ونحن لا ننكر إن العقل قد يتأثر بتـأثير الدماغ ولكن نقول بموجبه ، فنقول سلمنا أن العقل قد يتأثر بتأثر الدماغ ولكن لا نسلم أن ذلك يستلزم أن محله الدماغ ، وكم من عضو من أعضاء الإنسان خارج عن الدماغ بلا نزاع وهو يتأثر بتأثر الدماغ كما هو معلوم ، وكم من شلل في بعض أعضاء الإنسان ناشئ عن اختلال واقع في الدماغ ، فالعقل خارج عن الدماغ ولكن سلامته مشروطة بسلامة الدماغ كالأعضاء التي تختل باختلال الدماغ فإنها خارجة عنه مع أن سلامتها مشروطة فيها سلامة الدماغ كما هو معروف . وإظهار حجة هؤلاء والرد عليها على الوجه المعروف في آداب البحث والمناظرة أن حاصل دليلهم أنهم يستدلون بقياس منطقي من الشرطي المتصل المركب من شرطية متصلة لزومية واستثنائية يستثنون فيه نقيض التالي فينتج لهم في زعمهم دعواهم المذكورة التي هي نقيض المقدم ، وصورته أنهم يقولون لو لم يكن العقل في الدماغ لما تأثر بكل مؤثر على الدماغ لكنه يتأثر بكل مؤثر على الدماغ ، ينتج العقل في الدماغ – وهذا الاستدلال مردود بالنقض التفصيلي الذي هو المنع وذلك بمنع كبراه التي هى شرطيته فنقول المانع منع قولك لو لم يكن العقل في الدماغ لما تأثر بكل مؤثر في الدماغ بل هو خارج عن الدماغ مع أنه يتأثر بكل مؤثر على الدماغ كغيره من الأعضاء التي تتأثر بتأثر الدماغ ، فالربط بين التالي والمقدم غير صحيح ، والمحل الذي يتوارد عليه الصدق والكذب في الشرطية إنما هو الربط بين مقدمها وتاليها ، فإن لم يكن الربط صحيحاً ، كانت كاذبة ، والربط في قضيتهم المذكورة كاذب ، فظهر بطلان دعواهم . وهناك طائفة ثالثة أرادت أن تجمع بين القولين فقالت : إن مادل عليه الوحي من كون محل العقل هو القلب صحيح ، وما يقوله الفلاسفة ومن وافقهم من أن محله الدماغ صحيح أيضاً ، فلا منافاه بين القولين ، قالوا : ووجه الجمع أن العقل في القلب كما في القرآن والسنة ولكن نوره يتصاعد من القلب فيتصل بالدماغ وبواسطة اتصاله بالدماغ يصدق عليه أنه في الدماغ من غير منافاه لكون محله هو القلب ، قالوا : وبـهذا يندفع التعارض بين النظر العقلي الذي زعمه الفلاسفة وبين الوحي وأستدل بعضهم لهذا الجمع بالاستقراء غير التام وهو المعروف في الأصول بإلحاق الفرد بالغالب وهو حجة ظنية عند جماعة من الأصوليين وعليه أشار صاحب مراقي السعود في كتاب الاستدلال في الكلام على أقسام الاستقراء بقوله :
وهو لدى البعض إلى الظن انتسب ... يشمى لحوق الفرد بالذي غلب
ومعلوم أن الاستقراء هو تتبع الإفراد حتى يغلب على ظنه أن ذلك الحكم مطرد في جميع الإفراد ، وإيضاح هذا أن القائلين بالجمع المذكور بين الوحي وأقوال أهل الفلسفة في محل العقل ، قالت جماعة منهم دليلنا على هذا الجمع الاستقراء غير التام ، وذلك أنهم قالوا تتبعنا أفراد الإنسان الطويل العنق طولاً مفرطاً زائداً على المعهود زيادة بينة ، فوجدنا كل طويل العنق طولاً مفرطاً ناقص العقل وذلك لأن طول العنق طولاً مفرطاً يلزمه بعد المسافة بين طريق نور العقل الكائن في القلب وبين المتصاعد منه إلى الدماغ ، وبعد المسافة بين طرفيه قد يؤدي إلى عدم تماسكه واجتماعه فيظهر فيه النقص ، وهذا الدليل كما ترى ، ليس فيه مقنع وإن كان يشاهد مثله في الخارج كثيراً ، فتحصل من هذا أن الذي يقول أن العقل في الدماغ وحده وليس في القلب منه شيئ أن قوله في غاية البطلان لأنه مكذب لآيات وأحاديث كثيرة كما ذكرنا بعضه ، وهذا القول لا يتجرأ عليه مسلم إلا إن كان لا يؤمن بكتاب الله ولا بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو إن كان كذلك ليس بمسلم ومن قال أنه في القلب وحده وليس في الدماغ منه شيئ فقوله هو ظاهر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يقم دليل جازم قاطع من نقل ولا عقل على خلافه ، ومن جمع بين القولين فقوله جائز عقلاً ولا تكذيب فيه للكتاب ولا للسنة ولكنه يحتاج إلى دليل يجب الرجوع إليه ، ولا دليل عليه من النقل فإن قام عليه دليل من عقل أو استقراء يحتج به فلا مانع من قبوله ، والعلم عند الله تعالى ، وهذا ما يتعلق بالمسألة الأولى .



من فتاوي فضيلة الشيخ
محمد الأمين بن محمد المختار الجَكَنيُ الشنقيطي


المصدر - تفضل بالدخول

إن الأدب الحقيقي الذي يرفع قدر صاحبه هو أن يتأدب المرء مع مولاه جل وعلا ويتتبع رضاه ويبتعد عن ما يسخطه هنالك يكون أديبا ومؤدبا أما غير ذلك فلا وألف لا ...
الوسيط
قديم 05-11-2006, 10:35 PM
المشاركة 9
لحظة شوق
عضو ابدعنا بحروفه
  • غير متواجد
جزاكم الله كل الخير

صراحة كفيتم ووفيتم

اخي السحاب ازدتنا نورا بقلمك

اخي الوسيط كفيت ووفيت

لاعدمناااكم ومن افضل المواضيع اللتي وجدنا فيها الفائده وسيثبت الموضوع لما فية من

الفائده والحكمه لخلق الله سبحانه وتعالى

سبحانك اللهم لاعلم لنا الا ما علمتنا

قديم 12-11-2006, 04:29 PM
المشاركة 10
السحاب
عضوتربع القمه
  • غير متواجد
اخي الغالي الوسيط


انا اقف امام الدين


والشيخ محمد الامين الشنقيطي علامة جهبذ لا يقارن رحمه الله تعالى





بيت اعجبني

احدن يغض النظر خوفن من الله *** واحدن عينه على بيت القصيره


قديم 19-11-2006, 12:57 AM
المشاركة 11
سلطانة الشوق
عضو أمتعنا وجوده
  • غير متواجد
موضوع رائــــــــــــــــع

اعتقد ان مشاركة الاأعضاء السابقين تغني عن مشاركتي لان كل عضو ادهشني

بروعة رده وخوصآ اخي السحاب


يعطيك الف عافيه اخي الوسيط على طرحك الرائع

تـــــــــــــــــــــحــــــــــــــــــــيــــــ ــــااااااااااااااااااتـــــــــــــــــــي

ربي اجعلنا من المقبولين في شهرك الكريم
كــــل عـــــام وانتم بخير
ومن العايدين قبل الزحمه



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


الساعة الآن 02:21 AM.